بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة تلخيص كتاب ( فرق معاصرة ) للدكتور غالب عواجي - فهرس
سلسلة تلخيص كتاب ( فرق معاصرة ) للدكتور غالب عواجي - فهرس
س1: عرف العقيدة لغة؟
ج1: هي ما يعتقده الشخص في قرارة نفسه ويعقد العزم عليه ويراه صحيحاً سواء أكان صحيحاً في حقيقة الأمر أم باطلاً.
س2: ما هي عقيدة السلف؟
ج2: هي جملة ما أخذوه عن كتاب الله وسنة نبيه.
س3: ذكر بعض العلماء أن أهل الأهواء إزاء السنة النبوية ينقسمون إلى فريقين، اذكرهما؟
ج3: 1- فريق لا يتورع عن ردها وإنكارها إذا خالفت مذهبه ثم يختلق لردها شتى الأعذار الباطلة.
2- وفريق يثبتون السنة في ظاهرهم ويعتقدون بصحة النصوص ولكنهم يشتغلون بتأويلها إلى ما يوافق هواهم.
س4: ما هو منهج أهل السنة في تقرير العقيدة؟
ج4: 1- التمسك بالكتاب والسنة وعدم التفريق بينهما.
2- العمل بما ورد عن الصحابة والسير على نهجهم.
3- الوقوف عند مفاهيم النصوص وفهم دلالاتها وعدم الخوض فيما لا مجال للعقل فيه. 4- الإعراض عن البدع وعن أهلها.
5- لزوم جماعة المسلمين ونبذ التفرق والتحذير منه.
س5: ما هي مزايا منهج أهل السنة في تقرير العقيدة؟
ج5: 1- أن هذا المنهج هو ما دل عليه كتاب الله وسنة نبيه وعمل الصحابة.
2- أنه من أقوى أسباب بقاء عقيدتهم صافية نقية لا تشوبها شوائب الضلال.
س6: ما هي أدلة وجوب لزوم منهج أهل السنة؟ أو ما هي أدلة وجوب التمسك بكتاب الله وسنة نبيه؟
ج6: قوله تعالى: { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً }، وقوله صلى الله عليه وسلم: " من رغب عن سنتي فليس مني ".
س7: ما هي أدلة وجوب العمل بما صح عن الصحابة؟
ج7: حديث "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها عضوا عليها بالنواجذ" وحديث "اقتدوا باللذين من بعدين أبي بكر وعمر".
س8: ما هو الدليل على فعل السلف من إعراضهم عن أهل البدع؟
ج8: قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ } وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة".
س9: ما هي الأدلة على وجوب لزوم الجماعة والحذر من التفرق؟
ج9: قوله سبحانه: { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ }، وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثاً أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم".
س10: لماذا يجتمع المسلمون في شكل مؤتمرات وندوات ولقاءات ويكون شعارهم هو العمل بهذه الآية : { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ } ولكنهم يخرجون وهم على أشد ما يكونون من الاختلاف والتنافر؟
ج10: لأنهم حينما يجتمعون يكون كل فريق وحزب في غاية الإصرار على أن حبل الله الذي يجب التمسك به هو ما هو عليه وحزبه ويجب على الآخرين الانضواء تحت رايتهم والسير على نهجهم وكل يرى نفس هذا الرأي.
س11: ما هي جهود السلف في خدمة الإسلام؟
ج11: تنوعت جهود السلف في خدمة الإسلام وأهمها:
1- جهودهم الحربية.
2- جهودهم في بيان العقيدة الإسلامية.
س12: ما معنى قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}؟
ج12: أي خياراً عدولاً.
س13: بماذا تظهر وسطية أهل السنة بين الأمم الكافرة؟
ج13: يظهر هذا بوضوح عند المقارنة بين مفهوم الذات الإلهية في عقيدة أهل السنة وفي عقائد غيرهم.
1- وسطيتهم بالنسبة للإيمان بذات الله: فإن الله تعالى في عقيدة أهل السنة لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شيء بخلاف الأمم الكافرة كاليهود والنصارى.
2- وسطيتهم بالنسبة للإيمان بالأنبياء: فهم يؤمنون بأنهم بشر مثل سائر البشر شرفهم الله بوحيه ورسالته وأنهم أطهر الناس وأعقل الناس ولكن لا يرفعونهم فوق مرتبتهم ولا ينزلونهم عن قدرهم ويؤمنون أنهم لا يعلمون الغيب ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً إلا بإذن الله بخلاف الأمم الكافرة كاليهود والنصارى.
