Saturday, August 7, 2010

نقض : الفكر التجسيمي أقرب إلى الوثنية منه إلى التوحيد

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه
نقد مقال لحبشي جهمي من أهل الالحاد في صفات رب العباد الذي كتب مقالا بعنوان : الفكر التجسيمي أقرب إلى الوثنية منه إلى التوحيد. وسيتم نقد المقال حسب الطاقة لضيق الوقت الشديد. أول ما يلاحظ على المقال هو خلوه من فهم سلف الامة للنصوص بل مجرد تفسير أو كلام انشائي من كيس الكاتب لا دليل عليه وهذا يكفي في نقض مقاله من أساسه. لكن لن نكتفي بهذا فسيتم بعون الله نقد كلامه بروابط سيتم فيما بعد الاقتباس منها. قبل الاطلاع على المقال الجهمي نرشد القارئ الى مفهوم التجسيم عن السلف : { ما التجسيم والتشبيه والتمثيل ؟ }
(ما بين قوسين وينتهي بنجمة فهو رد على المقال الحبشي الجهمي القبوري)
-----------------------------
الفكر التجسيمي أقرب إلى الوثنية منه إلى التوحيد


تعالوا نحلل معاً خطر الفكر التجسيمي على التوحيد من خلال النقاط الآتية:

إثبات الجسمية و لوزامها هو دعوة للوثنية:
المتأمل في طائفة المجسمة يجد أن دعوتهم ترسخ في نفوس الناس الوثنية أكثر من ترسيخها لمفهوم التوحيد وهذا ملاحظ في كلامهم وفي تفاصيل دعوتهم مع أنهم يظهروا للعامة أنهم هم أهل التوحيد وهذا تضليل واضح منهم للعامة وبسطاء الناس أما اهل العلم فالحقيقة واضحة بالنسبة لهم .
فالملاحظ انهم يحاولون أن يزرعوا في نفوس الناس أن الله تعالى تجري عليه أحكام الاجسام من الجهة والحد والمكان والزمان وغيرها ما يسمونه بصفات الافعال (ينظر هنا : أفعال الله وقيام الحوادث - مختار الطيباوي)* او الصفات الخبرية كما يحلو لابن تيمية وابن عثيمين ان يسميها كالنزول والضحك والغضب والحركة والنقلة والمشي والهرولة وغيرها، فبالله عليكم بعد أن نثبت لله تعالى هذه الصفات الملازمة لمفهوم الجسمية وهذه القضايا التي لا تصدر الا عن جسم هل يبقي معنى للإله إلا أن يكون جسما تجري عليه الاجسام فلو قلنا لشخص ارسم لنا هذا الموجود الذي اوصافه كذا وكذا كما يقول المجسمة لاستطاع اي شخص أن يرسم صورة تقريبية للعرش ثم الكرسي فوقه ثم الاله فوق الكرسي وفوق العرش ثم يرسم لنا يديه وعينيه ورجله ووجهه وغيرها من الاوصاف التي يثبتونها بحجة انهم يثبتون لله ما يثبته لنفسه أوليس الله تعالى ايضا أثبت لنفسه أنه ليس كمثله شيء ولكنهم أشربوا في قلوبه التجسيم نسأل الله تعالى السلامة. 

(لا يوجد بين الخالق والمخلوق الا تشابه الاسماء أما الحقائق فهي مختلفة. ولكن التجسيم عند اوليائكم أيها المجسم ! استمتع بالفنان ابن عربي كبريتكم الاحمر :  (شاهد أحداث يوم القيامة وغيرها بالصــور .. والمصور نبي الصوفية ابن عربي ..!!) )*

الخطر في دعوة التجسيم:
من الأسباب التي جرت الامم السابقة لعبادة الاصنام هي محاولة تجسيد الاله، وهذا ما وقع لكثير من الامم السابقة فهم أرادوا ان يجسدوا الاله ليكون أقرب لنفوسهم ليسهل التعامل معه فأخذوا يرسمون الأله على الحجارة وينحتونها بأيديهم ولذلك قال الله تعالى عنهم : (وما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) فهم اولاً بنص صريح الآية يعبدونها، ولكن يعبدون ماذا؟ يعبدون صفات الإله التي يرونها مجسده على الحجارة إذن هناك عبادة حقيقية وعللوا سبب العبادة أنهم يريدون من هذه العبادة أن يقربوا إلى أذهانهم صورة الاله فيتخيلونها على الحجارة ليقربهم هذا التخيل إلى الله تعالى.



