بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة تلخيص كتاب ( فرق معاصرة ) للدكتور غالب عواجي - فهرس
سلسلة تلخيص كتاب ( فرق معاصرة ) للدكتور غالب عواجي - فهرس
الفصل الأول
س1: تكلم عن وجود الخوارج في الحاضر والماضي؟
ج1: الخوارج فرقة كبيرة من الفرق الاعتقادية، وتمثل حركة ثورية عنيفة في تاريخ الإسلام السياسي. شغلت الدولة الإسلامية فترة طويلة من الزمن، وقد بسطوا نفوذهم السياسي على بقاع واسعة من الدولة الإسلامية في المشرق وفي المغرب العربي، وفي عمان وحضرموت وزنجبار وما جاورها من المناطق الإفريقية وفي المغرب العربي، ولا تزال لهم ثقافتهم المتمثلة في المذهب الإباضي المنتشر في تلك المناطق.
الفصل الثاني
س2: عرف الخوارج لغة واصطلاحا؟
ج2: - الخوارج في اللغة جمع خارج، وخارجي اسم مشتق من الخروج، وقد أطلق علماء اللغة كلمة الخوارج في آخر تعريفاتهم اللغوية في مادة ((خرج)) على هذه الطائفة من الناس؛ معللين ذلك بخروجهم عن الدين أو على الإمام علي، أو لخروجهم على الناس.
- وفي الاصطلاح: فمن أهل العلم من عرفهم تعريفاً سياسياً عاماً، اعتبر الخروج على الإمام المتفق على إمامته الشرعية خروجاً في أي زمن كان.
ومنهم من خصهم بالطائفة الذين خرجوا على الإمام علي رضي الله عنه. وهو الراجح.
وعرفهم بعض علماء الإباضية بأنهم طوائف من الناس في زمن التابعين وتابع التابعين أولهم نافع بن الأزرق.
الفصل الثالث
س3: ما هي أسماء الخوارج وسبب تلك التسميات؟
ج3: 1- الخوارج، وهو أشهر أسمائهم، وهم يقبلونه باعتبار وينفونه باعتبار آخر، يقبلونه على أساس أنه مأخوذ من قول الله عزّ وجلّ: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } وهذه تسمية مدح. وينفونه إذا أريد به أنهم خارجون عن الدين أو عن الجماعة أو عن علي رضي الله عنه.
2- الحرورية، وهي نسبة إلى المكان الذي خرج فيه أسلافهم عن عليّ، وهو قرب الكوفة
3- الشراة، فهي نسبة إلى الشراء الذي ذكره الله بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }الآية. وهم يفتخرون بهذه التسمية ويسمون من عداهم بذوي الجعائل أي يقاتلون من أجل الجُعْل الذي بذل لهم
4- المارقة، وهي من خصوم الخوارج، لأنه تنطبق عليهم أحاديث المروق الواردة في الصحيحين في مروقهم من الدين كمروق السهم من الرمية.
5- المحكمة، وهي من أول أسمائهم التي أطلقت عليهم وقيل أن السبب في إطلاقه عليهم إما لرفضهم تحكيم الحكمين وإما لتردادهم كلمة لا حكم إلا لله وهو الراجح.
6- النواصب، وهو لمبالغتهم في نصب العداء لعليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه -.
الفصل الرابع
س4: اختلف المؤرخون وعلماء الفرق في تحديد بدء نشأة الخوارج، اذكر أقوالهم؟
ج4: 1- أنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
2- أنهم نشأوا في عهد عثمان رضي الله عنه.
3- أنهم نشأوا في عهد علي رضي الله عنه حين خرج عليه طلحة والزبير، كما يزعم بعض علماء الإباضية.
4- أو حين خرج الخوارج من المحكمة عن جيش علي رضي الله عنه.
5- أنهم ظهروا في عهد نافع بن الأزرق ابتداء من سنة 64هـ، وهو قول لعلماء الإباضية
والراجح: أن الخوارج اسم يطلق على تلك الطائفة ذات الاتجاه السياسي والآراء الخاصة، والتي خرجت عن جيش الإمام علي رضي الله عنه والتحموا معه في معركة النهروان الشهيرة.
الفصل الخامس
س5: ماذا قال الخوارج للإمام على في محاوراته لهم في النهروان؟ وبماذا أجابهم؟
ج5: ذكروا أن من أسباب خروجهم:
1- لماذا لم يبح لهم في معركة الجمل أخذ النساء والذرية كما أباح لهم أخذ المال؟
2- لماذا محى لفظة أمير المؤمنين وأطاع معاوية في ذلك عندما كتب كتاب الهدنة في صفين، وأصر معه على عدم كتابة ((علي أمير المؤمنين))؟
3- قوله للحكمين : إن كنت أهلاً للخلافة فأثبتاني . بأن هذا شك في أحقيته للخلافة.
4- لماذا رضي بالتحكيم في حق كان له.
وأجابهم عن الشبهة الأولى والتي تدل على جهلهم بما يلي:
أ- أباح لهم المال بدل المال الذي أخذه طلحة والزبير من بيت مال البصرة، ثم هو مال قليل.
ب- النساء والذرية لم يشتركوا في القتال وهم أيضاً مسلمون بحكم دار الإسلام ولم تكن منهم ردة تبيح استرقاقهم.
ج- قال لهم: لو أبحت لكم استرقاق النساء والذرية فأيكم يأخذ عائشة سهمه فخجل القوم من هذا ورجع معه كثير منهم كما قيل.
وأجابهم على الشبهة الثانية:
أ- بأنه فعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وذكر –إن صحت الرواية- أنه قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لي منهم يوماً مثل ذلك.
والله أعلم بصحة هذه الرواية التي يتناقلها المؤرخون، ذلك أن معاوية رضي الله عنه ما كان يطالب بالخلافة حتى يحق له أن يطلب محو كلمة ((أمير المؤمنين)). ومعاوية كذلك كان يعرف أسبقية عليّ وفضله، وإنما النزاع حول أمر آخر غير الخلافة، اللهم إلا أن يكون هذا الفعل من صنيع المفاوضين دون علم معاوية بذلك.
وأجابهم عن الشبهة الثالثة:
على افتراض صحة الرواية عنه: بأنه أراد النصفة لمعاوية ولو قال: احكما لي؛ لم يكن تحكيماً، ثم استدل بقصة وفد نصارى نجران ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم إلى المباهلة لإنصافهم.
وأجابهم عن الشبهة الرابعة:
بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكّم سعد بن معاذ في بني قريظة في حق كان له.
س6: من هو زعيم الخوارج في معركة النهروان؟
ج6: زعيم الخوارج في هذه المعركة هو عبد الله بن وهب الراسبي.
الفصل السادس
س7: ما هي أسباب خروج الخوارج؟
ج7: 1- النزاع حول الخلافة.
2- قضية التحكيم.
3- جور الحكام وظهور المنكرات.
4- العصبية القبلية.
الفصل السابع
س8: كم عدد فرق الخوارج؟
ج8: في الواقع يصعب معرفة عدد فرق الخوارج، والسبب في ذلك يعود إلى:
1- أن الخوارج فرقة حربية متقلبة، فلم يتمكن العلماء من حصرهم حصراً دقيقاً.
