بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله والحمد لله ، وبعد .. فهذا ملخص من كتاب (الرد على الحبشي) ، لكمال أحمد / لاهور.
أحبتي أهل الســنة والجمــاعة ، أتباع السنة الصحيحة المُـطهرة .. أحب أن أقدم لكم ما لخصـتهُ من كتاب ( الرد على الحبشي ) لكمال أحمد ، وذلك لكي ينفع الله به من يريد أن يتعرف على هذا الضـالّ الذي أضل قومهُ ضلالا ً بعيدا ً حيث لم يعودوا يروا غيره يقول الحق وأنت ترى منهم تعصبا ً عجيبا ً مقيتا ً أعمــى .. تحاورهم كأنما تحاور صخرا ً أصمّ ، قاسية ً قلوبهم لما هم عليه من المُـعتقد الباطل والجهل.
لا أطيل وأبدأ على بركة الله ..
فقرات هذا الملخص من كتاب ( الرد على الحبشي ) لمؤلفه / كمال أحمـد :
1- تعريف بالحبشي.
2- مذهب الحبشي وما يعتقده مع ذكر لبعض آرائه الفقهيـة.
3- بعض تآليف الحبشي وإظهار بعض ما فيه من باطل.
4- عجائب فتاوى الحبشي.
5- من مناقضات الحبشي.
6- تجريد الذات الإلهية من الصفات عند الأحباش.
7- التوحيد عند الحبشي.
8- الصفات عند الحبشي.
9- نظرية الحبشي في الإرجاء.
10- إنكار الحبشي لبعض أصحاب رسول الله - عليه الصلاة والسلام -.
11- تفسير الحبشي لحديث الجلوس على القبر.
12- الأحباش من أهل الكلام لا من أهل السنة.
13- قول الحبشي بخروج الأموات من قبورهم لإغاثة الأحياء.
14- التحريف عند الحبشي.
15- الشرك الذي يجهلهُ الأحباش. ( وهـنا مواضيع ترد بتفصيل على الإستغاثة والتوسل عند الأحباش وردّ شـُـبُـهاتهم فيه ).
16- كذب الحبشي في نسب أبي حنيفة إلى علم الكلام.
17- التأويل عن الحبشي.
18- قول الحبشي في القرآن.
19- مزاعم الحبشي في الكسب.
20- إفتراء الحبشي على بعض العلماء ، وفيه ثناء بعض العلماء على ابن تيمية.
21- الأولياء والمكرمين عند الأحباش.
22- تكفير الحبشي من دعا إلى الحكم بما أنزل الله.
23- رأي بعض العلماء بفرقة الأحباش ، وفيه فتوى الشيخ بن باز رحمه الله فيهم ، ورأي الداعية الإسلامي عبدالرحمن الدمشقية ، ورأي الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
1- تعريف بالحبــشي:
عبدالله الحبشي : هو عبدالله بن محمد بن يوسف الحبشي ، يزعم أتباع الحبشي أنه أفتى قبل سـن 18 عاما ً علما ً أنه لا يوجد هذا المنصب في تلك البلاد ( الحبشة ) وقد ردت الجمعية الصومالية في السويد تكذيبا ً لذلك في كتاب " المقالات السنية في كشف ضلالات الفرقة الحبشية " لعبدالعزيز المالكي صـــ 206 ، ويسميه أتباعه "الحافظ العبدري" في بعض كتبهم وهو ليس كذلك.
2- مذهب الحبشي وما يعتقده مع ذكر لبعض آرائه الفقهيـة:
ــ يعتمد على علم الكلام ويدّعي أنه غير علم الكلام الذي ذمّـهُ السـلف ، - يؤول صفات الله عز وجلّ - وهو جبريّ محض في مسائل القدر حيث يزعم أن الله هو الذي أعان الكافر على كفره ولولا الله لما استطاع أن يكفر. (النهج السليم صــ 67).
ــ هو من المرجئة في الإيمان وأن المرء يظل عنده مؤمنا ً وإن لم يصلّ أو يصُـم أو يحجّ ولكن قال لا إله إلا الله مرة واحدة في العمر. ( إظهار العقيدة للحبشي صــ 59).
ــ لا يُـقرّ بأن الله على كل شيءٍ قدير فهو يقول: " إن الله على غالب الأشيـاء قدير " . ( الدليل القويم صــ 7 ) وقد تولى كِـبر مسألة : " هل الله قادر على نفسه " .
ــ يقول بكلام الله النفـسيّ ويزعم أنه ليس كلام الله بل هو كلام جبريل واحتجّ بقوله تعالى: ( إنهُ لقول رسـول ٍ كريم ).
ــ يرى الإستـغاثة بالقبور ويجيز التعوذ بغير الله كأن يقول : " أعوذ بفلان " ( الدليل القويم للحبشي صــ 173 ).
ــ يعتقد أن الأوليـاء يخرجون لقضاء حوائج الناس من قبورهم ثم يعودون إليـها. ( شريط خالد كنعان ب / 70 ).
ــ يدعوا إلى التبرك بالأحجار ( صريح البيان للحبشي صــ 58 ) ، ــ ويزعم أن السجود للصنم كبيرة وليست شركا ً. ( شريط للحبشي 3 / 640 ). [وبهذا نرى أن مُـعتقدهُ فيهِ شركُ ُ خالص حيث أن من يسجد لصنم لا يخرج من ملة الحبشي].
ــ يصف الذي يدعون أو يريدون إقامة دولة علمانية أنهم مسلمون مؤمنون وأنه تجوز مساعدتهم. ( مسجل بصوته ).
ــ المسلم الذي لا يحكم بشرع الله بل بالأحكام الوضعية لا يجوز تكفيره. ( بغية الطالب للحبشي صــ 305 ).
ــ [ومن عجائب إعتقاده] يرى أن من لم يحكّـم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئا ً من فرائض الله ولا يجتنب شيئا ً من المحرمات لكنه قال ولو مرة " لا إله إلا الله " فهذا مسلم مؤمن ويقال له أيضا ً مؤمن مذنب. ( الدليل القويم للحبشي صــ 109 ).
ــ يُـبيح أكل الربا ( الأم 8 / 358 ).
ــ يُـجيز تأخير الإستنجاء إلى مابعد الوضوء. ( بغية الطالب صــ 68 ).
ــ يقول أن من رأى النبي في المنام أنه سيراهُ في اليقظةِ ولو بعد الموت ( مسجل بصوته ). [وهذا باطل لأنه بذلك سيكون صحابياً].
ــ عندهُ من يُـنكر صُـحبة الثلاثة بعد أبي بكر لا يَـكفـُر لأن القرآن لم يقل بهم بل صرح القرآن بأبي بكر فقط. ( بغية الطالب صــ 37 أو صــ 47 ).
ــ يُـجيز دخول الحمّـامات العامـّة وكشف العورات.
ــ يُـبيح للمرأة الخروج من بيتها متى شاءت.
ــ يُـبيح لمحارم المرأة أن ينظروا إلى فخذيها وبطنها وثدييها ويشجع على ذلك زعما ً منهُ أن عورة المرأة مع النساء ومع محارمها من السرة إلى الركبة ويقول أن الذين يقولون بأن ما فوق السرة عورة قولهم ضعيف. ( بغية الطالب صــ 342 ).
ــ يزعم أن النظرة الأولى للمرأة لا تحرم وإن دامت وطالت. ( بغية الطالب صــ 287 و صــ 224 ).
ــ يُـجيز للمرأة أن تخرج لطلب العلم بدون رضا زوجها قائلا ً " تخرج بغير رضاه ". ( بغية الطالب صــ 202 ).
ــ يُـجيز للمرأة أن تخرج مُـتعطرة وأن تتزين للناظرين. ( صريح البيان صــ 186 أو صــ 350 ).
ــ يُـجيز للمرأة أن تخرج متعطرة وتتزين للناظرين إن كانت تفعل ذلك لمجرد الفرح بشبابها. ( بغية الطالب صــ 351 ).
ــ يُـجيز الإختلاط بالمرأة. ( صريح البيان صــ 178 و صــ 329 ).
ــ يُـجيز التكلم مع الأجنبي للمرأة وإن كان بدون حاجة. ( صريح البيان صــ 191 و صــ 329 ).
ــ للأحباش فرقة موسيقية يرأسها الموسيقار " شماعة " وفيها تبرجات من النساء ويختلطون بالرجال ويرقصون ويضربون الدف ويصفق النساء للإيقاعات الموسيقية ويزعمون " أنها إسلامية !! " ، وهذه ليست إلا تقربا ً للحكام بعد أن كانت تقربا ً إلى الله.
3- بعض تآليف الحبشي وإظـهار بعض ما فيها من باطل:
ــ ( إظهار العقيدة السنية شرح الطحاوية ) .. وفيه يقول بأن القرآن كلام جبريل وعباراته. ( صــ 95 ). ويقول فيه أن " الله على غالب الأشياء قدير " ( صــ 40 ) ، وهو يكفـر من يقول أن الله يتكلم بصوت على أن البخاري وأحمد وغيرهم من السلف صرحوا بذلك ، فهل يُـكفـّـرهم؟
ــ ( بغية الطالب في معرفة العلم الديني الواجب ) .. يزعم الأحباش أنه تأليف زعيمهم ، لكنه من تأليف عبدالله بن عيسى الحضرمي. وفيه جواز الصلاة مع تلطـخ الثوب بالبول والعذرة وفيه تجـْـويز خروج المرأة متعطرة لتفرح بشبابها.
ــ ( التعقب الحثيث ) .. وفيه رد على الشيخ الألباني وتكفير له لأنه يقول ببدعة السّـبحة.
ــ ( الدليل القويم على الصراط المستقيم ) .. فيه تكفيره لابن تيمية وفيه يجيز الإستغاثة بالأموات ، ويقول أن من يقول " العرش بالرحمـن " أفضل ممن يقول : ( الرحمن على العرش استوى ).
ــ ( صريح البيان ) .. وهو كتاب يحوي الشاذ من الأقوال وفيه تحليل أكل الربا من الكفار الحربيين ، وفيه جواز خروج المرأة متعطرة تعبق ريحـها ، وينهى فيه عن تسمية مفاخذة المرأة الأجنبية بالزنا ( وأنظر بغية الطالب صــ 41 ) ، وفيه سـبّ لمعاوية وغيره من الصحابة وزعم أن معاوية ومن معه يرتكبون الكبائر.
ــ ( المقالات السنية في كشف ضلالات ابن تيمية ) .. وفيه يكفر ابن تيمية وينقل عنه أقوالا ً كاذبـة.
ــ ( المولد النبوي ) .. وفيه خرافات وأكاذيب وقد زعم فيه أن الملائكة اعترضت على الله وضجت لأنه أمات أبوي النبي صلى الله عليه وسلم وبقي يتيما ً .. فقال الله للملائكة : " اسكتوا أيها الملائكة .... ".
ــ ( النهج السوي في الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولوي ) .. وفيه يكفر سيد قطب وفيصل المولوي الطرابلسي
4- عجائب فتاوى الحبــشي
ــ يقول الحبشي ببطلان من تلفظ بحرف زائد في الصلاة كأن يقول : " أو " أو " أي " أو " آه " لمن يشكو من ألم أو يحس به فجأة. ( بغية الطالب صــ 140 ) وهذا فيه تشديد عجيب ولكنه بعد ذلك يقول : " ولا تبطل الصلاة بالكلام الذي هو نذر ، فلو قال: ( نذرت لله أن أصوم الخميس ) لم تفسد صلاته ". ( بغية الطالب صــ 141 ) وهذا خلاف قوله تعالى: ( وقوموا لله قانتين ) [ومعنى قانتين أي خاشعين ساكنين] و لقد سـلـّم ابن مسعود على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في الصلاة فلم يردّ عليـه ثم اعتذر له بقوله : ( إن في الصلاة لشغلا ً ) [أي عن الكلام] ، وقول الحبشي مخالف لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال: ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ) [رواه مسلم وأحمد].
ــ يقول الحبشي: " يجوز دخول الحمام العام ولو كان فيه كشف العورات ، ويحفظ بصره ولا يلزم الإنكار إلا في السوأتين ، وأنه لا ينكر على من صلى بالكلســون فقط " والحبشي يناقض نفسـه بقوله : " أن الفخذ عورة " ( بغية الطالب صــ 138 و 139 ) ويقول في موضع آخر " الفخذ ليس بعورة ". ( صريح البيان للحبشي صــ 156 ).
ــ يفتي بأن إتيان الخنثى نهار رمضان لا يفطر لكونه لم تتضح ذكورته أو أنوثته أما الذي اتضحت ذكورته أو أنوثته فإن الجمـاع في أحد قبليه مفطر. ( بغية الطالب صــ 192 و صــ 243 ) ثم يتابع قوله هذا : " إنْ جومعت الخنثى الواضح بآلته الزائدة لا يفطر " [ أي أنه إذا ثبتت خنثته فإن إتيانه لا ينقض الصوم ، ويلزم من كلامه أن اللواط لا يلزم مفسدة الصوم حيث أن مؤخرة الخنثى عنده زائدة وليست أصلية].
ــ أفتى بلال الحميصي أحد أتباع الحبشي في زكاة الفطر أنها: " يجب أداؤها قبل غروب شمس يوم العيد " (صحيفة الديار).
ــ يُـجيز الحبشي للمرء المسلم " أن يلعب بالقمـار مع الكافر ويجوز سلب أمواله " ( صريح البيان صــ 133 ). وقد قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ).
ــ أفتى المدعو إبراهيم الشافعي أحد ضلال الأحباش بقوله: " إن الصحيح من الأقوال في التماس ليلة القدر أنها تلتمس في ليلة الرابع والعشرين من رمضان " ( مسجل بصوته ). وقد أجمعت الأمة على غير ذلك ، وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من كان متحريها فليتحرها في السبـع الأواخر ) [البخاري ومسلم]. وفي رواية: ( من كان متحريها فليتحرها ليلة السابع والعشرين ) [مسلم] وفي رواية صحيحة: ( إلتمسوها في العشر الأواخر ، في تسع بقين أو سبع بقين أو خمس بقين أو ثلاث بقين أو آخر ليلة ) [رواه أحمد والترمذي والحاكم وابن حبان والبيهقي] وهذا نص على أنها في وتر فما بال الشافعي (زوراً) يدعي أنها في شفع !! ؟
ــ سُـئل الحبشي عمن يقول في الشيء الغالي الثمن : " هذا سرقة ! " فقال: " إن قال هذا عن المُـغالاة الفاحشة في الثمن من باب التشبيه لا يكون في ذلك رِدّة ، وأما من يقول " هذه سرقة " من غير مُـغالاة للثمن لمجرد أنه ما وافق هواه فهذا كـُـفر " (مسجل بصوته).
ــ ساق الحبشي حديث النبي: ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها ) ثم قال: " وواقعنا اليوم مصداق للحديث فإن ما عندنا من السلاح اليوم لا يبلغ عشر عشر ما عندهم ، ففي هذه الحال ليس فرضاً علينا أن نجاهد بالسلاح " (مسجل بصوته). ولقد تناسى نصر المسلمين في معركة بدر.
ــ أفتى الحبشي بجواز تعليق الصلبان لمن ذهب إلى بلاد الكفار إذا خاف على نفسه من أذاهم. ( الدليل القويم صــ 155 ). ولقد نهى النبي عن التشبه بالكفار بقوله: ( من تشبه بقومٍ فهو منهم ) ، ولا شك أن التشبه في أمور الدين أعظم كتعليق الصليب.
ــ يُـبيح مصافحة المرأة ويشترط أن يكون ذلك بحائل ، وقد قالت عائشة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( والله ما مسّـت يد النبي يد امرأةٍ قط ) [البخاري]. ثـم إن لا يمنع هذا الحائل من حدوث الشهوة.
ــ يُـبيح سرقة المسلمين من مزرعة جيرانهم الكفار ولكن إذا لم يؤدّ إلى فتنة !! ، فكيف يعلم بأنه لن تكون هناك فتنة.
ــ يُـجيز الحبشي الصلاة بالنجـاسة ولو من بول كلب وعذرته سواءً كانت النجاسة على ثوب المصلي أو بدنه ، يقول: " فلو كان المقلد شافعياً فإنه يقلد المالكيـة ، لأن المـُـعتمد جوازه التلفيق في العبادة بين مذهبين ، فيجوز للمصلي الصلاة بما مسّـهُ ريق الكلبمن ثيابه وبدنه وبوله وعذرته ، ويجوز له أن يأكل من غير غسل ولو خالط بها ريق الكلب لأن دين الله يسر لا عسر " ( بغية الطالب صــ 99 ، 100 ، 132 ).
فسبحان الله كيف يدعي اليسر ثم يقول في نفس الكتاب ( بغية الطالب صــ 187 أو صــ 119 ) : " إن قشرة البرغوث أو القملة أو البقة نجسة نجاسة غير معفوّ عنها ، فلو صلى المصلي بشيءٍ من ذلك فصلاتهُ باطلة ، عَـلِـمَ بذلك أم لم يعلم ".
ــ يُـجيز الحبشي أن من لم يرد صلاة الجمـعة أن يأكل البصل والثوم وبهذا يتخلص من الإثم !! .
ــ يُـبيح الإختلاط فيقول: " فمن أحاديث رسول الله وكلام العلماء يتبين لنا أن إختلاط الرجال بالنساء إذا لم يكن فيه خلوة ولا تضامّ ولا تلاصق ونحو ذلك لا يكون حراماً " ( صريح البيان صــ 179 ).
ــ يُـجيز خروج المرأة متزينة لتفرح بنفسها إذا لم تقصد التعرض للرجال. وهو يذكر كلاماً للقرطبي عن هذا وكغيره من الباطل. (صريح البيان صــ 186) ، ولقد تناسى قول الله تعالى: (ولايتبرّجن تبرج الجاهليةِ الإولى) ، وأمرهُ تعالى للقواعد من النساء: (غير مُتبرجاتٍ بزينة) .. فكيف بمن تريد الفرح بنفسها أن تخرج متبرجة !! ؟ ، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة لا تسأل عنهم) وذكر آخرها: (وامراة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤونة الدنيا فتبرجت بعده فلا تسأل عنهم) [البخاري في الأدب المفرد ، وأحمد والطبراني والحاكم وغيرهم عن فضالة بن عبيد] ، ولمـّـا جاءت أميمة بنت رقيقة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تبايعه ، فبايعها على أن تترك أشياء منها أن (لا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى).[رواه أحمـد].
[وعلى هذا فإذا وضعت المرأة على وجهها المساحيق وحمرت وجهها وصفرت، أو تنمصت وأبدت ذلك كله للرجال، أو كانت تخرج تمشي بين الرجال أو كان لها مشية فيها تغنج وتخلع، أو ألقت الخمار على رأسها ولم تشده فيداري قلائدها وقرطها وعنقها ويبدو ذلك كله منها، أو خرجت وريحها تعصف، كل هذا من التبرج الحرام المنهي عنه].
ــ يُـجيز الحبشي خروج المرأة مُـتعطرة ويورد حديثاً عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: (كنا نخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم فنضمخ جباهنا بالمسك المطيب للإحرام، فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها، فيراه النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينهانا) [رواه أبو داوود] ، والحديث صحيح لـكن النساء لم يكن يخالطن الرجال في الحج وكن يطفن بمعزل عنهم. وقد جاء في رواية أن عائشة ـ رضي الله عنها ـ (كانت تطوف حجرة – أي بمعزل – من الرجال لا تخالطهم).[رواه البخاري] ، ثم إن قولها: (فيراهُ النبي) دليل على أن هذا الطيب لا يشم ريحته النبي بل إنه أقره لما رءاه وليس لما شم رائحته هذا مع كون أنهم بمعزل عن مخالطة الرجال. وأما نص الحديث: (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية وكل عين زانية) فيبطلهُ الحبشي حيث يزعم: " أن من يفهم من حديث (أيما امرأة استعطرت) تحريم التطيب للمرأة، أنه ليس إلا واهما ".(بغية الطالب صــ 216 و 217) ، وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (أيما امرأةٍ أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة).[رواه مسلم وغيره] ، وهذا لأجل الصلاة فكيف بغيرها. وقال عليه الصلاة والسلام: (أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد ليوجد ريحها لم يقبل منها صلاة حتى تغتسل اغتسالها من الجنابة) [رواه أحمد] ، وفي رواية: (...… فيوجد ريحها ....)[رواه الدارمي].
ــ أفتى نزار الحلبي بجواز لبس الضيق من الملابس بقوله: "يقولون إن فتيات الأحباش يرتدون سروال الجينز" ، قال: " ونحن لا نرى في ذلك عيباً لأننا نجمع بين الموضة والسترة".(مجلة المسلمون العدد 407) ، وهذا لا يجوز لأن فيه: 1ـ تشبّـه بالرجال وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (لعن الله المُتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء)[أحمد وأبو داوود والترمذي وابن ماجة]. 2ـ لا يجوز لأن السروال الضيق يصف جسم المرأة وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأسامة بن زيد حيث أن له جارية أهداها له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (مالك لم تـُـلبس القبطية) ، فقال أسامة: (كسوتها امرأتي، فقال صلى الله عليه وسلم: (مُرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف حجم عظامها)[رواه أحمد وأبو داوود وغيرهما]. 3ـ إن في لبس الجينز تشبّـه بالكافرات وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (من تشبّـه بقومٍ فهو منهم).
ــ كما علمنا أن الحبشي يُـجيز خروج المرأة لطلب العلم ولو سافرت من دون رضى زوجها وهو بذلك يدعوا إلى الفتنة فهي تخرج من دون محرم ، وهو يقدم طاعة المشايخ على طاعة الزوج. (أنظر بغية الطالب صــ 202).
ــ يُـفتي بقبـح الإستنجاء باليـد اليسرى ، فيقول: "وما يفعلهُ بعض الناس عند الإستنجاء من الغائط من أن يأخذوا بالكف اليسرى ماءً ثم يدلكـوا به المخرج فذلك قبيح" (بغية الطالب صــ 68 و 96) ، وقد مدح الله أقواماً كانوا يتطهرون من الغائط فقال سبحانه: (فيه رجالُ ُ يُحبّـون أن يتطهروا والله يُـحب المتطهرين)[التوبة] ، وهذا بيان أن حاضري المسجد الذي أُسِّـسَ على التقوى من أول يومٍ فيه رجال يحـبوا تنظيف مقاعدهم بالماء إذا أتوا الغائط.(تفسير ابن جرير 11/صـ 22ـ24) ولما نزلت: (فيه رجالُ ُ يُـحبّون أن يتطهروا) ، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم به) ، قالوا: " يارسول الله إنا نستطيب بالماء إذا جئنا من الغائط" ، وعن أبي هريرة قال: (كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا أتيته بماء في تور أو ركوة استنجى ثم مسح يده على الأرض).[البخاري ومسلم].
ــ أفتى الحبشي وأتباعه بجواز أخذ الربا إذا كانت الدار دار حرب ، يقول: "عند الإمام محمد بن الحسن الشيباني يكفي لكون الدار دار حرب إظهار أحكام الكفر على وجه الإشتهار" ، وقال في معرض إجابته على مجموعة من الأسئلة: "فإن وضعته ـ أي وضعت المال في مصرف الربا ـ فتكون قد وافقت مذهب هذين الإمامين الجليلين ـ يعني أبا حنيفة وتلميذه محمد بن الحسن الشيباني ـ ما عليك حرج والأحسن أن لا تضع أموالك فتتوكل على الله وتضعه في البيت فإن كتب الله عليه الضياع فلا بد من ذلك وإن حفظه الله يُـحفظ ، ولكن إن لم يكن عندك قوة على هذا التوكل فضعه في بنك ليس له مساهم مسلم ، بل يكون كل المؤسسين كفاراً ، ضعه هناك وخذ عليه فائدة هذا إذا أردت أن تستفيد ، فإن تحققت الإستفادة فإنه يجوز".(مسجل بصوته).
وهو بذلك يشجع المصارف الربوية ، ولا شك أن الرد على ذلك من كتاب الله ونذكر منها قوله تعالى: (يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم) ، ونذكر أيضاً ماروى إبن جرير بإسناده عن إبن جريح قوله: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا مابقي من الربا إن كنتم مؤمنين) قال: (كانت ثقيف قد صالحت النبي على أن مالهم من ربا على الناس وما كان للناس عليهم من ربا فهو موضوع ، فلما كان الفـتح استعمل عتـَّاب بن أسيـد على مكـة وكانت بنو عمرو بن عمير بن عوف يأخذون الربا من بني المغيرة وكانت بنو المغيرة يربون لهم في الجاهلية ، فجاء الإسلام ولهم عليهم مال كثير فأتاهم بنو عمرو يطلبون رباهم فأبوا بنو المغيرة أن يعطوهم في الإسلام ورفعوا ذلك إلى عتـَّاب إبن أسيـد فكتب عتـَّاب إلى رسول الله فنزلت: (يا أيها الذين آمنوا ذروا مابقي من الربا .....) فكتب به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عتَّاب، وقال: (إن رضوا وإلا فأذنهم بحرب) [تفسير ابن جرير (3/71)].
ثم إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه ، هم فيه سواء)[رواه أحمد ومسلم عن جابر].
وأما فتوى بعض الأحناف الذي استدلوا بحديث: (لا ربا بين مسلمٍ وكافر حربي) فهذا الحديث لا أصل له في كتب الحديث.
وأما الإمام أبو حنيفة وصاحبه محمد بن الحسن أجازا للمسلم (أخذ) الدرهم بدرهمين ولم يُـجيزا أن (يدفع) في الدرهم درهمين ، وقد ردّ عليـه الأوزاعي فقال: "الربا عليـه حرام في أرض الحرب وغيرها لأن رسول الله وضع من ربا الجاهلية ما أدركـهُ الإسلام من ذلك وكان أول ربا وضعه ربا عمـه العباس بن عبد المطلب" وقال: " وقد كان المسلم يبايع الكافر في عهد رسول الله فلا يستحل ذلك".(الأم للشافعي 358/7) ، ثم قد خالف أبو يوسف شيخه أبا حنيفة فقال: "القول ما قال الأوزاعي لا يحل هذا ولا يجوز" ثم قال: "أبو حنيفة أحلّ هذا لأن بعض المشيخة حدث عن مكحول ...." أي أن الحديث روي مُـرسلاً وهو ضعيف وقد قال الجويني: "إن بضاعة أبي حنيفة في الحديث مُـزجاة" (مغيث الخلق للجويني صــ 35).
ويكفي في الترهيب من عاقبة الربا حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (الربا إثنان وسبعون باباً أدناها مثل إتيان الرجل أمه).
ثم إن هذا يُـشبهُ فعل اليهود حيث قالوا: "لا تقرض أخاك بربا واقرض الأجنبي بربا" [سفر التثنية 19/23].
ــ يُـفتي الحبشي بأنهُ لا زكاة في العملة النقدية فيقول: "وهذه العملة المستعملة في هذا العصر لا تجب فيها الزكاة عند الإمامين الشافعي ومالك وتجب عند أبي حنيفة لأنها تروج رواج الذهب والفضة" وقال: "كيف يعترض على الإمامين ومأخذهما النص، فليس للحنفي أن يعترض على مذهبي الإمامين" (بغية الطالب صــ 207) ، وقال أيضاً: "لا زكاة في الأثمان غير الذهب والفضة لأن النبي لم يذكر غيرهما" (بغية الطالب صــ 207). ألا يعلم الحبشي أن الزكاة ركن من أركان الإسلام ، ألم يعلم أن أبا بكرٍ الصديق ـ رضي الله عنه ـ قاتل عليها؟ ، ثم إن العملة الورقية هي بدل عن الذهب والفضة وكل الناس اليوم يتعاملون بها ، وهذه العملة الورقية لا يصلح للتعامل بغيرها في هذا الزمان، ومستندها إنما هو من الذهب والفضة، ورائجة في كل أنحاء الأرض، فهي إذن مال، وهي تندرج في قوله صلى الله عليه وسلم:"من أعطى زكاة ماله …"
ــ يُـحلل شرب الدخان لأتباعه فيقول في جواب أحد السائلين: "فصل العلماء في أمرها فقالوا إنها تحرم على من يعلم أنها تضره، وذلك لأن الله حرم على الإنسان أن يتعاطى ما يضره، وقالوا: مع كونها ليست حراما لمن لا تضره يكره له تعاطيها، لأنها مضيعة للأنفاس التي ينبغي استعمالها في الخير كذكر الله تعالى".(مجلتهم منار الهدى 2/30).
وهذه الفتوى مخالفة لقول علماء أهل السنة، وإنما استنبط العلماء حكم تحريم الدخان من القرآن والسنة.
وقد قال تعالى: (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات)[المائدة : 4] ، وقوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسـكم)[النساء:29]. والدليل على تحريمها من السـنة أنه صلى الله عليه وسلم: (نهى عن كل مُـسكرٍ ومُـفتر)[رواه أحمد] ، وقد صح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال (لا ضرر ولا ضرار) [رواه أحمد وابن ماجه].
5- من مناقضات الحبشي.
ــ يُـكفـّـر الحبشي وأتباعه إبن تيمية رحمه الله ، وعلى النقيض من ذلك هم يدافعون عن ابن عربي الذي حكم عليه معاصره القاضي العز بن عبدالسلام بالزندقة والإنحلال ، وقد سأله عنه ابن دقيق العيد فقال العز بن عبدالسلام: (ابن عربي شيخ سوءٍ كذاب ، يقول بقدم العالم ولا يُـحرم فرجاً) (سير أعلام النبلاء 23 صـ 48ـ49) ، واتهـمه ابن حجر بالقول بوحدة الوجود والتعصب للحلاج. (لسان الميزان 2/384).
ــ جـوّز الحبشي الصلاة بما مسّـه ريق الكلب من ثيابه وبدنه، وكذلك بوله وعذرته، ويجوز له أن يأكل بيده من غير غسل ولو خالط بها ريق الكلب. (بغية الطالب للحبشي 99ـ100).
ثم ادعى أنه إذا أصاب بول الغلام يد أمه أثناء وضع الحفائظ فإنها ترتكب إذ ذاك كبيرة من الكبائر.(مسجل بصوته) ، وقال أيضا: "إن قشرة البرغوث أو القملة أو البقة نجسة نجاسة غير معفو عنها، فلو صلى المصلي بشيء من ذلك فصلاته باطلة علم بذلك أم لم يعلم" (بغية الطالب للحبشي87 أو 119).