( الله أكبر !!!  جريمة بكل معنى الكلمة !!!!!!!!!!
تحريف فاضح لمعاني آيات كتاب الله تعالى وتحريف متعمد لنصرة عقيدة التعطيل والالحاد في صفات رب العباد فالاحباش فيهم ترفض وموالاة للروافض المعتزلة !!! قاتلهم الله أنى يؤفكون.
  من (صحيح البخاري)  باب ( ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ) :
"حدثنا إبراهيم بن موسى أخبرنا هشام عن ابن جريج وقال عطاء عن ابن عباس - رضى الله عنهما - صارت الأوثان التى كانت فى قوم نوح فى العرب بعد ، أما ود كانت لكلب بدومة الجندل ، وأما سواع كانت لهذيل ، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبنى غطيف بالجرف عند سبا ، وأما يعوق فكانت لهمدان ، وأما نسر فكانت لحمير ، لآل ذى الكلاع . أسماء رجال صالحين من قوم نوح ، فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا إلى مجالسهم التى كانوا يجلسون أنصابا ، وسموها بأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى إذا هلك أولئك وتنسخ العلم عبدت" . ا.هــــ  فانظروا الى تحريف الحبشي ! صور الاصنام كانت صور رجال قوم نوح الصالحين وما عملت في الاصل الا لكي تذكر قوم نوح بهؤلاء الرجال الصالحين الاموات وليس هي صور لصفات الله تعالى الله عما يفتريه هؤلاء الجهمية الاحباش عُبّاد الاموات  أحفاد مشركي قوم نوح. فاستعانة مشركي قوم نوح والصوفية بالاموات عقيدة واحدة. فمدد يا جيلاني هو هو مدد يا سواع !!!!!! لا فرق.