2- أن الخوارج كانوا يتفرقون باستمرار لأقل الأسباب ، كما أنهم يختلفون أيضاً لأقلها.
3- أن الخوارج أخفوا كتبهم إما خوفاً عليها من الناس أو ضناً بها عنهم، مما يجعل دراستهم من خلال كتبهم في غاية الصعوبة.
الفصل الثامن
س9: من هو زعيم الإباضية؟
ج9: هم ينتسبون في مذهبهم إلى جابر بن زيد الأزدي وهو من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه، وقد نسبوا إلى عبدالله بن إباض لشهرة مواقفه مع الحكام وهو تابعي، وقبلها كانوا يسمون أنفسهم (جماعة المسلمين) أو (أهل الدعوة) أو (أهل الاإستقامة).
س10: هل الإباضية من الخوارج؟
ج10: اتفقت كلمة علماء الفرق –الأشعري فمن بعده- على عد الإباضية فرقة من فرق الخوارج. ويبقى ما امتاز به الإباضية من تسامح، أو تسامح أغلبيتهم تجاه مخالفيهم قائماً وثابتاً لهم ورغم ما يظهر أحياناً في بعض كتب الإباضية من الشدة والقسوة تجاه المخالفين لهم والحكم عليهم بالهلاك والخسران.
س11: عدد فرق الإباضية؟
ج11: انقسمت الإباضية إلى فرق، منها ما يعترف به سائر الإباضية، ومنها ما ينكرونها ويشنعون على من ينسبها إليهم، ومن تلك الفرق:
1-الحفصية: أتباع حفص بن أبي المقدام.
2-اليزيدية: أتباع يزيد بن أنيسة.
3-الحارثية: أتباع حارث بن يزيد الإباضي.
4-أصحاب طاعة لا يراد بها الله.
ولهذه الفرق من الأقوال والاعتقادات ما لا يشك مسلم في كفرهم وخروجهم عن الشريعة الإسلامية. وإضافة إلى تلك الفرق السابقة فإنه يوجد ست فرق أخرى للإباضية في المغرب هي:
1-فرقة النكار: زعيمهم رجل يسمى أبا قدامة يزيد بن فندين الذي ثار في وجه إمام الإباضية بالمغرب عبد الوهاب بن رستم. وسميت هذه الفرقة بالنكارية لإنكارهم إمامة ابن رستم.
وقد سميت الفرقة الموافقة لعبد الوهاب بن رستم ((بالوهابية أو الوهبية)).
2-النفاثية: نسبة إلى رجل يسمى فرج النفوسي المعروف بالنفاث، ونفوسة قرية تقع في ليبيا.
3-الخلفية: نسبة إلى خلف بن السمح بن أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري الذي كانت له مناوشات مع الدولة الرستمية.
4-الحسينية: وزعيمهم رجل يسمى أبا زياد أحمد بن الحسين الطرابلسي.
5-السكاكية: نسبة إلى زعيمهم عبد الله السكاك اللواتي من سكان قنطرار، تميز بأقوال تخرجه عن الإسلام، وقد تبرأت من الإباضية.
6-الفرثية: زعيمهم أبو سليمان بن يعقوب بن أفلح.
س12: هل للإباضية دولة؟
ج12: قامت للإباضية دولتان: إحداهما في المغرب والأخرى في المشرق –عمان- تمتع المذهب الإباضي فيهما بالنفوذ والقوة.
س13: ما هو سبب دخول وانتشار المذهب الإباضي في عمان؟
ج13: ساعد انتشار المذهب الإباضي في عمان بُعْدُها عن مقر الخلافة، ثم مسالكها الوعرة. ويرجع دخول المذهب الإباضي عمان إلى فرار بعض الخوارج بعد معركة النهروان إلى هذا البلد؛ كما يرى بعض العلماء.
س14: ما هو سبب قيام دولة للإباضية في المغرب؟
ج14: كان نتيجة لانتشار المذهب الإباضي هناك بين قبائل البربر.
س15: ما هي المنطقة التي تعتبر المرجع لجميع الإباضية في كل مكان؟
ج15: البصرة حيث يتخرج منها دعاة هذا المذهب وينتشرون في أماكن كثيرة.
س16: من هو مؤسس الدولة الرستمية الإباضية في المغرب؟
ج16: عبدالرحمن الرستمي وهو فارسي الأصل.
س17: متى بدأت الدولة الرستمية في الأفول؟
ج17: بعد أن ساءت العلاقة بين أبو حاتم يوسف بن محمد بن أفلح وابن عمه يعقوب بن أفلح، ودارت بينهم معارك هائلة، ومن هنا بدأت الدولة الرستمية في الأفول وداهمتهم الشيعة بقيادة أبي عبيدالله الشيعي.
س18: ما هو موقف الإباضية من سائر المخالفين؟
ج18: تتسم معاملة الإباضية لمخالفيهم باللين والمسامحة وجوزوا تزويج المسلمات من مخالفيهم. كذلك أن الإباضية تعتبر المخالفين لهم من أهل القبلة كفار نعمة غير كاملي الإيمان ولا يحكمون بخروجهم من الملة، إلا أن هذا المدح ليس بالاتفاق بين العلماء؛ فهناك من يذكر عن الإباضية أنهم يرون أن مخالفيهم محاربون لله ولرسوله وأنهم يعاملون المخالفين لهم أسوأ المعاملة.
والحقيقة أن القارئ لكتب علماء الفرق يجد أنهم متعارضون في النقل عنهم إلا أن يقال: إن طائفة من الإباضية معتدلون وآخرون متشددون.
س19: ما موقف الإباضية من الصحابة؟
ج19: من الأمور المتفق عليها عند سائر الخوارج الترضي التام والولاء والاحترام للخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما، لم تخرج فرقة منهم عن ذلك. أما بالنسبة للخليفتين الراشدين الآخرين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما فقد هلك الخوارج فيهما وذموهما مما برأهما الله عنه.
س20: ما هي عقائد الإباضية؟
ج20: 1- ما يتعلق بصفات الله تعالى : فإن مذهب الإباضية فيها أنهم انقسموا إلى فريقين : فريق نفى الصفات نفياً تاماً خوفاً من التشبيه بزعمهم ، وفريق منهم يرجعون الصفات إلى الذات فقالوا أن الله عالم بذاته وقادر بذاته وسميع بذاته إلى آخر الصفات، فالصفات عندهم عين الذات، والحاصل أن الإباضية هنا وافقوا المعتزلة والأشاعرة وغيرهم من أهل الفرق في باب الصفات.
2- وأما عقيدة الإباضية في استواء الله وعلوه ، فإنهم يزعمون أن الله يستحيل أن يكون مختصاً بجهة ما بل هو في كل مكان وهذا قول بالحلول وقول الغلاة الجهمية.
3- وذهبت الإباضية في باب رؤية الله تعالى إلى إنكار وقوعها لأن العقل – كما يزعمون- يحيل ذلك ويستبعده.