3- وسطيتهم في عبادة الله: حيث عبدوا الله بما شرع لهم في كتابه أو في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا يزيدون في عبادتهم ولا ينقصون كما شرع لهم ربهم، ولا يشرعون لأنفسهم عبادة لم يؤيدها الدليل في كل جزئية من أمور العبادة البدنية أو القولية بينما تجد من خرج عن هدى الإسلام قد جعل إلهه هواه وأهل الكتاب هم القمة في هذه الصفة الذميمة.
4- وسطيتهم في صفات الله تعالى بين أصحاب الأديان المحرفة: فتجدهم يعبرون عن معتقدهم في هذا الباب بأنهم يؤمنون بكل ما أخبر الله عنه في كتابه أو أخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم من صفات عليا. ويعرفون معنى كل صفة ويفوضون في الكيفيات ويعلمون أن صفات الله لا تشبه صفات خلقه معتمدين قوله عزّ وجلّ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
س14: ما هي مظاهر وسطية أهل السنة بين الفرق التي تنتسب إلى الإسلام؟
ج14: 1- وسطيتهم بالنسبة لأسماء الله تعالى وصفاته، بين المعطلة والمشبهة.
2- وسطيتهم في الحكم على أصحاب المعاصي، بين الخوارج والمعتزلة وبين والمرجئة.
3- وسطيتهم في الإيمان والقدر، بين القدرية والجبرية.
4- وسطيتهم في موقفهم من الصحابة بين غلو الغالين وتقصير المخالفين.
س15: ما حكم أصحاب المعاصي من أمة محمد صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة؟
ج15: عند أهل السنة حكم العاصي في الدنيا أنه لا يخرج عن اسم الإسلام ويقال له مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، وأما في الآخرة فحكمه إلى الله تعالى إن شاء غفر له وإن شاء عاقبه ولا يخلد في النار مثل سائر الكفار إن دخلها.
س16: بماذا تميز موقف أهل السنة بالنسبة للصحابة بين غلو الغالين وتقصير المخالفين؟
ج16: تميز موقفهم منهم بأمور كثيرة منها:
1- أن الصحابة هم خير البشر بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
2- الاعتراف بكل ما ذكر عنهم من الفضائل، والسكوت عما شجر بينهم.
3- الشهادة بالجنة لمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بها أو جاءت في القرآن.
4- الاعتراف بأنهم كلهم على فضل ولكنهم يتفاضلون فيما بينهم وأن أفضلهم على الإطلاق أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم جميعاً دون انتقاص لفضل كل منهم وأن خلافة كل واحد منهم ثابتة على النهج الصحيح وأن من أسلم قبل الفتح وبيعة الرضوان أفضل ممن أسلم بعد ذلك.
5- الاقتداء بهم، وعدم رفع أحداً منهم فوق منزلته.
6- الإيمان بأن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم طاهرات مطهرات وأنهن أمهات المؤمنين ويؤمنون بوجوب محبة أهل البيت ويقدمونهم وفق وصية النبي صلى الله عليه وسلم بهم دون إفراط ولا تفريط.
7- لا يدّعون عصمة أي شخص كائناً من كان مع الاعتقاد أن من جاء بعدهم لا يصل إلى جزيل ما أعد الله لهم من الثواب.
8- لا يكفرون أحداً من الصحابة، ويتولونهم كلهم ويترضون عنهم بخلاف الرافضة وغيرهم من الفرق الضالة.
س17: ما هي علامات وسما ت الفرقة الناجية؟
ج17: 1- أنهم أعرف الأمة بالحق.
2- وأرحم الأمة بالخلق.
3- وأرحم الناس بخصومهم من بعضهم البعض.
4- ومن أشد الناس رجوعاً إلى الحق وانقياداً له ووقوفاً عنده.
5- ومن أشدهم رحابة صدر ودماثة خلق وتسامح وإنصاف في حال قدرتهم على المخالفين لهم.
6- ومن أكثرهم تواضعاً وتلطفاً وأبعدهم عن السباب والفحش وسيء الأخلاق.
7- لا يشمتون بأحد ولا يظهرون الاستهزاء إلا بالقدر الذي يتبين به غرضهم من الرد على المخالفين إن كان ذلك ضرورياً.