وهذا تفسير الاية من تفسير شيخ المفسرين الامام ابن جرير الطبري :
حدثنا بشر  قال : ثنا يزيد  قال : ثنا سعيد ،  عن قتادة   ( ألا لله الدين الخالص  ) شهادة أن لا إله إلا الله  .
وقوله : ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) يقول - تعالى ذكره - : والذين اتخذوا من دون الله أولياء يتولونهم ، ويعبدونهم من دون الله ، يقولون لهم : ما نعبدكم أيها الآلهة إلا لتقربونا إلى الله زلفى ، قربة ومنزلة ، وتشفعوا لنا عنده في حاجاتنا ، وهي فيما ذكر في قراءة أبي : " ما نعبدكم " ، وفي قراءة عبد الله : " ( قالوا ما نعبدهم ) وإنما حسن ذلك لأن الحكاية إذا كانت بالقول مضمرا كان أو ظاهرا ، جعل الغائب أحيانا كالمخاطب ، ويترك أخرى كالغائب ، وقد بينت ذلك في موضعه فيما مضى .
حدثنا محمد بن الحسين قال : ثنا أحمد بن المفضل قال : ثنا أسباط ، عن السدي قال : هي في قراءة عبد الله : " قالوا ما نعبدهم " . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
حدثنا محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله : ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) قال : قريش تقوله للأوثان ، ومن قبلهم يقوله للملائكة ولعيسى ابن مريم ولعزير .
حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) قالوا : ما نعبد هؤلاء إلا ليقربونا ، إلا ليشفعوا لنا عند الله .
حدثنا محمد قال : ثنا أحمد قال : ثنا أسباط ، عن السدي في قوله : ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) قال : هي منزلة .
[ ص: 252 ] حدثني علي قال : ثنا أبو صالح قال : ثنا معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس في قوله : ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) .
وقوله : ( ولو شاء الله ما أشركوا ) يقول سبحانه : لو شئت لجمعتهم على الهدى أجمعين .
حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : ( ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) قال : قالوا هم شفعاؤنا عند الله ، وهم الذين يقربوننا إلى الله زلفى يوم القيامة للأوثان ، والزلفى : القرب)*
وأيضا قال تعالى أفتعبدون ما تنحتون) إذن هم كانوا ينحتونها ليعبدوها لأنهم كانوا يرون فيها صفات الاله التي كانوا يجسدونها على هذه الاحجار ولا يعبدون نفس الحجر في البداية، والآية صريحة في انهم يعبدونها ولا يتصور من عاقل ان يعبد من هو أقل منه رتبة في الوجود إلا في حالة واحدة انهم كانوا يرون صفات الاله أو يرون معني معينة في هذه الاحجاروهذا التجسيد للإله هو من أحد الأسباب التي ادخل الوثنية للأمم .
( وليعلم المؤمن بالله وكتابه وسنة نبيه أن التحريف عند الاشاعرة وأهل الكلام ليس بجديد فقد توارثوه جيلا بعد جيل !
ونبدأ بالرازي الذي أتى بتحريف عظيم للآية { وجاء ربك } .
فزعم : (أن الرب هو المربي  فلعل ملكاً عظيماً هو أعظم الملائكة كان مربياً لنبي صلى الله عليه وسلم وكان هو المراد من قوله وجاء ربك والملك صفاً صفاً) " أساس التقديس 143"
وهذا نموذج لجرأة أهل الكلام على تحريف كتاب الله كل ذلك بإسم التنزيه !
وزعم أن قوله صلى الله عليه وسلم ( فيضحك الرب منه ) قد حصل فيه الغلط في إعراب هذا اللفظ وأن الصواب أنه بضم الياء أي يُضحِك اللهُ الملائكةَ !!!!!!!!!! ) " أساس التقديس189"
وزاد الماتريدي تحريفاً آخر فحرف الآية مستبدلاً الواو في { والملك } بالباء فصار المعنى (وجاء ربك بالملك صفاً صفاً ) " تأويلات أهل السنة 1/83-85 تحقيق عوضين وذكره ابن فورك في مشكل الحديث ص208 عن بعض أهل التفسير "
وهو يسمونه إمام أهل السنة ! وهذا تحريف شبيه بمن زاد اللام في الإستواء فجعلها ( استولى) . بل أعظم لأن تغيير لفظ القرآن أعظم من تحريف المعنى .
وجاء النسفي فنسف الآية بتأويلاته ووافق قول الماتريدي " تفسير النسفي 4/356" وقال : ( لا يجوز أن يوصف الله بالمجيء والذهاب ) . "بحر الكلام 23" وقوله إفك عظيم فإن الذي وصف الله بالمجيء هو الله نفسه . فكيف يحكم على ما أجازه الله بأنه غير جائز ؟!


ولقد قال بعض الجهمية لأبي عمرو بن العلاء - أحد القراء السبعة - : أريد أن تقرأ : وكلم الله موسى ، بنصب اسم الله ، ليكون موسى هو المتكلم لا الله ! فقال أبو عمرو : هب أني قرأت هذه الآية كذا ، فكيف تصنع بقوله تعالى : ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ؟ ! فبهت المعتزلي ! . {المصدر: شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي ص182}
فالتحريف من سنن اهل الكلام للمزيد ينظر في هذا المقال : التحريفات اللغوية عند الأشعرية والماتريدية في الأسماء والصفات )*


وهناك سبب آخر ورد في بعض الأحاديث وهو عمل التماثيل لبعض الصالحين ثم عبادتها:
ولكن حتى هذا السبب يعود لما ذكرنا من قبول فكرة التجسيم على الأله وذلك أنهم بعد ذلك عبدوا هذه الاصنام ولكن ما عبدوها إلا لأنهم أجازوا أن يكون الاله جسدا ولو كانت فكرة التجسيم غير جائزة عندهم لما عبدوها بعد ذلك فالمصيبة الأكبر ليس في عمل التماثيل لهم بل في قبولهم لفكرة تجسيد الأله فهذا السبب لا يختلف من حيث التحليل عن السبب الأول.