ــ ومن تناقضاته أنه يُـفتي بوجوب تشديد مخرج حرفي السين والصاد لأنهما بزعمه من الأحرف المُـستقبحة ، ثم على النقيض من هذا التشدد هو ينهى عن التنـطع في أمور الصلاة والطهارة ونحوهمـا من أنواع العبادات حيث يقول: "والتعمق والتنطع معناهما واحد وهو التشديد في الطهارة والصلاة ونحوهما من أنواع العبادات وقد قالوا: إن للموسوسين شيطانا يضحك عليهم ويستهزئ بهم" (بغية الطالب صــ 100).
ــ وزعم هذا الحبشي أن أكثر الصحابة كانوا مقلدين لا يستطيعون استخراج الأحكام من القرآن والسنة.(مسجل بصوته).
وقال أتباع الأحباش: "إن شيخهم مجتهد، وذهبوا إلى أبعد من ذلك فزعموا أنه سلطان العلماء !؟!؟ "
6ـ تجريد الذات الإلهية من الصفات عند الأحباش.
التوحيد عند الحبشي واتباعه هو توحيد الربوبية ، وأن توحيد الألوهيـة هو توحيد القدرة على الإختراع والتدبير ، ولهذا هو لم يفرق بينهما وحُجَّـتهُ قوله تعالى: (لو كان فيهما آلهة ٌ إلا الله لفسدتا) يقصد أن هذا دليل توحيد الألوهيـة ، والحق هو أن المشركين زمن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا مُـقرين بتوحيد الربوبية ، قال تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحيَّ من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون) .. وغير هذه من الآيات الكثير كما أن المشركين لم يقولوا أن أصنامهم وأوثانهم شريكة لله في الخلق والرزق والإحياء والإماتة بل كانوا مُـقرّين أن آلهتهم مخلوقة ولكن كانوا يتخذونها شفعاء وزلفى ويتقربون بعبادتها إلى الله فقال الله تعالى: (والذين اتخذوا من دونهِ أولياء مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيهِ يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذبٌ كفار)
* ومع إعتقاد مُـشركي العرب بتوحيد الربوبية إلا أن ذلك لم يمنعهم من الخلود في النـار والعياذ بالله ، لأن توحيد الربوبية لا يكفي لصحة التوحيد ، وقد فسـر ابن جرير الآية (يا أيها الناس اعبدوا ربكم) : أي إفراد الله بالربوبية والعبادة ، وفسر عند قوله تعالى: (ذلكم الله ربُّـكم فاعبدوه) ، قال: أي أفردوا لهُ الألوهية والربوبية.
7ـ التوحيد عن الحبشي.
هو عندهُ على ثلاثة أقسام: 1) نفي الكثرة المُـصححة للقسمة عن ذات الله ، وهي تفسير الأحد الصمد بزعمِـه. 2) نفي النظير عنه في ذاته وصفاته. 3) أنه مُـنفرد في الخلق والإيجاد والتدبير ، فلا مُـساهم له في إختراع المصنوعات وتدبير المخلوقات. (الدليل القويم صــ 33).
* إن تقسيمهُ هذا هو تقسيم التوحيد ذاته حرفاً بحرف عند المعتزلة.(المغني في أبواب التوحيد والعدل للقاضي عبدالجبار الهمذاني 4/صــ 241ـ242).
* بالنسبة لتقسيمهِ الأول للتوحيد فمصدرهُ يوناني ومأخوذ من فلاسفـة المسلمين ومُـتكلميهم ، ومقصود الحبشي هو أن يجعل الله ذاتاً مُجرّدة من الصفات ، فهو ينكر الصفات لأن وصف الله بالصفات يقتضي إلى التكثر في ذاته بزعمه. والحبشي يقول أن معنى الأحد الصمد هو أن الله لا صفة له ولا تقسيم في ذاته ولا جُـزء له ، وهذا مُـخالف للغة العرب فإن لفظة أحد تطلق على الناس في قوله تعالى: (وإن أحدٌ من المشركين استجارك ...)[التوبة 6] ، وقوله تعالى: (ذرني ومن خلقتُ وحيداً)[المُدثر] ، وقوله تعالى: (ولايُـشرك بعبادة ربه أحدا)[الكهف 6]. ومعلومٌ أن المخلوقات لا تنفك عن العرض والجوهر والحوادث.
وبالنسبة لتقسيمهِ الثاني للتوحيد وهو: نفي النظير عنه في الذات والصفات ، فهذا حق لكن مقصود الحبشي أنه لا يتصف بصفات المخلوقين أبداً ولو تأمل قوله تعالى: (إن الله كان سميعاً بصيراً) ، وقوله تعالى: (إن خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليهِ فجعلناهُ سميعاً بصيراً) لـَعَلِـمَ أن الوصف لا يلزم المساواة والتشبيه لقوله تعالى: (ليس كمثلهِ شيء وهو السميع البصير). والحبشي يقصد بالصمد: الذي لا ينقسم وهذا ليس في تفسير السلف إنما هو في أقوال أهل الفلسفة.
8ـ الصفات عند الحبشي.
هي ثلاث عشرة صفة. منها مالم يثبت في الكتاب ولا في السنة مثل: القيام بنفسه ومخالفة الحوادث. يقولون في مجلة منار الهدى العدد 12/صــ26: "من يثبت الصفات لله تعالى من غير تأويل فهو أضر على الإسلام من اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأوثان" ، ويفسرون اليد بالقدرة (مجلة منار الهدى 3/صــ 26ـ27) ، وقد ردّ العلماء عليهم ومن ذلك: أنهُ يؤدي أن تكون لله قدرتان لقوله تعالى: (كما خلقتُ بيديّ) ، فلا يصح أن يقال أن الله خلق آدم بنعمتي الله لأن النعمة مخلوقة فهي لا تــَخـْـلـُق.
* وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله: أن الله موجودٌ حقيقة والإنسان موجودٌ حقيقة ولكن ليس وجودهما يلزم المساواة بينهما ، ويقول أيضاً رحمه الله: "ولله استواءٌ على عرشهِ حقيقة وللعبد استواءٌ على الفـُـلـْـكِ حقيقة وليس استواء الخالق كاستواء المخلوقين" (الأسماء والصفات لابن تيمية 2/صــ 150ـ151) ، وقد يقول الأحباش نحن نثبت صفة اليد ولكن يقولون أنه يصح تأويلها ، وهذا خطأ حيث أنه لا يجوز تعدد الإحتمالات أو الظن لقوله تعالى: (إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يُـغني من الحق شيئاً). كما أن الحبشي اعترف بذلك وذكر أن التأويل لا يفيد القطـع (الدليل القويم صــ 47) وهنا نسأل: إن كان التأويل لا يفيد القطـع فلما التأويل إذاً؟ وفي ماذا .. أفي صفات الله !!! ؟؟
وقد ورد ذكر حقيقة اليد في السـنة في حديث رواهُ مسلم وأبو داوود والترمذي قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (يطوي الله السمـوات يوم القيامة ثم يأخذهم بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك ، أين الجبارون ، أين المُـتكبرون ، ثم يطوي الأرضين السبع ثم يأخذها بشماله ثم يقول: أنا الملك ، أين الجبارون ، أين المتكبرون) ، وفي رواية: (ثم يأخذهن بيدهِ الأخرى وكلتا يديهِ يمين ثم يقول: أنا الملك ، أين الجبارون) .. والحبشي أوّلَ المجيء أي جاء أمره والإتيان أي يأتي أمره (الصراط المستقيم صــ 24ـ25) ، ولقد ورد عن أبي هريرة قول الرسول: ( ..... فيأتيهم الله فيقول لهم: أنا ربكم فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم ، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه).
أما صفة الإتيان فقد فرق الله عز وجل إتيانه عن إتيان أمره في قوله تعالى: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو تأتي بعض آيات ربك)[الأنعام 158] ، وقد فهم الأحباش والمُـعطلة من قبلهم من الجهمية والمعتزلة أن إتيان الله ومجيئهُ هو التغير والإنتقال ، والحق أنه لم يَـرِد في الكتاب والسنة هذا الوصف.
والحبشي يقول عن الرضا والغضب: "فيحتم العقل تنزهَـهُ عن الإنتقال بالغضب والرضا" (الدليل القويم صــ 52) والله تعالى يقول: (ألم ترَ إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم) ، وقد روى البخاري ومسلم قول النبي ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ عن أبي هريرة: (اشتدّ غضب الله على قوم فعلوا هذا برسول الله) يُشير إلى رُباعيّـتهِ. كما أن الله أثبت صفة الرضا في قوله: (رضي الله عنهم ورضوا عنه) ، وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقول: (اللهم إني أعوذ برضاكَ من سخطِـك وبمُـعافاتكَ من عقوبتك)[رواه مسلم] ، والحبشي يزعم أن صفتي الغضب والرضا لا يكونان إلا بالإنفعال ، ونسي أن مايَـلزم صفات المخلوقين لا يَـلزم صفات الخالق ، فهل اطـلعَ الحبشي إلى ذات الله وعرف أنه ينفعل؟ تعالى الله عما يقول علواً كبيراً.
* والحبشي يؤول صفـة العلوّ ولا يُـثبتها.
وعن أنس أن زينب بنت جحش كانت تفخر على أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول: "زوّجَـكُـنّ أهاليكُـنّ وزوّجني الله من فوق سبع سمـاوات" ، وفي خطابها للنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ : "زوّجنيكَ الرحمن من فوق عرشه"[رواه البخاري]. وغير ذلك كثير جداً ، وقد روى البخاري أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سأل الحصين: (كم تعبد اليوم إلها؟ قال: سبعة، ستة في الأرض وواحد في السماء. قال: (فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك؟) قال: الذي في السماء)[رواه البخاري في خلق أفعال العباد 43]. وكذلك حديث المِـعراج الطويل الذي فيـهِ أمرُ الخمسين صلاة وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (فلم أزل أرجـع بين ربّـي وبين موسى)[رواه البخاري ومسلم] ، فهل كان النبي يرجع إلى علو شأن الله ومكانتهِ وعظمته؟ ، وعن جبير بن مطعم عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (إن الله على عرشهِ فوق سمـاواتهِ وسـماوتهُ فوق أرضيه مثل التبة)[البخاري في خلق أفعال العباد صــ 42ـ34].
** عقيدة الحبشي في الإسـتواء **
* يزعم الحبشي أن قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) أي "قهر" ويرى أن "استولى" في أقرب للصواب.(إظهار العقيدة السنية للحبشي صــ 37) ، ويقول في موضـع آخر: " ثم استوى ، لحدوث العرش لا لحدوث الإستواء" (الدليل القويم صــ 37). وهذا باطل وغلط لأن حدوث العرش كان قبل خلق السمـاوات والأرض والله خلق السـماوات والأرض ثم استوى على العرش كمــا هو مذكور في القرآن والدليل على أن الله خلق العرش أولاً هو قول النبي ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ : (كان الله ولم يكن قبله شيء وكان عرشه على المـاء ثم خلق السمـوات والأرض)[رواه البخاري] ، ويقول الأشعري: (وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية: إن معنى استوى استولى وملك وقهر ، وأنه تعالى في كل مكان ، وجحدوا أن يكون على عرشه ..... وذهبوا في الإستواء إلى القدرة ، فلو كان كمـا قالوا كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة لأنه قادرٌ على كل شيء) ثم قال: (وكذا لو كان مستوياً بمـعنى الإستيلاء لجاز أن يُـقال: هو مستوٍ على الأشياء لا على العرش فقط ، فبطل أن يكون الإستواء بمعنى الإستيلاء) (الإبانة عن أصول الديانة صــ86ـ87).
ويعتمد الأحباش على بيت من الشعر نُـسِـب للأخطل النصراني في معنى الإستواء ، والبيت هو:
" قد استـوى بشر على العراق *** من غير سيفٍ ودمِ مهراق "
وهل تؤخذ العقيدة من بيت شعرٍ لم يُـعرف من يقوله كما قال ابن الجوزي.
ثم انظر لقول مالكٍ في الإستواء: (الإستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة) (الأسماء والصفات للبيهقي في باب ماجاء في قول الله عز وجل (الرحمن على العرش استوى)).
وقد قال ابن جرير الطبري في الإستواء: (وأما قوله تعالى: (ثم استوى على العرش) أي: ثم علا عليـه)[تفسير ابن جرير 62/13].
وعن ابن مسعود في قوله تعالى: (هو الذي خلق لكم مافي الأرض جميعاً ثم استوى على العرش) ، قال: (إن الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء ، ولم يخلق شيئاً غير ما خلق قبل الماء فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخاناً فارتفع فوق الماء فسما عليهِ فسمّـاه ماء) (ابن جرير 52/1) ، وسأل ابن أبي داوود ابن الأعرابي: (أتعرف في اللغة استوى بمعنى استولى؟؟ قال: لا أعرفه)[اللالكائي92/1 ، الخطيب في التاريخ 283/5] ، واللالكائي هو الإمام الحافظ القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي المتوفى في 418هـ ، قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: الإمام الحافظ ، المجـوّد المفتي ، مفيد بغداد في زمانه.
وقال عبدالقادر الجيلاني: (وأنهُ ينبغي إطلاق صفة الإستواء من غير تأويل ، وأنه إستواء الذات على العرش ، لا على معنى القعود والمماسّـة كما قالت المجسـمة والكرامية ، ولا على معنى العلو والرفعة كما قالت الأشعرية ولا على معنى الإستواء كما قالت المعتزلة) (الغنية 54ـ57). وقال الشوكاني: (قال تعالى: (الرحمن على العرش استوى) قال: قد اختلف في معنى هذه على أربعة عشر قولاً ، وأحقها وأولاها بالصواب مذهب السلف الصالح أنه استوى سبحانه عليه بلا كيف بل على الوجه الذي يليق به سبحانه ، مع تنزهـهِ عما لا يجوز عليـه) (فتح القدير 211/2).
* دليل الكتاب والسـنة أن الله في السـماء.
قال ابن عباس في تفسير(ءامنتم من في السـماء) : (ءأمنـتم عذاب من في السـماء وهو الله عز وجل)[تفسير ابن جرير 29/6]. والحبشي يزعم أن الذي في السـماء جبريل والملائكة.(إظهار العقيدة السنية 58). وقال القرطبي: (قال ابن عباس: ((ءأمنـتم من في السماء)) : ءأمنـتم عذاب من في السماء إن عصيتموه)[تفسير القرطبي]. ثم إن الأمن لا يكون من جبريل (الأمن المقصود في الآية) بل هو من الله وحده ،لأن الله تعالى يقول: (ولا يخشون أحداً إلا الله)[الأحزاب 39] ، وكقوله تعالى: (أفأمنوا مكر الله)[الأعراف 99] وقوله: (أفأمن الذي مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض)[النحل 45].
* والدليل أيضاً على أن المقصود في السماء هو الله ليس جبريل أو الملائكة هو تطابق قوله تعالى في الآيات:
1) في سورة الملك: (أم أمنـتم من في السـماء أن يرسل عليكم حاصباً). 2) في سورة الإسراء آية 67 و 68: (وإذا مـسّـكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفوراً (67) أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصباً ثم لا تجدون لكم وكيلاً (68) ).
فمن سياق الآية نرى الدليل على أن الذي يرسل حاصباً هو ((الله وحده سبحانه وتعالى)) ، ففي سورة الإسراء دل على أنه الله بالتصريح وهذا يُـطابق مافي سورة الملك.
* ثم جوابٌ عقليّ على الحبشي وأتباعه وهو تكفيرهم لمن يقول أن الله في السماء لأن ذلك تشبيه لله بخلقه من حيث المُـراد به في أنه في حيّـزٍ سبحانه ، وهذا الذي يرونهُ فيهِ خطأين:
1) أنهم يقيسـون الله بخقـلهِ وينتج عن هذا قولهم بأن الله ليس في السماء لأن السماء حيز(أو العلـوّ) فهم قالوا ذلك لأنهم قاسوا علو الله كعلو الخلق ((فوقعوا فيمـا أنكروه من التشبيه)) بل وقعوا في تكفير أنفسـهم ولا نُـكفرهم نحن.
2) وعلى ذلك هم عطلوا الثابت من القرآن والسـنة أو حرفـوهُ بمعنىً أدق.
9ـ نظرية الحبشي في الإرجـاء.
يرى الحبشي في كتابه الدليل القويم في الصفحة السابعة: "أن الإيمان هو مجرد اعتقاد في القلب وأنه لا يشترط صحة إسلام المسلم النطق بل يكفي الإعتقاد".
ويقول من الطامات التي يأتي بها: "فمن لا يؤدي من فرائض الله ولا يجتنب شيئاً من المحرمات ولكنه قال ولو مرة في العمر لا إله إلا الله فهذا مسلم مؤمن ويقال له أيضاً مؤمن مذنب ، وأن استحضار بقية الإسـلام كالصلاة والصيام ليس بشرط في تحقيق الإيمان" (الدليل القويم صــ 9ـ10) و (بغية الطالب صــ51) ، ونقول ما الفرق فيمن قال أسلمنا وقال آمنا؟ وهي في سورة الحجرات يحدث الله بها الأعراب.
ثــم إن كثيراً من الآيات تبين التلازم بين الإيمان والعمل الصالح أي بين الإعتقاد والعمل كقوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ كانت لهم جناتُ الفِردوسِ نُزُلاً)[الكهف 107]. وأقوالُ العلماء في أن الإيمان هو قولٌ وعمـل متواترة ونذكر قول البخاري حيث يقول: (لقيتُ أكثر من ألف رجلٍ من العلمـاء فما رأيت أحداً منهم يختلف في أن الإيمان قول وعمـل يزيد وينقص). (فتح الباري 1/صــ46ـ47) ، ويقول أبو الحسن الأشعري: (إن الإيمـان قول وعمل يزيد وينقص). (الإبانة عن أصول الديانة صــ 224). ثـم ماذا يقول الحبشي في هذه الآية: (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم)[الفتح 4] ، وماذا عساهُ يقول ويرد على قول الحق تبارك وتعالى: (يوم يأتي بعضُ آياتِ ربـك لاينفع نفسٌ إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً)[الأنعام 158] ؟ ، فتأمل قولهُ تعالى: (أو كسبت في إيمانها خيراً) ، فهل كل من يؤمن بالغيب يدخل الجنة؟ ، وعلى هـذا الأساس لا يكفي قول لاإله إلا الله من دون فعل فرائض الإسلام كالصلاة والزكاة وغيرها.
10- إنكار الحبشي لبعض أصحاب رسول الله - عليه الصلاة والسلام - وتجرُّؤهِ عليـهم.
يقول الحبشي: "من أنكر صُحبة أبي بكر بالقلب أي اعتقد أنا أبا بكرٍ ليس صاحباً لرسول الله فقد كفر ، أما من أنكر صحبة عمر أو صحبة علي فلا يكفر ، وذلك لأن الله ما نص في القرآن على صحبة عمر أو علي أو عثمان أما أبو بكر فقد نص الله على صحبته في القرآن فقال تعالى: (إذ يقول لصاحبهِ لا تحزن إن الله معنا) ، فقد أجمع المسلمون على أن الصاحب هنا هو أبو بكر ، فمن شك في ذلك وفسَّـر هُـنا الصاحب بغيره من الصحابة فقد كفر ، لأن ذلك يتضمن تخوين أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتضليلهم ، وفي ذلك هدمٌ للدين والقرآن أثنى عليهم وذلك بقولهِ تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار). " (بغية الطالب صــ 47 ، 32). إن الحبشي هـنا يقول أن من [ أنكر الصحابة إلا أبي بكر فلا يكفر] ثم يعود ليقول [والقرآن أثنى عليهم] ، والحبشي بهذا القول العظيم قد يبدأ مُـقدمـة لنُـكران الصحابة إلا واحداً وعجباً من هذا القول فأين قوله عليه الصلاة والسلام: (لا تسبّـوا أصحابي ....) [رواه البخاري ومسلم] .. فهل أصحابي تعني واحداً؟
* ويقول الحبشي عن معاوية ـ رضي الله عنه ـ : "ومن قال بأن القتلى والقاتلين كلاهما في الجنة فهو مُخطئٌ ولا دليل على ذلك إذ أن معاوية زعيم الفئة الباغية وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ (عمار تقتلهُ الفئة الباغية) ، وقولهُ صلى الله عليهِ وسلـم فيه: (يدعوهم إلى الجنـةِ ويدعونهُ إلى النار) ".
إن قوله عليه الصلاة والسلام: (يدعونهُ إلى النـار) لا يعني أنهم يدخلونهُ إلى النار أو أنهم هم من أصحاب النار.
وقـد قال رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ : (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي)[رواه أحمد والترمذي] ، وقد سُـئل عمر بن عبدالعزيز عن فتنةِ مُـعاوية وعلي رضي الله عنهما فقال: (تلك فـتنة قد طهَّـر الله منها سيوفنا وأيدينا ، أفلا نُـطـهِّـرُ منها ألسنتنا)[حلية الأولياء 114/9].
* واستمع لهذا القول الحسن الطيب من الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله رحمة واسعة:
كان الإمام أحمد إذا سُـئل عما وقع من الفتنةِ يقرأ: (تلك أمَّـة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تـُـسألونَ عمـا كانوا يعملون) ، وكان يقول: (من انتقص أحداً من أصحابِ رسولِ الله أو أبغضـه لحدث كان منه أو ذكر مساوئه ، كان مُـبتدِعاً حتى يترحّـمَ عليهم جميعاً ويكون قلبهُ لهم سليماً ، رحمهم الله أجمعين ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري والمغيرة كلهم وصَـفـَـهُـم الله في كتابه فقال: (سيماهُـم في وجوههم من أثر السجود) ، صِـفوا الله بما وصف بهِ نفسـه واحذروا الجدال مع أصحابِ الأهواء وعليـكم بالكف عن مساوئ أصحابِ رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ ) [مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ، والكلام هُـنا من عبارات مُـتفرقة بين صــ 161 ـ صــ 170] ، وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل: (سألت أبي عن رجلٍ يشتمُ رجلاً من أصحابِ رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ فقال: (ما أراهُ على الإسلام)) [مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي صــ 165].
وقد ذُكِـرَ بين يديّ مالك رجل ينتقص من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ فقرأ مالك: ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار…) [الفتح 29]، ثم قال : (من أصبح من الناس في قلبه غلٌّ على أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية)) ، ثم إن مـعاوية كان من كتـَّاب الوحي كما في الصحيح أن النبي ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ استجابَ لطلب أبي سُـفيان ابن حرب في أن يكون ابنه معاوية كاتباً لوحي رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم. [رواه مسلم 2501] فهل يكون كاتب الوحي كاذباً أو فاسقاً؟ ، وقد دعا النبيُّ ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ لمعاوية فقال: (اللهم علمه الكتاب والحساب وقِـهِ العذاب) [رواه ابن عبدالبر في الإستيعاب] ، ثم إن في الصحيحين رواياتٍ عن معاوية رضي الله عنه فهل نكذبها ونردهـا وبذلك نُـكذب البخاري ومسلم وغيرهمـا ممن رووا عنه؟
11- تفسير الحبشي لحديث الجلوس على القبر.
قال رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ : (لأن يجلس أحدكم على جمرةٍ فتـُـحرق ثيابه وتخلـُـصَ إلى جـِـلدِه خير لهُ من أن يجلس على قبر)[رواه أحمد ومسلم] ، ويقول الحبشي: "المُـراد بالجلوس جلوس للبول أو الغائط فلا يحرم الجلوس على القبر لغير ذلك"[بغية الطالب صــ 325]. وهذا باطل لأنـهُ وردَ عن عمرو بن حزم الأنصاري مرفوعاً: (لا تقعدوا على القبور)[رواه أحمد] ، وأيضاً في روايةٍ عن عمرو بن حزم قال: رآني رسول الله وأنا مُـتكئ على قبر فقال: (لا تؤذِ صاحب القبر) .. فهل آذى عمرو بن حزمٍ صاحبَ القبر بأن بالَ أو تغوّط على قبره؟
12- الأحباش من أهل الكلام لا من أهل السنة.
وذلك لأنهم يخوضون في علم الكلام وقد نصَّ الإمام أحمد وابن المديني على أن من خاض في شيء من علم الكلام لا يعتبر من أهل السنة حتى يدع الجدل ويسلم للنصوص ، فلم يشترطوا موافقة أهل السنة فحسب بل (التلقي والاستمداد منها) [أنظر شرح أصول أعتقاد أهل السنة والجماعة اللالكائي تحقيق أحمد حمدان ا / صـ 157ـ160].
فمن تلقى عن أهل السنةِ وإن أخطأ فهو منهم وأما من أخذ عن الفلاسفةِ وأهل الكلام والأهواء وإن وافق أهل السنة والجماعة فقد أخطأ وهو ليس منهم لأنـهُ لم يتبعهم طريقة ً وإنما وافقهم نتيجة فقط.
** أهل الكلام في أقوالِ أئمة الإسلام والمذاهب الأربعة **
1) أهل الكلام عند المالكية:
روى حافظ المغرب ابن عبدالبرّ عن فقيهِ المالكية ابن خويز منداد أنه قال في كتاب الشهادات شرحا لقول مالك (لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء ) ، يقول: (أهل البدع عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير أشعري ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبدا ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها أستتيب منها).[جامع البيان العلم وفضله 117/2 تحقيق عثمان محمد عثمان].
2) أهل الكلام عند الشافعية:
قال الإمام أبو العباس بن سريج الشافعي وقد كان يلقب بالشافعي الثاني وكان معاصرا للأشعري: (لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والكلامية المتفلسفة بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل).[انظر تاريخ بغداد 290/4 وسير اعلام النبلاء 201 / 14].
* ثم قال الإمام أبو الحسن الكرجي الشافعي ما نصه: (لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ، ويقرأون ما بنى الأشعري مذهبه عليه وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحَوْمِ حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة ، وضرب مثلا بشيخ الشافعية الإمام أبو حامد الإسفرائيني الملقب بالشافعي الثالث قائلاً : (ومعلوم شدة الشيخ على أصحاب الكلام حتى ميَّـز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ، وعلق عنه أبو بكر الراذقاني ، وبه أفتدى الشيخ أبو اسحاق الشيرازي في كتابه اللمع والتبصرة حتى لو وافق قول الأشعري وجها لأصحابنا ميَّـزهُ وقال: هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية ولم يعدهم من أصحاب الشافعي ، واستنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقة فضلا عن أصول الدين).[التسعينية 238-239 وانظر شرح الاصفهانيه 31/5].
وبنحو ذلك بل أشد منه قال شيخ الإسلام الهروي الأنصاري (التسعينية لابن تيمية صــ277) ، فماذا تكون الأشاعرة الذين يأخذ عنهم الأحباش كل مبادئهم إن كانوا من غير الشافعية؟
3) أهل الكلام عند الحنفية:
واضِـعُ الطحَّـاوية وشارحُـها كلاهما حنفيان وكان الطحَّـاوي مُـعاصراً للأشعري ، وكتب الطحاوي هذه العقيدة لبيان عقيدة أبي حنيفة النعمان وهيَ مُـشابهة لما في الفقه الأكبر عنه ، وقد نقلوا عن الإمام أنه صرح بكفر من قال أن الله ليس على العرش أو توقف عنه ، وأبو يوسف وهو تلميذ أبي حنيفة كفــَّـر بشراً المريسي بذلك ومعلوم أن الأشاعرة وغيرهم ينفون العلو لله ، وينكرون كونه تعالى على العرش ومعلومٌ أن أصول الأشاعرة والأحباش مُـستـَـمدَّة من بشر المريسي.[سير أعلام النُـبلاء 200ـ201/10 ، والحموية صــ 14-15 طبعة قصي الخطيب] ، إن الذي كفرهُالمريسي هو أبو يوسف ، والأحباش والأشاعرة يتبعون قول المريسي في نفي الإستواء.
4) أهل الكلام عند الحنابلة:
"ابن كلاب" هو مِـمَّـن يتبعهُ الأشاعره حيث أنهُ المؤسِّس الحقيقي للمذهب الأشعري فقد بدَّعَـهُ الإمام أحمد وأمَـرَ بـِهَـجْرِهِ ولم يزل الحنابلة يَـطـرُدونَ من بغداد كل مَـن خـََلـَطَ في مواعظهِ وقِصَـصِـهِ شيئاً من مذهب الأشاعرة ، ثمَّ إن الأشاعرة وعقيدتهم لم تظهر في القرون المُـفضلة الأولى لأن مَذهبهم لم ينتشر إلا في القرن الخامس الهجري إثر انتشار كتب الباقلاني.(الإستقامة صــ 105 ، وتبيين كذب المُـفتري لإبن عساكر صــ 410 بتحقيق الكوثري).
13- قول الحبشي بخروج الأموات من قبورهم لإغاثة الأحياء.
في تسجيلٍ صوتي للحبشي يقول: (أن الأموات يخرجون من قبورهم ليقضوا حوائج الناس) ، فأينَ الدليلُ على ذلكَ عقلاً ونقلاً !!؟؟ ، وإذا كانـوا حقيقة ً يخرجون من بعد موتهم فلماذا إذاً ماتـوا؟ وهل المـوتُ هـو الحياة حيث أنهم يخرجون (أحياء أمـوات!!) يساعدون الناس!!؟؟.
14ـ التحريف عند الحبشي.
لقد حرف الحبشي كلام "سيد سابق" في (فقه السنة ـ الجزء الثاني بداية كلامه عن "الردّة") فقول سيّـد سابق هنا هـو: (والإكراه على التلفظ بكلمة الكفر لا يُـخرج المسلم عن دينه مادام القلب مُـطمئناً بالإيمان) .. وحرف الحبشي هذا بقوله: (لا يُـخرج من الإسلام بقوله(أي المسلم) اللفظ الكفري إلا أن ينشرح له صدره). (بغية الطالب صــ 27ـ28) ، فلاحِـظ كيف يُـريدُ هذا الحبشي بحذفهِ كلمة "الإكراه" أن يُـغيّـر المعنى بحيث يُـصبح المعنى أنهُ لا يَـخرج المسلم باللفظ الكفري من الإسلام "إلا إذا انشرح صدرهُ له" يعني أنهُ لا بأس بقولها "من دونِ إكراه" مادام لم يطمئن قلبُـهُ "صدره" لها.
وتحريفٌ آخر لكلام سيد قطب رحمهُ الله .. قال سيّـد قطب في تفسير قولهِ تعالى: (وهو معكم أينما كنتم)[الحديد 4] ، قال: "وهي كلمة على الحقيقة لا على الكناية والمجاز ، فالله سبحانهُ وتعالى مع كل شيءٍ في كل وقتٍ وفي كل مكان مُـطـّـلع على مايعمل بصيرٌ بالعباد). (في ظلال القرآن صــ 3481) .. والحبشي يُـحرف فيقول عن سيّـد قطب: "ثم يُـخالف جميع علماء الإسلام في قولهِ: (أن قول الله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) هو على الحقيقةِ لا على الكناية والمجاز فالله سبحانه مع كل أحد ومع كل شيء وفي كل مكان)." وهُـنا أسقط الحبشي قول سيد قطب: (مُـطـّـلع على ما يعمل بصير بالعباد) ، فقال الحبشي عن سيد قطب أنه قد: "جعل الله مُـنتشراً وهذا كفر". (النهج السوي صــ 14).