4- ومن عقائد بعض الإباضية في كلام الله تعالى القول بخلق القرآن؛ بل حكم بعض علمائهم كابن جميع والورجلاني أن من لم يقل بخلق القرآن فليس منهم، ومما ينبغي الإشارة إليه هنا أن بعض الإباضية قد خرج عن القول بخلق القرآن كصاحب كتاب الأديان وكذا أبو النضر العماني وردا على من يقول بخلقه وبسطا الأدلة في ذلك وبهذا يتضح أن الإباضية قد انقسموا في هذه القضية إلى فريقين.
5- وقد اعتدل الإباضية في مسألة ووافقوا أهل السنة.
6- وقد اختلف الإباضيون في إثبات عذاب القبر . فذهب قسم منهم إلى إنكاره موافقين بذلك سائر فرق الخوارج . وذهب قسم آخر إلى إثباته.
7- ويثبت الإباضيون وجود الجنة والنار الآن ويثبتون الحوض ويؤمنون بالملائكة والكتب المنزلة.
8- وأما بالنسبة للشفاعة : فإن الإباضية يثبتونها ولكن لغير العصاة بل للمتقين.
9- وأما الميزان : الذي جاءت به النصوص وثبت أن له كفتان حسيتان مشاهدتان توزن فيه أعمال العباد كما يوزن العامل نفسه فإن الإباضية تنكر هذا الوصف ويثبتون وزن الله للنيات والأعمال بمعنى تمييزه بين الحسن منها والسيئ وإن الله يفصل بين الناس في أمورهم ويقفون عند هذا الحد غير مثبتين ما جاءت به النصوص من وجود الموازين الحقيقية في يوم القيامة وعلى الصفات التي جاءت في السنة النبوية.
10- وأنكروا كذلك الصراط وقالوا إنه ليس بجسر على ظهر جهنم، وذهب بعضهم – وهم قلة – إلى إثبات الصراط بأنه جسر ممدود على متن جهنم.
11- وافق -معظم الإباضية - السلف في حقيقة الإيمان من أنه قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وقد خالف بعضهم فذهب إلى أن الإيمان يزيد ولا ينقص.
12- وزيادة الإيمان ونقصه مسألة خالف فيها الإباضية سائر الخوارج الذين يرون أن الإيمان جملة واحدة لا يتبعض وأن العبد يكفر ويذهب إيمانه بمجرد مواقعته للذنب ويسمونه كافراً ومخلداً في النار في الآخرة إلا أن الإباضية مع موافقتهم للسلف في الحكم لكنهم يسمون المذنب كافر كفر نعمة ومنافقاً.
13- وأما مسألة الإمامة والخلافة فقد ذكر بعض العلماء عن الإباضية في مسألة الإمامة والخلافة أن الإباضية يزعمون أنه قد يستغنى عن نصب الخليفة ولا تعود إليه حاجة إذا عرف كل واحد الحق الذي عليه للآخر ، وهذا القول أكثر ما شهر عن المحكِّمة والنجدات. وأما الإباضية فقد ذكر هذا القول عنهم ج لوريمر في كتابه دليل الخليج ولكن بالرجوع إلى كتب الإباضية نجد أنهم ينفون هذا القول عنهم ويعتبرونه من مزاعم خصومهم عنهم وإن مذهبهم هو القول بوجوب نصب حاكم للناس ومن قال غير هذا عنهم فهو جاهل بمذهبهم على حد ما يقوله علماؤهم كالسالمي وعلي يحي معمر وغيرهما. وموقفهم هذا يتفق مع مذهب أهل السنة. وقد جوَّز الإباضية كأهل السنة صحة إمامة المفضول مع وجود الفاضل إذا تمت للمفضول ؛ خلاف لسائر الخوارج.
14- وجوز الإباضية التقية خلاف لأكثر الخوارج.
الفصل التاسع
س21: اذكر تعريف التأويل في اللغة، وفي اصطلاح السلف والخلف؟
ج21: يطلق التأويل في اللغة على عدة معاني منها التفسير والمرجع والمصير والعاقبة وتلك المعاني موجودة في القرآن والسنة. وتعريفه في الاصطلاح: عند السلف له معنيان:
1- يطلق بمعنى التفسير والبيان فيقال تأويل الآية كذا ؛ أي معناها.
2- ويطلق بمعنى المآل والمرجع والعاقبة فيقال هذه الآية مضى تأويلها وهذه لم يأت تأويلها.
والفرق بينهما: أنه لا يلزم من معرفة التأويل بمعنى التفسير معرفة التأويل الذي هو بمعنى المصير والعاقبة، فقد يعرف معنى النص ولكن لا تعرف حقيقته كأسماء الله وصفاته فحقيقتها وكيفيتها كما هي غير معلومة لأحد بخلاف معانيها.
3- وعند الخلف من علماء الكلام والأصول والفقه هو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح.
وهذا التأويل مرفوض عند السلف واعتبروه تحريفاً باطلاً في باب الصفات الإلهية.
س22: هل الخوارج يقولون بالتأويل أم بظاهر النص فقط؟
ج22: 1- ذهب بعض العلماء إلى أن الخوارج نصيون وهذا رأي أحمد أمين وأبو زهرة.
2- وذهب آخرون إلى أن الخوارج يؤولون النصوص تأويلاً يوافق أهوائهم وعلى هذا الرأي ابن عباس وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم.
3- ومن العلماء من ذهب إلى القول بأن الخوارج ليسوا على رأي واحد في هذه القضية بل منهم نصيون ومنهم مؤولون كما ذهب إلى هذا الأشعري في مقالاته. وهذا هو الراجح فيما يبدو من آراء الخوارج.
س23: ما هو موقف الخوارج من صفات الله عز وجل؟
ج23: بالنسبة لفرقة الإباضية بخصوصهم – فقد تبين من أقوال علمائهم أنهم يقفون منها موقف النفي أو التأويل بحجة الابتعاد عن اعتقاد المشبهة فيها.
س24: ما هو حكم مرتكبي الذنوب عند الخوارج؟
ج24: اختلف حكم الخوارج على أهل الذنوب بعد اتفاقهم بصفة عامة على القول بتكفيرهم كفر ملة. وحاصل الخلاف نوجزه فيما يلي:
1- الحكم بتكفير العصاة كفر ملة، وأنهم خارجون عن الإسلام ومخلدون في النار مع سائر الكفار. وهذا رأي أكثرية الخوارج. وعلى هذا الرأي من فرق الخوارج: المحكمة والأزارقة والمكرمية والشبيبية من البيهسية واليزيدية والنجدات. إلا أنهم مختلفون في سبب كفره.
2- أنهم كفار نعمة وليس كفار ملة: وعلى هذا المعتقد فرقة الإباضية، ومع هذا فإنهم يحكمون على صاحب المعصية بالنار إذا مات عليها، ويحكمون عليه في الدنيا بأنه منافق، ويجعلون النفاق مرادفاً لكفر النعمة ويسمونه منزلة بين المنزلتين أي بين الشرك والإيمان، وأن النفاق لا يكون إلا في الأفعال لا في الاعتقاد.