س18: ما هي الأمثلة على هذه السمات والعلامات؟
ج18: الأمثلة على هذا كثيرة سجلها التاريخ لهم وتاريخ الصحابة مليء بالأمثلة المشرفة ومن ذلك:
- مواقفهم في سقيفة بني ساعدة.
- مواقفهم تجاه أهل الذمة.
- مواقفهم في حال الحرب مع المخالفين.
- مواقفهم في الحفاظ على العهود والمواثيق.
س19: ما هي علامات وسمات الفرق الهالكة؟
ج19: 1- بغي بعضهم على بعض والتطاول في السباب.
2- اختلافهم لأتفه الأسباب وكثرة تفرقهم.
3- اتباعهم لما يهوون حسبما تمليه عليهم رغباتهم وتكفير بعضهم البعض وتكفير كل طائفة لما عداها.
4- تتبعهم المتشابه وإثارة الخلافات حوله.
5- بغضهم لأهل السنة واختراع الألقاب الباطلة لهم تنفيراً عنهم.
6- بغض مذهب السلف وتسميته بالأسماء والألقاب الباطلة.
7- قبولهم للروايات الكاذبة وعدم تحريهم النصوص الصحيحة.
8- قبولهم للأخبار التي لا يصدقها العقل ولا تعضدها حجة.
9- عدم اهتمامهم –كما يجب بالسنة النبوية- وتسلطهم عليها بالتأويل أو الرد بحجة أنها غير ملزمة مثل القرآن.
س20: اذكر بعضا من أشهر أئمة أهل السنة؟
ج20: - أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري
- سفيان بن عيينة
- مسلم بن الحجاج
- ابن عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي
- أحمد بن حنبل
- علي بن المديني
- أبو ثور إبراهيم بن خالد
- أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري
- أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم
- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري.
- الأئمة الأربعة.
- ابن كثير
- ابن خزيمة
- ابن القيم
- سهل بن عبد الله التستري
- ابن تيمية.
س21: ما هي أهم مؤلفات أهل السنة في بيان العقيدة والرد على المخالفين؟
ج21: - الرد على الزنادقة، وفضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل.
- خلق أفعال العباد للبخاري.
- عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه الرد على الجهمية وكتابه الرد على بشر المريسي.
- ابن أبي عاصم في كتابه " السنة".
- عبد الله بن الإمام أحمد في كتابه "السنة".
- محمد بن نصر المروزي في كتابه "السنة".
- الإمام الطبري في كتابه "صريح السنة".
- الخلال في كتابه "السنة".
- ابن خزيمة في كتابه "التوحيد وإثبات صفات الرب عزّ وجلّ".
- الطحاوي في كتابه "العقيدة الطحاوية".
- الأشعري بعد رجوعه إلى مذهب السلف في كتابه "الإبانة عن أصول الديانة" والمقالات.
- الحسن بن علي البربهاري في كتابه "السنة".
- الآجري في كتابه "الشريعة" وكتابه "التصديق بالنظر إلى الله تعالى".
- ابن بطه – عبيد الله بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري في كتابه "الإبانة – الصغرى والكبرى".
- ابن منده أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده في كتابه "الرد على الجهمية، الإيمان"، التوحيد بتحقيق د. علي ناصر فقيهي.
- ابن أبي زمنين في كتابه "أصول السنة".
- اللالكائي أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي في كتابه "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" بتحقيق د. أحمد سعد حمدان الغامدي.
شيخ الإسلام ابن تيمية صاحب الباع الطويل في بيان عقيدة السلف وكتبه كثيرة مشهورة وقد احتوت الفتاوي على كثير منها.
- ابن قيم الجوزية وله عدة مؤلفات مشهورة.
- الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأهم مؤلفاته: كتاب التوحيد، وكتاب كشف الشبهات وغيرهما من الرسائل التي كتبها. وكذا الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله.
وما ذكر سابقا فإنما هو من باب التمثيل لا الحصر.
س22: ما معنى قوله عز وجل { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا }؟
ج22: قوله تعالى: { إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ } أي بعلمه لا بذاته وهذا المعنى للمعية هو الذي سماه المخالفون تأويلاً وهي تسمية غير صحيحة فإن معنى وهو معكم أي مطلع عليكم شهيد عليكم ومهيمن وعالم بكل ما تأتون وما تذرون.