ثم إن الحبشي لم يكن اعتراضهُ على سيد قطب رحمه الله إلا تناقضاً مع نفسهِ حيث يقول الحبشي: "ثم يُـخالف جميع علماء الإسلام في قولهِ: (أن قول الله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) هو على الحقيقةِ لا على الكناية والمجاز .... )" ، وهنا يريد الحبشي أن يقول بالمجاز ، لكنهُ في موضعٍ آخر يقول: "وإن نقل النصوص من الحقيقةِ إلى المجاز عبث في النصوص". (الدليل القويم صــ 147).
ثم ماذا يُـريد الحبشي بقولهِ أن سيد قطب خالف علماء المسلمين ، وهذا ليس صحيحاً حيث أن السبكي حكى في الإبتهاج عن المجاز: (أنه مذهب أبي اسحاق الاسفرائيني ونفى ابن الحاجب المجاز ....) فهُـنا اختلاف على أن ليس كل علماء المسلمين قالوا بالمجاز بشهادة السبكي.
15- الشرك الذي يجهلهُ الأحباش. ( مع مواضيع تردّ بتفصيل على الإستغاثة والتوسل عند الأحباش وغيرهم وردّ شـُـبُـهاتهم فيه ).
ــ دُعاء غير الله قـِـمةُ الضلال:
قال تعالى: (ومن أضل ممن يدعوا من دون الله لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون)[الأحقاف 5] ، وقال تعالى: (يدعوا من دون الله مالا يضرهُ ولا ينفعه ذلك هو الضلال المبين)[الحج].
ــ الأحباش يقولون بأن الإستغاثة بغير الله مكروهه ، لا ثوابَ فيها .. يقول الحبشي في شريط خالد كنعان المشهور: "ترك الإستغاثة بغير الله أحسن" ، وقد اعترف أتباع الحبشي بأن قول القائل: (المدد يارسول الله ، لا ثواب فيه).[الدائرة العلمية 27 ، وفتوى نبيل الشريف في مجلة منار الهدى 33/15] .. فإذا كان ترك الإستغاثة بغير الله أفضل وطلب المدد من رسول الله لا ثواب فيه فلماذا يُـحَـاربُ الأحباش المسلمين الذين يرفضون الإستغاثة بغير الله ويعتبرونها شِركاً؟ ، بل إن الأحباش يجعلون الإستغاثة بغير الله عقيدة يُوالون ويُعادونَ عليها مع أنها عندهم مكروهه ولا ثواب عليها. ولكن ليعلموا أيضاً أن الصحابة لم يفعلوا هذا من بعد رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ .
ــ دُعاء غير الله مَـنهِـيٌّ عنه:
قال تعالى: (فلا تدعوا مع اللهِ أحداً)[الجن] فهذا نَـهْـيٌ يُفيدُ العموم ، وقال تعالى مُـبيناً أن الدعاء عبادة: (قـُل إني نُهيتُ أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين).[غافر 66] وفي هذهِ الآيةِ نصّ على أن دعاء غير الله مُنافٍ للإسلام لله ربّ العالمين.
ــ دُعاء غير الله شرك:
قال تعالى: (قل إنما أدعوا ربي ولا أشرك به أحداً)[الجن] ، وقال: (فإذا ركبوا في البحر دعـوا الله مُـخلصين لهُ الدين فلما نجَّـاهم إلى البرّ إذا هُـم يشركون)[العنكبوت 29] .. في الآيتين السابقتين دليل على أن دعاء غير الله شرك ، ولكن من هؤلاء الذي يدعونهم من دون الله؟ إن الآية الأولى عامَّـة حيث فيها: (ولا أشركُ بهِ أحداً) .. ولكن الذي يُـبيِّن أن (دعاء) غير الله شرك (سواءً كان الذي يُدعَى بشراً أو غيره) هو قولهُ تعالى: (إن الذين تدعون من دون الله عِبادٌ أمثالكم) فهنا بيان واضح وصريح أن دعاء من هو دون الله هم عبادٌ أمثالكم ، ثم بيَّـن الله أن دُعاء غيره شرك كما في الآية الأولى.
ــ دُعاء غير الله كفر:
قال تعالى: (فادعوا الله مُـخلصين لهُ الدين ولو كرهُ الكافرون) .. فالكافرون يكرهون أن يُدعى الله وحده ، ثم انظر إلى هذا الدليل البيّـن من القرآن الذي يُـبيِّـن أن من دعا غير الله فهو كافر ومشرك .. يقول الله تعالى: (حتى إذا جاءتهم رُسُلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين) [الأنعام 130] ثم قارنها بقوله تعالى: (ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعوا من قبل شيئاً كذلك يُضلُّ الله الكافرين).[غافر 73] ، فيؤخذ من هذا أن الله سمَّـى الدعاء لغيره شركاً وكفراً.
ــ مُـرتكِـب الشرك مُـشبِّـهٌ الله بخلقهِ:
قال تعالى: (فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون).[البقرة 22] .. والنِّـدّ هو النظير والشبيه ، وهذا إذاً تشبيه ، وقال تعالى إخباراً عن المُشركين يوم القيامة: (تاللهِ إن كنا لفي ضلالٍ مُـبين إذ نُسوِّيكم برب العالمين) ، ويخبر الله تعالى في الآيةِ التالية أن دُعاء غير الله هو جَـعْـلُ الله شبيهاً ونداً لغيره قال تعالى: (وإذا مسَّ الإنسان ضرّ دعا ربه مُنبياً إليه ثم إذا خوَّلهُ نعمةً نسي ماكان يدعوا إليهِ من قبل * وجعل لله أنداداً لِيُضلَّ عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلاً إنك من أصحابِ النار).[الزمر 8]. فانظر كيف أن من دعا غير الله جعل لهُ شبيهاً ثم يكون من أصحاب النار.
* قال الطبري: (كانت العرب تـُقرُّ بوحدانية الله غير أنها كانت تشرك في عِبادته).(تفسير الطبري 128/1) وهذا تقرير منه بتوحيد العبادة .. وهذا ينطبق على من ينادي يابدوي وغيره.
ــ دُعاء غير الله تأليهٌ لغيره:
قال تعالى: (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناسِ اتخذوني وأمي إلاهينِ من دون الله).[المائدة 116] ، فالناس كانوا يدعون مريم مع الله وإن لم يُـصَـرِّحُوا بألوهيتها.
ــ أليسَ الله بكافٍ عَبْدَهُ حتى يذهبوا لغيره !! :
قال تعالى: ( أليسَ الله بـِكافٍ عبده).[الزمر 36] ، قال الزبيدي: (وقبيحٌ بذوي الإيمان أن يُـنزلوا حاجاتهم بغير الله تعالى مع علمهم بوحدانيته وانفرادهِ بربوبيته وهُـم يسمعون قولهُ تعالى: (أليس الله بـِكافٍ عبده) ، ثم صَـرَّحَ الزبيدي بأن الله هو الوحيد المُـستحق للإلتجاء إليه والإستعانة به في جميع الأمور والإستغناء به عن غيره).[إتحاف السادة المتقين 489/9 وَ 119/5].
ــ لا يَكشِفُ الضرَّ إلا الله:
نعم هو ذاك ، فكيف يطلبون من غيرهِ والعياذ بالله .. قد يقولون هم يكشفون الضر بإذن الله !! مع أن الله جعل كشفَ الضر منه وحدهُ وهو القادر عليه وحده فكيف يُطلبُ من غيره .. قال تعالى: (وإن يمْسَـسْكَ الله بـِضُـرّ فلا كاشف لهُ إلا هو) [الأنعام 17] ، وأما غير الله فلا يستجيبون ولا يكشفون الضر .. قال تعالى: (لـَـهُ دعوة الحق والذين يدعون من دونهِ لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسطِ كفـَّـيْـهِ إلى الماءِ ليَـبلـُغَ فاه وما هو ببالِـغِـه وما دُعاءُ الكافرين إلا في ضلال) ، فانظر كيف أن الذين يدعون غير الله: 1) لا يُـستجابُ لهم ، 2) أنهم كافرين ، 3) دعاؤهم في ضلال. وقولهم: "بإذن الله" في مقصودهم أن دعاء المخلوقين ينفع بإذن الله فليس لهُ دليلٌ شرعي ، فليأتوا بهِ إن كانوا صادقين.
ــ وهل تدعون عباداً أمثالكم؟ !! :
قال تعالى: (إن الذين تدعـونَ من دونِ الله عِـبَادٌ أمثالكم فادعُـوهُـم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين).[الأعراف 194] وهل الأولياء والأنبياء إلا عبادُ الله؟؟!! ، وإن قيل إنما نطلب منهم الشفاعة عند الله أو ندعوهم ليكونوا شـُـفعاء عند الله .. فالجواب في قوله تعالى: (ويعبدون من دون الله مالايضرهم ولاينفعهم ويقولونَ هؤلاء شــُـفعاؤنا عند الله).[يونس 18] ، وهو الشركُ ذاتهُ الذي يفعلهُ أهل هذا الزمن وإلى الله المُـشتكى.
ــ هُـم لا يملكون شيئاً فلا يكشفون الضر ولا يجلبون النفع ولا يغنون شيئاً.
قال تعالى: (فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً).[الإسراء 56] ، وتحويلاً أي لا حول ولا قوة لهم فهم لا يستطيعون تحويل أيّ أمر عن موضعه. وقال تعالى: (والذين تدعون من دونهِ ما يملكون من قطمير).[فاطر 13].
ــ وهـُم لا يسمعون ، فيكف يستجيبون؟ :
قال تعالى: (إن تدعوهم لا يسمعوا دُعائكم ولو سمعـوا ما استجابوا لكم ويوم القيامةِ يكفرون بشِرككم).[فاطر 14] ، فانظر كيف أن دُعاء غير الله شركٌ ، ثم ماذا؟ .. إنهم يكفرون بشركهم يوم القيامة (أي المَـدْعوُّون) ، وقد قال تعالى: (وما أنت بـِمُـسْـمِـعٍ من في القـُبور).[فاطر 22] ، فكيف يستجيبون وهم لا يسمعون؟
** فيا سُـبحان الله كيف هيَ مُـغلفةٌ قلوبهم عن هذا الفِـهم !! .. ويا عجباً لهم !! ، ويا حسرةً عليـهم في الدنيـا وياحَسْرتـَهُم هُـم يوم القيامـة إن لم يتوبوا ويُـبْـعِـدوا عنهم التعصُّـب المقيت الذي أعماهم عن الحق الواضـح .. اللهم لا تـُـزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا واغفر لنا يا أرحـمَ الراحميـن.
ــ بل إنـهُـم لا ينفعونَ ولا يضرون:
فإن قـِـيلَ هم ينفعوننا بشفاعتهم لنا عند الله فالجـوابُ على ذلك من قولهِ تعالى: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شـُـفعاؤنا عند الله).[يونس 18] ، والبعض يقول تقرب وزلفى وهذا أيضاً شـِرك.
ــ ثم انظر كيف أن الأموات لا يدرون متى يُـبعثون:
قال تعالى: (والذينَ يَـدعون من دون الله لا يَـخلقـُـونَ شيئـاً وهُـم يُـخلـَـقون أمـواتٌ غيرُ أحياء وما يَـشعرونَ أيَّـان يُـبْـعثون).[النحل 20] ، وهذا يوضح أن المدعوّين هنا هُـم بشر ، وحيث أنـهُـم يُـبعثون والأصنام والأشجار لا تـُـبعث ، ثم إن "الذين" إسـم موصول وهو من صِـيَـغ العموم عند النحوييِّـن فهيَ عامـة على كل من دُعِـيَ من دون الله.
* وانظر لهذا الدليل على أن الأنبياء لا يَـكونونَ شـُـهداء على أقوامهم بعد الوفاة ، قال تعالى: (وكنت عليهم شهيداً ما دُمت فيهم فلما توفيتني كنت أنتَ الرقيب عليهم وأنت على كل شيءٍ شهيد).[المائدة 117] ، والنبي هو عيسى عليهِ السلام.
ــ ** ــ الدعَـاء في لـُـغةِ القرآن والحديث هو العبادة عند أهل السنة ــ ** ــ
قال تعالى: (قـُل إني نـُهِـيتُ أن أعبُـدَ الذين تدعون من دون الله ... ). [الأنعام 56] ، وقال تعالى: (ويعبدونَ من دونِ اللهِ ما لا يَـضُرهم ولا ينفعـهم ويقولون هؤلاء شـفعاؤنا عِـندَ الله). [يونس 18] ، وقال تعالى: (وقال رَبُّـكمُ ادعوني استجب لكم إن الذينَ يستكبرون عن عِـبادتي سيدخلونَ جهـنمَ داخرين). [غافر 60] ، قال السِّـدِّي عن قولهِ تعالى: (عِـبادتي) أي دُعائي.(تفسير الطبري مُـجلد 16 الجزء 24 صــ 51) ، وقال الحافظ: (وضع عِـبادتي موضع دعائي) (فتح الباري 95/11) ، وهذا دليلٌ على أن الدعاء مُـستلزمٌ للعبادة ، ونداءُ الله هودُعاؤهُ بدليلِ قولهِ تعالى: (ذِكرُ رحمـةِ ربِّـكَ عبدَهُ زكريا * إذ نادى ربُّـهُ نِداءً خفيا) .. ثم قال في الآيـةِ التي تليها: (ولم أكن بـِدُعائكَ ربي شقياً) .. فالدعاء هو النداء وقد قال تعالى: (ويوم يقولُ نادوا شركائيَ الذين زعمتم فدَعَوْهـُـمْ فلم يَـستجيبوا لهم).[الكهف 52] ، وقال تعالى: (ونوحاً إذ نادى مِـن قبلُ فاستجبنا).[الأنبياء 76] .. فهذهِ وغيرها يؤكد على أن الدعاء هو العبادة. قال رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ : (الدعاء هو العبادة) ثم قرأ قولهُ تعالى: (وقال ربُّـكم ادعوني أستجب لكم إن الذينَ يستكبرون عن عبادتي سيدخلونَ جهنمَ داخرين). [رواهُ الترمذي وأحمد وابن حبان وغيرهم] ، وقال رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ : (الدعاء مُـخ العبادة). [رواه الترمذي].
ــ ويحتجُّ الأحباش بحديثِ المِـعراج "إذ يستغيث الناس بآدم".
والجواب أن الإســتغاثة يومئذٍ بحيّ حاضــر ولا تجـوز اليـوم لأنـهُ ميت وهو شركٌ بالله ، ولا بأس بكلمة الإستغاثة هـنا فإن الإستغاثة بالحيّ فيما يقدرُ عليـهِ تجـوز كقولهِ تعالى: (فاستغاثهُ الذي من شِـيعتهِ على الذي من عدوّه) ، أي استغاث بموسى في حياتهِ وفيما يقدر عليـه. ثم هل استغاث أو حتى توسل الصحابة بالنبي ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ بعد موته حينما أجدبوا أم أنهم توسلوا بدعاء العباس؟ [من رواية محمد بن المثنى عن الأنصاري بإسناد البخاري إلى أنس بن مالك فتح الباري ج2، ص:495].
ــ تحريف الأحباش لحديث الإستسقاء:
الحديث عن مالك الدار قال: (أصاب الناس قحطٌ في زمن عمر فجاءَ رجُلٌ إلى قبرِ النبي ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ فقال يارسولَ الله استسقِ لأمتـك فإنـهم قد هلكوا فأتى الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر فأقرئهُ السـلام وأخبرهُ أنكم ستـُـسقونَ وقل له عليك الكيس الكيس).
* من هو مالك الدار؟
1) "وكان خازن عمر على الطعام". (مصنف ابن أبي شيبة 356/6) ، 2) "عبدالله بن مالك الدار مولى لعمر بن الخطاب". (تهذيب الكمال 4635) ، 3) "ومالك الدار لا أعرفه". (الترغيب والترهيب 29/2 من حديث 1369).
والجواب أن في الرواية اضطراباً فإن مالك الدار مجهول الحال ،فإذا شهدنا له بالثقة لم نشهد لهُ بالضبط (وهو ثقة من الدرجـة السادسـة(تقريب التهذيب)) فإن مجهول الحال لا يُعلم كونهُ ثقة أم غير ثقة.
والأحباش يُـدلسـون بل يكذبون ويقولون أن الذي رأي الرؤيا (أي الرجل المذكور في الحديث) هو الصحابي بلال بن الحارث حيث يقولون: "وكما قال الصحابي بلال بن الحارث يا رسول الله استسق لأمتك .... " ثم يكذبون كذبةً مثلهـا ويقولون عن هذا الحديث الأخير الذي فيهِ (كَذِباً) الصحابي بلال بن الحارث: "قال ابن حجر اسنادهُ صحيح" ، والحق أن الحافظ بن حجر لم يقل أن الحديث الذي فيهِ الصحابي (كذباً) صحيح بل روى الحديث الأول الذي ليس فيهِ الصحابي بلال وقال فيهِ: (وروى ابن شيبةَ بإسنادٍ صحيح)[فتح الباري باب سؤال الناس الإمام الإستسقاء إذا قحطوا] ثم ذكر الحديث الأول. وتدليسهم هذا يظهر حينما تقرأ قول الحافظ بعد ذكر الحديث: (وقد روى سيفٌ في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة) ، إذاً يظهرُ جليّاً أن الذي قال أن الرجل في المنام هو الصحابي بلال بن الحارث هو سيفٌ في الفتوح وليس الحافظ كما يزعم الأحباش. ثم إن الحافظ قال عن سيفٍ هذا: (وسيفٌ هذا زنديق بشهادةِ نـُقاد الحديث) ، كما قال في تقريب التهذيب: (ضعيف الحديث).[انظر التقريب ترجمة رقم 2724 ص:262 ط:دار الرشيد بحلب] ، فكيف يُـصحّـحُ الحافظ هذا الحديث؟
ثم أيضاً نقول إن الرواية ليست مُـتواترة عن هذا الحديث وقد عاهد الأشاعرة ألا يأخذوا من أخبار العقائد إلا بالرواية المتواترة.
ثم هل نقولُ إن هذا الرجل المجهول كان أعظم من عمر بن الخطاب في تعظيمهِ لرسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ حيث أن عمراً لما أراد أن يستسقي أخرج جمهور الصحابةِ إلى الصحراء ويتوسل إلى الله بدعاءِ العباس ولم يذهب إلى قبر النبي ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ كما فعل ذلك المجهـول الذي أتاهُ في المنامِ رجـلٌ أيضاً مجـهول !!، ثم إن المنامات لا تقومُ بـها حُـجة في العقائد.
ــ حقيقة معنى السـلامُ عليك أيها النبي في التشـهُّـدِ الأخير:
يقولون وهل تنكرون علينا قول: "السلام عليك أيها النبي .. " والحق أن زائر القبر في قوله السلام عليـكم إنما هو من باب الدعاء لهم ، يقولُ الحافظ في تفسيرهِ سلام زائر القبور: (السلام عليكم " أي اللهم اجعل السلام عليكم ").[الأجوبة المهمة صــ 24 تحقيق مأمون محمد أحمد منسوخ من مخطوط بدار الكتب المصرية] ، وقال الحافظ: (فخطاب الموتى بالسلام في قول الذي يدخل المقبرة: السلام عليكم أهل القبور المؤمنين لا يستلزم أنهم يسمعون ذلك بل هو بمعنى الدعاء ، فالتقدير: اللهم اجعل السلام عليـكم كما نقدر في قولنا الصلاة والسلام عليك يا رسول الله ، فإن المعنى: اللهم اجعل الصلاة والسلام عليك يا رسول الله) ، ثم هل كلُّ مُخاطـَبٍ يسـمع؟ فإن عمر ـ رضي الله عنه ـ خاطب الحجر الأسود بقوله: "والله إني لأعلم أنك حجر لا تضرُّ ولا تنفع .... "[ البخاري ومسلم] ، فهل سمِعَ الحجر؟ ، ثم حتى وإن كانوا يسمعون فهل يُـغيثون؟ ، قال تعالى: ( إن تدعوهم لا يسمعوا دُعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم).
* ثم هل يستوي من يُـسلـَّـمُ عليهِ ومن يُـستغاث به؟ ، وقد جاء في الدر المُـختار أن هذا من باب الدعاءِ له لأن السلام دُعاءٌ من المؤمن لأخيهِ.
* وحكى الأحناف ومنهم صاحب الدر المختار أن إسمـاع الكافرينَ يوم بدرٍ حالة خاصة جعلها الله زيادةً في حسرتهم وأن سماع الميت قرع نعال مُـشيِّـعيهِ يكون في أول الوضع في القبر فقط. (ردُّ المُـحتار على الدُّر المُـختار 180/3) ، وهو قول العلامة الشيخ الطحطاوي في حاشيتهِ على مراقي الفلاح للشرنبلالي.(شرح نور الإيضاح باب أحكام الجنائز قال"وأكثر مشايخنا على أن الميت لا يسمع عندهم " صــ 236) ، أضاف: (وأما السلام عليهم فحملوه على أنه دعاء لهم وليس خطابا. لأن السلام دعاء لهم بالرحمة والأمن). (الطبعة الأزهرية).
ــ الرد على من قال " ليس الله على كل شيءٍ قدير " :
يقول الحبشي في قولهِ تعالى: (إن الله على كل شيءٍ قدير) : " إن هذهِ الآية لا تعني أن الله على كل شيءٍ قدير ، لأن (كـُـلّ) لا تفيدُ التعميم هنا فيصيرُ قادراً على نفسه ، وإنما المعنى أن الله قادرٌ على أكثرِ الأشياء وليس على كل شيءٍ قدير ، ولأن الله غير قادرٍ على الظلم ممتنعٌ على الله ".(إظهارُ العقيدةِ السُّـنـِّـيَّـة صــ 40) ، وعند الأحباش أن من اعتقدَ أن الله قادرٌ على الظلم ولكنه لا يفعل فهوَ كافر.(مجلة منار الهدى 29/23).
وهذا خِلافُ الحديثِ القدسيّ: (يا عِبادي إني حَرَّمتُ الظلم على نفسي وجعلتهُ بينكم مُـحرّمـَا .... ).[رواه مسلم] فتحريمُ الظلم على نفسهِ دليلٌ على قدرته عليه.
ــ الإستغاثة والإستعاذة بالقبور !!! :
يقولُ الحبشيّ: (وليسَ مُجردُ الإستغاثة بغير الله ولا الإستعاذة بغير الله يُـعتبرُ شركاً كما زعمَ بَـعضُ الناس ، لو قال قائل: "يارسولَ اللهِ المدد" فهو عندهم صارَ كافراً).(صريح البيان صــ 57ـ62 ، الدليل القويم صــ 173 ، المقالات السنية صــ 46) ، ودليلُ الحبشيّ هو القولُ المنسوب إلى الصحابي الحارث بن حسبان البكري في مسندِ الإمام أحمد[صــ 481 ـ 482 / 3] أنه قال: (أعوذ باللهِ ورسولهِ أن أكونَ كوافدِ عاد) .. والجوابُ أن (ورسوله) في الحديثِ مُـنكرَة تفرّد بها زيدُ بن الحباب عن أبي المنذر عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث بن حسان ، وهناك رواية أثبتُ من هذهِ ليسَ فيها (ورسوله) وهي رواية عفان وسفيان بن عيينة ، ثم إن رسولَ الله قال للذي قال: "ماشاء الله وشاء رسوله" : (أجعلتني للهِ نِدّاً؟) ، ثم إن الإمام أحمد احتجَّ بحديث (أعوذ بكلمات الله التامات ...) على تحريمِ الإستعاذة بغير الله وأنهُ لا يُستعاذ بمخلوق.[فتح الباري 410/6].
* يقولُ الحبشيّ في تسجيلٍ صوتيّ له حينما سُئل: " إن الأرواح تكون في برزخ معين فكيف يُستغاثُ بهم وهُـم بعيدون؟" ، فقال: " الله تعالى يُكرمُـهُـم بأن يُـسمِـعُـهُـم كلاماً بعيداً وهم في قبورهم فيدعون لهذا الإنسان فينقذوه ، وأحياناً يخرجون من قبورهم فيقضونَ حوائجَ المُـستغيثينَ بهم ثم يعودون إلى قبورهم !! " ، ولم يأتِ بدليلٍ لا من كتابٍ ولا من سنة. ولكن نقولُ لهُ ولأتباعهِ كلام الله حيث يقول سُـبحانه: (قل ادعوا الذينَ زعمتم من دونه فلا يملكونَ كشف الضرِّ عنكم ولا تحويلاً).[الإسراء 56].
16- كذب الحبشي في نسب أبي حنيفة إلى علم الكلام.
قال الحبشيّ: (فإنهُ رضيَ الله عنهُ وصاحباه <<الصواب وصاحبيه>> أول من تكلم في أصول الدين ، وبلغ في الكلام إلى أنه كان المُشار إليه بين الأنام).(الدليل القويم صــ 4) ، ويرد هذا قول أبي حنيفة نفسـه: (لما أردتُ طلبَ العِـلمِ جعلتُ أتخير العلوم وأسألُ عن عواقبها فقيلَ لي تعلمِ القرآن) فجعل يسألهم بعد ذلك عن الحديث ، ثم سألهم عن النحو وعن الشعر حتى سألهم عن الكلام فقال: (فإن نظرتُ في الكلام ما يكون آخره؟) ، قالوا: (لا يَـسلمُ من نـظرَ في الكلام من مشنعات الكلام فيُـرمَى بالزندقة) ، فسألهم عن الفقهِ قائلاً: (فإن تعلمتُ الفقه) قالوا: تسأل وتفتي الناس وتطلب للقضاء وإن كنتَ شاباً ، قلتُ: (ليسَ في العلومِ شيءٌ أنفعُ من هذا فلزمتُ الفقه وتعلمته).(تاريخ بغداد 13/صــ 231ـ232 ، سير النبلاء 6/صــ 395ـ396) ، وقال في جُملةِ كلامٍ له: (وإني رأيتُ من ينتحلُ الكلام ويُجادلُ فيهِ قومٌ ليسَ سيماهم سيما المُـتقدمين ولا مِنهاجُهُم مِنهاجُ الصالحين رأيتهم قاسية قلوبهم غليظةً أفئدتهم لا يُبالونَ مُخالفة الكتابِ والسنةِ والسلف الصالح ولم يكن لهم ورعٌ ولا تُـقى). (تاريخ المذاهب الإسلامية 2/صــ 133ـ134) ، وقال صاحبُ أبي حنيفة وهو أبو يوسف: (من طلب الدين بالكلامِ تزندق).
* ذمّ علم الكلام والجدال:
قال تعالى: (ومن الناسِ من يُـجادلُ في الله بغير علمٍ ويتبع كل شيطان مريد).[الحج 3] ، وقال رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ : (ما ضلّ قومٌ بعد هُـدى كانوا عليهِ إلا أوتوا الجدل ثم قرأ: (ما ضربوهُ لك إلا جدلاً بل هُـم قومٌ خـَصِمون).[رواه أحمد والترمذي وابنُ ماجة والحاكم].
* ذمّ علم الكلام بشهادة الإمـام مالك:
قال الإمام مالك: (إياكم والبدع ، قيل: يا أبا عبدالله وما البدع؟ ، قال: (أهلُ البدع الذينَ يتكلمون في أسماء الله وصفاتهِ وكلامهِ وعِـلمهِ وقـُـدرتهِ ولا يَسكتونَ عما سكتَ عنهُ الصحابة والتابعونَ لهم). (جامعُ بيان العلم 94/2 ، صون المنطق 134).
* الإمام الشافعيّ يذم علم الكلام:
قال رحمهُ الله: (حُـكمِي في أهل الكلام أن يُـضربوا بالجريد ويُـحملوا إلى الإبل ويُـطاف بهم في العشائر والقبائل ويُـنادى عليهم: هذا جزاءُ من ترك الكِـتاب والسنة وأقبل على الكلام). (الحلية 116/9 ، صون المنطق 65 ، الإنتقاء 80 ، التلبيس 82ـ83).
* الإمام أحمد يذمّ علم الكلام:
قالَ رحمهُ الله في مَـعْرض ذمّـهِ للمُـتكلمين: (هُـم مُـخالفونَ لكتاب الله مُختلفونَ في الكتاب مُـتفقون على مُـخالفةِ الكتاب ، يتكلمونَ بالمُـتشابهِ من الكلام ويخدعون جُـهَّـالَ الناس بما يُـلبـِسونَ عليهم). (الردّ على الجَـهمية والزنادقة صـ3).
* ولكن الحبشي يقول: "الكلامُ هوَ من الضروريات في الدين لما فيهِ من التنزيهِ عن الجسمية". (الدليل القويم صــ 47).
* بعض كلام العلماء في ذم الكلام:
* قال ابن قـُـتيبة: (فأما الكلام فليس من شأننا ولا أرى أكثر من هلك إلا به). (الإختلاف في اللفظ لابن قتيبة 225) ، وعن أبن الحنفيـة وأبي جعفر محمد بن علي والقاضي عياض أنهم قالوا: (لا تـُجالسوا أصحابَ الخصومات فإنهم شِرارُ أهل القبلة).[رواه الدارمي 110/1] ، وقال ابن عبدالبرّ: (نهى السلف رحمهم الله عن الجدال في الله عز وجل في صفاتهِ وأسمائه). (جامع بيان العلم 92/2).
17- التأويل عند الحبشي.
يقول الحبشيّ بادئ الأمر: (إننا نؤمنُ بكلّ صفةٍ وصف الله بها نفسه وإن كانت توهـِـمُ الجسمية!! ، ونؤمنُ بها مَقرونة بالتنزيه وعلى الوجهِ اللائق بالله سُبحانه). (الدليل القويم 47) ، ثم يعارضُ نفسـهُ في الجملة التي تليها ويقول: (وقد يُـؤوَّلُ ذلك لأجل صرف العامة عن الجسمية).
إذاً فالحبشيّ لا يؤمنُ بها كما وصف الله بها نفسهُ بل يؤوُّلها والسبب بزعمهِ لصرف العامةِ عن الجسمية وهُـنا يُـعارضُ قولهُ الأول الذي فيهِ أنهم يؤمنون بها وإن كانت تـُوْهِـمُ الجسمية ، ثم هل فِهمُ العامة لصفاتِ الله يختلفُ عن غيرهم إذا قال الجميع إنا نؤمنُ بها كما جاءت تماماً ؟!؟! ، ثم إنهُ لا يجوز البقاءُ مُذبذباً بين أن يقول: (ونؤمنُ بها مقرونةً بالتنزيهِ) وأن يقول: (وقد يُؤوُّل ذلك).