س25: وما هي أدلتهم على ذلك؟
ج25: من أدلتهم على ذلك:
1- {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} ووجه استدلالهم بالآية: أن الله تعالى حصر الناس في قسمين : قسم ممدوح وهم المؤمنون وقسم مذموم وهم الكفار ، والفساق ليسوا من المؤمنين ، فإذاً هم كفار لكونهم مع القسم المذموم واستدلالهم هذا لا يسلم لهم؛ أن الناس ينحصرون فقط في الإيمان أو الكفر. فهناك قسم ثالث وهم العصاة لم يذكروه هنا، وذكر فريقين لا يدل على نفي ما عداهما والآية كذلك واردة على سبيل التبعيض بمن، أي بعضكم كافر وبعضكم مؤمن. وهذا لا شك في وقوعه ولم تدل الآية على مدعى الخوارج أن أهل الذنوب داخلون في الكفر.
2- حديث أبي هريرة (( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن )). فقد فهموا من هذا الحديث نفى الإيمان بالكلية عن من فعل شيئاً مما ذكر في الحديث، وهذا لا حجة لهم فيه، فإن الحديث – كما يذكر العلماء – إما أن يكون واردا فيمن فعل شيئاً مما ذكر مستحلاً لتلك الذنوب أو أن المراد به نفي كمال الإيمان عنهم، أو أن نفي الإيمان عنهم مقيد بحال مواقعتهم لتلك الذنوب.
س26: ما هو حكم الإمامة عند الخوارج؟
ج26: انقسموا فيها إلى فريقين:
1- الفرق الأول: وهم عامة الخوارج. وهؤلاء يوجبون نصب الإمام والانضواء تحت رايته والقتال معه ما دام على الطريق الأمثل الذي ارتأوه له.
2- الفريق الثاني: وهم المحكمة والنجدات والإباضية فيما قيل عنهم. وهؤلاء يرون أنه قد يستغنى عن الإمام إذا تناصف الناس فيما بينهم وإذا احتيج إليه فمن أي جنس كان ما دام كفئا لتولي الإمامة.
س27: وما هي مبررات الفريق الثاني في قولهم؟
ج27: 1- استنادهم إلى المبدأ القائل لا حكم إلا لله.
2- أن الحكم ليس من اختصاص البشر بل تهيمن عليه قوة علوية.
3- إن الضروري هو تطبيق أحكام الشريعة، فإذا تمكن الناس من تطبيقها بأنفسهم فلا حاجة إلى نصب خليفة.
4- ربما ينحصر وجود الإمام في بطانة قليلة وينعزل عن الأغلبية فيكون بعيداً عن تفهم مشاكل المسلمين فلا يبقى لوجود فائدة.
5- أن النبي لم يشر صراحة ولا وضع شروطاً لوجود الخلفاء من بعده.
6- أن كتاب الله لم يبين حتمية وجود إمام وإنما أبان وأمرهم شوري بينهم.
س28:ما هي شروط الإمام عند الخوارج؟
ج28: 1- أن يكون شديد التمسك بالعقيدة مخلصاً في عبادته وتقواه حسب مفهومهم.
2- أن يكون قوياً في نفسه.
3- أن لا يكون فيه ما يخل بإيمانه من حب المعاصي واللهو.
4- ألا يكون قد حد في كبيرة حتى ولو تاب.
5- أن يتم انتخابه برضى الجميع ، لا يغنى بعضهم عن بعض.
س29: ما هو حكم إمامة المفضول عند الخوارج؟
ج29: اختلف الخوارج في صحة إمامة المفضول مع وجود الفاضل إلى فريقين:
1- ذهب فريق منهم إلى عدم الجواز وأن إمامة المفضول تكون غير صحيحة مع وجود الأفضل.
2- وذهب الفريق الآخر منهم إلى صحة ذلك وأنه تنعقد الإمامة للمفضول مع وجود الأفضل، كما هو الصحيح.
س30: ما حكم تولي المرأة للإمامة عند الخوارج؟
ج30: فرقة من فرق الخوارج وهي الشبيبية تذهب إلى جواز تولي المرأة الإمامة العظمى مستدلين بفعل شبيب حينما تولت غزالة – زوجته وقبل أمه – بعده.
س31: ما هو موقف الخوارج من عامة المسلمين المخالفين منهم؟
ج31: انقسم الخوارج في نظرتهم إلى المخالفين لهم إلى فريقين:
1- فريق منهم غلاة.
2- وفريق آخر أبدي نوعاً من الاعتدال.
س32: ما هو حكم الخوارج في أطفال مخالفيهم؟
ج32: 1- منهم من اعتبرهم في حكم آبائهم المخالفين فاستباح قتلهم باعتبار أنهم مشركون لا عصمة لدماء آبائهم. وهو قول للأزارقة وتبعهم بعض فرق الخوارج كالعجاردة والحمزية والخلفية.
2- ومنهم من جعلهم من أهل الجنة ولم يجوز قتلهم. وهو قول للنجدات والصفرية والميمونية.
3- واعتبرهم بعضهم خدما لأهل الجنة.
4- ومنهم من توقف فيهم إلى أن يبلغوا سن التكليف ويتبين حالهم.
5- والإباضية تولوا أطفال المسلمين وتوقفوا في أطفال المشركين ، ومنهم من يلحق أطفال المشركين بأطفال المؤمنين.
س33: ماذا قال العلماء في حكم أطفال المشركين الذي هم عبدة الأوثان ومن في حكمهم؟
ج33: 1- فذهب بعضهم إلى التوقف في أمرهم فلا يحكم لهم بجنة ولا نار وأمرهم إلى الله.
2- أنهم في النار.
3- أنهم في الجنة.
4- أنهم في منزلة بين المنزلتين أي الجنة والنار.
5- أن حكمهم حكم آبائهم في الدنيا ولآخرة تبعاً لآبائهم حتى ولو أسلم الأبوان بعد موت أطفالهما لم يحكم لإفراطهما بالنار.
6- أنهم يمتحنون في عرصات القيامة بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فمن أطاعه منهم دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. ونصر هذا الرأي ابن القيم.
الفصل العاشر
س34: ما هو الحكم على الخوارج؟
ج34: اختلفت وجهات النظر في الحكم على الخوارج إلى قولين :
1- أحدهما الحكم بتكفيرهم.
2- الحكم عليهم بالفسق والابتداع والبغي.
ولعل الصحيح أن الذين حكموا على الخوارج بالكفر الصريح قد غلوا في تعميم الحكم عليهم، والذين حكموا عليهم بأنهم كغيرهم من فرق المسلمين أهل السنة قد تساهلوا، بل الأولى أن يقال في حق كل فرقة ما تستحقه من الحكم حسب قربها أو بعدها عن الدين. وإطلاق ما أطلقته النصوص في الحكم العام، ويتوقف عن إطلاق التكفير المخرج من الملة على المعين إلا بعد إقامة الحجة عليه، أو إذا ظهر كفره من قوله أو فعله أو اعتقاده.