س23: ما معنى قوله {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}؟
ج23: أي وملائكتنا وقدرتنا وعلمنا أقرب إليه من قبل وريده وقد وصف المخالفون هذا المعنى بأنه لجوء إلى التأويل وهو فهم غير صحيح فإنه ليس بتأويل بل هو على ظاهره صحيح فإن الملائكة يعملون بقدرته وإرادته وهم جنود له تعالى مطيعون ولهذا عبر بكلمة "نحن" المفيدة للتعظيم وإحاطة علمه تعالى بكل شخص ومخلوق صغيراً كان أو كبيراً.
س24: ما معنى قوله { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}؟
ج24: أي بحفظنا ورعايتنا لها وبمرأى منا وليس هذا من قبيل التأويل كما زعم المخالف بل هو المعنى الحقيقي ولهذا قال تعالى : { بِأَعْيُنِنَا } ولم يقل في أعيننا أي تجري على مرآه عزّ وجلّ وحفظه.
س25: ما معنى قوله {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً}؟
ج25: هو مجيء حقيقي ولا نحتاج إلى أي تأويل له للأدلة الأخرى من القرآن الكريم والسنة النبوية فمن أوله إلى مجيء أمره أو مجيء ملك كبير ونحو ذلك فقد خالف الحق ومذهب السلف إذ لا مانع من مجيء الله تعالى.
س26: ما معنى قوله { أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ }؟
ج26:{ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} فإن الجواب عنها هو كالجواب في "وجاء ربك" فالإتيان والمجيء والنزول كلها صفات حقيقية نعرف معانيها ونتوقف في معرفة كيفياتها ولا نحتاج إلى أي تأويل لها.
س27: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه"؟
ج27: معناه كما يفيده كلام العلماء أن العبد إذا أحب الله تعالى من خالص قلبه فإن عمله كله لا يكون إلا لله فلا يستعمل أعضاءه كلها إلا لله وفي مرضاته عزّ وجلّ فلا يسمع ولا يبصر ولا يبطش بيده ولا يمشي برجله إلا وفق ما أراده الله منه وهذا هو المعنى الحقيقي وليس بتأويل كما يدعي غير السلف.
س28: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "ومن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة"؟
ج28: قد وصف الله نفسه بالقرب فقال {فإني قريب} وقربه صفة لا نعرف كيفيتها ولكنها ثابتة لمن تقرب إلى الله تعالى ومع أن الكون كله في قبضة الله تعالى ليس فيه قريب ولا بعيد لكنه عزّ وجلّ يكون إلى أوليائه أكثر قرباً وعناية وهو فوق عرشه ويقرب من عبده حسب مشيئته وإرادته عزّ وجلّ في زيادة العناية به. وإذا تصورنا هذا المفهوم فإنه لا حاجة بنا إلى التأويل فراراً من إثبات هذا القرب إذ لا يعقل أن يتصور أن الله يكون قريباً من كل خلقه بذاته عزّ وجلّ.
س29: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: " الحجر الأسود يمين الله في الأرض"؟
ج29: هذا حديث غير صحيح كما ذكره علماء الحديث وعلى فرض صحته فإنه لا يحتاج إلى تأويل إذ معناه يتضح في تمام الحديث بقوله : "فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه". والمعنى واضح في قوله "فكأنما" أي ليس المراد أن الحجر الأسود هو صفة لله تعالى أو يد له عزّ وجلّ بل من قبله فله من الأجر مثل الذي يقبل يد الله تعالى وهذا المفهوم لا يحتاج معه إلى التأويل إذ لا محذور فيه فهو افتراض المقصود به حصول الأجر العظيم.
س30: ما معنى حديث نزول الله تعالى في ثلث الليل الأخير إلى السماء الدنيا؟
ج30: معناه ينزل جل وعلا حقيقة على صفة لا نعرفها ولا نكيفها مهما اختلفت الأوقات من بلد لبلد فكما أننا لا نعرف كيفية الصفات فكذلك كيفية النزول ولهذا فلسنا بحاجة إلى تأويل نزول الله تعالى بنزول أمره، وقدرة الله عزّ وجلّ فوق ما يتصوره العقل فهو يرزق خلقه ويميتهم بمشيئته ويحاسبهم في وقت واحد كما أنه لا يمر وقت إلا وأمره وقضاؤه عزّ وجلّ نازل فلماذا نقصر نزول أمره على تلك الأوقات فقط لو لم يكن نزولاً حقيقياً لا يعلم كيفيته إلا هو عزّ وجلّ.
ج1: هي ما يعتقده الشخص في قرارة نفسه ويعقد العزم عليه ويراه صحيحاً سواء أكان صحيحاً في حقيقة الأمر أم باطلاً.