(ثم إن التأويلَ يكونُ في أحسنِ أحوالهِ مظنوناً لا يَـطمئنُّ له القلب ولا ينشرحُ له الصدر أي أن المُـتأوِّلَ لا يقطعُ بأن الآية التي تأولها على خلاف ظاهرها هي ما يزيدهُ الله تعالى وهذا قولُ أحمد ومالك والأصبهاني وغيرهم). (الملل والنحل للشهرستاني 118/1).
* قال عبدالله بن أحمـد: (قلتُ لأبي: ينزلُ الله إلى السماء الدنيا فكيف نزولهُ بعلمهِ أم ماذا؟ ، فقالَ لي: اسكـت عن هذا ، وغضِبَ غضباً شديداً وقال: امضض الحديث على ماوَرد). [كتاب السنة لعبدالله].
ــ قول الحبشيّ في القرآن:
قال الحبشيّ عن القرآن: "هو عبارةٌ عن كلام الله بمعنى أنه يحكي كلام الله ليس هو بنفسهِ كلامُ الله".(الدليل القويم 66ـ69) ، وقال: "فكلامُ الله النفسيّ الذي ليس هو حرفاً ولا لغة هو كلام الله الحقيقي ، أما القرآن المُـتضمِّـن للألفاظ فهو مخلوق ، لكن يُمكن إطلاق لفظ القرآن عليهِ من باب المجاز". (المنهج السليم 66) ، وقال في قولهِ تعالى: (إنَّـهُ لقولُ رسولٍ كريم) : " أي قول جبريل ، وكذلك قوله تعالى: (فإذا قرأناهُ فاتبع قرآنه)". (العقيدة السنية 58ـ59) ، والمعنى حينئذٍ عند الحبشيّ إقرأ يا محمد قرآن جبريل !!.
قال الحبشيّ إن أهل السنـة يقولون: "إن كلامَ اللهِ معنىً في النفس". يُعارضُ ذلك قول الإمام الطحاوي: (إن كلامَ اللهِ قولٌ على الحقيقة)". (العقيدة الطحاوية 24) ، ويردّ قولهم أن القرآن هو قول جبريل ، قول الطحاوي: (منهُ بدأ بلا كيفيَّـةٍ قولاً) ، قال ابن أبي العز الحنفي: (أي ظهرَ منه ولا يدري كيفيَّـة تكـَـلُّـمِهِ به) وأكـَّـدَ هذا المعنى بقوله: (قولاً) ، أتى بالمصدر المُـعرّف للحقيقة ، كما أكـَّدَ الله تعالى التكليم بالمصدر المُـثبِّت للحقيقة النافي للمجاز في قوله: (وكلمَ الله موسى تكليماً) فماذا بعد الحقِ إلا الضلال؟).(شرح العقيدة الطحاوية صــ176) ، ويقولُ الطحاوي: (إنهُ تعالى لم يزل مُتكلماً إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء ، وهو يتكلمُ به بصوتٍ يُـسمَع ، وأن نوع الكلامِ قديم وإن لم يكن الصوت المعين قديماً وهذا المأثورُ عن أئمةِ الحديث والسنة). (شرح العقيدة الطحاويَّة 174/1).
19- مزاعم الحبشي في الكسب.
ويقول الحبشيّ: "إن جميعَ ما يتوقف عليه أعمال الجوارح من الحركات والسكنات كل ذلك بخلق الله ، لا تأثير لقدرة العبدِ فيه".(بغية الطالب صــ270). ، وقال: "لولا إعانة اللهِ الكافر على الكفر ما استطاعَ أن يكفر".(النهج السليم شرح الصراط المستقيم صــ 67) ، يُخالفُ قولهُ تعالى: (ولا يرضى لعبادهِ الكفر) فكيفَ يُعينهُ عليهِ وهو لا يرضاه؟ ، ثم إن هذا قد يُرادُ بهِ ذريعة لعمل الشرور ويقول الله أراد لي ذلك كفرعون مثلاً فهو في النار فهل يقول للهِ عز وجل أنت لم تخيِّرني وأجبرتني بأن أدخلتني النار ولم تقـِم الحُجَّة عليّ؟ ، هذا لا يَصِحُّ عقلاً ، فقد قال تعالى: (كل نفسٍ بما كسبت رهينة) ، وقال: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، وقال: (ذلك بما قدمت يداكَ وأن اللهَ ليسَ بظلامٍ للعبيد) ، فهل يظلمُ الله الناس؟
* ثم إن الله قد ردَّ هذا الزعم بقولهِ للمشركين: (سيقولُ الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علمٍ فتخرجوهُ لنا إن تتبعونَ إلا الظنَّ وإن أنتم إلا تـَخرصون قل فللهِ الحُجَّة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين).(الأنعام 148ـ149). وهُـم أي هؤلاء الجبريون إن يتبعونَ إلا الظن وهم يخرصون ، ثم لو حقاً أن الله جعل للبشر عدم التأثير في أفعالهم ، فكيفَ يُحاسبهم؟ والله لا يَظلمُ أحداً. بل إن الغرضَ من حياتنا الدنيا هو إقامةُ الحجةِ علينا ، فهل يقولُ الكافرونَ يوم القيامةِ ربنا نحنُ لم نكفر وإنما أنت الذي جَعلتنا كفاراً من دون أن تـُخيِّرنا؟
20- إفتراء الحبشي على بعض العلماء ، وفيه ثناء بعض العلماء على ابن تيمية.
سأنقلُ افتراءَهُ على شيخِ الإسلامِ ابن تيمية وعلى الإمام محمد بن عبدالوهاب.
أولاً) إفتراؤهُ على شيخ الإسلامِ ابن تيميَّـة:
1) ادعى أن ابن تيمية يُشبِّهُ الله بخلقه.(المقالات السنية صــ 15) ، ولم يأتِ بدليل ! ، ويَرُدُّ ذلك أقوالُ ابن تيمية ونذكرُ منها واحداً حيث يقول: (ومن هذا يُعلَمُ بُطلانُ قولِ المُشـَبَّـهة الذين يقولونَ بَصَرٌ كبصري أو يدٌ كيدي أو نحو ذلك ، تعالى الله عما يقولُ الظالمونَ علوّاً كبيرا).(الرسالة التدمرية صــ 91).
2) يفتري الحبشيّ ويقولُ أن ابن تيمية قال: (إن النبي ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ ليسَ لهُ جاه). (المقالات السنية في كشف ضلالات ابن تيمية صــ 16 ، صــ 76) وهُنا أيضاً لم يأتِ بدليل ! ، ويَرُدُّ ذلكَ قولُ ابن تيمية حيث يقول: (وروى بعض الجُهال عن النبي ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ أنهُ قال: (إذا سألتمُ الله فسألوهُ بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم) ، وهذا الحديث كذب ليسَ في شيءٍ من كتب المسلمينَ التي يَعتمدُ عليها أهل الحديث ولا ذكرهُ أحدٌ من أهل العلمِ بالحديث ، مع أن جاههُ عند الله تعالى أعظم من جاهِ جميعِ الأنبياء والمرسلين ... ). (التوسل والوسيلة لابن تيميةصــ 41).
3) ويَروي الحبشيُّ قِصة من كتاب "ابن بطوطة" وفيه أن ابن بطوطة دخل مسجد دمشق وحضرَ خطبة الجمعة عند ابن تيمية فسمعهُ يقول: (إن الله تعالى ينزلُ إلى السماء الدنيا كنزولي هذا ونزلَ درجةً من المنبر). (تحفة الأنظار صــ 110) ، يَرد هذا قولُ الحافظ ابن حجر (أن هذا من جُملة ما كذبوهُ عليه). (الدرر الكامنة 153/1) ، كما أن مُحقق الكتاب يقولُ أن هذا محض افتراء.
* ثم نرى دليلاً واضحاً على كذِبِ هذا الإفتراء حيث أن ابن بطوطة يقول: (وكان دخولي لبعلبك في الثامن من رمضان عشية النهار خرجتُ منها بالغد لفرطِ اشتياقي إلى دمشق). (رحلة ابن بطوطة 100/1) .. ثم يُتابعُ قائلاً: (وصلتُ يومَ الخميسِ في التاسع من رمضان 726 هــ مدينة دمشق فنزلتُ بمدرسة المالكية المعروفة بالشرابشية) ، ويتابع: (وكان إمامُ المسجد الإمام القزويني) ، ثم يقول: (وكان في عهدِ دخولي إليهم إمامهم قاضي القضاة جلال الدين محمد بن عبدالرحمن القزويني من كبار الفقهاء وهو الخطيب بالمسجد وسكناه بدار الخطابة). (رحلة ابن بطوطة 107) ، وتابعَ قائلاً: (وكان بدمشق من كبار فقهاء الحنابلة تقي الدين ابن تيمية كبير الشام وكان أهلُ دمشق يُعظمونهُ أشدَّ تعظيم). (رحلتهُ 109/1) ..
* فلاحظ أن ابن بطوطة دخل دمشق في9/9/726 هـ .. ولم يقل أنهُ رآه ، وأما ابن تيمية فقد أُدخِل السجن في6/8/726 هـ فقد ذكر الحافظ ابن كثير في تاريخهِ قال: (أنهُ في يوم الإثنين بعد العصر السادس من شعبان 726هـ اعْتـُقِلَ الشيخ رحمهُ الله من جهة نائب السلطنة حشد الأوقاف وابن الخطير أحد الحجاب) ، السـؤال : هل كانت هذهِ السنـة 726هـ سنة نحسٍ على الحبشيّ بحيث أتى رمضان قبل شعبان؟ ، ولكن نقول لهُ ولأتباعِهِ ما قالهُ ابن تيمية في السجن: (المحبوسُ من حبسَ قبلهُ عن ربه) ، ثم كيفَ يُنسبُ هذا إلى ابن تيمية وهو الذي يقولُ رحمهُ الله: (فمن قال: إن علم الله كعلمي، أو قدرته كقدرتي، أو استواؤه على العرش كاستوائي، أو نزوله كنزولي، أو إتيانه كإتياني فهذا قد شبه الله بخلقه، تعالى الله عما يقولون، وهو ضال خبيث مبطل كافر). (مجموعُ الفتاوى 482/11).
4) واتهمَ الحبشيّ ابن تيمية بأنهُ يقولُ بأزليَّـة العالم:
قال الحبشيّ: "وأما أنهُ يقولُ بأزلية العالمِ بنوعه لا بالأفراد المعنية فقد اعتمدنا في ذلك إلى ما ذكرناهُ في هذا الكتاب في عدةِ مواضعَ منها قولهُ (يعني ابن تيمية): (فإن الأزليَّ اللازم هو نوعُ الحادث لا عينُ الحادث)" ، ثم يقولُ الحبشيّ: "فهوَ يَعتقِد أن مفعولات الله أي: مخلوقاتهِ على اختلافِ أنواعها أزلية النوع لا الأفراد ، وذلك عندهُ شاملٌ لحركاتِ العباد التي يتحركونها فهو يرى أن نوعها أزلي أي: ليسَ بمخلوق". (الدليل القويم صــ 41ـ42).
الرد على هذا الإفتراء أن ابن تيمية في قولهِ: (فإن الأزلي اللازم هو نوعُ الحادث لا عينُ الحادث) يعني أن الأزليّ هو نوع الحادث أي صفة خلق الله وأزليتِها وقِدَمِهَا وليس أزلية المخلوقات ، فخلقُ الله أي صفة الخلقِ (وهي الإيجاد) هي نوع الحادث وهو أزليّ كما قال ، و(المخلوق) هو عين الحادث ، ولكلمةِ الخلقِ معنيان: 1)الإيجاد ، 2)الخلق .. وابن تيمية قصد النوع هو الإيجاد ، ويُبَـيِّـنُ هذا التفسيرَ قول ابن تيمية نفسه: (وكلُّ مخلوقٍ فهو محدث مسبوق بعدم نفسهِ ، وما ثمَّ قديمٌ أزليٌّ إلا الله وحده ، وإذا قيلَ لم يزل خالقاً فإنما يقتضي قِدَمَ نوع الخلق ودوام خالقيتهِ ، لا يقتضي قِدَمَ شيءٍ من المخلوقات فيجبُ الفرقُ بين أعيان المخلوقات الحادثة بعد أن لم تكن فإن هذهِ لا يَقولُ عاقلٌ أن منها شيئاً أزلياً) ، ويقولُ: (إن الله لم يَزل فعالاً خالقاً ، ودوام خالقيتهِ من لوازمِ وجوده ، فهذا ليسَ قولاً بقِدَمِ شيءٍ من المخلوقات). (مجموع الفتاوى 95/16) ، وقال أيضاً رحمَهُ الله: (كما أن جميع المتحركات المُمكنات لا تدوم حركتها إلا بدوامِ السبب المُحرك المنفصل عنها). (منهاج السنة 236/1) ، أي لا تدوم حركة المخلوقات إلا بدوامِ خالقها فمُرادُه بالنوع هو دَوامُ السبب المحرك.
5) ويَزعُمُ الحبشيّ أن ابن تيمية ينسبُ الحركة إلى الله حيث يُحرف قولـَهُ قوْلَ ابن تيمية الذي قال: (وقول طوائف من أهل السنةِ والحديث كالذينَ يقولونَ إن الحركة من لوازمِ الحياة وكل حيّ مُتحرك). (منهاج السنة 224/1) ، والحبشيّ يُحَرّف ويزعُم أن ابن تيمية قال: (أئمة أهل السنة والحديث) ، فابن تيمية ينقل أقوال بعض طوائف من أهل السنة والحديث وقد ذكرها وأقوالهم في كتابه. (درء تعارض العقل والنقل 2/ صـ 7 ـ 8).
6) ادعى أن ابن تيمية قال: إن نارَ جهنمَ تفنى. (المقالات السنية للحبشيّ صـ 57 ، 76) ، وقالَ إنهُ خالفَ إجماعَ المسلمين بذلك ، ويردُّ ذلك أقوال ابن تيمية حيث يقول: (وقد أخبر الله تعالى ببقاءِ الجنة والنار بقاءً مُطلقاً). (بيان تلبيس الجهميَّة 157) ، وللشيخ ابن تيمية رحمه الله كتاب: (الردّ على من قال بفناءِ النار). (الصفدية 163/2 ، ومجموعُ الفتاوى 3/ صـ 3ـ4).
فتأمل أن ابن تيمية له كتاب يردّ على من قال بفناءِ النار ويأبى الظالمونَ إلا الكذب فما عليكَ إلا أن تتعجَّـبَ ثم تتفكر قائلاً: لمَ هذا البُهتان؟
نعم لمَ هذا البُهتانُ !!؟ ، البُهتانُ الذي يَـتضح لمن أتعب نفسهُ قليلاً وبحثَ في كتُبِ ابن تيمية وقرأ ورأى بعينيهِ ما يفتريهِ خصومُهُ ، نسأل الله أن يُرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويُريَنا الباطلَ باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
** ثناءُ بعضِ العلماء على ابن تيمية **
ــ قال الذهبيُّ فيهِ: (ولقد نصر السنة المحضة والطريقة السلفية واحتج لها ببراهين ومقدمات وأمور لم يُسبق إليها ، وأطلق عبارات أحجم عنها الأولون ، وهابوا وجسر هو عليها ، حتى قامَ عليهِ خلقٌ من علماء مصر والشام قياماً لا مَزيدَ عليه ، وبَدَّعُوهُ وناظروهُ وكابروه ، وهو ثابتٌ لا يُداهنُ ولا يُحابي بل يقولُ الحق المُرّ الذي أداهُ إليهِ اجتهادهُ وحِدةُ ذِهنِه). (الذيل على طبقات الحنابلة 294/2).
ــ وقال الحافظ الذهبي أيضاً: (كان يحضر المدارس والمحافل في صغره ، ويناظر ويفحم الكبار، ويأتي مما يتحير منه أعيان البلد في العلم ، فأفتى وله تسع عشرة سنة ، وشرع في الجمع والتأليف في ذلك الوقت). (العقودُ الدرية صــ 4).
ــ وقال الحافظ ابن كثير فيه: (هو الشيخ الإمام الرباني، إمام الأئمة ومفتي الأمة وبحر العلوم ، فريد العصر، شيخ الإسلام وترجمان القرآن قامع المبتدعين وأخر المجتهدين تقي الدين أبو العباس أحمد ابن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمة الحراني ثم الدمشقي التيمي) ، وقال: (وكان ذكيا كثير المحفوظ، فيقال: إنه كان أعرف بفقه المذاهب من أهلها الذين كانوا في زمانه وغيره). (البداية والنهاية 136/14).
*(وكنت أتمنَّى على إخواني وبعض أصدقائي أن يَـقرأوا هذهِ المقالة لعالم الإسلام "الحافظ ابن حجر العسقلاني" في تكريمهِ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله وأن لا يَـلتفتوا إلى ما يقوله هذا المهرف الشعوبي الباطني الحبشي وأن يَنصُـبوا الميزان ما بين أقوال ابن حجر في شيخ الإسلام وما بين مزاعم وتحريفات الحبشيّ) :
ــ ثناء الحافظ ابن حجر على ابن تيمية ووصفه بشيخ الإسلام عند تقريظه كتاب الرد الوافر على من زعم أن ابن تيمية كافر لابن ناصر الدين "كما أورده السخاوي في كتابه (الجواهر والدرر)" في ترجمة الحافظ ابن حجر يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني: (وشهرة إمامهِ الشيخ التقي الدين أشهرُ من الشمس ، وتلقيبهُ بشيخ الإسلام في عَصره باقٍ إلى الآن على الألسنةِ الذكية ويَستمرّ غداً كما كان بالأمس ، ولا يُـنكر ذلك إلا من جَهـِلَ مِقدارَهُ أو تـَجنَّبَ الإنصاف) .. ويُتابع: (ولو لم يَكن من الدليل على إمامةِ هذا الرجل إلا ما نبَّـهَ عليه الحافظ الشهير ابن البرازلي في تاريخهِ أنه لم يوجد في الإسلام من اجتمع في جنازته عندما مات فاجتمعَ في جنازة الشيخ تقي الدين) ، ومن المعلوم أن الإمام أحمد بن حنبل عندما عُزل في منزلهِ أيام المأمون كانت المعتزلة تـُعَـيِّرهُ بذلك فقال لهم قولته المشهورة: (بيننا وبينكم الجنائز) .. ويتابع ابن حجر قائلاً: (وأشارَ إلى أن جنازة الإمام أحمد كانت حافلة جداً ، شهدها ما بين مئتي ألوف) أي مائتي ألف ويقول ابن حجر: (فإنه شيخ الإسلام بلا ريب) ، ويقول ابن حجر في تقريظ ابن تيمية في "الرد الوافر" قائلاً: (ومن أعجب العجب أن هذا الرجل كان أعظمَ قياماً على أهل البدع من الروافض والحلولية والاتحادية وتصانيفهُ في ذلك كثيرة شهيرة ، وفتاويهِ فيهِم لا يَدخل تحت الحصر فيا قـُرَّة أعيُنِهم إذا رأوا من يُكفرهُ من أهل العلم) .. ويتابع: (ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذهُ الشهير الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف لكان غاية في الدلالة على عظيمِ منزلتهِ).
ويرد الحافظ ابن حجر قائلاً: (فالذي يُطلق عليه – مع هذه الأشياء – الكفر أو على من سمَّاه شيخ الإسلام: لا يُـلتفت إليه ولا يُعَـوَّل في هذا المقام عليه بل يجب رَدعُهُ عن ذلك إلى أن يُراجعَ الحق ويُذعِنَ للصَّواب. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وحسبنا الله ونعم الوكيل).
ــ وقالَ عنهُ محمد بن عبدالبرّ السبكي: (واللهِ ما يُبغضُ ابن تيمية إلى جاهل أو صاحبُ هوى يَصُدّهُ هَواهُ عن الحق بعد معرفتهِ به). (الرد الوافر صــ 95).
ــ وقال البزاز: (أما مَعرفتهُ بصحيحِ المَنقولِ وسَقيمِهِ فإنهُ في ذلك من الجبال التي لا تـُرتقى ذروتـُهَا ولا يُنالُ سَنامُهَا). (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية صــ32).
ــ ولقد أثنى عليهِ عددٌ عظيمٌ من العلماء ، يطولُ المقامُ لذكرها ..
فأين قول هؤلاءِ العُلماءِ وشهادَتـُهم لشيخ الإسلام من ذلك الحبشيِّ اللّعَّـان ، الذي لا يفتأ يَذكرهُ بسوء وينسبهُ إلى الكفر والضلال؟
ثانياً)إفتراء الأحباش والحبشيّ على الإمام محمد بن عبدالوهاب:
ــ واللهِ يكفي العاقل أن يقرأ كلامَ الأحباش عن هذا الإمام المُجدد رحمهُ الله ليَتـَبَيَّـنَ لهُ حِقدهم العظيم عليـه ، يقولُ الأحباش: (وسنروي لكم ما يتداولهُ مُسلمو الهند من مَخازي محمد بن عبد الوهاب وهي أنهُ أصِيبَ مَرّة بـِمَرضِ البواسير، فأدْخَـلَ عَصاً في دُبُرهِ فارتاح فقال: "عصاي هذه خيرٌ من …" – يعنون النبي صلى الله عليه وسلم – لذلك فإن أهلَ الهِـند في ماليبار يُسَمُّونهُ مُبتلعُ العصا). (مجلتُهُم منار الهدى 61/29).
اللهم سبحانك هذا بهتان عظيم وإفكٌ كبير يُردِي أصحابهُ إلى سَواء الجحيم.
ــ ومن حِقدِهِم على هذا الإمام المُصلح الداعية إلى التوحيد في عصرٍ ارتدَّت فيهِ الأعرابُ ورَكنـُوا إلى الشرك وتعظيمِ القبور، أنهم قالوا: (إن الوهابييّن يكرهون حتى كلمة لا إله إلا الله يُحاربونها وهم ضد كلمة وحّـدُوا الله ، وضِدَّ الإحتفال بالمولد النبوي ، وضد الإسراء والمعراج ، وضد استعمال السُّبحة ، ولكنهم يتفقون مع الذين يقولونَ إن الله خلق السموات والأرض ثم تعِبَ واستراح وأنهُ ساكن في السماء وجالس على العرش). (نفس المصدر السابق).
ونقول: (أما قولهم إنهم يَكرهون كلمة لا إله إلا الله ، فهذهِ كذبة رخيصة ، فإن دَعوة محمد بن عبد الوهاب إنمَا كانت لإعادةِ الناسِ إلى التوحيدِ الخالصِ ونبذِ الشرك ، كسُؤال أهل القبور وطلبِ قضاءِ الحَوائج مِنهُم أو دَفع المَصَائبِ وسُؤالهُم الغـَيث والرزق والشفاءَ منهُم ، حتى كتبَ الله لِدَعْوتهِ النجَاح والفلاح فطَهَّرَ جزيرة العربِ من بـِدَع الشرك ، وأعَادَهُم إلى توحيدِ الله عز وجل. أما قـَولُهم إنهُم ضدَّ الإحتفال بالمولدِ النبَوي ، فهذا الإحتفالُ بدعَة لأنهُ مُسْـتحدَث في دين الله تعالى ، ولم يُكن عليهِ أهلُ القرون المُفضَّـلة من الصَّحابةِ والتابعينَ وتابعِيهِم ، وإنَّ منِ اسْـتحدثهُ هُمُ "العبيديون" الذين حَكموا مِصر بعد مُنتصفِ القرنِ الرَّابع ، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (مَن أحْدثَ في أمرنـَا ما ليسَ فيه فهو ردّ). [رواهُ البخاري ومسلم] ، وكالقول في بدعة المَولِد يُقال في الإسراء والمعراج.
أمَّا قولُهُم في أنهُ ضدَّ استعمال السُّبحَة ، فالسُّبحة مِن البـِدَع ، فالثابتُ أنهُ كان يَأمُرُ بالتسْبيح بَاليمين فقالَ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (اعقدن بالأنامل فإنهم مَسئولات مُستنطقات) ، أما الحديث الذي يذكرونه : (نعم المذكر السبحة) ، فهو حَديث ليسَ بالذي يَصِحّ.
أمَّا زَعمهم بأنَّ الإمام مُحمد ابن عبد الوهاب وَأتباعُهُ يَـقولون إن الله خـَلق السَّموات والأرض ثم تعِبَ واستراح فهذا من أبيَنِ الكذب وأعظَم الإفتراء ، فالله تعالى يقول: (ولقد خـَلقنا السَّموات والأرض في سِتة أيامٍ ومَا مَسَّنا من لُغوب).[ق:38] ، فهو إنـَّمَا كانت دَعْوَتـُهُ لأمرِ الناسِ بالعَمَل بما في هَذا الكتاب والأحباشُ لا يَملِكونَ ولو دَليلاً واحداً فيمَا هُم فيهِ يَدًَّعُون.
أمَّا فِرْيتهُم بأنَّ أتباعَ الشيخ مُحمد بن عبد الوهاب يقولون إنَّ الله سَاكنٌ في السَّماء ، ففرقٌ بينَ من يَقولُ هذا وبين من يقول: إن الله في السماء ، والثابتُ أن هَؤلاء الأحباش هُم مِن الجَهمية المُعَطـِّـلة.
أمَّا زَعْمُهم بَأنَّ الإمام مُحمد ابن عبد الوهاب ومَن سَارَ عَلى هَديهِ يَقولونَ إنَّ الله جَالسٌ على العرش ، فهذا إفكٌ وزور، ففـَرقٌ بين هذا المُتقوِّل عَليهـِم ، وبين قولِهم باستواءهِ عَلى العرش ، قال تعالى: (ثـُم اسْتوى عَلى العرش).
ــ وهَذا الحبشيَ ذو ضِغنةٍ على من يُسَمِّيهم بـ"الوهابيين" أو "المشوشين" ويُشيْع أنهم يَعتقدونَ أنَّ الذي يَجْهرُ بالصلاةِ على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عقب الأذانِ مثلَ الذي يَزني بأمِّهِ. (إظهار العقيدة السنية صـ 240 ، ومُسجل بصوته).
* يكفيكَ أخي الكريم نظرةٌ في إفتراءاتهم لترى حِقدهُم على الإمَامَيْـن وعلى "الوهابيين" بـِزعمهم ، لِـتعْلـَم ضَلالَهُم نسألُ الله أن يَهدِي ضالَّ المُسلمين.
21- الأولياء والمكرمين عند الأحباش.
ــ "عبد الوهاب الشعراني" ، يَـعُدّهُ الأحباش من أولياءِ الله وجَعَلوهُ شاهداً على صَلاحِ ابن عربي ، يقول الحبشيّ: "إن الشعراني قال: إنهُ اطـَّـلعَ على النُّسخةِ الأصلية فوجَدَها خاليةً من الكـُفريات" يعني نسخة الفتوحات المكيَّـة لابن عربي. (الدليل القويم صــ 152).
فالحبشيّ قـَبـِلَ شهادة الشعراني الذي لا يُـقبلُ مِنهُ إلا السُّـوء والقـُـبْح كما في كتابهِ "لواقحُ الأنوار" المعروف بـ "الطبقات الكبرى".
ويقولُ هذا الشعراني (الذي قـَبـِلَ الحبشيّ شهادتـَهُ) عن ذكر بعض الأولياء وكراماتهم:
1) "ومنهم الشيخ إبراهيم العريان ـ رضيَ الله عنه ـ ورحمَهُ (كما يقول الحبشي) ، وكان ـ رضيَ الله عنه ـ يَطلعُ المِنبَر ، ويَخطُبُ عرياناً ، فيَحصُلُ للناسِ بَسْطٌ عظِيم وكانَ يُـخرِجُ الرّيحَ بحَضرةِ الأكابر ثم يَقول هذِهِ ضَرطة فـُلان ويَحلفُ على ذلك ، فيَخجَلُ ذلك الكبيرُ مِـنهُ ، ماتَ سنة نيّفٍ وثلاثينَ وتسعمائة". (الطبقات الكبرى 142/2).
2) "ومنهم ابراهيم المتبولي ـ رضيَ الله عنه ـ "كما زعم الحبشي" ، يقول (القولُ للشعراني): نامَ عِندَهُ جمَاعة من فـُقهاءِ الأزهر ، فوجدوا عِند الشيخِ مَمْلوكينِ أمْرَدين من أولادِ الأمراء يَنامَانِ مَعهُ في الخلوة فأنكروا عليهِ ، ثمَّ رفـَعُوا أمرهُ إلى الشرع بالصالِحيَّـة فأرسلَ القاضي وَراءَهُ فحضرَ فدَخلَ الصالِحيَّـة فقال: مالكم؟ ، فقال القاضي: هؤلاء يدَّعُونَ عليكَ أنـَّـكَ تختـَلي بالشباب وهذا حَرامٌ في الشرع ، فقالَ ما هوَ إلا هكذا وقـَبَضَ على لِحيَتهِ بأسنانهِ وصاحَ فيهم فخرَجوا صائحينَ فلم يُعرف لهم خبرٌ بعد ذلك الوقت ، ثمّ جاءَ الخبرُ أنهُم أُسِرُوا وتنَصَّرُوا في بلاد الإفرنج ، ورماهُ أهْلُ بيتٍ باللواطِ مع ولدهم ، فقال: هَـتـَكَ الله ذرَارِيهِم ، فمن ذلك اليوم صار أولادُهُم مَخانيث وبناتهُم زانياتٍ إلى يومِنا هذا".(طبقات الشعراني 85/2).
فهل نضْحَكُ على هذا الكلامِ العجيبِ أم نبْكي على حالِ من يُصَدِّقونه ويأخذونَ بشهادةِ من قاله؟
ــ "ابن عربي":
يمتدِحُهُ الأحباش ويَزعُمون أن ما في كـُتُبـهِ مدسُوسٌ عليه ، وقد أُلـِّـفـَت كتُبٌ كثيرة في ذمِّ هذا الشيخ ونـَسْبـِهِ إلى الإلحاد من الأئمة الأعلام.
قال الذهبي في ترجمة ابن عربي في "السّيَر": (..... وعلق شيئاً كثيراً في تصوّفِ أهل الوحدة ، ومن أرادَ تواليفهُ كتاب "القصوص" فإن كان لا يَكفـُرُ فيه ، فمَـا في الدنيا كـُفـْر ، نسألُ الله العفوَ والنجاة ، فواغوثاهُ بالله) ، وذكر الذهبي في "السِّيَر" أن ابن دقيقٍ العيد سَمِعَ الشيخ عز الدين بن عبدالسلام (العز بن عبدالسلام) يقول عن ابن عربي: (شيخُ سوءٍ كذاب يقولُ بـِقدَمِ العالَـمِ ولا يُحرّمُ فرجاً). (السِّيَر 23/صـ 48 ـ 49).