س1: تكلم عن وجود الخوارج في الحاضر والماضي؟
ج1: الخوارج فرقة كبيرة من الفرق الاعتقادية، وتمثل حركة ثورية عنيفة في تاريخ الإسلام السياسي. شغلت الدولة الإسلامية فترة طويلة من الزمن، وقد بسطوا نفوذهم السياسي على بقاع واسعة من الدولة الإسلامية في المشرق وفي المغرب العربي، وفي عمان وحضرموت وزنجبار وما جاورها من المناطق الإفريقية وفي المغرب العربي، ولا تزال لهم ثقافتهم المتمثلة في المذهب الإباضي المنتشر في تلك المناطق.
الفصل الثاني
س2: عرف الخوارج لغة واصطلاحا؟
ج2: - الخوارج في اللغة جمع خارج، وخارجي اسم مشتق من الخروج، وقد أطلق علماء اللغة كلمة الخوارج في آخر تعريفاتهم اللغوية في مادة ((خرج)) على هذه الطائفة من الناس؛ معللين ذلك بخروجهم عن الدين أو على الإمام علي، أو لخروجهم على الناس.
- وفي الاصطلاح: فمن أهل العلم من عرفهم تعريفاً سياسياً عاماً، اعتبر الخروج على الإمام المتفق على إمامته الشرعية خروجاً في أي زمن كان.
ومنهم من خصهم بالطائفة الذين خرجوا على الإمام علي رضي الله عنه. وهو الراجح.
وعرفهم بعض علماء الإباضية بأنهم طوائف من الناس في زمن التابعين وتابع التابعين أولهم نافع بن الأزرق.
الفصل الثالث
س3: ما هي أسماء الخوارج وسبب تلك التسميات؟
ج3: 1- الخوارج، وهو أشهر أسمائهم، وهم يقبلونه باعتبار وينفونه باعتبار آخر، يقبلونه على أساس أنه مأخوذ من قول الله عزّ وجلّ: {وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ } وهذه تسمية مدح. وينفونه إذا أريد به أنهم خارجون عن الدين أو عن الجماعة أو عن علي رضي الله عنه.
2- الحرورية، وهي نسبة إلى المكان الذي خرج فيه أسلافهم عن عليّ، وهو قرب الكوفة
3- الشراة، فهي نسبة إلى الشراء الذي ذكره الله بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }الآية. وهم يفتخرون بهذه التسمية ويسمون من عداهم بذوي الجعائل أي يقاتلون من أجل الجُعْل الذي بذل لهم
4- المارقة، وهي من خصوم الخوارج، لأنه تنطبق عليهم أحاديث المروق الواردة في الصحيحين في مروقهم من الدين كمروق السهم من الرمية.
5- المحكمة، وهي من أول أسمائهم التي أطلقت عليهم وقيل أن السبب في إطلاقه عليهم إما لرفضهم تحكيم الحكمين وإما لتردادهم كلمة لا حكم إلا لله وهو الراجح.
6- النواصب، وهو لمبالغتهم في نصب العداء لعليّ بن أبي طالب – رضي الله عنه -.
الفصل الرابع
س4: اختلف المؤرخون وعلماء الفرق في تحديد بدء نشأة الخوارج، اذكر أقوالهم؟
ج4: 1- أنهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
2- أنهم نشأوا في عهد عثمان رضي الله عنه.
3- أنهم نشأوا في عهد علي رضي الله عنه حين خرج عليه طلحة والزبير، كما يزعم بعض علماء الإباضية.
4- أو حين خرج الخوارج من المحكمة عن جيش علي رضي الله عنه.
5- أنهم ظهروا في عهد نافع بن الأزرق ابتداء من سنة 64هـ، وهو قول لعلماء الإباضية
والراجح: أن الخوارج اسم يطلق على تلك الطائفة ذات الاتجاه السياسي والآراء الخاصة، والتي خرجت عن جيش الإمام علي رضي الله عنه والتحموا معه في معركة النهروان الشهيرة.
الفصل الخامس
س5: ماذا قال الخوارج للإمام على في محاوراته لهم في النهروان؟ وبماذا أجابهم؟
ج5: ذكروا أن من أسباب خروجهم:
1- لماذا لم يبح لهم في معركة الجمل أخذ النساء والذرية كما أباح لهم أخذ المال؟
2- لماذا محى لفظة أمير المؤمنين وأطاع معاوية في ذلك عندما كتب كتاب الهدنة في صفين، وأصر معه على عدم كتابة ((علي أمير المؤمنين))؟
3- قوله للحكمين : إن كنت أهلاً للخلافة فأثبتاني . بأن هذا شك في أحقيته للخلافة.
4- لماذا رضي بالتحكيم في حق كان له.
وأجابهم عن الشبهة الأولى والتي تدل على جهلهم بما يلي:
أ- أباح لهم المال بدل المال الذي أخذه طلحة والزبير من بيت مال البصرة، ثم هو مال قليل.
ب- النساء والذرية لم يشتركوا في القتال وهم أيضاً مسلمون بحكم دار الإسلام ولم تكن منهم ردة تبيح استرقاقهم.
ج- قال لهم: لو أبحت لكم استرقاق النساء والذرية فأيكم يأخذ عائشة سهمه فخجل القوم من هذا ورجع معه كثير منهم كما قيل.
وأجابهم على الشبهة الثانية:
أ- بأنه فعل كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية، وذكر –إن صحت الرواية- أنه قال: أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لي منهم يوماً مثل ذلك.
والله أعلم بصحة هذه الرواية التي يتناقلها المؤرخون، ذلك أن معاوية رضي الله عنه ما كان يطالب بالخلافة حتى يحق له أن يطلب محو كلمة ((أمير المؤمنين)). ومعاوية كذلك كان يعرف أسبقية عليّ وفضله، وإنما النزاع حول أمر آخر غير الخلافة، اللهم إلا أن يكون هذا الفعل من صنيع المفاوضين دون علم معاوية بذلك.
وأجابهم عن الشبهة الثالثة:
على افتراض صحة الرواية عنه: بأنه أراد النصفة لمعاوية ولو قال: احكما لي؛ لم يكن تحكيماً، ثم استدل بقصة وفد نصارى نجران ودعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لهم إلى المباهلة لإنصافهم.
وأجابهم عن الشبهة الرابعة:
بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكّم سعد بن معاذ في بني قريظة في حق كان له.
س6: من هو زعيم الخوارج في معركة النهروان؟
ج6: زعيم الخوارج في هذه المعركة هو عبد الله بن وهب الراسبي.
الفصل السادس
س7: ما هي أسباب خروج الخوارج؟
ج7: 1- النزاع حول الخلافة.
2- قضية التحكيم.
3- جور الحكام وظهور المنكرات.
4- العصبية القبلية.
الفصل السابع
س8: كم عدد فرق الخوارج؟
ج8: في الواقع يصعب معرفة عدد فرق الخوارج، والسبب في ذلك يعود إلى:
1- أن الخوارج فرقة حربية متقلبة، فلم يتمكن العلماء من حصرهم حصراً دقيقاً.