س2: ما هي عقيدة السلف؟
ج2: هي جملة ما أخذوه عن كتاب الله وسنة نبيه.
س3: ذكر بعض العلماء أن أهل الأهواء إزاء السنة النبوية ينقسمون إلى فريقين، اذكرهما؟
ج3: 1- فريق لا يتورع عن ردها وإنكارها إذا خالفت مذهبه ثم يختلق لردها شتى الأعذار الباطلة.
2- وفريق يثبتون السنة في ظاهرهم ويعتقدون بصحة النصوص ولكنهم يشتغلون بتأويلها إلى ما يوافق هواهم.
س4: ما هو منهج أهل السنة في تقرير العقيدة؟
ج4: 1- التمسك بالكتاب والسنة وعدم التفريق بينهما.
2- العمل بما ورد عن الصحابة والسير على نهجهم.
3- الوقوف عند مفاهيم النصوص وفهم دلالاتها وعدم الخوض فيما لا مجال للعقل فيه. 4- الإعراض عن البدع وعن أهلها.
5- لزوم جماعة المسلمين ونبذ التفرق والتحذير منه.
س5: ما هي مزايا منهج أهل السنة في تقرير العقيدة؟
ج5: 1- أن هذا المنهج هو ما دل عليه كتاب الله وسنة نبيه وعمل الصحابة.
2- أنه من أقوى أسباب بقاء عقيدتهم صافية نقية لا تشوبها شوائب الضلال.
س6: ما هي أدلة وجوب لزوم منهج أهل السنة؟ أو ما هي أدلة وجوب التمسك بكتاب الله وسنة نبيه؟
ج6: قوله تعالى: { فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً }، وقوله صلى الله عليه وسلم: " من رغب عن سنتي فليس مني ".
س7: ما هي أدلة وجوب العمل بما صح عن الصحابة؟
ج7: حديث "فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها عضوا عليها بالنواجذ" وحديث "اقتدوا باللذين من بعدين أبي بكر وعمر".
س8: ما هو الدليل على فعل السلف من إعراضهم عن أهل البدع؟
ج8: قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ } وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة".
س9: ما هي الأدلة على وجوب لزوم الجماعة والحذر من التفرق؟
ج9: قوله سبحانه: { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ }، وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يرضى لكم ثلاثاً أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً وأن تعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم".
س10: لماذا يجتمع المسلمون في شكل مؤتمرات وندوات ولقاءات ويكون شعارهم هو العمل بهذه الآية : { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ } ولكنهم يخرجون وهم على أشد ما يكونون من الاختلاف والتنافر؟
ج10: لأنهم حينما يجتمعون يكون كل فريق وحزب في غاية الإصرار على أن حبل الله الذي يجب التمسك به هو ما هو عليه وحزبه ويجب على الآخرين الانضواء تحت رايتهم والسير على نهجهم وكل يرى نفس هذا الرأي.
س11: ما هي جهود السلف في خدمة الإسلام؟
ج11: تنوعت جهود السلف في خدمة الإسلام وأهمها:
1- جهودهم الحربية.
2- جهودهم في بيان العقيدة الإسلامية.
س12: ما معنى قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً}؟
ج12: أي خياراً عدولاً.
س13: بماذا تظهر وسطية أهل السنة بين الأمم الكافرة؟
ج13: يظهر هذا بوضوح عند المقارنة بين مفهوم الذات الإلهية في عقيدة أهل السنة وفي عقائد غيرهم.
1- وسطيتهم بالنسبة للإيمان بذات الله: فإن الله تعالى في عقيدة أهل السنة لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شيء بخلاف الأمم الكافرة كاليهود والنصارى.
2- وسطيتهم بالنسبة للإيمان بالأنبياء: فهم يؤمنون بأنهم بشر مثل سائر البشر شرفهم الله بوحيه ورسالته وأنهم أطهر الناس وأعقل الناس ولكن لا يرفعونهم فوق مرتبتهم ولا ينزلونهم عن قدرهم ويؤمنون أنهم لا يعلمون الغيب ولا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً إلا بإذن الله بخلاف الأمم الكافرة كاليهود والنصارى.