وابن عربي هو إمامُ القائلينَ بـِوحدةِ الوجودِ ، ومن كـُفريَّاتهِ أنه يقول: (فما في الوجودِ إلا الله ولا يُعرفُ إلا الله ومن هذهِ الحقيقةِ قال من قال: "أنا الله وسُبحاني كأبي يزيد البسطامي". (الفتوحات المكية 354/1).
** والأحباش بين الجعفرية الشيـعية والطريقة الرفاعيـة **
الأحباش رِفاعيُّوا الطريقة وشيخهم الحبشي يُقسِّمُ مصاجر المُسلمين إلى حقيقةٍ وشريعة وظاهر وباطن ويدَّعي أنه من أهل العلم اللدني وبأرواح المشايخ وأخذِ البيعةِ العهد عنهم وهم في قبورهم واعتقاد أنهم مُتصرفونَ في الأكوان ذوُو مَراتبَ ، فمنهم القطب والوتد والنجيب والبدل وأن هؤلاء يَعلمونَ الغيوب والأسرار ، ويُمسكون الأرض أن تزول أو تقع إلى غير ذلك مِن الخرافات.
ــ والرفاعيون كانوا من كِبارِ الخونة ، إذ كانوا يتردّدُونَ على سلاطينِ التتار ويُوالونـَهُم من دونِ المؤمنين ويأخذون منهم الأعطيات والهدايا. (البداية والنهاية لابن كثير والعبر للذهبي والفتاوى لابن تيمية).
ــ والرفاعيون هُـم إمامية اثنا عشرية على نحوٍ يعتقدهُ الشيعة ، ولكن يَزيدونَ بأن شيخهم الرفاعيّ هو ثالث عشرهم. (القواعد المرعية صـ 97 ، بوارق الحقائق صـ 212 ، جامع كرامات الأولياء 237/1).
ــ ويؤمنونَ بـِكتابِ الجفر الشيعي كما صرَّح الرواس الرفاعي (بوارق الحقائق صـ 87 ، صـ 177) من كبرائهم.
ــ يَعتقدونَ أن شيخهُم يَبيعُ عقاراتٍ وقصُور في الجنة. (قلادة الجواهر صـ 270 ، روض الرياحين صـ 440).
ــ وأنه يُحيي العظام وهيَ رميم. (قلادة الجواهر صـ 73 ، وصـ 145).
ــ وأن السموات والأرض كالخلخالِ في رَجله. (الفجر المُنير صـ 19) ، طبقات الشعراني 142/1).
إلى غير ذلك الكثير من أعمالِ السحر ودخولِ النار وابتلاعُ السُّـمِّ واللعبُ بالحيَّـات.
22- تكفير الحبشي من دعا إلى الحكم بما أنزل الله.
ــ كفـَّرَ الحبشيّ سيد قطب لأنهُ حرَّمَ على القضاةِ أن يَقضُوا بين الناس بـِمُوجَب الأحكام المدنيَّـة الوضعيَّـة المُناهِضَـة لأحكامِ الشرع. (النهج السوي صـ 12).
ــ يعتقدُ الحبشيّ أن الآية في القرآن والتي فيها تكفيرُ من لم يحكم بما أنزلَ الله ، إنما هيَ خاصَّـة باليهُود ، وقد ردَّ حُذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ قولَ من ظنَّ ذلك فقال: (نِعمَ الأخـْوَةُ لكم بنو اسرائيل إن كانت لهم كل مُـرَّة ولكم كل حلوَة ، كلا والله لـَتـَسلـُكنَّ طريقهم قدر الشراك). [رواه ابن جرير 253/6] ، فمن استحلَّ أن يحكمَ بما يَراهُ عَدلاً من غير اتباع لما أنزلَ الله فهو كافر .. قال ابن أبي العز الحنفي: (إنِ اعتـَقدَ أن الحكم بما أنزلَ الله غيرُ واجبٍ أو أنهُ مُـخيَّـرٌ فيهِ أو استهانَ بهِ مع تـَيَـقــُّنِهِ أنهُ حُكمُ الله فهذا كـُفرٌ أكبر ، وإنِ اعتـَقدَ وجوبَ الحـُكمِ بما أنزلَ الله وعلمهُ في هذهِ الواقعة ثم عدلَ عنهُ مع اعترافهُ بأنهُ مُـستحقٌ للعقوبةِ فهذا عاصِ ويُسمَّـى كافراً كـفراً مَجازيّاً أو كـُفراً أصغر). (شرح العقيدة الطحاوية صــ 446).
ــ يَتـَبَرَّأ أحد نُواب الأحباش السابقين مما يدعونهُ بالأصولية قائلاً: "فنحنُ نُخالِفُ حِزبَ الإخوانِ الهدَّام فلسنَا أُصوليين) ، ثم يقول: (لا لهذهِ الأصولية التي تـُكفـِّرُ حُكامَ العربِ والمسلمين لِمُجَرّدِ أنهم حَكموا بالقانون). (مجلتهم منار الهدى 33/1).
23- رأي بعض العلماء بفرقة الأحباش ، وفيه فتوى الشيخ بن باز رحمهُ الله فيهم ، ورأي الداعية الإسلامي عبدالرحمن الدمشقية ، ورأي الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
ـ رأي الأستاذ أحمد شلبي وهو من عُلماء الأزهر:
يقول في رَدِّهِ على سؤالٍ حولَ رأيهِ بالأحباش في مَجلةِ "المجلة" عدد 679: (هيَ فِئة ضالة مُنحرفة في فِكرها وليس لديها الفِكرُ الشاملُ لمَفهُومِ الإسلام لأن زعِيمها عبدالله الحبشيّ نشأ في الحبشةِ في جـوّ لم تتوافر فيهِ المعلومات والعلوم الدينية المُختلفة فنشأت جماعَتُهُ على أساسِ مَجموعة من الأفكار البدائية في أفكارها) .. وتابع يقول: (كما أنها تُعادي الجماعات الإسلامية وأهل السنة والجماعة باعتبار أن ما يؤمنون به خطأ).
ــ فتوى العلامة ابن باز ـ رحمهُ الله ـ فيهم:
سُئلَ عن حُكم الشريعةِ في طائفةِ الأحباش فأجاب: (من عبدالعزيز بن باز إلى حَضرةِ المُستفتي: سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعـد: فأشهدُ إلى إستفتائك المُقيَّد بإدارة البحوث العلمية والإفتاء برقم 212 وتاريخ 25/1/1406 هــ ، الذي تسألُ فيهِ عن الطائفة المُنتسبة لرئيسِهِمُ الحبشيّ ، وأفِيدُكَ أن هذهِ الطائفة مَعروفةٌ لدينا فهي طائفة ضالة ورئيسُهم المدعوا عبدالله الحبشيّ مَعروفٌ بإنحرافهِ وضلالهِ فالواجبُ مُقاطعتهم وإنكارُ عقيدتهم الباطلة وتحذيرُ الناس منهم ومن الاستماعِ لهم أو قول ما يقولون ، ولا شكَّ أن من أنكرَ أن الله في السماء فهو جهميٌّ ضال لقول الله تعالى: (ءأمِنتُم من في السماء).).
ــ رأي الداعية الإسلامي عبدالرحمن الدمشقية: [img]smileys/smiley1.gif[/img]
قالَ في شريطهِ (الرد على الحبشي) الجُزء الأول: (إن الحبشيّ مُذ قدِمَ لبنان لم يَزل يَعمل على بَثِّ الأحقاد والضغائن ونشرِ الفِتن تماماً كما فعلَ في بـِلادِهِ ، وما إن خلا لهُ الجو حتى بدأ يُعاوِدُ الفتنة نفسها ، فنشر عقيدته الفاسدة من شركٍ وترويجٍ لمذهبِ الجَهمية في تأويلِ الصفات وإرجاءٍ وجبرٍ وتصوُّفٍ وباطنيةٍ ورفضٍ وسبٍ للصحابةِ ـ رضيَ الله عنهم ـ ، فسبَّ مُعاويةَ ـ رضي الله عنه ـ ووصَفهُ ومن مَعهُ من الصَّحابةِ بأنهم كانوا فاسِقون ، ووبَّـخَ الذينَ توقفوا في القتالِ بين الفئتين المُسلمتين ، واتـَّهم عائشة ـ رضي الله عنها ـ بـِعِصْيانِ أمر الله عز وجل).
ــ رأي الندوة العالمية للشبابِ الإسلامي:
ــ الجذور الفكرية والعقائدية:
مما سبق يتبين أن الجذور الفكرية والعقائدية للأحباش تتلخص في الآتي:
ـ المذهب الأشعري المتأخر في قضايا الصفات الذي يقترب من منهج الجهمية.
ـ المرجئة والجهمية في قضايا الإيمان.
ـ الطرق الصوفية المنحرفة مثل الرفاعية والنقشبندية.
ـ عقيدة الجفر الباطنية.
ـ مجموعة من الأفكار والمناهج المنحرفة التي تجتمع على هدف الكيد للإسلام وتمزيق المسلمين. ولا يستبعد أن يكون الحبشي وأتباعه مدسوسين من قبل بعض القوى الخارجية لإحداث البلبلة والفرقة بين المسلمين كما فعل عبد القادر الصوفي ثم المرابطي في أسبانيا وبريطانيا وغيرها.
ــ يتضح مما سبق:
أن الأحباش طائفة ضالة ، تنتمي إلى الإسلام ظاهراً وتهدم عُراهُ باطناً ، وقد استغلت سوء الأوضاع الاقتصادية وما خلفته الحروب الأهلية اللبنانية من فقر وجهل في الدعوة إلى مبادئها الهدامة وإحياء الكثير من الأفكار والمعتقدات الباطلة التي عفى عليها الدهر مثل خلق القرآن والخلاف المعروف في قضايا الصفات الذي تصدَّى لها علماء أهل السنة والجماعة في الماضي والحاضر. وقد تصدَّى لهم عدد من علماء أهل السنة والجماعة في عصرنا مثل المحدث الشيخ الألباني وغيره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهى المُلخص عسى الله أن ينفعَ بـِه ، وعسى الله أن يُيسِّر أن أُنـَقــِّحَهُ وأن أزيدَ فيهِ المعلوماتِ الموثقةِ والجديدة فتكونُ مُختصرةً لمن أرادَأن يتعرَّف وَيَرُدَّ علىفِرقةِ الأحباش بسُهولةٍ.
وأسألُ الله أن يَهدِيَ ضالَّ المُسلمين وأن يَشكرَ للشيخ دمشقية سَعيهُ في هذا المُنتدى وفي غيرهِ وأن يَجعل ذلكَ في مَوازينِ حسناتهِ ولكلِّ الدُّعاة ، والحمـد لله.Edited by: وليد
من منتدى كشف حقيقة الأحباش
بسم الله والحمد لله ، وبعد .. فهذا ملخص من كتاب (الرد على الحبشي) ، لكمال أحمد / لاهور.
أحبتي أهل الســنة والجمــاعة ، أتباع السنة الصحيحة المُـطهرة .. أحب أن أقدم لكم ما لخصـتهُ من كتاب ( الرد على الحبشي ) لكمال أحمد ، وذلك لكي ينفع الله به من يريد أن يتعرف على هذا الضـالّ الذي أضل قومهُ ضلالا ً بعيدا ً حيث لم يعودوا يروا غيره يقول الحق وأنت ترى منهم تعصبا ً عجيبا ً مقيتا ً أعمــى .. تحاورهم كأنما تحاور صخرا ً أصمّ ، قاسية ً قلوبهم لما هم عليه من المُـعتقد الباطل والجهل.
لا أطيل وأبدأ على بركة الله ..
فقرات هذا الملخص من كتاب ( الرد على الحبشي ) لمؤلفه / كمال أحمـد :
1- تعريف بالحبشي.
2- مذهب الحبشي وما يعتقده مع ذكر لبعض آرائه الفقهيـة.
3- بعض تآليف الحبشي وإظهار بعض ما فيه من باطل.
4- عجائب فتاوى الحبشي.
5- من مناقضات الحبشي.
6- تجريد الذات الإلهية من الصفات عند الأحباش.
7- التوحيد عند الحبشي.
8- الصفات عند الحبشي.
9- نظرية الحبشي في الإرجاء.
10- إنكار الحبشي لبعض أصحاب رسول الله - عليه الصلاة والسلام -.
11- تفسير الحبشي لحديث الجلوس على القبر.
12- الأحباش من أهل الكلام لا من أهل السنة.
13- قول الحبشي بخروج الأموات من قبورهم لإغاثة الأحياء.
14- التحريف عند الحبشي.
15- الشرك الذي يجهلهُ الأحباش. ( وهـنا مواضيع ترد بتفصيل على الإستغاثة والتوسل عند الأحباش وردّ شـُـبُـهاتهم فيه ).
16- كذب الحبشي في نسب أبي حنيفة إلى علم الكلام.
17- التأويل عن الحبشي.
18- قول الحبشي في القرآن.
19- مزاعم الحبشي في الكسب.
20- إفتراء الحبشي على بعض العلماء ، وفيه ثناء بعض العلماء على ابن تيمية.
21- الأولياء والمكرمين عند الأحباش.
22- تكفير الحبشي من دعا إلى الحكم بما أنزل الله.
23- رأي بعض العلماء بفرقة الأحباش ، وفيه فتوى الشيخ بن باز رحمه الله فيهم ، ورأي الداعية الإسلامي عبدالرحمن الدمشقية ، ورأي الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
1- تعريف بالحبــشي:
عبدالله الحبشي : هو عبدالله بن محمد بن يوسف الحبشي ، يزعم أتباع الحبشي أنه أفتى قبل سـن 18 عاما ً علما ً أنه لا يوجد هذا المنصب في تلك البلاد ( الحبشة ) وقد ردت الجمعية الصومالية في السويد تكذيبا ً لذلك في كتاب " المقالات السنية في كشف ضلالات الفرقة الحبشية " لعبدالعزيز المالكي صـــ 206 ، ويسميه أتباعه "الحافظ العبدري" في بعض كتبهم وهو ليس كذلك.
2- مذهب الحبشي وما يعتقده مع ذكر لبعض آرائه الفقهيـة:
ــ يعتمد على علم الكلام ويدّعي أنه غير علم الكلام الذي ذمّـهُ السـلف ، - يؤول صفات الله عز وجلّ - وهو جبريّ محض في مسائل القدر حيث يزعم أن الله هو الذي أعان الكافر على كفره ولولا الله لما استطاع أن يكفر. (النهج السليم صــ 67).
ــ هو من المرجئة في الإيمان وأن المرء يظل عنده مؤمنا ً وإن لم يصلّ أو يصُـم أو يحجّ ولكن قال لا إله إلا الله مرة واحدة في العمر. ( إظهار العقيدة للحبشي صــ 59).
ــ لا يُـقرّ بأن الله على كل شيءٍ قدير فهو يقول: " إن الله على غالب الأشيـاء قدير " . ( الدليل القويم صــ 7 ) وقد تولى كِـبر مسألة : " هل الله قادر على نفسه " .
ــ يقول بكلام الله النفـسيّ ويزعم أنه ليس كلام الله بل هو كلام جبريل واحتجّ بقوله تعالى: ( إنهُ لقول رسـول ٍ كريم ).
ــ يرى الإستـغاثة بالقبور ويجيز التعوذ بغير الله كأن يقول : " أعوذ بفلان " ( الدليل القويم للحبشي صــ 173 ).
ــ يعتقد أن الأوليـاء يخرجون لقضاء حوائج الناس من قبورهم ثم يعودون إليـها. ( شريط خالد كنعان ب / 70 ).
ــ يدعوا إلى التبرك بالأحجار ( صريح البيان للحبشي صــ 58 ) ، ــ ويزعم أن السجود للصنم كبيرة وليست شركا ً. ( شريط للحبشي 3 / 640 ). [وبهذا نرى أن مُـعتقدهُ فيهِ شركُ ُ خالص حيث أن من يسجد لصنم لا يخرج من ملة الحبشي].
ــ يصف الذي يدعون أو يريدون إقامة دولة علمانية أنهم مسلمون مؤمنون وأنه تجوز مساعدتهم. ( مسجل بصوته ).
ــ المسلم الذي لا يحكم بشرع الله بل بالأحكام الوضعية لا يجوز تكفيره. ( بغية الطالب للحبشي صــ 305 ).
ــ [ومن عجائب إعتقاده] يرى أن من لم يحكّـم شرع الله في نفسه فلا يؤدي شيئا ً من فرائض الله ولا يجتنب شيئا ً من المحرمات لكنه قال ولو مرة " لا إله إلا الله " فهذا مسلم مؤمن ويقال له أيضا ً مؤمن مذنب. ( الدليل القويم للحبشي صــ 109 ).
ــ يُـبيح أكل الربا ( الأم 8 / 358 ).
ــ يُـجيز تأخير الإستنجاء إلى مابعد الوضوء. ( بغية الطالب صــ 68 ).
ــ يقول أن من رأى النبي في المنام أنه سيراهُ في اليقظةِ ولو بعد الموت ( مسجل بصوته ). [وهذا باطل لأنه بذلك سيكون صحابياً].
ــ عندهُ من يُـنكر صُـحبة الثلاثة بعد أبي بكر لا يَـكفـُر لأن القرآن لم يقل بهم بل صرح القرآن بأبي بكر فقط. ( بغية الطالب صــ 37 أو صــ 47 ).
ــ يُـجيز دخول الحمّـامات العامـّة وكشف العورات.
ــ يُـبيح للمرأة الخروج من بيتها متى شاءت.
ــ يُـبيح لمحارم المرأة أن ينظروا إلى فخذيها وبطنها وثدييها ويشجع على ذلك زعما ً منهُ أن عورة المرأة مع النساء ومع محارمها من السرة إلى الركبة ويقول أن الذين يقولون بأن ما فوق السرة عورة قولهم ضعيف. ( بغية الطالب صــ 342 ).
ــ يزعم أن النظرة الأولى للمرأة لا تحرم وإن دامت وطالت. ( بغية الطالب صــ 287 و صــ 224 ).
ــ يُـجيز للمرأة أن تخرج لطلب العلم بدون رضا زوجها قائلا ً " تخرج بغير رضاه ". ( بغية الطالب صــ 202 ).
ــ يُـجيز للمرأة أن تخرج مُـتعطرة وأن تتزين للناظرين. ( صريح البيان صــ 186 أو صــ 350 ).
ــ يُـجيز للمرأة أن تخرج متعطرة وتتزين للناظرين إن كانت تفعل ذلك لمجرد الفرح بشبابها. ( بغية الطالب صــ 351 ).
ــ يُـجيز الإختلاط بالمرأة. ( صريح البيان صــ 178 و صــ 329 ).
ــ يُـجيز التكلم مع الأجنبي للمرأة وإن كان بدون حاجة. ( صريح البيان صــ 191 و صــ 329 ).
ــ للأحباش فرقة موسيقية يرأسها الموسيقار " شماعة " وفيها تبرجات من النساء ويختلطون بالرجال ويرقصون ويضربون الدف ويصفق النساء للإيقاعات الموسيقية ويزعمون " أنها إسلامية !! " ، وهذه ليست إلا تقربا ً للحكام بعد أن كانت تقربا ً إلى الله.
3- بعض تآليف الحبشي وإظـهار بعض ما فيها من باطل:
ــ ( إظهار العقيدة السنية شرح الطحاوية ) .. وفيه يقول بأن القرآن كلام جبريل وعباراته. ( صــ 95 ). ويقول فيه أن " الله على غالب الأشياء قدير " ( صــ 40 ) ، وهو يكفـر من يقول أن الله يتكلم بصوت على أن البخاري وأحمد وغيرهم من السلف صرحوا بذلك ، فهل يُـكفـّـرهم؟
ــ ( بغية الطالب في معرفة العلم الديني الواجب ) .. يزعم الأحباش أنه تأليف زعيمهم ، لكنه من تأليف عبدالله بن عيسى الحضرمي. وفيه جواز الصلاة مع تلطـخ الثوب بالبول والعذرة وفيه تجـْـويز خروج المرأة متعطرة لتفرح بشبابها.
ــ ( التعقب الحثيث ) .. وفيه رد على الشيخ الألباني وتكفير له لأنه يقول ببدعة السّـبحة.
ــ ( الدليل القويم على الصراط المستقيم ) .. فيه تكفيره لابن تيمية وفيه يجيز الإستغاثة بالأموات ، ويقول أن من يقول " العرش بالرحمـن " أفضل ممن يقول : ( الرحمن على العرش استوى ).
ــ ( صريح البيان ) .. وهو كتاب يحوي الشاذ من الأقوال وفيه تحليل أكل الربا من الكفار الحربيين ، وفيه جواز خروج المرأة متعطرة تعبق ريحـها ، وينهى فيه عن تسمية مفاخذة المرأة الأجنبية بالزنا ( وأنظر بغية الطالب صــ 41 ) ، وفيه سـبّ لمعاوية وغيره من الصحابة وزعم أن معاوية ومن معه يرتكبون الكبائر.
ــ ( المقالات السنية في كشف ضلالات ابن تيمية ) .. وفيه يكفر ابن تيمية وينقل عنه أقوالا ً كاذبـة.
ــ ( المولد النبوي ) .. وفيه خرافات وأكاذيب وقد زعم فيه أن الملائكة اعترضت على الله وضجت لأنه أمات أبوي النبي صلى الله عليه وسلم وبقي يتيما ً .. فقال الله للملائكة : " اسكتوا أيها الملائكة .... ".
ــ ( النهج السوي في الرد على سيد قطب وتابعه فيصل مولوي ) .. وفيه يكفر سيد قطب وفيصل المولوي الطرابلسي
4- عجائب فتاوى الحبــشي
ــ يقول الحبشي ببطلان من تلفظ بحرف زائد في الصلاة كأن يقول : " أو " أو " أي " أو " آه " لمن يشكو من ألم أو يحس به فجأة. ( بغية الطالب صــ 140 ) وهذا فيه تشديد عجيب ولكنه بعد ذلك يقول : " ولا تبطل الصلاة بالكلام الذي هو نذر ، فلو قال: ( نذرت لله أن أصوم الخميس ) لم تفسد صلاته ". ( بغية الطالب صــ 141 ) وهذا خلاف قوله تعالى: ( وقوموا لله قانتين ) [ومعنى قانتين أي خاشعين ساكنين] و لقد سـلـّم ابن مسعود على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو في الصلاة فلم يردّ عليـه ثم اعتذر له بقوله : ( إن في الصلاة لشغلا ً ) [أي عن الكلام] ، وقول الحبشي مخالف لقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حيث قال: ( إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس إنما هي التسبيح والتكبير وقراءة القرآن ) [رواه مسلم وأحمد].
ــ يقول الحبشي: " يجوز دخول الحمام العام ولو كان فيه كشف العورات ، ويحفظ بصره ولا يلزم الإنكار إلا في السوأتين ، وأنه لا ينكر على من صلى بالكلســون فقط " والحبشي يناقض نفسـه بقوله : " أن الفخذ عورة " ( بغية الطالب صــ 138 و 139 ) ويقول في موضع آخر " الفخذ ليس بعورة ". ( صريح البيان للحبشي صــ 156 ).
ــ يفتي بأن إتيان الخنثى نهار رمضان لا يفطر لكونه لم تتضح ذكورته أو أنوثته أما الذي اتضحت ذكورته أو أنوثته فإن الجمـاع في أحد قبليه مفطر. ( بغية الطالب صــ 192 و صــ 243 ) ثم يتابع قوله هذا : " إنْ جومعت الخنثى الواضح بآلته الزائدة لا يفطر " [ أي أنه إذا ثبتت خنثته فإن إتيانه لا ينقض الصوم ، ويلزم من كلامه أن اللواط لا يلزم مفسدة الصوم حيث أن مؤخرة الخنثى عنده زائدة وليست أصلية].
ــ أفتى بلال الحميصي أحد أتباع الحبشي في زكاة الفطر أنها: " يجب أداؤها قبل غروب شمس يوم العيد " (صحيفة الديار).
ــ يُـجيز الحبشي للمرء المسلم " أن يلعب بالقمـار مع الكافر ويجوز سلب أمواله " ( صريح البيان صــ 133 ). وقد قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون ).
ــ أفتى المدعو إبراهيم الشافعي أحد ضلال الأحباش بقوله: " إن الصحيح من الأقوال في التماس ليلة القدر أنها تلتمس في ليلة الرابع والعشرين من رمضان " ( مسجل بصوته ). وقد أجمعت الأمة على غير ذلك ، وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( من كان متحريها فليتحرها في السبـع الأواخر ) [البخاري ومسلم]. وفي رواية: ( من كان متحريها فليتحرها ليلة السابع والعشرين ) [مسلم] وفي رواية صحيحة: ( إلتمسوها في العشر الأواخر ، في تسع بقين أو سبع بقين أو خمس بقين أو ثلاث بقين أو آخر ليلة ) [رواه أحمد والترمذي والحاكم وابن حبان والبيهقي] وهذا نص على أنها في وتر فما بال الشافعي (زوراً) يدعي أنها في شفع !! ؟
ــ سُـئل الحبشي عمن يقول في الشيء الغالي الثمن : " هذا سرقة ! " فقال: " إن قال هذا عن المُـغالاة الفاحشة في الثمن من باب التشبيه لا يكون في ذلك رِدّة ، وأما من يقول " هذه سرقة " من غير مُـغالاة للثمن لمجرد أنه ما وافق هواه فهذا كـُـفر " (مسجل بصوته).
ــ ساق الحبشي حديث النبي: ( يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها ) ثم قال: " وواقعنا اليوم مصداق للحديث فإن ما عندنا من السلاح اليوم لا يبلغ عشر عشر ما عندهم ، ففي هذه الحال ليس فرضاً علينا أن نجاهد بالسلاح " (مسجل بصوته). ولقد تناسى نصر المسلمين في معركة بدر.
ــ أفتى الحبشي بجواز تعليق الصلبان لمن ذهب إلى بلاد الكفار إذا خاف على نفسه من أذاهم. ( الدليل القويم صــ 155 ). ولقد نهى النبي عن التشبه بالكفار بقوله: ( من تشبه بقومٍ فهو منهم ) ، ولا شك أن التشبه في أمور الدين أعظم كتعليق الصليب.
ــ يُـبيح مصافحة المرأة ويشترط أن يكون ذلك بحائل ، وقد قالت عائشة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( والله ما مسّـت يد النبي يد امرأةٍ قط ) [البخاري]. ثـم إن لا يمنع هذا الحائل من حدوث الشهوة.
ــ يُـبيح سرقة المسلمين من مزرعة جيرانهم الكفار ولكن إذا لم يؤدّ إلى فتنة !! ، فكيف يعلم بأنه لن تكون هناك فتنة.
ــ يُـجيز الحبشي الصلاة بالنجـاسة ولو من بول كلب وعذرته سواءً كانت النجاسة على ثوب المصلي أو بدنه ، يقول: " فلو كان المقلد شافعياً فإنه يقلد المالكيـة ، لأن المـُـعتمد جوازه التلفيق في العبادة بين مذهبين ، فيجوز للمصلي الصلاة بما مسّـهُ ريق الكلبمن ثيابه وبدنه وبوله وعذرته ، ويجوز له أن يأكل من غير غسل ولو خالط بها ريق الكلب لأن دين الله يسر لا عسر " ( بغية الطالب صــ 99 ، 100 ، 132 ).
فسبحان الله كيف يدعي اليسر ثم يقول في نفس الكتاب ( بغية الطالب صــ 187 أو صــ 119 ) : " إن قشرة البرغوث أو القملة أو البقة نجسة نجاسة غير معفوّ عنها ، فلو صلى المصلي بشيءٍ من ذلك فصلاتهُ باطلة ، عَـلِـمَ بذلك أم لم يعلم ".
ــ يُـجيز الحبشي أن من لم يرد صلاة الجمـعة أن يأكل البصل والثوم وبهذا يتخلص من الإثم !! .
ــ يُـبيح الإختلاط فيقول: " فمن أحاديث رسول الله وكلام العلماء يتبين لنا أن إختلاط الرجال بالنساء إذا لم يكن فيه خلوة ولا تضامّ ولا تلاصق ونحو ذلك لا يكون حراماً " ( صريح البيان صــ 179 ).
ــ يُـجيز خروج المرأة متزينة لتفرح بنفسها إذا لم تقصد التعرض للرجال. وهو يذكر كلاماً للقرطبي عن هذا وكغيره من الباطل. (صريح البيان صــ 186) ، ولقد تناسى قول الله تعالى: (ولايتبرّجن تبرج الجاهليةِ الإولى) ، وأمرهُ تعالى للقواعد من النساء: (غير مُتبرجاتٍ بزينة) .. فكيف بمن تريد الفرح بنفسها أن تخرج متبرجة !! ؟ ، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (ثلاثة لا تسأل عنهم) وذكر آخرها: (وامراة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤونة الدنيا فتبرجت بعده فلا تسأل عنهم) [البخاري في الأدب المفرد ، وأحمد والطبراني والحاكم وغيرهم عن فضالة بن عبيد] ، ولمـّـا جاءت أميمة بنت رقيقة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ تبايعه ، فبايعها على أن تترك أشياء منها أن (لا تتبرجي تبرج الجاهلية الأولى).[رواه أحمـد].
[وعلى هذا فإذا وضعت المرأة على وجهها المساحيق وحمرت وجهها وصفرت، أو تنمصت وأبدت ذلك كله للرجال، أو كانت تخرج تمشي بين الرجال أو كان لها مشية فيها تغنج وتخلع، أو ألقت الخمار على رأسها ولم تشده فيداري قلائدها وقرطها وعنقها ويبدو ذلك كله منها، أو خرجت وريحها تعصف، كل هذا من التبرج الحرام المنهي عنه].
ــ يُـجيز الحبشي خروج المرأة مُـتعطرة ويورد حديثاً عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: (كنا نخرج مع النبي صلى الله عليه وسلم فنضمخ جباهنا بالمسك المطيب للإحرام، فإذا عرقت إحدانا سال على وجهها، فيراه النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينهانا) [رواه أبو داوود] ، والحديث صحيح لـكن النساء لم يكن يخالطن الرجال في الحج وكن يطفن بمعزل عنهم. وقد جاء في رواية أن عائشة ـ رضي الله عنها ـ (كانت تطوف حجرة – أي بمعزل – من الرجال لا تخالطهم).[رواه البخاري] ، ثم إن قولها: (فيراهُ النبي) دليل على أن هذا الطيب لا يشم ريحته النبي بل إنه أقره لما رءاه وليس لما شم رائحته هذا مع كون أنهم بمعزل عن مخالطة الرجال. وأما نص الحديث: (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا من ريحها فهي زانية وكل عين زانية) فيبطلهُ الحبشي حيث يزعم: " أن من يفهم من حديث (أيما امرأة استعطرت) تحريم التطيب للمرأة، أنه ليس إلا واهما ".(بغية الطالب صــ 216 و 217) ، وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (أيما امرأةٍ أصابت بخوراً فلا تشهد معنا العشاء الآخرة).[رواه مسلم وغيره] ، وهذا لأجل الصلاة فكيف بغيرها. وقال عليه الصلاة والسلام: (أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد ليوجد ريحها لم يقبل منها صلاة حتى تغتسل اغتسالها من الجنابة) [رواه أحمد] ، وفي رواية: (...… فيوجد ريحها ....)[رواه الدارمي].