2- أن الخوارج كانوا يتفرقون باستمرار لأقل الأسباب ، كما أنهم يختلفون أيضاً لأقلها.
3- أن الخوارج أخفوا كتبهم إما خوفاً عليها من الناس أو ضناً بها عنهم، مما يجعل دراستهم من خلال كتبهم في غاية الصعوبة.
الفصل الثامن
س9: من هو زعيم الإباضية؟
ج9: هم ينتسبون في مذهبهم إلى جابر بن زيد الأزدي وهو من تلاميذ ابن عباس رضي الله عنه، وقد نسبوا إلى عبدالله بن إباض لشهرة مواقفه مع الحكام وهو تابعي، وقبلها كانوا يسمون أنفسهم (جماعة المسلمين) أو (أهل الدعوة) أو (أهل الاإستقامة).
س10: هل الإباضية من الخوارج؟
ج10: اتفقت كلمة علماء الفرق –الأشعري فمن بعده- على عد الإباضية فرقة من فرق الخوارج. ويبقى ما امتاز به الإباضية من تسامح، أو تسامح أغلبيتهم تجاه مخالفيهم قائماً وثابتاً لهم ورغم ما يظهر أحياناً في بعض كتب الإباضية من الشدة والقسوة تجاه المخالفين لهم والحكم عليهم بالهلاك والخسران.
س11: عدد فرق الإباضية؟
ج11: انقسمت الإباضية إلى فرق، منها ما يعترف به سائر الإباضية، ومنها ما ينكرونها ويشنعون على من ينسبها إليهم، ومن تلك الفرق:
1-الحفصية: أتباع حفص بن أبي المقدام.
2-اليزيدية: أتباع يزيد بن أنيسة.
3-الحارثية: أتباع حارث بن يزيد الإباضي.
4-أصحاب طاعة لا يراد بها الله.
ولهذه الفرق من الأقوال والاعتقادات ما لا يشك مسلم في كفرهم وخروجهم عن الشريعة الإسلامية. وإضافة إلى تلك الفرق السابقة فإنه يوجد ست فرق أخرى للإباضية في المغرب هي:
1-فرقة النكار: زعيمهم رجل يسمى أبا قدامة يزيد بن فندين الذي ثار في وجه إمام الإباضية بالمغرب عبد الوهاب بن رستم. وسميت هذه الفرقة بالنكارية لإنكارهم إمامة ابن رستم.
وقد سميت الفرقة الموافقة لعبد الوهاب بن رستم ((بالوهابية أو الوهبية)).
2-النفاثية: نسبة إلى رجل يسمى فرج النفوسي المعروف بالنفاث، ونفوسة قرية تقع في ليبيا.
3-الخلفية: نسبة إلى خلف بن السمح بن أبي الخطاب عبد الأعلى بن السمح المعافري الذي كانت له مناوشات مع الدولة الرستمية.
4-الحسينية: وزعيمهم رجل يسمى أبا زياد أحمد بن الحسين الطرابلسي.
5-السكاكية: نسبة إلى زعيمهم عبد الله السكاك اللواتي من سكان قنطرار، تميز بأقوال تخرجه عن الإسلام، وقد تبرأت من الإباضية.
6-الفرثية: زعيمهم أبو سليمان بن يعقوب بن أفلح.
س12: هل للإباضية دولة؟
ج12: قامت للإباضية دولتان: إحداهما في المغرب والأخرى في المشرق –عمان- تمتع المذهب الإباضي فيهما بالنفوذ والقوة.
س13: ما هو سبب دخول وانتشار المذهب الإباضي في عمان؟
ج13: ساعد انتشار المذهب الإباضي في عمان بُعْدُها عن مقر الخلافة، ثم مسالكها الوعرة. ويرجع دخول المذهب الإباضي عمان إلى فرار بعض الخوارج بعد معركة النهروان إلى هذا البلد؛ كما يرى بعض العلماء.
س14: ما هو سبب قيام دولة للإباضية في المغرب؟
ج14: كان نتيجة لانتشار المذهب الإباضي هناك بين قبائل البربر.
س15: ما هي المنطقة التي تعتبر المرجع لجميع الإباضية في كل مكان؟
ج15: البصرة حيث يتخرج منها دعاة هذا المذهب وينتشرون في أماكن كثيرة.
س16: من هو مؤسس الدولة الرستمية الإباضية في المغرب؟
ج16: عبدالرحمن الرستمي وهو فارسي الأصل.
س17: متى بدأت الدولة الرستمية في الأفول؟
ج17: بعد أن ساءت العلاقة بين أبو حاتم يوسف بن محمد بن أفلح وابن عمه يعقوب بن أفلح، ودارت بينهم معارك هائلة، ومن هنا بدأت الدولة الرستمية في الأفول وداهمتهم الشيعة بقيادة أبي عبيدالله الشيعي.
س18: ما هو موقف الإباضية من سائر المخالفين؟
ج18: تتسم معاملة الإباضية لمخالفيهم باللين والمسامحة وجوزوا تزويج المسلمات من مخالفيهم. كذلك أن الإباضية تعتبر المخالفين لهم من أهل القبلة كفار نعمة غير كاملي الإيمان ولا يحكمون بخروجهم من الملة، إلا أن هذا المدح ليس بالاتفاق بين العلماء؛ فهناك من يذكر عن الإباضية أنهم يرون أن مخالفيهم محاربون لله ولرسوله وأنهم يعاملون المخالفين لهم أسوأ المعاملة.
والحقيقة أن القارئ لكتب علماء الفرق يجد أنهم متعارضون في النقل عنهم إلا أن يقال: إن طائفة من الإباضية معتدلون وآخرون متشددون.
س19: ما موقف الإباضية من الصحابة؟
ج19: من الأمور المتفق عليها عند سائر الخوارج الترضي التام والولاء والاحترام للخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضوان الله عليهما، لم تخرج فرقة منهم عن ذلك. أما بالنسبة للخليفتين الراشدين الآخرين عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب رضي الله عنهما فقد هلك الخوارج فيهما وذموهما مما برأهما الله عنه.
س20: ما هي عقائد الإباضية؟
ج20: 1- ما يتعلق بصفات الله تعالى : فإن مذهب الإباضية فيها أنهم انقسموا إلى فريقين : فريق نفى الصفات نفياً تاماً خوفاً من التشبيه بزعمهم ، وفريق منهم يرجعون الصفات إلى الذات فقالوا أن الله عالم بذاته وقادر بذاته وسميع بذاته إلى آخر الصفات، فالصفات عندهم عين الذات، والحاصل أن الإباضية هنا وافقوا المعتزلة والأشاعرة وغيرهم من أهل الفرق في باب الصفات.
2- وأما عقيدة الإباضية في استواء الله وعلوه ، فإنهم يزعمون أن الله يستحيل أن يكون مختصاً بجهة ما بل هو في كل مكان وهذا قول بالحلول وقول الغلاة الجهمية.
3- وذهبت الإباضية في باب رؤية الله تعالى إلى إنكار وقوعها لأن العقل – كما يزعمون- يحيل ذلك ويستبعده.