3- وسطيتهم في عبادة الله: حيث عبدوا الله بما شرع لهم في كتابه أو في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم لا يزيدون في عبادتهم ولا ينقصون كما شرع لهم ربهم، ولا يشرعون لأنفسهم عبادة لم يؤيدها الدليل في كل جزئية من أمور العبادة البدنية أو القولية بينما تجد من خرج عن هدى الإسلام قد جعل إلهه هواه وأهل الكتاب هم القمة في هذه الصفة الذميمة.
4- وسطيتهم في صفات الله تعالى بين أصحاب الأديان المحرفة: فتجدهم يعبرون عن معتقدهم في هذا الباب بأنهم يؤمنون بكل ما أخبر الله عنه في كتابه أو أخبر عنه نبيه صلى الله عليه وسلم من صفات عليا. ويعرفون معنى كل صفة ويفوضون في الكيفيات ويعلمون أن صفات الله لا تشبه صفات خلقه معتمدين قوله عزّ وجلّ: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
س14: ما هي مظاهر وسطية أهل السنة بين الفرق التي تنتسب إلى الإسلام؟
ج14: 1- وسطيتهم بالنسبة لأسماء الله تعالى وصفاته، بين المعطلة والمشبهة.
2- وسطيتهم في الحكم على أصحاب المعاصي، بين الخوارج والمعتزلة وبين والمرجئة.
3- وسطيتهم في الإيمان والقدر، بين القدرية والجبرية.
4- وسطيتهم في موقفهم من الصحابة بين غلو الغالين وتقصير المخالفين.
س15: ما حكم أصحاب المعاصي من أمة محمد صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة؟
ج15: عند أهل السنة حكم العاصي في الدنيا أنه لا يخرج عن اسم الإسلام ويقال له مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته، وأما في الآخرة فحكمه إلى الله تعالى إن شاء غفر له وإن شاء عاقبه ولا يخلد في النار مثل سائر الكفار إن دخلها.
س16: بماذا تميز موقف أهل السنة بالنسبة للصحابة بين غلو الغالين وتقصير المخالفين؟
ج16: تميز موقفهم منهم بأمور كثيرة منها:
1- أن الصحابة هم خير البشر بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
2- الاعتراف بكل ما ذكر عنهم من الفضائل، والسكوت عما شجر بينهم.
3- الشهادة بالجنة لمن شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بها أو جاءت في القرآن.
4- الاعتراف بأنهم كلهم على فضل ولكنهم يتفاضلون فيما بينهم وأن أفضلهم على الإطلاق أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم جميعاً دون انتقاص لفضل كل منهم وأن خلافة كل واحد منهم ثابتة على النهج الصحيح وأن من أسلم قبل الفتح وبيعة الرضوان أفضل ممن أسلم بعد ذلك.
5- الاقتداء بهم، وعدم رفع أحداً منهم فوق منزلته.
6- الإيمان بأن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم طاهرات مطهرات وأنهن أمهات المؤمنين ويؤمنون بوجوب محبة أهل البيت ويقدمونهم وفق وصية النبي صلى الله عليه وسلم بهم دون إفراط ولا تفريط.
7- لا يدّعون عصمة أي شخص كائناً من كان مع الاعتقاد أن من جاء بعدهم لا يصل إلى جزيل ما أعد الله لهم من الثواب.
8- لا يكفرون أحداً من الصحابة، ويتولونهم كلهم ويترضون عنهم بخلاف الرافضة وغيرهم من الفرق الضالة.
س17: ما هي علامات وسما ت الفرقة الناجية؟
ج17: 1- أنهم أعرف الأمة بالحق.
2- وأرحم الأمة بالخلق.
3- وأرحم الناس بخصومهم من بعضهم البعض.
4- ومن أشد الناس رجوعاً إلى الحق وانقياداً له ووقوفاً عنده.
5- ومن أشدهم رحابة صدر ودماثة خلق وتسامح وإنصاف في حال قدرتهم على المخالفين لهم.
6- ومن أكثرهم تواضعاً وتلطفاً وأبعدهم عن السباب والفحش وسيء الأخلاق.
7- لا يشمتون بأحد ولا يظهرون الاستهزاء إلا بالقدر الذي يتبين به غرضهم من الرد على المخالفين إن كان ذلك ضرورياً.
س18: ما هي الأمثلة على هذه السمات والعلامات؟
ج18: الأمثلة على هذا كثيرة سجلها التاريخ لهم وتاريخ الصحابة مليء بالأمثلة المشرفة ومن ذلك:
- مواقفهم في سقيفة بني ساعدة.
- مواقفهم تجاه أهل الذمة.