ــ أفتى نزار الحلبي بجواز لبس الضيق من الملابس بقوله: "يقولون إن فتيات الأحباش يرتدون سروال الجينز" ، قال: " ونحن لا نرى في ذلك عيباً لأننا نجمع بين الموضة والسترة".(مجلة المسلمون العدد 407) ، وهذا لا يجوز لأن فيه: 1ـ تشبّـه بالرجال وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (لعن الله المُتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء)[أحمد وأبو داوود والترمذي وابن ماجة]. 2ـ لا يجوز لأن السروال الضيق يصف جسم المرأة وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأسامة بن زيد حيث أن له جارية أهداها له رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (مالك لم تـُـلبس القبطية) ، فقال أسامة: (كسوتها امرأتي، فقال صلى الله عليه وسلم: (مُرها فلتجعل تحتها غلالة فإني أخاف أن تصف حجم عظامها)[رواه أحمد وأبو داوود وغيرهما]. 3ـ إن في لبس الجينز تشبّـه بالكافرات وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (من تشبّـه بقومٍ فهو منهم).
ــ كما علمنا أن الحبشي يُـجيز خروج المرأة لطلب العلم ولو سافرت من دون رضى زوجها وهو بذلك يدعوا إلى الفتنة فهي تخرج من دون محرم ، وهو يقدم طاعة المشايخ على طاعة الزوج. (أنظر بغية الطالب صــ 202).
ــ يُـفتي بقبـح الإستنجاء باليـد اليسرى ، فيقول: "وما يفعلهُ بعض الناس عند الإستنجاء من الغائط من أن يأخذوا بالكف اليسرى ماءً ثم يدلكـوا به المخرج فذلك قبيح" (بغية الطالب صــ 68 و 96) ، وقد مدح الله أقواماً كانوا يتطهرون من الغائط فقال سبحانه: (فيه رجالُ ُ يُحبّـون أن يتطهروا والله يُـحب المتطهرين)[التوبة] ، وهذا بيان أن حاضري المسجد الذي أُسِّـسَ على التقوى من أول يومٍ فيه رجال يحـبوا تنظيف مقاعدهم بالماء إذا أتوا الغائط.(تفسير ابن جرير 11/صـ 22ـ24) ولما نزلت: (فيه رجالُ ُ يُـحبّون أن يتطهروا) ، قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (ما هذا الطهور الذي أثنى الله عليكم به) ، قالوا: " يارسول الله إنا نستطيب بالماء إذا جئنا من الغائط" ، وعن أبي هريرة قال: (كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا أتيته بماء في تور أو ركوة استنجى ثم مسح يده على الأرض).[البخاري ومسلم].
ــ أفتى الحبشي وأتباعه بجواز أخذ الربا إذا كانت الدار دار حرب ، يقول: "عند الإمام محمد بن الحسن الشيباني يكفي لكون الدار دار حرب إظهار أحكام الكفر على وجه الإشتهار" ، وقال في معرض إجابته على مجموعة من الأسئلة: "فإن وضعته ـ أي وضعت المال في مصرف الربا ـ فتكون قد وافقت مذهب هذين الإمامين الجليلين ـ يعني أبا حنيفة وتلميذه محمد بن الحسن الشيباني ـ ما عليك حرج والأحسن أن لا تضع أموالك فتتوكل على الله وتضعه في البيت فإن كتب الله عليه الضياع فلا بد من ذلك وإن حفظه الله يُـحفظ ، ولكن إن لم يكن عندك قوة على هذا التوكل فضعه في بنك ليس له مساهم مسلم ، بل يكون كل المؤسسين كفاراً ، ضعه هناك وخذ عليه فائدة هذا إذا أردت أن تستفيد ، فإن تحققت الإستفادة فإنه يجوز".(مسجل بصوته).
وهو بذلك يشجع المصارف الربوية ، ولا شك أن الرد على ذلك من كتاب الله ونذكر منها قوله تعالى: (يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم) ، ونذكر أيضاً ماروى إبن جرير بإسناده عن إبن جريح قوله: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا مابقي من الربا إن كنتم مؤمنين) قال: (كانت ثقيف قد صالحت النبي على أن مالهم من ربا على الناس وما كان للناس عليهم من ربا فهو موضوع ، فلما كان الفـتح استعمل عتـَّاب بن أسيـد على مكـة وكانت بنو عمرو بن عمير بن عوف يأخذون الربا من بني المغيرة وكانت بنو المغيرة يربون لهم في الجاهلية ، فجاء الإسلام ولهم عليهم مال كثير فأتاهم بنو عمرو يطلبون رباهم فأبوا بنو المغيرة أن يعطوهم في الإسلام ورفعوا ذلك إلى عتـَّاب إبن أسيـد فكتب عتـَّاب إلى رسول الله فنزلت: (يا أيها الذين آمنوا ذروا مابقي من الربا .....) فكتب به رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عتَّاب، وقال: (إن رضوا وإلا فأذنهم بحرب) [تفسير ابن جرير (3/71)].
ثم إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (لعن الله آكل الربا وموكله وشاهديه وكاتبه ، هم فيه سواء)[رواه أحمد ومسلم عن جابر].
وأما فتوى بعض الأحناف الذي استدلوا بحديث: (لا ربا بين مسلمٍ وكافر حربي) فهذا الحديث لا أصل له في كتب الحديث.
وأما الإمام أبو حنيفة وصاحبه محمد بن الحسن أجازا للمسلم (أخذ) الدرهم بدرهمين ولم يُـجيزا أن (يدفع) في الدرهم درهمين ، وقد ردّ عليـه الأوزاعي فقال: "الربا عليـه حرام في أرض الحرب وغيرها لأن رسول الله وضع من ربا الجاهلية ما أدركـهُ الإسلام من ذلك وكان أول ربا وضعه ربا عمـه العباس بن عبد المطلب" وقال: " وقد كان المسلم يبايع الكافر في عهد رسول الله فلا يستحل ذلك".(الأم للشافعي 358/7) ، ثم قد خالف أبو يوسف شيخه أبا حنيفة فقال: "القول ما قال الأوزاعي لا يحل هذا ولا يجوز" ثم قال: "أبو حنيفة أحلّ هذا لأن بعض المشيخة حدث عن مكحول ...." أي أن الحديث روي مُـرسلاً وهو ضعيف وقد قال الجويني: "إن بضاعة أبي حنيفة في الحديث مُـزجاة" (مغيث الخلق للجويني صــ 35).
ويكفي في الترهيب من عاقبة الربا حديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (الربا إثنان وسبعون باباً أدناها مثل إتيان الرجل أمه).
ثم إن هذا يُـشبهُ فعل اليهود حيث قالوا: "لا تقرض أخاك بربا واقرض الأجنبي بربا" [سفر التثنية 19/23].
ــ يُـفتي الحبشي بأنهُ لا زكاة في العملة النقدية فيقول: "وهذه العملة المستعملة في هذا العصر لا تجب فيها الزكاة عند الإمامين الشافعي ومالك وتجب عند أبي حنيفة لأنها تروج رواج الذهب والفضة" وقال: "كيف يعترض على الإمامين ومأخذهما النص، فليس للحنفي أن يعترض على مذهبي الإمامين" (بغية الطالب صــ 207) ، وقال أيضاً: "لا زكاة في الأثمان غير الذهب والفضة لأن النبي لم يذكر غيرهما" (بغية الطالب صــ 207). ألا يعلم الحبشي أن الزكاة ركن من أركان الإسلام ، ألم يعلم أن أبا بكرٍ الصديق ـ رضي الله عنه ـ قاتل عليها؟ ، ثم إن العملة الورقية هي بدل عن الذهب والفضة وكل الناس اليوم يتعاملون بها ، وهذه العملة الورقية لا يصلح للتعامل بغيرها في هذا الزمان، ومستندها إنما هو من الذهب والفضة، ورائجة في كل أنحاء الأرض، فهي إذن مال، وهي تندرج في قوله صلى الله عليه وسلم:"من أعطى زكاة ماله …"
ــ يُـحلل شرب الدخان لأتباعه فيقول في جواب أحد السائلين: "فصل العلماء في أمرها فقالوا إنها تحرم على من يعلم أنها تضره، وذلك لأن الله حرم على الإنسان أن يتعاطى ما يضره، وقالوا: مع كونها ليست حراما لمن لا تضره يكره له تعاطيها، لأنها مضيعة للأنفاس التي ينبغي استعمالها في الخير كذكر الله تعالى".(مجلتهم منار الهدى 2/30).
وهذه الفتوى مخالفة لقول علماء أهل السنة، وإنما استنبط العلماء حكم تحريم الدخان من القرآن والسنة.
وقد قال تعالى: (يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات)[المائدة : 4] ، وقوله تعالى: (ولا تقتلوا أنفسـكم)[النساء:29]. والدليل على تحريمها من السـنة أنه صلى الله عليه وسلم: (نهى عن كل مُـسكرٍ ومُـفتر)[رواه أحمد] ، وقد صح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال (لا ضرر ولا ضرار) [رواه أحمد وابن ماجه].
5- من مناقضات الحبشي.
ــ يُـكفـّـر الحبشي وأتباعه إبن تيمية رحمه الله ، وعلى النقيض من ذلك هم يدافعون عن ابن عربي الذي حكم عليه معاصره القاضي العز بن عبدالسلام بالزندقة والإنحلال ، وقد سأله عنه ابن دقيق العيد فقال العز بن عبدالسلام: (ابن عربي شيخ سوءٍ كذاب ، يقول بقدم العالم ولا يُـحرم فرجاً) (سير أعلام النبلاء 23 صـ 48ـ49) ، واتهـمه ابن حجر بالقول بوحدة الوجود والتعصب للحلاج. (لسان الميزان 2/384).
ــ جـوّز الحبشي الصلاة بما مسّـه ريق الكلب من ثيابه وبدنه، وكذلك بوله وعذرته، ويجوز له أن يأكل بيده من غير غسل ولو خالط بها ريق الكلب. (بغية الطالب للحبشي 99ـ100).
ثم ادعى أنه إذا أصاب بول الغلام يد أمه أثناء وضع الحفائظ فإنها ترتكب إذ ذاك كبيرة من الكبائر.(مسجل بصوته) ، وقال أيضا: "إن قشرة البرغوث أو القملة أو البقة نجسة نجاسة غير معفو عنها، فلو صلى المصلي بشيء من ذلك فصلاته باطلة علم بذلك أم لم يعلم" (بغية الطالب للحبشي87 أو 119).
ــ ومن تناقضاته أنه يُـفتي بوجوب تشديد مخرج حرفي السين والصاد لأنهما بزعمه من الأحرف المُـستقبحة ، ثم على النقيض من هذا التشدد هو ينهى عن التنـطع في أمور الصلاة والطهارة ونحوهمـا من أنواع العبادات حيث يقول: "والتعمق والتنطع معناهما واحد وهو التشديد في الطهارة والصلاة ونحوهما من أنواع العبادات وقد قالوا: إن للموسوسين شيطانا يضحك عليهم ويستهزئ بهم" (بغية الطالب صــ 100).
ــ وزعم هذا الحبشي أن أكثر الصحابة كانوا مقلدين لا يستطيعون استخراج الأحكام من القرآن والسنة.(مسجل بصوته).
وقال أتباع الأحباش: "إن شيخهم مجتهد، وذهبوا إلى أبعد من ذلك فزعموا أنه سلطان العلماء !؟!؟ "
6ـ تجريد الذات الإلهية من الصفات عند الأحباش.
التوحيد عند الحبشي واتباعه هو توحيد الربوبية ، وأن توحيد الألوهيـة هو توحيد القدرة على الإختراع والتدبير ، ولهذا هو لم يفرق بينهما وحُجَّـتهُ قوله تعالى: (لو كان فيهما آلهة ٌ إلا الله لفسدتا) يقصد أن هذا دليل توحيد الألوهيـة ، والحق هو أن المشركين زمن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانوا مُـقرين بتوحيد الربوبية ، قال تعالى: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحيَّ من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون) .. وغير هذه من الآيات الكثير كما أن المشركين لم يقولوا أن أصنامهم وأوثانهم شريكة لله في الخلق والرزق والإحياء والإماتة بل كانوا مُـقرّين أن آلهتهم مخلوقة ولكن كانوا يتخذونها شفعاء وزلفى ويتقربون بعبادتها إلى الله فقال الله تعالى: (والذين اتخذوا من دونهِ أولياء مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيهِ يختلفون إن الله لا يهدي من هو كاذبٌ كفار)
* ومع إعتقاد مُـشركي العرب بتوحيد الربوبية إلا أن ذلك لم يمنعهم من الخلود في النـار والعياذ بالله ، لأن توحيد الربوبية لا يكفي لصحة التوحيد ، وقد فسـر ابن جرير الآية (يا أيها الناس اعبدوا ربكم) : أي إفراد الله بالربوبية والعبادة ، وفسر عند قوله تعالى: (ذلكم الله ربُّـكم فاعبدوه) ، قال: أي أفردوا لهُ الألوهية والربوبية.
7ـ التوحيد عن الحبشي.
هو عندهُ على ثلاثة أقسام: 1) نفي الكثرة المُـصححة للقسمة عن ذات الله ، وهي تفسير الأحد الصمد بزعمِـه. 2) نفي النظير عنه في ذاته وصفاته. 3) أنه مُـنفرد في الخلق والإيجاد والتدبير ، فلا مُـساهم له في إختراع المصنوعات وتدبير المخلوقات. (الدليل القويم صــ 33).
* إن تقسيمهُ هذا هو تقسيم التوحيد ذاته حرفاً بحرف عند المعتزلة.(المغني في أبواب التوحيد والعدل للقاضي عبدالجبار الهمذاني 4/صــ 241ـ242).
* بالنسبة لتقسيمهِ الأول للتوحيد فمصدرهُ يوناني ومأخوذ من فلاسفـة المسلمين ومُـتكلميهم ، ومقصود الحبشي هو أن يجعل الله ذاتاً مُجرّدة من الصفات ، فهو ينكر الصفات لأن وصف الله بالصفات يقتضي إلى التكثر في ذاته بزعمه. والحبشي يقول أن معنى الأحد الصمد هو أن الله لا صفة له ولا تقسيم في ذاته ولا جُـزء له ، وهذا مُـخالف للغة العرب فإن لفظة أحد تطلق على الناس في قوله تعالى: (وإن أحدٌ من المشركين استجارك ...)[التوبة 6] ، وقوله تعالى: (ذرني ومن خلقتُ وحيداً)[المُدثر] ، وقوله تعالى: (ولايُـشرك بعبادة ربه أحدا)[الكهف 6]. ومعلومٌ أن المخلوقات لا تنفك عن العرض والجوهر والحوادث.
وبالنسبة لتقسيمهِ الثاني للتوحيد وهو: نفي النظير عنه في الذات والصفات ، فهذا حق لكن مقصود الحبشي أنه لا يتصف بصفات المخلوقين أبداً ولو تأمل قوله تعالى: (إن الله كان سميعاً بصيراً) ، وقوله تعالى: (إن خلقنا الإنسان من نطفةٍ أمشاجٍ نبتليهِ فجعلناهُ سميعاً بصيراً) لـَعَلِـمَ أن الوصف لا يلزم المساواة والتشبيه لقوله تعالى: (ليس كمثلهِ شيء وهو السميع البصير). والحبشي يقصد بالصمد: الذي لا ينقسم وهذا ليس في تفسير السلف إنما هو في أقوال أهل الفلسفة.
8ـ الصفات عند الحبشي.
هي ثلاث عشرة صفة. منها مالم يثبت في الكتاب ولا في السنة مثل: القيام بنفسه ومخالفة الحوادث. يقولون في مجلة منار الهدى العدد 12/صــ26: "من يثبت الصفات لله تعالى من غير تأويل فهو أضر على الإسلام من اليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأوثان" ، ويفسرون اليد بالقدرة (مجلة منار الهدى 3/صــ 26ـ27) ، وقد ردّ العلماء عليهم ومن ذلك: أنهُ يؤدي أن تكون لله قدرتان لقوله تعالى: (كما خلقتُ بيديّ) ، فلا يصح أن يقال أن الله خلق آدم بنعمتي الله لأن النعمة مخلوقة فهي لا تــَخـْـلـُق.
* وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله: أن الله موجودٌ حقيقة والإنسان موجودٌ حقيقة ولكن ليس وجودهما يلزم المساواة بينهما ، ويقول أيضاً رحمه الله: "ولله استواءٌ على عرشهِ حقيقة وللعبد استواءٌ على الفـُـلـْـكِ حقيقة وليس استواء الخالق كاستواء المخلوقين" (الأسماء والصفات لابن تيمية 2/صــ 150ـ151) ، وقد يقول الأحباش نحن نثبت صفة اليد ولكن يقولون أنه يصح تأويلها ، وهذا خطأ حيث أنه لا يجوز تعدد الإحتمالات أو الظن لقوله تعالى: (إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يُـغني من الحق شيئاً). كما أن الحبشي اعترف بذلك وذكر أن التأويل لا يفيد القطـع (الدليل القويم صــ 47) وهنا نسأل: إن كان التأويل لا يفيد القطـع فلما التأويل إذاً؟ وفي ماذا .. أفي صفات الله !!! ؟؟
وقد ورد ذكر حقيقة اليد في السـنة في حديث رواهُ مسلم وأبو داوود والترمذي قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (يطوي الله السمـوات يوم القيامة ثم يأخذهم بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك ، أين الجبارون ، أين المُـتكبرون ، ثم يطوي الأرضين السبع ثم يأخذها بشماله ثم يقول: أنا الملك ، أين الجبارون ، أين المتكبرون) ، وفي رواية: (ثم يأخذهن بيدهِ الأخرى وكلتا يديهِ يمين ثم يقول: أنا الملك ، أين الجبارون) .. والحبشي أوّلَ المجيء أي جاء أمره والإتيان أي يأتي أمره (الصراط المستقيم صــ 24ـ25) ، ولقد ورد عن أبي هريرة قول الرسول: ( ..... فيأتيهم الله فيقول لهم: أنا ربكم فيقولون هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم ، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه).
أما صفة الإتيان فقد فرق الله عز وجل إتيانه عن إتيان أمره في قوله تعالى: (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو تأتي بعض آيات ربك)[الأنعام 158] ، وقد فهم الأحباش والمُـعطلة من قبلهم من الجهمية والمعتزلة أن إتيان الله ومجيئهُ هو التغير والإنتقال ، والحق أنه لم يَـرِد في الكتاب والسنة هذا الوصف.
والحبشي يقول عن الرضا والغضب: "فيحتم العقل تنزهَـهُ عن الإنتقال بالغضب والرضا" (الدليل القويم صــ 52) والله تعالى يقول: (ألم ترَ إلى الذين تولوا قوماً غضب الله عليهم) ، وقد روى البخاري ومسلم قول النبي ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ عن أبي هريرة: (اشتدّ غضب الله على قوم فعلوا هذا برسول الله) يُشير إلى رُباعيّـتهِ. كما أن الله أثبت صفة الرضا في قوله: (رضي الله عنهم ورضوا عنه) ، وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يقول: (اللهم إني أعوذ برضاكَ من سخطِـك وبمُـعافاتكَ من عقوبتك)[رواه مسلم] ، والحبشي يزعم أن صفتي الغضب والرضا لا يكونان إلا بالإنفعال ، ونسي أن مايَـلزم صفات المخلوقين لا يَـلزم صفات الخالق ، فهل اطـلعَ الحبشي إلى ذات الله وعرف أنه ينفعل؟ تعالى الله عما يقول علواً كبيراً.
* والحبشي يؤول صفـة العلوّ ولا يُـثبتها.
وعن أنس أن زينب بنت جحش كانت تفخر على أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول: "زوّجَـكُـنّ أهاليكُـنّ وزوّجني الله من فوق سبع سمـاوات" ، وفي خطابها للنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ : "زوّجنيكَ الرحمن من فوق عرشه"[رواه البخاري]. وغير ذلك كثير جداً ، وقد روى البخاري أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سأل الحصين: (كم تعبد اليوم إلها؟ قال: سبعة، ستة في الأرض وواحد في السماء. قال: (فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك؟) قال: الذي في السماء)[رواه البخاري في خلق أفعال العباد 43]. وكذلك حديث المِـعراج الطويل الذي فيـهِ أمرُ الخمسين صلاة وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: (فلم أزل أرجـع بين ربّـي وبين موسى)[رواه البخاري ومسلم] ، فهل كان النبي يرجع إلى علو شأن الله ومكانتهِ وعظمته؟ ، وعن جبير بن مطعم عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (إن الله على عرشهِ فوق سمـاواتهِ وسـماوتهُ فوق أرضيه مثل التبة)[البخاري في خلق أفعال العباد صــ 42ـ34].
** عقيدة الحبشي في الإسـتواء **
* يزعم الحبشي أن قوله تعالى: (الرحمن على العرش استوى) أي "قهر" ويرى أن "استولى" في أقرب للصواب.(إظهار العقيدة السنية للحبشي صــ 37) ، ويقول في موضـع آخر: " ثم استوى ، لحدوث العرش لا لحدوث الإستواء" (الدليل القويم صــ 37). وهذا باطل وغلط لأن حدوث العرش كان قبل خلق السمـاوات والأرض والله خلق السـماوات والأرض ثم استوى على العرش كمــا هو مذكور في القرآن والدليل على أن الله خلق العرش أولاً هو قول النبي ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ : (كان الله ولم يكن قبله شيء وكان عرشه على المـاء ثم خلق السمـوات والأرض)[رواه البخاري] ، ويقول الأشعري: (وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية: إن معنى استوى استولى وملك وقهر ، وأنه تعالى في كل مكان ، وجحدوا أن يكون على عرشه ..... وذهبوا في الإستواء إلى القدرة ، فلو كان كمـا قالوا كان لا فرق بين العرش والأرض السابعة لأنه قادرٌ على كل شيء) ثم قال: (وكذا لو كان مستوياً بمـعنى الإستيلاء لجاز أن يُـقال: هو مستوٍ على الأشياء لا على العرش فقط ، فبطل أن يكون الإستواء بمعنى الإستيلاء) (الإبانة عن أصول الديانة صــ86ـ87).
ويعتمد الأحباش على بيت من الشعر نُـسِـب للأخطل النصراني في معنى الإستواء ، والبيت هو:
" قد استـوى بشر على العراق *** من غير سيفٍ ودمِ مهراق "
وهل تؤخذ العقيدة من بيت شعرٍ لم يُـعرف من يقوله كما قال ابن الجوزي.
ثم انظر لقول مالكٍ في الإستواء: (الإستواء معلوم ، والكيف مجهول ، والإيمان به واجب ، والسؤال عنه بدعة) (الأسماء والصفات للبيهقي في باب ماجاء في قول الله عز وجل (الرحمن على العرش استوى)).
وقد قال ابن جرير الطبري في الإستواء: (وأما قوله تعالى: (ثم استوى على العرش) أي: ثم علا عليـه)[تفسير ابن جرير 62/13].
وعن ابن مسعود في قوله تعالى: (هو الذي خلق لكم مافي الأرض جميعاً ثم استوى على العرش) ، قال: (إن الله تبارك وتعالى كان عرشه على الماء ، ولم يخلق شيئاً غير ما خلق قبل الماء فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخاناً فارتفع فوق الماء فسما عليهِ فسمّـاه ماء) (ابن جرير 52/1) ، وسأل ابن أبي داوود ابن الأعرابي: (أتعرف في اللغة استوى بمعنى استولى؟؟ قال: لا أعرفه)[اللالكائي92/1 ، الخطيب في التاريخ 283/5] ، واللالكائي هو الإمام الحافظ القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي المتوفى في 418هـ ، قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: الإمام الحافظ ، المجـوّد المفتي ، مفيد بغداد في زمانه.
وقال عبدالقادر الجيلاني: (وأنهُ ينبغي إطلاق صفة الإستواء من غير تأويل ، وأنه إستواء الذات على العرش ، لا على معنى القعود والمماسّـة كما قالت المجسـمة والكرامية ، ولا على معنى العلو والرفعة كما قالت الأشعرية ولا على معنى الإستواء كما قالت المعتزلة) (الغنية 54ـ57). وقال الشوكاني: (قال تعالى: (الرحمن على العرش استوى) قال: قد اختلف في معنى هذه على أربعة عشر قولاً ، وأحقها وأولاها بالصواب مذهب السلف الصالح أنه استوى سبحانه عليه بلا كيف بل على الوجه الذي يليق به سبحانه ، مع تنزهـهِ عما لا يجوز عليـه) (فتح القدير 211/2).
* دليل الكتاب والسـنة أن الله في السـماء.
قال ابن عباس في تفسير(ءامنتم من في السـماء) : (ءأمنـتم عذاب من في السـماء وهو الله عز وجل)[تفسير ابن جرير 29/6]. والحبشي يزعم أن الذي في السـماء جبريل والملائكة.(إظهار العقيدة السنية 58). وقال القرطبي: (قال ابن عباس: ((ءأمنـتم من في السماء)) : ءأمنـتم عذاب من في السماء إن عصيتموه)[تفسير القرطبي]. ثم إن الأمن لا يكون من جبريل (الأمن المقصود في الآية) بل هو من الله وحده ،لأن الله تعالى يقول: (ولا يخشون أحداً إلا الله)[الأحزاب 39] ، وكقوله تعالى: (أفأمنوا مكر الله)[الأعراف 99] وقوله: (أفأمن الذي مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض)[النحل 45].
* والدليل أيضاً على أن المقصود في السماء هو الله ليس جبريل أو الملائكة هو تطابق قوله تعالى في الآيات:
1) في سورة الملك: (أم أمنـتم من في السـماء أن يرسل عليكم حاصباً). 2) في سورة الإسراء آية 67 و 68: (وإذا مـسّـكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفوراً (67) أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصباً ثم لا تجدون لكم وكيلاً (68) ).
فمن سياق الآية نرى الدليل على أن الذي يرسل حاصباً هو ((الله وحده سبحانه وتعالى)) ، ففي سورة الإسراء دل على أنه الله بالتصريح وهذا يُـطابق مافي سورة الملك.
* ثم جوابٌ عقليّ على الحبشي وأتباعه وهو تكفيرهم لمن يقول أن الله في السماء لأن ذلك تشبيه لله بخلقه من حيث المُـراد به في أنه في حيّـزٍ سبحانه ، وهذا الذي يرونهُ فيهِ خطأين:
1) أنهم يقيسـون الله بخقـلهِ وينتج عن هذا قولهم بأن الله ليس في السماء لأن السماء حيز(أو العلـوّ) فهم قالوا ذلك لأنهم قاسوا علو الله كعلو الخلق ((فوقعوا فيمـا أنكروه من التشبيه)) بل وقعوا في تكفير أنفسـهم ولا نُـكفرهم نحن.
2) وعلى ذلك هم عطلوا الثابت من القرآن والسـنة أو حرفـوهُ بمعنىً أدق.
9ـ نظرية الحبشي في الإرجـاء.
يرى الحبشي في كتابه الدليل القويم في الصفحة السابعة: "أن الإيمان هو مجرد اعتقاد في القلب وأنه لا يشترط صحة إسلام المسلم النطق بل يكفي الإعتقاد".
ويقول من الطامات التي يأتي بها: "فمن لا يؤدي من فرائض الله ولا يجتنب شيئاً من المحرمات ولكنه قال ولو مرة في العمر لا إله إلا الله فهذا مسلم مؤمن ويقال له أيضاً مؤمن مذنب ، وأن استحضار بقية الإسـلام كالصلاة والصيام ليس بشرط في تحقيق الإيمان" (الدليل القويم صــ 9ـ10) و (بغية الطالب صــ51) ، ونقول ما الفرق فيمن قال أسلمنا وقال آمنا؟ وهي في سورة الحجرات يحدث الله بها الأعراب.
ثــم إن كثيراً من الآيات تبين التلازم بين الإيمان والعمل الصالح أي بين الإعتقاد والعمل كقوله تعالى: (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحاتِ كانت لهم جناتُ الفِردوسِ نُزُلاً)[الكهف 107]. وأقوالُ العلماء في أن الإيمان هو قولٌ وعمـل متواترة ونذكر قول البخاري حيث يقول: (لقيتُ أكثر من ألف رجلٍ من العلمـاء فما رأيت أحداً منهم يختلف في أن الإيمان قول وعمـل يزيد وينقص). (فتح الباري 1/صــ46ـ47) ، ويقول أبو الحسن الأشعري: (إن الإيمـان قول وعمل يزيد وينقص). (الإبانة عن أصول الديانة صــ 224). ثـم ماذا يقول الحبشي في هذه الآية: (هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ليزدادوا إيماناً مع إيمانهم)[الفتح 4] ، وماذا عساهُ يقول ويرد على قول الحق تبارك وتعالى: (يوم يأتي بعضُ آياتِ ربـك لاينفع نفسٌ إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً)[الأنعام 158] ؟ ، فتأمل قولهُ تعالى: (أو كسبت في إيمانها خيراً) ، فهل كل من يؤمن بالغيب يدخل الجنة؟ ، وعلى هـذا الأساس لا يكفي قول لاإله إلا الله من دون فعل فرائض الإسلام كالصلاة والزكاة وغيرها.
10- إنكار الحبشي لبعض أصحاب رسول الله - عليه الصلاة والسلام - وتجرُّؤهِ عليـهم.