(بل الوثنية هي عين ما يعتقد به هذا الحبشي من دعاء الاموات
قصة ظهور الشرك والقبورية - محمد العريفي (الجزء الاول)


قصة ظهور الشرك والقبورية - محمد العريفي (الجزء الثاني)


عبادة القبور عقيدة الامم الخالية و الصوفية الحاضرة التي يريد أن يتهرب منها الحبشي ويحرف لأجلها معاني آيات الله تعالى !!!)*
ولذلك نحن نقول من يدعو الناس للتجسيم ويصر عليه ويرى به أنه لا بأس به ويرى أنه لم يرد ذم له في كتاب ولا سنة وغير ذلك من العبارات التي تروق لهم من الدفاع عن فكرة التجسيم وأن التجسيم هو إثبات لله تعالى ما أثبته لنفسه هؤلاء في الحقيقة يرسخون في الامة فكرة الوثنية من جديد وهم دعاة وثنية لا دعاة توحيد.
(من جهلك لا تعرف معنى لا اله الا الله وإلا لما دعوتم الاموات مثل مشركي قوم نوح عليه السلام
فعندكم انها لا خالق أو صانع الا الله وهذا يعرفه مشركوا قريش قبل أن تولد انت او مذهبك وعليه فأبو جهل موحد مثل توحيدك !!!  معنى "لا إله إلا الله"  
 وللمزيد حول توحيد الاشاعرة ينظر في المبحث الثاني: عدم وضوح المنهج الأشعري في توحيد الألوهية وأسباب ذلك  )*
فإن أهم ركن من أركان التوحيد هو أن تفصل في الاعتقاد بين صفات الخالق وبين صفات المخلوق وبين حقيقة ذات الخالق وحقيقة ذات المخلوق، لذلك نحن نتكلم في التوحيد عن حقائق لا عن كيفيات فأهل السنة يقولون إن حقيقة ذات الله تعالى وصفاته وافعاله لا تشبه حقيقة ذات المخلوق ولا صفاته ولا أفعاله لا أن الاختلاف بين الخالق والمخلوق فقط من حيث الكيف أن الله لا يشبه من حيث الكيف المخلوق كما يقولون، فهذا كلام باطل وهذا لا ينجيهم من التجسيم ابدا.
لأن عين التوحيد أن تفصل في الحقيقة لا في الكيفية وهذه النقطة مهمة جدا لفهم كلا من طريقة اهل السنة وطريقة المجسمة فالمجسمة يرون الاختلاف فقط من جهة الكيف لا الحقيقة واهل السنة يرون الاختلاف من جهة الحقيقة ولذلك لا يثبتون كيفا لله تعالى لأن حقيقة ذاته لا تقتضي الكيف لأنها لو اقتضت للزم أن تكون الحقيقة واحدة وهذا السر في رفض أهل السنة لمبدأ الكيف مطلقا لأن الحقيقة عندهم في الله تعالى لا تقتضي الكيف بخلاف المجسمة الذين يجيزون ان يكون لله كيفا ولكن يختلف عنا وهذا تصريح منهم بأن الاصل وهو الحقيقة الالهية يجوز عليها الكيف وجواز الكيف على الله تعالى يعني أن حقيقته لا تختلف عن حقيقة المخلوقين. 

(ومن جهل الحبشي أنه يثبت الرؤية وينفي مطلق الكيف ! 
وها هو معتقد اهل السنة في الكيف في هذا المقال : عقيدة السلف في الصفات: قولهم (بلا كيـف) 
وسبق ان عرضنا مقالا عن مفهوم التشبيه والتجسيم عند السلف لكن هذا الحبشي من أحفاد الجهمية المحرفة لا يعرف ما هو التوحيد الذي أرسل من أجله الله تعالى الرسل فقال كل نبي : لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ [الأعراف : 59])*

لا يوجد مجسم منسجم مع اعتقاده :
التجسيم من أخطر الدعوات التي تدخل على الامة في محاولة تصوير الاله أو تخيله فلا يوجد انسان يثبت لله تعالى هذه الصفات التي يثبتها الوهابية من المكان والحد والجهة والعين واليد والساق والنزول الضحك وغيرها ولا تقع صورة في خياله بعد هذه الاوصاف للإله الذي يعبده لأن كل هذه الاوصاف ملازمة ملازمة ظاهرة للأجسام ومن يقول منهم غير ذلك فهو مكابر متناقض أو لا يفهم ما يقول .