- مواقفهم في حال الحرب مع المخالفين.
- مواقفهم في الحفاظ على العهود والمواثيق.
س19: ما هي علامات وسمات الفرق الهالكة؟
ج19: 1- بغي بعضهم على بعض والتطاول في السباب.
2- اختلافهم لأتفه الأسباب وكثرة تفرقهم.
3- اتباعهم لما يهوون حسبما تمليه عليهم رغباتهم وتكفير بعضهم البعض وتكفير كل طائفة لما عداها.
4- تتبعهم المتشابه وإثارة الخلافات حوله.
5- بغضهم لأهل السنة واختراع الألقاب الباطلة لهم تنفيراً عنهم.
6- بغض مذهب السلف وتسميته بالأسماء والألقاب الباطلة.
7- قبولهم للروايات الكاذبة وعدم تحريهم النصوص الصحيحة.
8- قبولهم للأخبار التي لا يصدقها العقل ولا تعضدها حجة.
9- عدم اهتمامهم –كما يجب بالسنة النبوية- وتسلطهم عليها بالتأويل أو الرد بحجة أنها غير ملزمة مثل القرآن.
س20: اذكر بعضا من أشهر أئمة أهل السنة؟
ج20: - أبو عبد الله سفيان بن سعيد الثوري
- سفيان بن عيينة
- مسلم بن الحجاج
- ابن عمرو عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي
- أحمد بن حنبل
- علي بن المديني
- أبو ثور إبراهيم بن خالد
- أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري
- أبو زرعة عبيد الله بن عبد الكريم
- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري.
- الأئمة الأربعة.
- ابن كثير
- ابن خزيمة
- ابن القيم
- سهل بن عبد الله التستري
- ابن تيمية.
س21: ما هي أهم مؤلفات أهل السنة في بيان العقيدة والرد على المخالفين؟
ج21: - الرد على الزنادقة، وفضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل.
- خلق أفعال العباد للبخاري.
- عثمان بن سعيد الدارمي في كتابه الرد على الجهمية وكتابه الرد على بشر المريسي.
- ابن أبي عاصم في كتابه " السنة".
- عبد الله بن الإمام أحمد في كتابه "السنة".
- محمد بن نصر المروزي في كتابه "السنة".
- الإمام الطبري في كتابه "صريح السنة".
- الخلال في كتابه "السنة".
- ابن خزيمة في كتابه "التوحيد وإثبات صفات الرب عزّ وجلّ".
- الطحاوي في كتابه "العقيدة الطحاوية".
- الأشعري بعد رجوعه إلى مذهب السلف في كتابه "الإبانة عن أصول الديانة" والمقالات.
- الحسن بن علي البربهاري في كتابه "السنة".
- الآجري في كتابه "الشريعة" وكتابه "التصديق بالنظر إلى الله تعالى".
- ابن بطه – عبيد الله بن محمد بن حمدان بن بطة العكبري في كتابه "الإبانة – الصغرى والكبرى".
- ابن منده أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يحيى بن منده في كتابه "الرد على الجهمية، الإيمان"، التوحيد بتحقيق د. علي ناصر فقيهي.
- ابن أبي زمنين في كتابه "أصول السنة".
- اللالكائي أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري اللالكائي في كتابه "شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة" بتحقيق د. أحمد سعد حمدان الغامدي.
شيخ الإسلام ابن تيمية صاحب الباع الطويل في بيان عقيدة السلف وكتبه كثيرة مشهورة وقد احتوت الفتاوي على كثير منها.
- ابن قيم الجوزية وله عدة مؤلفات مشهورة.
- الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله وأهم مؤلفاته: كتاب التوحيد، وكتاب كشف الشبهات وغيرهما من الرسائل التي كتبها. وكذا الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي رحمه الله.
وما ذكر سابقا فإنما هو من باب التمثيل لا الحصر.
س22: ما معنى قوله عز وجل { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا }؟
ج22: قوله تعالى: { إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ } أي بعلمه لا بذاته وهذا المعنى للمعية هو الذي سماه المخالفون تأويلاً وهي تسمية غير صحيحة فإن معنى وهو معكم أي مطلع عليكم شهيد عليكم ومهيمن وعالم بكل ما تأتون وما تذرون.