يقول الحبشي: "من أنكر صُحبة أبي بكر بالقلب أي اعتقد أنا أبا بكرٍ ليس صاحباً لرسول الله فقد كفر ، أما من أنكر صحبة عمر أو صحبة علي فلا يكفر ، وذلك لأن الله ما نص في القرآن على صحبة عمر أو علي أو عثمان أما أبو بكر فقد نص الله على صحبته في القرآن فقال تعالى: (إذ يقول لصاحبهِ لا تحزن إن الله معنا) ، فقد أجمع المسلمون على أن الصاحب هنا هو أبو بكر ، فمن شك في ذلك وفسَّـر هُـنا الصاحب بغيره من الصحابة فقد كفر ، لأن ذلك يتضمن تخوين أمة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتضليلهم ، وفي ذلك هدمٌ للدين والقرآن أثنى عليهم وذلك بقولهِ تعالى: (والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار). " (بغية الطالب صــ 47 ، 32). إن الحبشي هـنا يقول أن من [ أنكر الصحابة إلا أبي بكر فلا يكفر] ثم يعود ليقول [والقرآن أثنى عليهم] ، والحبشي بهذا القول العظيم قد يبدأ مُـقدمـة لنُـكران الصحابة إلا واحداً وعجباً من هذا القول فأين قوله عليه الصلاة والسلام: (لا تسبّـوا أصحابي ....) [رواه البخاري ومسلم] .. فهل أصحابي تعني واحداً؟
* ويقول الحبشي عن معاوية ـ رضي الله عنه ـ : "ومن قال بأن القتلى والقاتلين كلاهما في الجنة فهو مُخطئٌ ولا دليل على ذلك إذ أن معاوية زعيم الفئة الباغية وقد قال رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ (عمار تقتلهُ الفئة الباغية) ، وقولهُ صلى الله عليهِ وسلـم فيه: (يدعوهم إلى الجنـةِ ويدعونهُ إلى النار) ".
إن قوله عليه الصلاة والسلام: (يدعونهُ إلى النـار) لا يعني أنهم يدخلونهُ إلى النار أو أنهم هم من أصحاب النار.
وقـد قال رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ : (الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضاً بعدي)[رواه أحمد والترمذي] ، وقد سُـئل عمر بن عبدالعزيز عن فتنةِ مُـعاوية وعلي رضي الله عنهما فقال: (تلك فـتنة قد طهَّـر الله منها سيوفنا وأيدينا ، أفلا نُـطـهِّـرُ منها ألسنتنا)[حلية الأولياء 114/9].
* واستمع لهذا القول الحسن الطيب من الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله رحمة واسعة:
كان الإمام أحمد إذا سُـئل عما وقع من الفتنةِ يقرأ: (تلك أمَّـة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تـُـسألونَ عمـا كانوا يعملون) ، وكان يقول: (من انتقص أحداً من أصحابِ رسولِ الله أو أبغضـه لحدث كان منه أو ذكر مساوئه ، كان مُـبتدِعاً حتى يترحّـمَ عليهم جميعاً ويكون قلبهُ لهم سليماً ، رحمهم الله أجمعين ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري والمغيرة كلهم وصَـفـَـهُـم الله في كتابه فقال: (سيماهُـم في وجوههم من أثر السجود) ، صِـفوا الله بما وصف بهِ نفسـه واحذروا الجدال مع أصحابِ الأهواء وعليـكم بالكف عن مساوئ أصحابِ رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ ) [مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي ، والكلام هُـنا من عبارات مُـتفرقة بين صــ 161 ـ صــ 170] ، وقال عبدالله بن أحمد بن حنبل: (سألت أبي عن رجلٍ يشتمُ رجلاً من أصحابِ رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ فقال: (ما أراهُ على الإسلام)) [مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي صــ 165].
وقد ذُكِـرَ بين يديّ مالك رجل ينتقص من أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ فقرأ مالك: ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار…) [الفتح 29]، ثم قال : (من أصبح من الناس في قلبه غلٌّ على أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقد أصابته هذه الآية)) ، ثم إن مـعاوية كان من كتـَّاب الوحي كما في الصحيح أن النبي ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ استجابَ لطلب أبي سُـفيان ابن حرب في أن يكون ابنه معاوية كاتباً لوحي رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم. [رواه مسلم 2501] فهل يكون كاتب الوحي كاذباً أو فاسقاً؟ ، وقد دعا النبيُّ ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ لمعاوية فقال: (اللهم علمه الكتاب والحساب وقِـهِ العذاب) [رواه ابن عبدالبر في الإستيعاب] ، ثم إن في الصحيحين رواياتٍ عن معاوية رضي الله عنه فهل نكذبها ونردهـا وبذلك نُـكذب البخاري ومسلم وغيرهمـا ممن رووا عنه؟
11- تفسير الحبشي لحديث الجلوس على القبر.
قال رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ : (لأن يجلس أحدكم على جمرةٍ فتـُـحرق ثيابه وتخلـُـصَ إلى جـِـلدِه خير لهُ من أن يجلس على قبر)[رواه أحمد ومسلم] ، ويقول الحبشي: "المُـراد بالجلوس جلوس للبول أو الغائط فلا يحرم الجلوس على القبر لغير ذلك"[بغية الطالب صــ 325]. وهذا باطل لأنـهُ وردَ عن عمرو بن حزم الأنصاري مرفوعاً: (لا تقعدوا على القبور)[رواه أحمد] ، وأيضاً في روايةٍ عن عمرو بن حزم قال: رآني رسول الله وأنا مُـتكئ على قبر فقال: (لا تؤذِ صاحب القبر) .. فهل آذى عمرو بن حزمٍ صاحبَ القبر بأن بالَ أو تغوّط على قبره؟
12- الأحباش من أهل الكلام لا من أهل السنة.
وذلك لأنهم يخوضون في علم الكلام وقد نصَّ الإمام أحمد وابن المديني على أن من خاض في شيء من علم الكلام لا يعتبر من أهل السنة حتى يدع الجدل ويسلم للنصوص ، فلم يشترطوا موافقة أهل السنة فحسب بل (التلقي والاستمداد منها) [أنظر شرح أصول أعتقاد أهل السنة والجماعة اللالكائي تحقيق أحمد حمدان ا / صـ 157ـ160].
فمن تلقى عن أهل السنةِ وإن أخطأ فهو منهم وأما من أخذ عن الفلاسفةِ وأهل الكلام والأهواء وإن وافق أهل السنة والجماعة فقد أخطأ وهو ليس منهم لأنـهُ لم يتبعهم طريقة ً وإنما وافقهم نتيجة فقط.
** أهل الكلام في أقوالِ أئمة الإسلام والمذاهب الأربعة **
1) أهل الكلام عند المالكية:
روى حافظ المغرب ابن عبدالبرّ عن فقيهِ المالكية ابن خويز منداد أنه قال في كتاب الشهادات شرحا لقول مالك (لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء ) ، يقول: (أهل البدع عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير أشعري ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبدا ويهجر ويؤدب على بدعته فإن تمادى عليها أستتيب منها).[جامع البيان العلم وفضله 117/2 تحقيق عثمان محمد عثمان].
2) أهل الكلام عند الشافعية:
قال الإمام أبو العباس بن سريج الشافعي وقد كان يلقب بالشافعي الثاني وكان معاصرا للأشعري: (لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والكلامية المتفلسفة بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل).[انظر تاريخ بغداد 290/4 وسير اعلام النبلاء 201 / 14].
* ثم قال الإمام أبو الحسن الكرجي الشافعي ما نصه: (لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ، ويقرأون ما بنى الأشعري مذهبه عليه وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحَوْمِ حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة ، وضرب مثلا بشيخ الشافعية الإمام أبو حامد الإسفرائيني الملقب بالشافعي الثالث قائلاً : (ومعلوم شدة الشيخ على أصحاب الكلام حتى ميَّـز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ، وعلق عنه أبو بكر الراذقاني ، وبه أفتدى الشيخ أبو اسحاق الشيرازي في كتابه اللمع والتبصرة حتى لو وافق قول الأشعري وجها لأصحابنا ميَّـزهُ وقال: هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية ولم يعدهم من أصحاب الشافعي ، واستنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقة فضلا عن أصول الدين).[التسعينية 238-239 وانظر شرح الاصفهانيه 31/5].
وبنحو ذلك بل أشد منه قال شيخ الإسلام الهروي الأنصاري (التسعينية لابن تيمية صــ277) ، فماذا تكون الأشاعرة الذين يأخذ عنهم الأحباش كل مبادئهم إن كانوا من غير الشافعية؟
3) أهل الكلام عند الحنفية:
واضِـعُ الطحَّـاوية وشارحُـها كلاهما حنفيان وكان الطحَّـاوي مُـعاصراً للأشعري ، وكتب الطحاوي هذه العقيدة لبيان عقيدة أبي حنيفة النعمان وهيَ مُـشابهة لما في الفقه الأكبر عنه ، وقد نقلوا عن الإمام أنه صرح بكفر من قال أن الله ليس على العرش أو توقف عنه ، وأبو يوسف وهو تلميذ أبي حنيفة كفــَّـر بشراً المريسي بذلك ومعلوم أن الأشاعرة وغيرهم ينفون العلو لله ، وينكرون كونه تعالى على العرش ومعلومٌ أن أصول الأشاعرة والأحباش مُـستـَـمدَّة من بشر المريسي.[سير أعلام النُـبلاء 200ـ201/10 ، والحموية صــ 14-15 طبعة قصي الخطيب] ، إن الذي كفرهُالمريسي هو أبو يوسف ، والأحباش والأشاعرة يتبعون قول المريسي في نفي الإستواء.
4) أهل الكلام عند الحنابلة:
"ابن كلاب" هو مِـمَّـن يتبعهُ الأشاعره حيث أنهُ المؤسِّس الحقيقي للمذهب الأشعري فقد بدَّعَـهُ الإمام أحمد وأمَـرَ بـِهَـجْرِهِ ولم يزل الحنابلة يَـطـرُدونَ من بغداد كل مَـن خـََلـَطَ في مواعظهِ وقِصَـصِـهِ شيئاً من مذهب الأشاعرة ، ثمَّ إن الأشاعرة وعقيدتهم لم تظهر في القرون المُـفضلة الأولى لأن مَذهبهم لم ينتشر إلا في القرن الخامس الهجري إثر انتشار كتب الباقلاني.(الإستقامة صــ 105 ، وتبيين كذب المُـفتري لإبن عساكر صــ 410 بتحقيق الكوثري).
13- قول الحبشي بخروج الأموات من قبورهم لإغاثة الأحياء.
في تسجيلٍ صوتي للحبشي يقول: (أن الأموات يخرجون من قبورهم ليقضوا حوائج الناس) ، فأينَ الدليلُ على ذلكَ عقلاً ونقلاً !!؟؟ ، وإذا كانـوا حقيقة ً يخرجون من بعد موتهم فلماذا إذاً ماتـوا؟ وهل المـوتُ هـو الحياة حيث أنهم يخرجون (أحياء أمـوات!!) يساعدون الناس!!؟؟.
14ـ التحريف عند الحبشي.
لقد حرف الحبشي كلام "سيد سابق" في (فقه السنة ـ الجزء الثاني بداية كلامه عن "الردّة") فقول سيّـد سابق هنا هـو: (والإكراه على التلفظ بكلمة الكفر لا يُـخرج المسلم عن دينه مادام القلب مُـطمئناً بالإيمان) .. وحرف الحبشي هذا بقوله: (لا يُـخرج من الإسلام بقوله(أي المسلم) اللفظ الكفري إلا أن ينشرح له صدره). (بغية الطالب صــ 27ـ28) ، فلاحِـظ كيف يُـريدُ هذا الحبشي بحذفهِ كلمة "الإكراه" أن يُـغيّـر المعنى بحيث يُـصبح المعنى أنهُ لا يَـخرج المسلم باللفظ الكفري من الإسلام "إلا إذا انشرح صدرهُ له" يعني أنهُ لا بأس بقولها "من دونِ إكراه" مادام لم يطمئن قلبُـهُ "صدره" لها.
وتحريفٌ آخر لكلام سيد قطب رحمهُ الله .. قال سيّـد قطب في تفسير قولهِ تعالى: (وهو معكم أينما كنتم)[الحديد 4] ، قال: "وهي كلمة على الحقيقة لا على الكناية والمجاز ، فالله سبحانهُ وتعالى مع كل شيءٍ في كل وقتٍ وفي كل مكان مُـطـّـلع على مايعمل بصيرٌ بالعباد). (في ظلال القرآن صــ 3481) .. والحبشي يُـحرف فيقول عن سيّـد قطب: "ثم يُـخالف جميع علماء الإسلام في قولهِ: (أن قول الله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) هو على الحقيقةِ لا على الكناية والمجاز فالله سبحانه مع كل أحد ومع كل شيء وفي كل مكان)." وهُـنا أسقط الحبشي قول سيد قطب: (مُـطـّـلع على ما يعمل بصير بالعباد) ، فقال الحبشي عن سيد قطب أنه قد: "جعل الله مُـنتشراً وهذا كفر". (النهج السوي صــ 14).
ثم إن الحبشي لم يكن اعتراضهُ على سيد قطب رحمه الله إلا تناقضاً مع نفسهِ حيث يقول الحبشي: "ثم يُـخالف جميع علماء الإسلام في قولهِ: (أن قول الله تعالى (وهو معكم أينما كنتم) هو على الحقيقةِ لا على الكناية والمجاز .... )" ، وهنا يريد الحبشي أن يقول بالمجاز ، لكنهُ في موضعٍ آخر يقول: "وإن نقل النصوص من الحقيقةِ إلى المجاز عبث في النصوص". (الدليل القويم صــ 147).
ثم ماذا يُـريد الحبشي بقولهِ أن سيد قطب خالف علماء المسلمين ، وهذا ليس صحيحاً حيث أن السبكي حكى في الإبتهاج عن المجاز: (أنه مذهب أبي اسحاق الاسفرائيني ونفى ابن الحاجب المجاز ....) فهُـنا اختلاف على أن ليس كل علماء المسلمين قالوا بالمجاز بشهادة السبكي.
15- الشرك الذي يجهلهُ الأحباش. ( مع مواضيع تردّ بتفصيل على الإستغاثة والتوسل عند الأحباش وغيرهم وردّ شـُـبُـهاتهم فيه ).
ــ دُعاء غير الله قـِـمةُ الضلال:
قال تعالى: (ومن أضل ممن يدعوا من دون الله لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون)[الأحقاف 5] ، وقال تعالى: (يدعوا من دون الله مالا يضرهُ ولا ينفعه ذلك هو الضلال المبين)[الحج].
ــ الأحباش يقولون بأن الإستغاثة بغير الله مكروهه ، لا ثوابَ فيها .. يقول الحبشي في شريط خالد كنعان المشهور: "ترك الإستغاثة بغير الله أحسن" ، وقد اعترف أتباع الحبشي بأن قول القائل: (المدد يارسول الله ، لا ثواب فيه).[الدائرة العلمية 27 ، وفتوى نبيل الشريف في مجلة منار الهدى 33/15] .. فإذا كان ترك الإستغاثة بغير الله أفضل وطلب المدد من رسول الله لا ثواب فيه فلماذا يُـحَـاربُ الأحباش المسلمين الذين يرفضون الإستغاثة بغير الله ويعتبرونها شِركاً؟ ، بل إن الأحباش يجعلون الإستغاثة بغير الله عقيدة يُوالون ويُعادونَ عليها مع أنها عندهم مكروهه ولا ثواب عليها. ولكن ليعلموا أيضاً أن الصحابة لم يفعلوا هذا من بعد رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ .
ــ دُعاء غير الله مَـنهِـيٌّ عنه:
قال تعالى: (فلا تدعوا مع اللهِ أحداً)[الجن] فهذا نَـهْـيٌ يُفيدُ العموم ، وقال تعالى مُـبيناً أن الدعاء عبادة: (قـُل إني نُهيتُ أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين).[غافر 66] وفي هذهِ الآيةِ نصّ على أن دعاء غير الله مُنافٍ للإسلام لله ربّ العالمين.
ــ دُعاء غير الله شرك:
قال تعالى: (قل إنما أدعوا ربي ولا أشرك به أحداً)[الجن] ، وقال: (فإذا ركبوا في البحر دعـوا الله مُـخلصين لهُ الدين فلما نجَّـاهم إلى البرّ إذا هُـم يشركون)[العنكبوت 29] .. في الآيتين السابقتين دليل على أن دعاء غير الله شرك ، ولكن من هؤلاء الذي يدعونهم من دون الله؟ إن الآية الأولى عامَّـة حيث فيها: (ولا أشركُ بهِ أحداً) .. ولكن الذي يُـبيِّن أن (دعاء) غير الله شرك (سواءً كان الذي يُدعَى بشراً أو غيره) هو قولهُ تعالى: (إن الذين تدعون من دون الله عِبادٌ أمثالكم) فهنا بيان واضح وصريح أن دعاء من هو دون الله هم عبادٌ أمثالكم ، ثم بيَّـن الله أن دُعاء غيره شرك كما في الآية الأولى.
ــ دُعاء غير الله كفر:
قال تعالى: (فادعوا الله مُـخلصين لهُ الدين ولو كرهُ الكافرون) .. فالكافرون يكرهون أن يُدعى الله وحده ، ثم انظر إلى هذا الدليل البيّـن من القرآن الذي يُـبيِّـن أن من دعا غير الله فهو كافر ومشرك .. يقول الله تعالى: (حتى إذا جاءتهم رُسُلنا يتوفونهم قالوا أين ما كنتم تدعون من دون الله قالوا ضلوا عنا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين) [الأنعام 130] ثم قارنها بقوله تعالى: (ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا بل لم نكن ندعوا من قبل شيئاً كذلك يُضلُّ الله الكافرين).[غافر 73] ، فيؤخذ من هذا أن الله سمَّـى الدعاء لغيره شركاً وكفراً.
ــ مُـرتكِـب الشرك مُـشبِّـهٌ الله بخلقهِ:
قال تعالى: (فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون).[البقرة 22] .. والنِّـدّ هو النظير والشبيه ، وهذا إذاً تشبيه ، وقال تعالى إخباراً عن المُشركين يوم القيامة: (تاللهِ إن كنا لفي ضلالٍ مُـبين إذ نُسوِّيكم برب العالمين) ، ويخبر الله تعالى في الآيةِ التالية أن دُعاء غير الله هو جَـعْـلُ الله شبيهاً ونداً لغيره قال تعالى: (وإذا مسَّ الإنسان ضرّ دعا ربه مُنبياً إليه ثم إذا خوَّلهُ نعمةً نسي ماكان يدعوا إليهِ من قبل * وجعل لله أنداداً لِيُضلَّ عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلاً إنك من أصحابِ النار).[الزمر 8]. فانظر كيف أن من دعا غير الله جعل لهُ شبيهاً ثم يكون من أصحاب النار.
* قال الطبري: (كانت العرب تـُقرُّ بوحدانية الله غير أنها كانت تشرك في عِبادته).(تفسير الطبري 128/1) وهذا تقرير منه بتوحيد العبادة .. وهذا ينطبق على من ينادي يابدوي وغيره.
ــ دُعاء غير الله تأليهٌ لغيره:
قال تعالى: (وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءأنت قلت للناسِ اتخذوني وأمي إلاهينِ من دون الله).[المائدة 116] ، فالناس كانوا يدعون مريم مع الله وإن لم يُـصَـرِّحُوا بألوهيتها.
ــ أليسَ الله بكافٍ عَبْدَهُ حتى يذهبوا لغيره !! :
قال تعالى: ( أليسَ الله بـِكافٍ عبده).[الزمر 36] ، قال الزبيدي: (وقبيحٌ بذوي الإيمان أن يُـنزلوا حاجاتهم بغير الله تعالى مع علمهم بوحدانيته وانفرادهِ بربوبيته وهُـم يسمعون قولهُ تعالى: (أليس الله بـِكافٍ عبده) ، ثم صَـرَّحَ الزبيدي بأن الله هو الوحيد المُـستحق للإلتجاء إليه والإستعانة به في جميع الأمور والإستغناء به عن غيره).[إتحاف السادة المتقين 489/9 وَ 119/5].
ــ لا يَكشِفُ الضرَّ إلا الله:
نعم هو ذاك ، فكيف يطلبون من غيرهِ والعياذ بالله .. قد يقولون هم يكشفون الضر بإذن الله !! مع أن الله جعل كشفَ الضر منه وحدهُ وهو القادر عليه وحده فكيف يُطلبُ من غيره .. قال تعالى: (وإن يمْسَـسْكَ الله بـِضُـرّ فلا كاشف لهُ إلا هو) [الأنعام 17] ، وأما غير الله فلا يستجيبون ولا يكشفون الضر .. قال تعالى: (لـَـهُ دعوة الحق والذين يدعون من دونهِ لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسطِ كفـَّـيْـهِ إلى الماءِ ليَـبلـُغَ فاه وما هو ببالِـغِـه وما دُعاءُ الكافرين إلا في ضلال) ، فانظر كيف أن الذين يدعون غير الله: 1) لا يُـستجابُ لهم ، 2) أنهم كافرين ، 3) دعاؤهم في ضلال. وقولهم: "بإذن الله" في مقصودهم أن دعاء المخلوقين ينفع بإذن الله فليس لهُ دليلٌ شرعي ، فليأتوا بهِ إن كانوا صادقين.
ــ وهل تدعون عباداً أمثالكم؟ !! :
قال تعالى: (إن الذين تدعـونَ من دونِ الله عِـبَادٌ أمثالكم فادعُـوهُـم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين).[الأعراف 194] وهل الأولياء والأنبياء إلا عبادُ الله؟؟!! ، وإن قيل إنما نطلب منهم الشفاعة عند الله أو ندعوهم ليكونوا شـُـفعاء عند الله .. فالجواب في قوله تعالى: (ويعبدون من دون الله مالايضرهم ولاينفعهم ويقولونَ هؤلاء شــُـفعاؤنا عند الله).[يونس 18] ، وهو الشركُ ذاتهُ الذي يفعلهُ أهل هذا الزمن وإلى الله المُـشتكى.
ــ هُـم لا يملكون شيئاً فلا يكشفون الضر ولا يجلبون النفع ولا يغنون شيئاً.
قال تعالى: (فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً).[الإسراء 56] ، وتحويلاً أي لا حول ولا قوة لهم فهم لا يستطيعون تحويل أيّ أمر عن موضعه. وقال تعالى: (والذين تدعون من دونهِ ما يملكون من قطمير).[فاطر 13].
ــ وهـُم لا يسمعون ، فيكف يستجيبون؟ :
قال تعالى: (إن تدعوهم لا يسمعوا دُعائكم ولو سمعـوا ما استجابوا لكم ويوم القيامةِ يكفرون بشِرككم).[فاطر 14] ، فانظر كيف أن دُعاء غير الله شركٌ ، ثم ماذا؟ .. إنهم يكفرون بشركهم يوم القيامة (أي المَـدْعوُّون) ، وقد قال تعالى: (وما أنت بـِمُـسْـمِـعٍ من في القـُبور).[فاطر 22] ، فكيف يستجيبون وهم لا يسمعون؟
** فيا سُـبحان الله كيف هيَ مُـغلفةٌ قلوبهم عن هذا الفِـهم !! .. ويا عجباً لهم !! ، ويا حسرةً عليـهم في الدنيـا وياحَسْرتـَهُم هُـم يوم القيامـة إن لم يتوبوا ويُـبْـعِـدوا عنهم التعصُّـب المقيت الذي أعماهم عن الحق الواضـح .. اللهم لا تـُـزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا واغفر لنا يا أرحـمَ الراحميـن.
ــ بل إنـهُـم لا ينفعونَ ولا يضرون:
فإن قـِـيلَ هم ينفعوننا بشفاعتهم لنا عند الله فالجـوابُ على ذلك من قولهِ تعالى: (ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شـُـفعاؤنا عند الله).[يونس 18] ، والبعض يقول تقرب وزلفى وهذا أيضاً شـِرك.
ــ ثم انظر كيف أن الأموات لا يدرون متى يُـبعثون:
قال تعالى: (والذينَ يَـدعون من دون الله لا يَـخلقـُـونَ شيئـاً وهُـم يُـخلـَـقون أمـواتٌ غيرُ أحياء وما يَـشعرونَ أيَّـان يُـبْـعثون).[النحل 20] ، وهذا يوضح أن المدعوّين هنا هُـم بشر ، وحيث أنـهُـم يُـبعثون والأصنام والأشجار لا تـُـبعث ، ثم إن "الذين" إسـم موصول وهو من صِـيَـغ العموم عند النحوييِّـن فهيَ عامـة على كل من دُعِـيَ من دون الله.
* وانظر لهذا الدليل على أن الأنبياء لا يَـكونونَ شـُـهداء على أقوامهم بعد الوفاة ، قال تعالى: (وكنت عليهم شهيداً ما دُمت فيهم فلما توفيتني كنت أنتَ الرقيب عليهم وأنت على كل شيءٍ شهيد).[المائدة 117] ، والنبي هو عيسى عليهِ السلام.
ــ ** ــ الدعَـاء في لـُـغةِ القرآن والحديث هو العبادة عند أهل السنة ــ ** ــ
قال تعالى: (قـُل إني نـُهِـيتُ أن أعبُـدَ الذين تدعون من دون الله ... ). [الأنعام 56] ، وقال تعالى: (ويعبدونَ من دونِ اللهِ ما لا يَـضُرهم ولا ينفعـهم ويقولون هؤلاء شـفعاؤنا عِـندَ الله). [يونس 18] ، وقال تعالى: (وقال رَبُّـكمُ ادعوني استجب لكم إن الذينَ يستكبرون عن عِـبادتي سيدخلونَ جهـنمَ داخرين). [غافر 60] ، قال السِّـدِّي عن قولهِ تعالى: (عِـبادتي) أي دُعائي.(تفسير الطبري مُـجلد 16 الجزء 24 صــ 51) ، وقال الحافظ: (وضع عِـبادتي موضع دعائي) (فتح الباري 95/11) ، وهذا دليلٌ على أن الدعاء مُـستلزمٌ للعبادة ، ونداءُ الله هودُعاؤهُ بدليلِ قولهِ تعالى: (ذِكرُ رحمـةِ ربِّـكَ عبدَهُ زكريا * إذ نادى ربُّـهُ نِداءً خفيا) .. ثم قال في الآيـةِ التي تليها: (ولم أكن بـِدُعائكَ ربي شقياً) .. فالدعاء هو النداء وقد قال تعالى: (ويوم يقولُ نادوا شركائيَ الذين زعمتم فدَعَوْهـُـمْ فلم يَـستجيبوا لهم).[الكهف 52] ، وقال تعالى: (ونوحاً إذ نادى مِـن قبلُ فاستجبنا).[الأنبياء 76] .. فهذهِ وغيرها يؤكد على أن الدعاء هو العبادة. قال رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ : (الدعاء هو العبادة) ثم قرأ قولهُ تعالى: (وقال ربُّـكم ادعوني أستجب لكم إن الذينَ يستكبرون عن عبادتي سيدخلونَ جهنمَ داخرين). [رواهُ الترمذي وأحمد وابن حبان وغيرهم] ، وقال رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ : (الدعاء مُـخ العبادة). [رواه الترمذي].
ــ ويحتجُّ الأحباش بحديثِ المِـعراج "إذ يستغيث الناس بآدم".
والجواب أن الإســتغاثة يومئذٍ بحيّ حاضــر ولا تجـوز اليـوم لأنـهُ ميت وهو شركٌ بالله ، ولا بأس بكلمة الإستغاثة هـنا فإن الإستغاثة بالحيّ فيما يقدرُ عليـهِ تجـوز كقولهِ تعالى: (فاستغاثهُ الذي من شِـيعتهِ على الذي من عدوّه) ، أي استغاث بموسى في حياتهِ وفيما يقدر عليـه. ثم هل استغاث أو حتى توسل الصحابة بالنبي ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ بعد موته حينما أجدبوا أم أنهم توسلوا بدعاء العباس؟ [من رواية محمد بن المثنى عن الأنصاري بإسناد البخاري إلى أنس بن مالك فتح الباري ج2، ص:495].
ــ تحريف الأحباش لحديث الإستسقاء:
الحديث عن مالك الدار قال: (أصاب الناس قحطٌ في زمن عمر فجاءَ رجُلٌ إلى قبرِ النبي ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ فقال يارسولَ الله استسقِ لأمتـك فإنـهم قد هلكوا فأتى الرجل في المنام فقيل له: ائت عمر فأقرئهُ السـلام وأخبرهُ أنكم ستـُـسقونَ وقل له عليك الكيس الكيس).
* من هو مالك الدار؟
1) "وكان خازن عمر على الطعام". (مصنف ابن أبي شيبة 356/6) ، 2) "عبدالله بن مالك الدار مولى لعمر بن الخطاب". (تهذيب الكمال 4635) ، 3) "ومالك الدار لا أعرفه". (الترغيب والترهيب 29/2 من حديث 1369).
والجواب أن في الرواية اضطراباً فإن مالك الدار مجهول الحال ،فإذا شهدنا له بالثقة لم نشهد لهُ بالضبط (وهو ثقة من الدرجـة السادسـة(تقريب التهذيب)) فإن مجهول الحال لا يُعلم كونهُ ثقة أم غير ثقة.
والأحباش يُـدلسـون بل يكذبون ويقولون أن الذي رأي الرؤيا (أي الرجل المذكور في الحديث) هو الصحابي بلال بن الحارث حيث يقولون: "وكما قال الصحابي بلال بن الحارث يا رسول الله استسق لأمتك .... " ثم يكذبون كذبةً مثلهـا ويقولون عن هذا الحديث الأخير الذي فيهِ (كَذِباً) الصحابي بلال بن الحارث: "قال ابن حجر اسنادهُ صحيح" ، والحق أن الحافظ بن حجر لم يقل أن الحديث الذي فيهِ الصحابي (كذباً) صحيح بل روى الحديث الأول الذي ليس فيهِ الصحابي بلال وقال فيهِ: (وروى ابن شيبةَ بإسنادٍ صحيح)[فتح الباري باب سؤال الناس الإمام الإستسقاء إذا قحطوا] ثم ذكر الحديث الأول. وتدليسهم هذا يظهر حينما تقرأ قول الحافظ بعد ذكر الحديث: (وقد روى سيفٌ في الفتوح أن الذي رأى المنام المذكور هو بلال بن الحارث المزني أحد الصحابة) ، إذاً يظهرُ جليّاً أن الذي قال أن الرجل في المنام هو الصحابي بلال بن الحارث هو سيفٌ في الفتوح وليس الحافظ كما يزعم الأحباش. ثم إن الحافظ قال عن سيفٍ هذا: (وسيفٌ هذا زنديق بشهادةِ نـُقاد الحديث) ، كما قال في تقريب التهذيب: (ضعيف الحديث).[انظر التقريب ترجمة رقم 2724 ص:262 ط:دار الرشيد بحلب] ، فكيف يُـصحّـحُ الحافظ هذا الحديث؟
ثم أيضاً نقول إن الرواية ليست مُـتواترة عن هذا الحديث وقد عاهد الأشاعرة ألا يأخذوا من أخبار العقائد إلا بالرواية المتواترة.