4- ومن عقائد بعض الإباضية في كلام الله تعالى القول بخلق القرآن؛ بل حكم بعض علمائهم كابن جميع والورجلاني أن من لم يقل بخلق القرآن فليس منهم، ومما ينبغي الإشارة إليه هنا أن بعض الإباضية قد خرج عن القول بخلق القرآن كصاحب كتاب الأديان وكذا أبو النضر العماني وردا على من يقول بخلقه وبسطا الأدلة في ذلك وبهذا يتضح أن الإباضية قد انقسموا في هذه القضية إلى فريقين.
5- وقد اعتدل الإباضية في مسألة ووافقوا أهل السنة.
6- وقد اختلف الإباضيون في إثبات عذاب القبر . فذهب قسم منهم إلى إنكاره موافقين بذلك سائر فرق الخوارج . وذهب قسم آخر إلى إثباته.
7- ويثبت الإباضيون وجود الجنة والنار الآن ويثبتون الحوض ويؤمنون بالملائكة والكتب المنزلة.
8- وأما بالنسبة للشفاعة : فإن الإباضية يثبتونها ولكن لغير العصاة بل للمتقين.
9- وأما الميزان : الذي جاءت به النصوص وثبت أن له كفتان حسيتان مشاهدتان توزن فيه أعمال العباد كما يوزن العامل نفسه فإن الإباضية تنكر هذا الوصف ويثبتون وزن الله للنيات والأعمال بمعنى تمييزه بين الحسن منها والسيئ وإن الله يفصل بين الناس في أمورهم ويقفون عند هذا الحد غير مثبتين ما جاءت به النصوص من وجود الموازين الحقيقية في يوم القيامة وعلى الصفات التي جاءت في السنة النبوية.
10- وأنكروا كذلك الصراط وقالوا إنه ليس بجسر على ظهر جهنم، وذهب بعضهم – وهم قلة – إلى إثبات الصراط بأنه جسر ممدود على متن جهنم.
11- وافق -معظم الإباضية - السلف في حقيقة الإيمان من أنه قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وقد خالف بعضهم فذهب إلى أن الإيمان يزيد ولا ينقص.
12- وزيادة الإيمان ونقصه مسألة خالف فيها الإباضية سائر الخوارج الذين يرون أن الإيمان جملة واحدة لا يتبعض وأن العبد يكفر ويذهب إيمانه بمجرد مواقعته للذنب ويسمونه كافراً ومخلداً في النار في الآخرة إلا أن الإباضية مع موافقتهم للسلف في الحكم لكنهم يسمون المذنب كافر كفر نعمة ومنافقاً.
13- وأما مسألة الإمامة والخلافة فقد ذكر بعض العلماء عن الإباضية في مسألة الإمامة والخلافة أن الإباضية يزعمون أنه قد يستغنى عن نصب الخليفة ولا تعود إليه حاجة إذا عرف كل واحد الحق الذي عليه للآخر ، وهذا القول أكثر ما شهر عن المحكِّمة والنجدات. وأما الإباضية فقد ذكر هذا القول عنهم ج لوريمر في كتابه دليل الخليج ولكن بالرجوع إلى كتب الإباضية نجد أنهم ينفون هذا القول عنهم ويعتبرونه من مزاعم خصومهم عنهم وإن مذهبهم هو القول بوجوب نصب حاكم للناس ومن قال غير هذا عنهم فهو جاهل بمذهبهم على حد ما يقوله علماؤهم كالسالمي وعلي يحي معمر وغيرهما. وموقفهم هذا يتفق مع مذهب أهل السنة. وقد جوَّز الإباضية كأهل السنة صحة إمامة المفضول مع وجود الفاضل إذا تمت للمفضول ؛ خلاف لسائر الخوارج.
14- وجوز الإباضية التقية خلاف لأكثر الخوارج.
الفصل التاسع
س21: اذكر تعريف التأويل في اللغة، وفي اصطلاح السلف والخلف؟
ج21: يطلق التأويل في اللغة على عدة معاني منها التفسير والمرجع والمصير والعاقبة وتلك المعاني موجودة في القرآن والسنة. وتعريفه في الاصطلاح: عند السلف له معنيان:
1- يطلق بمعنى التفسير والبيان فيقال تأويل الآية كذا ؛ أي معناها.
2- ويطلق بمعنى المآل والمرجع والعاقبة فيقال هذه الآية مضى تأويلها وهذه لم يأت تأويلها.
والفرق بينهما: أنه لا يلزم من معرفة التأويل بمعنى التفسير معرفة التأويل الذي هو بمعنى المصير والعاقبة، فقد يعرف معنى النص ولكن لا تعرف حقيقته كأسماء الله وصفاته فحقيقتها وكيفيتها كما هي غير معلومة لأحد بخلاف معانيها.
3- وعند الخلف من علماء الكلام والأصول والفقه هو صرف اللفظ عن المعنى الراجح إلى المعنى المرجوح.
وهذا التأويل مرفوض عند السلف واعتبروه تحريفاً باطلاً في باب الصفات الإلهية.
س22: هل الخوارج يقولون بالتأويل أم بظاهر النص فقط؟
ج22: 1- ذهب بعض العلماء إلى أن الخوارج نصيون وهذا رأي أحمد أمين وأبو زهرة.
2- وذهب آخرون إلى أن الخوارج يؤولون النصوص تأويلاً يوافق أهوائهم وعلى هذا الرأي ابن عباس وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم.
3- ومن العلماء من ذهب إلى القول بأن الخوارج ليسوا على رأي واحد في هذه القضية بل منهم نصيون ومنهم مؤولون كما ذهب إلى هذا الأشعري في مقالاته. وهذا هو الراجح فيما يبدو من آراء الخوارج.
س23: ما هو موقف الخوارج من صفات الله عز وجل؟
ج23: بالنسبة لفرقة الإباضية بخصوصهم – فقد تبين من أقوال علمائهم أنهم يقفون منها موقف النفي أو التأويل بحجة الابتعاد عن اعتقاد المشبهة فيها.
س24: ما هو حكم مرتكبي الذنوب عند الخوارج؟
ج24: اختلف حكم الخوارج على أهل الذنوب بعد اتفاقهم بصفة عامة على القول بتكفيرهم كفر ملة. وحاصل الخلاف نوجزه فيما يلي:
1- الحكم بتكفير العصاة كفر ملة، وأنهم خارجون عن الإسلام ومخلدون في النار مع سائر الكفار. وهذا رأي أكثرية الخوارج. وعلى هذا الرأي من فرق الخوارج: المحكمة والأزارقة والمكرمية والشبيبية من البيهسية واليزيدية والنجدات. إلا أنهم مختلفون في سبب كفره.
2- أنهم كفار نعمة وليس كفار ملة: وعلى هذا المعتقد فرقة الإباضية، ومع هذا فإنهم يحكمون على صاحب المعصية بالنار إذا مات عليها، ويحكمون عليه في الدنيا بأنه منافق، ويجعلون النفاق مرادفاً لكفر النعمة ويسمونه منزلة بين المنزلتين أي بين الشرك والإيمان، وأن النفاق لا يكون إلا في الأفعال لا في الاعتقاد.