س23: ما معنى قوله {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ}؟
ج23: أي وملائكتنا وقدرتنا وعلمنا أقرب إليه من قبل وريده وقد وصف المخالفون هذا المعنى بأنه لجوء إلى التأويل وهو فهم غير صحيح فإنه ليس بتأويل بل هو على ظاهره صحيح فإن الملائكة يعملون بقدرته وإرادته وهم جنود له تعالى مطيعون ولهذا عبر بكلمة "نحن" المفيدة للتعظيم وإحاطة علمه تعالى بكل شخص ومخلوق صغيراً كان أو كبيراً.
س24: ما معنى قوله { تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا}؟
ج24: أي بحفظنا ورعايتنا لها وبمرأى منا وليس هذا من قبيل التأويل كما زعم المخالف بل هو المعنى الحقيقي ولهذا قال تعالى : { بِأَعْيُنِنَا } ولم يقل في أعيننا أي تجري على مرآه عزّ وجلّ وحفظه.
س25: ما معنى قوله {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً}؟
ج25: هو مجيء حقيقي ولا نحتاج إلى أي تأويل له للأدلة الأخرى من القرآن الكريم والسنة النبوية فمن أوله إلى مجيء أمره أو مجيء ملك كبير ونحو ذلك فقد خالف الحق ومذهب السلف إذ لا مانع من مجيء الله تعالى.
س26: ما معنى قوله { أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ }؟
ج26:{ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} فإن الجواب عنها هو كالجواب في "وجاء ربك" فالإتيان والمجيء والنزول كلها صفات حقيقية نعرف معانيها ونتوقف في معرفة كيفياتها ولا نحتاج إلى أي تأويل لها.
س27: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه"؟
ج27: معناه كما يفيده كلام العلماء أن العبد إذا أحب الله تعالى من خالص قلبه فإن عمله كله لا يكون إلا لله فلا يستعمل أعضاءه كلها إلا لله وفي مرضاته عزّ وجلّ فلا يسمع ولا يبصر ولا يبطش بيده ولا يمشي برجله إلا وفق ما أراده الله منه وهذا هو المعنى الحقيقي وليس بتأويل كما يدعي غير السلف.
س28: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: "ومن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة"؟
ج28: قد وصف الله نفسه بالقرب فقال {فإني قريب} وقربه صفة لا نعرف كيفيتها ولكنها ثابتة لمن تقرب إلى الله تعالى ومع أن الكون كله في قبضة الله تعالى ليس فيه قريب ولا بعيد لكنه عزّ وجلّ يكون إلى أوليائه أكثر قرباً وعناية وهو فوق عرشه ويقرب من عبده حسب مشيئته وإرادته عزّ وجلّ في زيادة العناية به. وإذا تصورنا هذا المفهوم فإنه لا حاجة بنا إلى التأويل فراراً من إثبات هذا القرب إذ لا يعقل أن يتصور أن الله يكون قريباً من كل خلقه بذاته عزّ وجلّ.
س29: ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: " الحجر الأسود يمين الله في الأرض"؟
ج29: هذا حديث غير صحيح كما ذكره علماء الحديث وعلى فرض صحته فإنه لا يحتاج إلى تأويل إذ معناه يتضح في تمام الحديث بقوله : "فمن صافحه وقبله فكأنما صافح الله وقبل يمينه". والمعنى واضح في قوله "فكأنما" أي ليس المراد أن الحجر الأسود هو صفة لله تعالى أو يد له عزّ وجلّ بل من قبله فله من الأجر مثل الذي يقبل يد الله تعالى وهذا المفهوم لا يحتاج معه إلى التأويل إذ لا محذور فيه فهو افتراض المقصود به حصول الأجر العظيم.
س30: ما معنى حديث نزول الله تعالى في ثلث الليل الأخير إلى السماء الدنيا؟
ج30: معناه ينزل جل وعلا حقيقة على صفة لا نعرفها ولا نكيفها مهما اختلفت الأوقات من بلد لبلد فكما أننا لا نعرف كيفية الصفات فكذلك كيفية النزول ولهذا فلسنا بحاجة إلى تأويل نزول الله تعالى بنزول أمره، وقدرة الله عزّ وجلّ فوق ما يتصوره العقل فهو يرزق خلقه ويميتهم بمشيئته ويحاسبهم في وقت واحد كما أنه لا يمر وقت إلا وأمره وقضاؤه عزّ وجلّ نازل فلماذا نقصر نزول أمره على تلك الأوقات فقط لو لم يكن نزولاً حقيقياً لا يعلم كيفيته إلا هو عزّ وجلّ.
No comments:
Post a Comment