( بل التناقض والحيرة عند عباد القبور الصوفية أمثالك وهاك الدليل :
"إنفصام الشخصية" عند المتكلمين الصوفية في صفة العلو الذاتية !!! 
وما ظهور التفويض عند المتكلمين إلا لحيرتهم وانقطاعهم وما رجوع المتكلمين عن علم الكلام إلا بسبب الضيق والحيرة والتخبط!
قال قال الشاطبي(الإفادات والإنشادات ) : أنشدني الشيخ الفقيه القاضي الأعدل أبو بكر محمد بن عمر بن علي القرشي الهاشمي أبقاه الله في السابع والعشرين لذي الحجة من عام 757 هـ قال أنشدني أبي، قال أنشدني شرف الدين الدمياطي، قال أنشدني تاج الدين الأرموي قال أنشدني الإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازي لنفسه طويل.
نهايةُ إقدام العقول عقالُ ... أكثرُ سعي العالمين ضلالُ
وأروحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وكم من رجال قد رأينا ودولةٍ ... فبادوا جميعاً مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد علت شرفاتها ... رجال فماتوا والجبال جبال
فمن هو المتخبط المتحير أيها الحبشي الكذوب !!!
وهذه اخرى : قال شيخ الاسلام في منهاج السنة النبوية: "من أخذ ينكر الإستواء ويقولون لو استوى على العرش لقامت به الحوادث فقال أبو جعفر ما معناه إن الإستواء علم بالسمع ولو لم يرد به لم نعرفه وأنت قد تتأوله فدعنا من هذا وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا فإنه ما قال عارف قط يا ألله إلا وقبل أن ينطق بلسانه يجد في قلبه معنى يطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة فهل عندك من حيلة في دفع هذه الضرورة عن قلوبنا فلطم المتكلم رأسه وقال حيرني الهمداني حيرني الهمداني حيرني الهمداني"
فلم الكذب يا حبشي؟ رمتني بدائها وانسلت !!! )*
هنا نبين نقطة ثانية في اعتقاد المجسمة وهو أنهم لا يمكن أن يوفقوا بين نصوص الشرع من جهة ولا بين ما يثبتونه ويتصورونه من جهة أخرى هذا ولّد عند المجسمة تناقضا عجيبا في نفوسهم ولذلك لا تجد مجسما يستطيع أن يبين لك حقيقة اعتقاده فلو قلت كيف تثبت لله تعالى المكان اليس هذا يلزم منه التجسيم يقول نحن ثبت لله ما اثبته لنفسه تقول له اين ذلك؟ يقول في قوله تعالىءأمنتم من في السماء) فهذا اضطراب واضح يهربون من بيان عقائد التجسيم ليتستروا ببعض النصوص المتشابهة التي الأصل أنها تفهم على ضوء المحكمات كقوله تعالى ليس كمثله شيء) .


( اخبرنا أيها الجهمي الملحد والوثني ضعيف التفكير بعد أن تتطلع على الرابط أدناه هل كان سلف الامة مجسمة ؟ و أين ذكر الله تعالى لفظ المكان في الكتاب أو السنة ؟ وهل لم يعرف الصحابة ومن تبعهم ربهم
أين الله ؟ - عقيدة أهل السنة في العلو والاستواء   وهذا الموضوع لنسف بنيان الكذب:  تفسير آية :( ءأمنتم من في السماء ) وإثبات أن الله في السماء ( فوق العرش في العلو المطلق) )*

هذا الهروب والضبابية في اعتقادهم يجعلهم غير منسجمين في كلامهم فتشعر بين ثنايا كلامهم ترددا واضحا وهروبا فاضحا من حقيقة التجسيم الذي اشربوه في قلوبهم ليقولوا كلاما عاما متشابها يحتمل معان كثيره هذا ما قاله الله تعالى عنهم  فأما الذين في قلوبهم الزيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابنتغاء تأويله...) والتبيع في اللغة وهو صغار البقر حيث يكون تابعا لأمه عادة لأنها هي الاصل فهل يجوز أن يكون التبيع هو الاصل ويمشي لوحده بالتاكيد سيضل وكذلك الوهابية المجسمة هم كالتبيع الذي يريد ان يمشي لوحده بدون أمه لذلك ضلوا والاصل أن يمشوا وراء المحكم وليس المتشابه وهذا سبب اصلي من اسباب ضلالهم، وهو بناء عقائدهم على ما تشابه من النصوص وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، فتراهم يحشدون الأدلة المتشابه بكل قوة على فهمهم الزائغ عن الله تعالى وهم يعيشون في أوهام تجسيمهم . انتهى كلام الحبشي الاثيم !.