س25: وما هي أدلتهم على ذلك؟
ج25: من أدلتهم على ذلك:
1- {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ} ووجه استدلالهم بالآية: أن الله تعالى حصر الناس في قسمين : قسم ممدوح وهم المؤمنون وقسم مذموم وهم الكفار ، والفساق ليسوا من المؤمنين ، فإذاً هم كفار لكونهم مع القسم المذموم واستدلالهم هذا لا يسلم لهم؛ أن الناس ينحصرون فقط في الإيمان أو الكفر. فهناك قسم ثالث وهم العصاة لم يذكروه هنا، وذكر فريقين لا يدل على نفي ما عداهما والآية كذلك واردة على سبيل التبعيض بمن، أي بعضكم كافر وبعضكم مؤمن. وهذا لا شك في وقوعه ولم تدل الآية على مدعى الخوارج أن أهل الذنوب داخلون في الكفر.
2- حديث أبي هريرة (( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن )). فقد فهموا من هذا الحديث نفى الإيمان بالكلية عن من فعل شيئاً مما ذكر في الحديث، وهذا لا حجة لهم فيه، فإن الحديث – كما يذكر العلماء – إما أن يكون واردا فيمن فعل شيئاً مما ذكر مستحلاً لتلك الذنوب أو أن المراد به نفي كمال الإيمان عنهم، أو أن نفي الإيمان عنهم مقيد بحال مواقعتهم لتلك الذنوب.
س26: ما هو حكم الإمامة عند الخوارج؟
ج26: انقسموا فيها إلى فريقين:
1- الفرق الأول: وهم عامة الخوارج. وهؤلاء يوجبون نصب الإمام والانضواء تحت رايته والقتال معه ما دام على الطريق الأمثل الذي ارتأوه له.
2- الفريق الثاني: وهم المحكمة والنجدات والإباضية فيما قيل عنهم. وهؤلاء يرون أنه قد يستغنى عن الإمام إذا تناصف الناس فيما بينهم وإذا احتيج إليه فمن أي جنس كان ما دام كفئا لتولي الإمامة.
س27: وما هي مبررات الفريق الثاني في قولهم؟
ج27: 1- استنادهم إلى المبدأ القائل لا حكم إلا لله.
2- أن الحكم ليس من اختصاص البشر بل تهيمن عليه قوة علوية.
3- إن الضروري هو تطبيق أحكام الشريعة، فإذا تمكن الناس من تطبيقها بأنفسهم فلا حاجة إلى نصب خليفة.
4- ربما ينحصر وجود الإمام في بطانة قليلة وينعزل عن الأغلبية فيكون بعيداً عن تفهم مشاكل المسلمين فلا يبقى لوجود فائدة.
5- أن النبي لم يشر صراحة ولا وضع شروطاً لوجود الخلفاء من بعده.
6- أن كتاب الله لم يبين حتمية وجود إمام وإنما أبان وأمرهم شوري بينهم.
س28:ما هي شروط الإمام عند الخوارج؟
ج28: 1- أن يكون شديد التمسك بالعقيدة مخلصاً في عبادته وتقواه حسب مفهومهم.
2- أن يكون قوياً في نفسه.
3- أن لا يكون فيه ما يخل بإيمانه من حب المعاصي واللهو.
4- ألا يكون قد حد في كبيرة حتى ولو تاب.
5- أن يتم انتخابه برضى الجميع ، لا يغنى بعضهم عن بعض.
س29: ما هو حكم إمامة المفضول عند الخوارج؟
ج29: اختلف الخوارج في صحة إمامة المفضول مع وجود الفاضل إلى فريقين:
1- ذهب فريق منهم إلى عدم الجواز وأن إمامة المفضول تكون غير صحيحة مع وجود الأفضل.
2- وذهب الفريق الآخر منهم إلى صحة ذلك وأنه تنعقد الإمامة للمفضول مع وجود الأفضل، كما هو الصحيح.
س30: ما حكم تولي المرأة للإمامة عند الخوارج؟
ج30: فرقة من فرق الخوارج وهي الشبيبية تذهب إلى جواز تولي المرأة الإمامة العظمى مستدلين بفعل شبيب حينما تولت غزالة – زوجته وقبل أمه – بعده.
س31: ما هو موقف الخوارج من عامة المسلمين المخالفين منهم؟
ج31: انقسم الخوارج في نظرتهم إلى المخالفين لهم إلى فريقين:
1- فريق منهم غلاة.
2- وفريق آخر أبدي نوعاً من الاعتدال.
س32: ما هو حكم الخوارج في أطفال مخالفيهم؟
ج32: 1- منهم من اعتبرهم في حكم آبائهم المخالفين فاستباح قتلهم باعتبار أنهم مشركون لا عصمة لدماء آبائهم. وهو قول للأزارقة وتبعهم بعض فرق الخوارج كالعجاردة والحمزية والخلفية.
2- ومنهم من جعلهم من أهل الجنة ولم يجوز قتلهم. وهو قول للنجدات والصفرية والميمونية.
3- واعتبرهم بعضهم خدما لأهل الجنة.
4- ومنهم من توقف فيهم إلى أن يبلغوا سن التكليف ويتبين حالهم.
5- والإباضية تولوا أطفال المسلمين وتوقفوا في أطفال المشركين ، ومنهم من يلحق أطفال المشركين بأطفال المؤمنين.
س33: ماذا قال العلماء في حكم أطفال المشركين الذي هم عبدة الأوثان ومن في حكمهم؟
ج33: 1- فذهب بعضهم إلى التوقف في أمرهم فلا يحكم لهم بجنة ولا نار وأمرهم إلى الله.
2- أنهم في النار.
3- أنهم في الجنة.
4- أنهم في منزلة بين المنزلتين أي الجنة والنار.
5- أن حكمهم حكم آبائهم في الدنيا ولآخرة تبعاً لآبائهم حتى ولو أسلم الأبوان بعد موت أطفالهما لم يحكم لإفراطهما بالنار.
6- أنهم يمتحنون في عرصات القيامة بطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم فمن أطاعه منهم دخل الجنة ومن عصاه دخل النار. ونصر هذا الرأي ابن القيم.
الفصل العاشر
س34: ما هو الحكم على الخوارج؟
ج34: اختلفت وجهات النظر في الحكم على الخوارج إلى قولين :
1- أحدهما الحكم بتكفيرهم.
2- الحكم عليهم بالفسق والابتداع والبغي.
ولعل الصحيح أن الذين حكموا على الخوارج بالكفر الصريح قد غلوا في تعميم الحكم عليهم، والذين حكموا عليهم بأنهم كغيرهم من فرق المسلمين أهل السنة قد تساهلوا، بل الأولى أن يقال في حق كل فرقة ما تستحقه من الحكم حسب قربها أو بعدها عن الدين. وإطلاق ما أطلقته النصوص في الحكم العام، ويتوقف عن إطلاق التكفير المخرج من الملة على المعين إلا بعد إقامة الحجة عليه، أو إذا ظهر كفره من قوله أو فعله أو اعتقاده.
No comments:
Post a Comment