(وتعال استشكف هذا الرابط ومت غيظا !  كيف تناظر وتفحم أشعريا  )*
بسم الله
 حقيقة تنزيه الاشاعرة - الابعاض والحدود والجهات وحلول الحوادث
من كلام شيخ الاسلام ابن القيم


" وأما الأبعاض: فمرادهم بتنزيهه عنها أنه ليس له وجه ولا يدان ولا يمسك السموات على أصبع والأرض على أصبع والشجر على أصبع والماء على أصبع فإن ذلك كله أبعاض والله منزه عن الأبعاض

وأما الحدود والجهات : فمرادهم بتنزيهه عنها أنه ليس فوق السماوات رب ولا على العرش إله ولا يشار إليه بالأصابع إلى فوق كما أشار إليه أعلم الخلق به ولا ينزل منه شيء ولا يصعد إليه شيء ولا تعرج الملائكة والروح إليه ولا رفع المسيح إليه ولا عرج برسوله محمد إليه إذ لو كان ذلك للزم إثبات الحدود والجهات له وهو منزه عن ذلك

وأما حلول الحوادث : فيريدون به أنه لا يتكلم بقدرته وميشئته ولا ينزل كل ليلة إلى سماء الدنيا ولا يأتي يوم القيامة ولا يجيء ولا يغضب بعد أن كان راضيا ولا يرضى بعد أن كان غضبان ولا يقوم به فعل البتة ولا أمر مجدد بعد أن لم يكن ولا يريد شيئا بعد أن لم يكن مريدا له ولا يقول له كن حقيقة ولا استوى على عرشه بعد أن لم يكن مستويا عليه ولا يغضب يوم القيامة غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله ولا ينادي عباده يوم القيامة بعد أن لم يكن مناديا لهم ولا يقول للمصلي إذا قال: { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [الفاتحة 2] حمدني عبدي فإذا قال { الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } [الفاتحة 3] قال أثنى علي عبدي وإذا قال { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } [الفاتحة 4] قال مجدني عبدي فإن هذه كلها حوادث وهو منزه عن حلول الحوادث

وبعضهم يختصر العبارة ويقول أنا أنزهه عن التعدد والتحدد والتجدد فيتوهم السامع الجاهل بمراده أنه ينزهه عن تعدد الآلهة وعن تحدد محيط به حدود وجودية تحصره وتحويه كتحدد البيت ونحوه وعن تجدد إلهيته وربوبيته

ومراده بالتعدد الذي ينزه عنه تعدد أسمائه وصفاته وأنه لا يسمع ولا يبصر ولا يعلم شيئا (*) ولا يتكلم

ومراده بالتحدد أنه ليس فوق خلقه ولا هو مستو على عرشه ولا فوق العرش إله يعبد وليس فوق العرش إلا العدم.

ومراده بالتجدد أنه لا يقوم به فعل ولا إرادة ولا كلام بمشيئته وقدرته وبعضهم يقتصر على حرفين فيقول نحن ننزهه عن التكثر والتغير فيتوهم السامع تكثر الآلهة وتغيره سبحانه واستحالته من حال إلى حال وحقيقة هذا التنزيه أنه لا صفة له ولا فعل. " ا.هـــ


(*)  كلام ابن القيم رحمه الله عن أهل الكلام من ضمنهم الاشاعرة إلا ما يخص العلم فلا ينطبق عليهم والله أعلم.


المصدر: الصواعق المرسلة في الرد على الجهمية والمعطلة - لشيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله
 الجزء 3، صفحة 935

ما كان صوابا فذلك فضل الله وما كان من خطا فمن نفسي وتقصيري  هذا والله اعلم وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا أنت استغفرك واتوب اليك .

 

No comments:

Post a Comment