ثم هل نقولُ إن هذا الرجل المجهول كان أعظم من عمر بن الخطاب في تعظيمهِ لرسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ حيث أن عمراً لما أراد أن يستسقي أخرج جمهور الصحابةِ إلى الصحراء ويتوسل إلى الله بدعاءِ العباس ولم يذهب إلى قبر النبي ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ كما فعل ذلك المجهـول الذي أتاهُ في المنامِ رجـلٌ أيضاً مجـهول !!، ثم إن المنامات لا تقومُ بـها حُـجة في العقائد.
ــ حقيقة معنى السـلامُ عليك أيها النبي في التشـهُّـدِ الأخير:
يقولون وهل تنكرون علينا قول: "السلام عليك أيها النبي .. " والحق أن زائر القبر في قوله السلام عليـكم إنما هو من باب الدعاء لهم ، يقولُ الحافظ في تفسيرهِ سلام زائر القبور: (السلام عليكم " أي اللهم اجعل السلام عليكم ").[الأجوبة المهمة صــ 24 تحقيق مأمون محمد أحمد منسوخ من مخطوط بدار الكتب المصرية] ، وقال الحافظ: (فخطاب الموتى بالسلام في قول الذي يدخل المقبرة: السلام عليكم أهل القبور المؤمنين لا يستلزم أنهم يسمعون ذلك بل هو بمعنى الدعاء ، فالتقدير: اللهم اجعل السلام عليـكم كما نقدر في قولنا الصلاة والسلام عليك يا رسول الله ، فإن المعنى: اللهم اجعل الصلاة والسلام عليك يا رسول الله) ، ثم هل كلُّ مُخاطـَبٍ يسـمع؟ فإن عمر ـ رضي الله عنه ـ خاطب الحجر الأسود بقوله: "والله إني لأعلم أنك حجر لا تضرُّ ولا تنفع .... "[ البخاري ومسلم] ، فهل سمِعَ الحجر؟ ، ثم حتى وإن كانوا يسمعون فهل يُـغيثون؟ ، قال تعالى: ( إن تدعوهم لا يسمعوا دُعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم).
* ثم هل يستوي من يُـسلـَّـمُ عليهِ ومن يُـستغاث به؟ ، وقد جاء في الدر المُـختار أن هذا من باب الدعاءِ له لأن السلام دُعاءٌ من المؤمن لأخيهِ.
* وحكى الأحناف ومنهم صاحب الدر المختار أن إسمـاع الكافرينَ يوم بدرٍ حالة خاصة جعلها الله زيادةً في حسرتهم وأن سماع الميت قرع نعال مُـشيِّـعيهِ يكون في أول الوضع في القبر فقط. (ردُّ المُـحتار على الدُّر المُـختار 180/3) ، وهو قول العلامة الشيخ الطحطاوي في حاشيتهِ على مراقي الفلاح للشرنبلالي.(شرح نور الإيضاح باب أحكام الجنائز قال"وأكثر مشايخنا على أن الميت لا يسمع عندهم " صــ 236) ، أضاف: (وأما السلام عليهم فحملوه على أنه دعاء لهم وليس خطابا. لأن السلام دعاء لهم بالرحمة والأمن). (الطبعة الأزهرية).
ــ الرد على من قال " ليس الله على كل شيءٍ قدير " :
يقول الحبشي في قولهِ تعالى: (إن الله على كل شيءٍ قدير) : " إن هذهِ الآية لا تعني أن الله على كل شيءٍ قدير ، لأن (كـُـلّ) لا تفيدُ التعميم هنا فيصيرُ قادراً على نفسه ، وإنما المعنى أن الله قادرٌ على أكثرِ الأشياء وليس على كل شيءٍ قدير ، ولأن الله غير قادرٍ على الظلم ممتنعٌ على الله ".(إظهارُ العقيدةِ السُّـنـِّـيَّـة صــ 40) ، وعند الأحباش أن من اعتقدَ أن الله قادرٌ على الظلم ولكنه لا يفعل فهوَ كافر.(مجلة منار الهدى 29/23).
وهذا خِلافُ الحديثِ القدسيّ: (يا عِبادي إني حَرَّمتُ الظلم على نفسي وجعلتهُ بينكم مُـحرّمـَا .... ).[رواه مسلم] فتحريمُ الظلم على نفسهِ دليلٌ على قدرته عليه.
ــ الإستغاثة والإستعاذة بالقبور !!! :
يقولُ الحبشيّ: (وليسَ مُجردُ الإستغاثة بغير الله ولا الإستعاذة بغير الله يُـعتبرُ شركاً كما زعمَ بَـعضُ الناس ، لو قال قائل: "يارسولَ اللهِ المدد" فهو عندهم صارَ كافراً).(صريح البيان صــ 57ـ62 ، الدليل القويم صــ 173 ، المقالات السنية صــ 46) ، ودليلُ الحبشيّ هو القولُ المنسوب إلى الصحابي الحارث بن حسبان البكري في مسندِ الإمام أحمد[صــ 481 ـ 482 / 3] أنه قال: (أعوذ باللهِ ورسولهِ أن أكونَ كوافدِ عاد) .. والجوابُ أن (ورسوله) في الحديثِ مُـنكرَة تفرّد بها زيدُ بن الحباب عن أبي المنذر عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث بن حسان ، وهناك رواية أثبتُ من هذهِ ليسَ فيها (ورسوله) وهي رواية عفان وسفيان بن عيينة ، ثم إن رسولَ الله قال للذي قال: "ماشاء الله وشاء رسوله" : (أجعلتني للهِ نِدّاً؟) ، ثم إن الإمام أحمد احتجَّ بحديث (أعوذ بكلمات الله التامات ...) على تحريمِ الإستعاذة بغير الله وأنهُ لا يُستعاذ بمخلوق.[فتح الباري 410/6].
* يقولُ الحبشيّ في تسجيلٍ صوتيّ له حينما سُئل: " إن الأرواح تكون في برزخ معين فكيف يُستغاثُ بهم وهُـم بعيدون؟" ، فقال: " الله تعالى يُكرمُـهُـم بأن يُـسمِـعُـهُـم كلاماً بعيداً وهم في قبورهم فيدعون لهذا الإنسان فينقذوه ، وأحياناً يخرجون من قبورهم فيقضونَ حوائجَ المُـستغيثينَ بهم ثم يعودون إلى قبورهم !! " ، ولم يأتِ بدليلٍ لا من كتابٍ ولا من سنة. ولكن نقولُ لهُ ولأتباعهِ كلام الله حيث يقول سُـبحانه: (قل ادعوا الذينَ زعمتم من دونه فلا يملكونَ كشف الضرِّ عنكم ولا تحويلاً).[الإسراء 56].
16- كذب الحبشي في نسب أبي حنيفة إلى علم الكلام.
قال الحبشيّ: (فإنهُ رضيَ الله عنهُ وصاحباه <<الصواب وصاحبيه>> أول من تكلم في أصول الدين ، وبلغ في الكلام إلى أنه كان المُشار إليه بين الأنام).(الدليل القويم صــ 4) ، ويرد هذا قول أبي حنيفة نفسـه: (لما أردتُ طلبَ العِـلمِ جعلتُ أتخير العلوم وأسألُ عن عواقبها فقيلَ لي تعلمِ القرآن) فجعل يسألهم بعد ذلك عن الحديث ، ثم سألهم عن النحو وعن الشعر حتى سألهم عن الكلام فقال: (فإن نظرتُ في الكلام ما يكون آخره؟) ، قالوا: (لا يَـسلمُ من نـظرَ في الكلام من مشنعات الكلام فيُـرمَى بالزندقة) ، فسألهم عن الفقهِ قائلاً: (فإن تعلمتُ الفقه) قالوا: تسأل وتفتي الناس وتطلب للقضاء وإن كنتَ شاباً ، قلتُ: (ليسَ في العلومِ شيءٌ أنفعُ من هذا فلزمتُ الفقه وتعلمته).(تاريخ بغداد 13/صــ 231ـ232 ، سير النبلاء 6/صــ 395ـ396) ، وقال في جُملةِ كلامٍ له: (وإني رأيتُ من ينتحلُ الكلام ويُجادلُ فيهِ قومٌ ليسَ سيماهم سيما المُـتقدمين ولا مِنهاجُهُم مِنهاجُ الصالحين رأيتهم قاسية قلوبهم غليظةً أفئدتهم لا يُبالونَ مُخالفة الكتابِ والسنةِ والسلف الصالح ولم يكن لهم ورعٌ ولا تُـقى). (تاريخ المذاهب الإسلامية 2/صــ 133ـ134) ، وقال صاحبُ أبي حنيفة وهو أبو يوسف: (من طلب الدين بالكلامِ تزندق).
* ذمّ علم الكلام والجدال:
قال تعالى: (ومن الناسِ من يُـجادلُ في الله بغير علمٍ ويتبع كل شيطان مريد).[الحج 3] ، وقال رسول الله ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ : (ما ضلّ قومٌ بعد هُـدى كانوا عليهِ إلا أوتوا الجدل ثم قرأ: (ما ضربوهُ لك إلا جدلاً بل هُـم قومٌ خـَصِمون).[رواه أحمد والترمذي وابنُ ماجة والحاكم].
* ذمّ علم الكلام بشهادة الإمـام مالك:
قال الإمام مالك: (إياكم والبدع ، قيل: يا أبا عبدالله وما البدع؟ ، قال: (أهلُ البدع الذينَ يتكلمون في أسماء الله وصفاتهِ وكلامهِ وعِـلمهِ وقـُـدرتهِ ولا يَسكتونَ عما سكتَ عنهُ الصحابة والتابعونَ لهم). (جامعُ بيان العلم 94/2 ، صون المنطق 134).
* الإمام الشافعيّ يذم علم الكلام:
قال رحمهُ الله: (حُـكمِي في أهل الكلام أن يُـضربوا بالجريد ويُـحملوا إلى الإبل ويُـطاف بهم في العشائر والقبائل ويُـنادى عليهم: هذا جزاءُ من ترك الكِـتاب والسنة وأقبل على الكلام). (الحلية 116/9 ، صون المنطق 65 ، الإنتقاء 80 ، التلبيس 82ـ83).
* الإمام أحمد يذمّ علم الكلام:
قالَ رحمهُ الله في مَـعْرض ذمّـهِ للمُـتكلمين: (هُـم مُـخالفونَ لكتاب الله مُختلفونَ في الكتاب مُـتفقون على مُـخالفةِ الكتاب ، يتكلمونَ بالمُـتشابهِ من الكلام ويخدعون جُـهَّـالَ الناس بما يُـلبـِسونَ عليهم). (الردّ على الجَـهمية والزنادقة صـ3).
* ولكن الحبشي يقول: "الكلامُ هوَ من الضروريات في الدين لما فيهِ من التنزيهِ عن الجسمية". (الدليل القويم صــ 47).
* بعض كلام العلماء في ذم الكلام:
* قال ابن قـُـتيبة: (فأما الكلام فليس من شأننا ولا أرى أكثر من هلك إلا به). (الإختلاف في اللفظ لابن قتيبة 225) ، وعن أبن الحنفيـة وأبي جعفر محمد بن علي والقاضي عياض أنهم قالوا: (لا تـُجالسوا أصحابَ الخصومات فإنهم شِرارُ أهل القبلة).[رواه الدارمي 110/1] ، وقال ابن عبدالبرّ: (نهى السلف رحمهم الله عن الجدال في الله عز وجل في صفاتهِ وأسمائه). (جامع بيان العلم 92/2).
17- التأويل عند الحبشي.
يقول الحبشيّ بادئ الأمر: (إننا نؤمنُ بكلّ صفةٍ وصف الله بها نفسه وإن كانت توهـِـمُ الجسمية!! ، ونؤمنُ بها مَقرونة بالتنزيه وعلى الوجهِ اللائق بالله سُبحانه). (الدليل القويم 47) ، ثم يعارضُ نفسـهُ في الجملة التي تليها ويقول: (وقد يُـؤوَّلُ ذلك لأجل صرف العامة عن الجسمية).
إذاً فالحبشيّ لا يؤمنُ بها كما وصف الله بها نفسهُ بل يؤوُّلها والسبب بزعمهِ لصرف العامةِ عن الجسمية وهُـنا يُـعارضُ قولهُ الأول الذي فيهِ أنهم يؤمنون بها وإن كانت تـُوْهِـمُ الجسمية ، ثم هل فِهمُ العامة لصفاتِ الله يختلفُ عن غيرهم إذا قال الجميع إنا نؤمنُ بها كما جاءت تماماً ؟!؟! ، ثم إنهُ لا يجوز البقاءُ مُذبذباً بين أن يقول: (ونؤمنُ بها مقرونةً بالتنزيهِ) وأن يقول: (وقد يُؤوُّل ذلك).
(ثم إن التأويلَ يكونُ في أحسنِ أحوالهِ مظنوناً لا يَـطمئنُّ له القلب ولا ينشرحُ له الصدر أي أن المُـتأوِّلَ لا يقطعُ بأن الآية التي تأولها على خلاف ظاهرها هي ما يزيدهُ الله تعالى وهذا قولُ أحمد ومالك والأصبهاني وغيرهم). (الملل والنحل للشهرستاني 118/1).
* قال عبدالله بن أحمـد: (قلتُ لأبي: ينزلُ الله إلى السماء الدنيا فكيف نزولهُ بعلمهِ أم ماذا؟ ، فقالَ لي: اسكـت عن هذا ، وغضِبَ غضباً شديداً وقال: امضض الحديث على ماوَرد). [كتاب السنة لعبدالله].
ــ قول الحبشيّ في القرآن:
قال الحبشيّ عن القرآن: "هو عبارةٌ عن كلام الله بمعنى أنه يحكي كلام الله ليس هو بنفسهِ كلامُ الله".(الدليل القويم 66ـ69) ، وقال: "فكلامُ الله النفسيّ الذي ليس هو حرفاً ولا لغة هو كلام الله الحقيقي ، أما القرآن المُـتضمِّـن للألفاظ فهو مخلوق ، لكن يُمكن إطلاق لفظ القرآن عليهِ من باب المجاز". (المنهج السليم 66) ، وقال في قولهِ تعالى: (إنَّـهُ لقولُ رسولٍ كريم) : " أي قول جبريل ، وكذلك قوله تعالى: (فإذا قرأناهُ فاتبع قرآنه)". (العقيدة السنية 58ـ59) ، والمعنى حينئذٍ عند الحبشيّ إقرأ يا محمد قرآن جبريل !!.
قال الحبشيّ إن أهل السنـة يقولون: "إن كلامَ اللهِ معنىً في النفس". يُعارضُ ذلك قول الإمام الطحاوي: (إن كلامَ اللهِ قولٌ على الحقيقة)". (العقيدة الطحاوية 24) ، ويردّ قولهم أن القرآن هو قول جبريل ، قول الطحاوي: (منهُ بدأ بلا كيفيَّـةٍ قولاً) ، قال ابن أبي العز الحنفي: (أي ظهرَ منه ولا يدري كيفيَّـة تكـَـلُّـمِهِ به) وأكـَّـدَ هذا المعنى بقوله: (قولاً) ، أتى بالمصدر المُـعرّف للحقيقة ، كما أكـَّدَ الله تعالى التكليم بالمصدر المُـثبِّت للحقيقة النافي للمجاز في قوله: (وكلمَ الله موسى تكليماً) فماذا بعد الحقِ إلا الضلال؟).(شرح العقيدة الطحاوية صــ176) ، ويقولُ الطحاوي: (إنهُ تعالى لم يزل مُتكلماً إذا شاء ومتى شاء وكيف شاء ، وهو يتكلمُ به بصوتٍ يُـسمَع ، وأن نوع الكلامِ قديم وإن لم يكن الصوت المعين قديماً وهذا المأثورُ عن أئمةِ الحديث والسنة). (شرح العقيدة الطحاويَّة 174/1).
19- مزاعم الحبشي في الكسب.
ويقول الحبشيّ: "إن جميعَ ما يتوقف عليه أعمال الجوارح من الحركات والسكنات كل ذلك بخلق الله ، لا تأثير لقدرة العبدِ فيه".(بغية الطالب صــ270). ، وقال: "لولا إعانة اللهِ الكافر على الكفر ما استطاعَ أن يكفر".(النهج السليم شرح الصراط المستقيم صــ 67) ، يُخالفُ قولهُ تعالى: (ولا يرضى لعبادهِ الكفر) فكيفَ يُعينهُ عليهِ وهو لا يرضاه؟ ، ثم إن هذا قد يُرادُ بهِ ذريعة لعمل الشرور ويقول الله أراد لي ذلك كفرعون مثلاً فهو في النار فهل يقول للهِ عز وجل أنت لم تخيِّرني وأجبرتني بأن أدخلتني النار ولم تقـِم الحُجَّة عليّ؟ ، هذا لا يَصِحُّ عقلاً ، فقد قال تعالى: (كل نفسٍ بما كسبت رهينة) ، وقال: (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ، وقال: (ذلك بما قدمت يداكَ وأن اللهَ ليسَ بظلامٍ للعبيد) ، فهل يظلمُ الله الناس؟
* ثم إن الله قد ردَّ هذا الزعم بقولهِ للمشركين: (سيقولُ الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علمٍ فتخرجوهُ لنا إن تتبعونَ إلا الظنَّ وإن أنتم إلا تـَخرصون قل فللهِ الحُجَّة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين).(الأنعام 148ـ149). وهُـم أي هؤلاء الجبريون إن يتبعونَ إلا الظن وهم يخرصون ، ثم لو حقاً أن الله جعل للبشر عدم التأثير في أفعالهم ، فكيفَ يُحاسبهم؟ والله لا يَظلمُ أحداً. بل إن الغرضَ من حياتنا الدنيا هو إقامةُ الحجةِ علينا ، فهل يقولُ الكافرونَ يوم القيامةِ ربنا نحنُ لم نكفر وإنما أنت الذي جَعلتنا كفاراً من دون أن تـُخيِّرنا؟
20- إفتراء الحبشي على بعض العلماء ، وفيه ثناء بعض العلماء على ابن تيمية.
سأنقلُ افتراءَهُ على شيخِ الإسلامِ ابن تيمية وعلى الإمام محمد بن عبدالوهاب.
أولاً) إفتراؤهُ على شيخ الإسلامِ ابن تيميَّـة:
1) ادعى أن ابن تيمية يُشبِّهُ الله بخلقه.(المقالات السنية صــ 15) ، ولم يأتِ بدليل ! ، ويَرُدُّ ذلك أقوالُ ابن تيمية ونذكرُ منها واحداً حيث يقول: (ومن هذا يُعلَمُ بُطلانُ قولِ المُشـَبَّـهة الذين يقولونَ بَصَرٌ كبصري أو يدٌ كيدي أو نحو ذلك ، تعالى الله عما يقولُ الظالمونَ علوّاً كبيرا).(الرسالة التدمرية صــ 91).
2) يفتري الحبشيّ ويقولُ أن ابن تيمية قال: (إن النبي ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ ليسَ لهُ جاه). (المقالات السنية في كشف ضلالات ابن تيمية صــ 16 ، صــ 76) وهُنا أيضاً لم يأتِ بدليل ! ، ويَرُدُّ ذلكَ قولُ ابن تيمية حيث يقول: (وروى بعض الجُهال عن النبي ـ صلى الله عليهِ وسلم ـ أنهُ قال: (إذا سألتمُ الله فسألوهُ بجاهي فإن جاهي عند الله عظيم) ، وهذا الحديث كذب ليسَ في شيءٍ من كتب المسلمينَ التي يَعتمدُ عليها أهل الحديث ولا ذكرهُ أحدٌ من أهل العلمِ بالحديث ، مع أن جاههُ عند الله تعالى أعظم من جاهِ جميعِ الأنبياء والمرسلين ... ). (التوسل والوسيلة لابن تيميةصــ 41).
3) ويَروي الحبشيُّ قِصة من كتاب "ابن بطوطة" وفيه أن ابن بطوطة دخل مسجد دمشق وحضرَ خطبة الجمعة عند ابن تيمية فسمعهُ يقول: (إن الله تعالى ينزلُ إلى السماء الدنيا كنزولي هذا ونزلَ درجةً من المنبر). (تحفة الأنظار صــ 110) ، يَرد هذا قولُ الحافظ ابن حجر (أن هذا من جُملة ما كذبوهُ عليه). (الدرر الكامنة 153/1) ، كما أن مُحقق الكتاب يقولُ أن هذا محض افتراء.
* ثم نرى دليلاً واضحاً على كذِبِ هذا الإفتراء حيث أن ابن بطوطة يقول: (وكان دخولي لبعلبك في الثامن من رمضان عشية النهار خرجتُ منها بالغد لفرطِ اشتياقي إلى دمشق). (رحلة ابن بطوطة 100/1) .. ثم يُتابعُ قائلاً: (وصلتُ يومَ الخميسِ في التاسع من رمضان 726 هــ مدينة دمشق فنزلتُ بمدرسة المالكية المعروفة بالشرابشية) ، ويتابع: (وكان إمامُ المسجد الإمام القزويني) ، ثم يقول: (وكان في عهدِ دخولي إليهم إمامهم قاضي القضاة جلال الدين محمد بن عبدالرحمن القزويني من كبار الفقهاء وهو الخطيب بالمسجد وسكناه بدار الخطابة). (رحلة ابن بطوطة 107) ، وتابعَ قائلاً: (وكان بدمشق من كبار فقهاء الحنابلة تقي الدين ابن تيمية كبير الشام وكان أهلُ دمشق يُعظمونهُ أشدَّ تعظيم). (رحلتهُ 109/1) ..
* فلاحظ أن ابن بطوطة دخل دمشق في9/9/726 هـ .. ولم يقل أنهُ رآه ، وأما ابن تيمية فقد أُدخِل السجن في6/8/726 هـ فقد ذكر الحافظ ابن كثير في تاريخهِ قال: (أنهُ في يوم الإثنين بعد العصر السادس من شعبان 726هـ اعْتـُقِلَ الشيخ رحمهُ الله من جهة نائب السلطنة حشد الأوقاف وابن الخطير أحد الحجاب) ، السـؤال : هل كانت هذهِ السنـة 726هـ سنة نحسٍ على الحبشيّ بحيث أتى رمضان قبل شعبان؟ ، ولكن نقول لهُ ولأتباعِهِ ما قالهُ ابن تيمية في السجن: (المحبوسُ من حبسَ قبلهُ عن ربه) ، ثم كيفَ يُنسبُ هذا إلى ابن تيمية وهو الذي يقولُ رحمهُ الله: (فمن قال: إن علم الله كعلمي، أو قدرته كقدرتي، أو استواؤه على العرش كاستوائي، أو نزوله كنزولي، أو إتيانه كإتياني فهذا قد شبه الله بخلقه، تعالى الله عما يقولون، وهو ضال خبيث مبطل كافر). (مجموعُ الفتاوى 482/11).
4) واتهمَ الحبشيّ ابن تيمية بأنهُ يقولُ بأزليَّـة العالم:
قال الحبشيّ: "وأما أنهُ يقولُ بأزلية العالمِ بنوعه لا بالأفراد المعنية فقد اعتمدنا في ذلك إلى ما ذكرناهُ في هذا الكتاب في عدةِ مواضعَ منها قولهُ (يعني ابن تيمية): (فإن الأزليَّ اللازم هو نوعُ الحادث لا عينُ الحادث)" ، ثم يقولُ الحبشيّ: "فهوَ يَعتقِد أن مفعولات الله أي: مخلوقاتهِ على اختلافِ أنواعها أزلية النوع لا الأفراد ، وذلك عندهُ شاملٌ لحركاتِ العباد التي يتحركونها فهو يرى أن نوعها أزلي أي: ليسَ بمخلوق". (الدليل القويم صــ 41ـ42).
الرد على هذا الإفتراء أن ابن تيمية في قولهِ: (فإن الأزلي اللازم هو نوعُ الحادث لا عينُ الحادث) يعني أن الأزليّ هو نوع الحادث أي صفة خلق الله وأزليتِها وقِدَمِهَا وليس أزلية المخلوقات ، فخلقُ الله أي صفة الخلقِ (وهي الإيجاد) هي نوع الحادث وهو أزليّ كما قال ، و(المخلوق) هو عين الحادث ، ولكلمةِ الخلقِ معنيان: 1)الإيجاد ، 2)الخلق .. وابن تيمية قصد النوع هو الإيجاد ، ويُبَـيِّـنُ هذا التفسيرَ قول ابن تيمية نفسه: (وكلُّ مخلوقٍ فهو محدث مسبوق بعدم نفسهِ ، وما ثمَّ قديمٌ أزليٌّ إلا الله وحده ، وإذا قيلَ لم يزل خالقاً فإنما يقتضي قِدَمَ نوع الخلق ودوام خالقيتهِ ، لا يقتضي قِدَمَ شيءٍ من المخلوقات فيجبُ الفرقُ بين أعيان المخلوقات الحادثة بعد أن لم تكن فإن هذهِ لا يَقولُ عاقلٌ أن منها شيئاً أزلياً) ، ويقولُ: (إن الله لم يَزل فعالاً خالقاً ، ودوام خالقيتهِ من لوازمِ وجوده ، فهذا ليسَ قولاً بقِدَمِ شيءٍ من المخلوقات). (مجموع الفتاوى 95/16) ، وقال أيضاً رحمَهُ الله: (كما أن جميع المتحركات المُمكنات لا تدوم حركتها إلا بدوامِ السبب المُحرك المنفصل عنها). (منهاج السنة 236/1) ، أي لا تدوم حركة المخلوقات إلا بدوامِ خالقها فمُرادُه بالنوع هو دَوامُ السبب المحرك.
5) ويَزعُمُ الحبشيّ أن ابن تيمية ينسبُ الحركة إلى الله حيث يُحرف قولـَهُ قوْلَ ابن تيمية الذي قال: (وقول طوائف من أهل السنةِ والحديث كالذينَ يقولونَ إن الحركة من لوازمِ الحياة وكل حيّ مُتحرك). (منهاج السنة 224/1) ، والحبشيّ يُحَرّف ويزعُم أن ابن تيمية قال: (أئمة أهل السنة والحديث) ، فابن تيمية ينقل أقوال بعض طوائف من أهل السنة والحديث وقد ذكرها وأقوالهم في كتابه. (درء تعارض العقل والنقل 2/ صـ 7 ـ 8).
6) ادعى أن ابن تيمية قال: إن نارَ جهنمَ تفنى. (المقالات السنية للحبشيّ صـ 57 ، 76) ، وقالَ إنهُ خالفَ إجماعَ المسلمين بذلك ، ويردُّ ذلك أقوال ابن تيمية حيث يقول: (وقد أخبر الله تعالى ببقاءِ الجنة والنار بقاءً مُطلقاً). (بيان تلبيس الجهميَّة 157) ، وللشيخ ابن تيمية رحمه الله كتاب: (الردّ على من قال بفناءِ النار). (الصفدية 163/2 ، ومجموعُ الفتاوى 3/ صـ 3ـ4).
فتأمل أن ابن تيمية له كتاب يردّ على من قال بفناءِ النار ويأبى الظالمونَ إلا الكذب فما عليكَ إلا أن تتعجَّـبَ ثم تتفكر قائلاً: لمَ هذا البُهتان؟
نعم لمَ هذا البُهتانُ !!؟ ، البُهتانُ الذي يَـتضح لمن أتعب نفسهُ قليلاً وبحثَ في كتُبِ ابن تيمية وقرأ ورأى بعينيهِ ما يفتريهِ خصومُهُ ، نسأل الله أن يُرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويُريَنا الباطلَ باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
** ثناءُ بعضِ العلماء على ابن تيمية **
ــ قال الذهبيُّ فيهِ: (ولقد نصر السنة المحضة والطريقة السلفية واحتج لها ببراهين ومقدمات وأمور لم يُسبق إليها ، وأطلق عبارات أحجم عنها الأولون ، وهابوا وجسر هو عليها ، حتى قامَ عليهِ خلقٌ من علماء مصر والشام قياماً لا مَزيدَ عليه ، وبَدَّعُوهُ وناظروهُ وكابروه ، وهو ثابتٌ لا يُداهنُ ولا يُحابي بل يقولُ الحق المُرّ الذي أداهُ إليهِ اجتهادهُ وحِدةُ ذِهنِه). (الذيل على طبقات الحنابلة 294/2).
ــ وقال الحافظ الذهبي أيضاً: (كان يحضر المدارس والمحافل في صغره ، ويناظر ويفحم الكبار، ويأتي مما يتحير منه أعيان البلد في العلم ، فأفتى وله تسع عشرة سنة ، وشرع في الجمع والتأليف في ذلك الوقت). (العقودُ الدرية صــ 4).
ــ وقال الحافظ ابن كثير فيه: (هو الشيخ الإمام الرباني، إمام الأئمة ومفتي الأمة وبحر العلوم ، فريد العصر، شيخ الإسلام وترجمان القرآن قامع المبتدعين وأخر المجتهدين تقي الدين أبو العباس أحمد ابن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله بن تيمة الحراني ثم الدمشقي التيمي) ، وقال: (وكان ذكيا كثير المحفوظ، فيقال: إنه كان أعرف بفقه المذاهب من أهلها الذين كانوا في زمانه وغيره). (البداية والنهاية 136/14).
*(وكنت أتمنَّى على إخواني وبعض أصدقائي أن يَـقرأوا هذهِ المقالة لعالم الإسلام "الحافظ ابن حجر العسقلاني" في تكريمهِ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهما الله وأن لا يَـلتفتوا إلى ما يقوله هذا المهرف الشعوبي الباطني الحبشي وأن يَنصُـبوا الميزان ما بين أقوال ابن حجر في شيخ الإسلام وما بين مزاعم وتحريفات الحبشيّ) :
ــ ثناء الحافظ ابن حجر على ابن تيمية ووصفه بشيخ الإسلام عند تقريظه كتاب الرد الوافر على من زعم أن ابن تيمية كافر لابن ناصر الدين "كما أورده السخاوي في كتابه (الجواهر والدرر)" في ترجمة الحافظ ابن حجر يقول الحافظ ابن حجر العسقلاني: (وشهرة إمامهِ الشيخ التقي الدين أشهرُ من الشمس ، وتلقيبهُ بشيخ الإسلام في عَصره باقٍ إلى الآن على الألسنةِ الذكية ويَستمرّ غداً كما كان بالأمس ، ولا يُـنكر ذلك إلا من جَهـِلَ مِقدارَهُ أو تـَجنَّبَ الإنصاف) .. ويُتابع: (ولو لم يَكن من الدليل على إمامةِ هذا الرجل إلا ما نبَّـهَ عليه الحافظ الشهير ابن البرازلي في تاريخهِ أنه لم يوجد في الإسلام من اجتمع في جنازته عندما مات فاجتمعَ في جنازة الشيخ تقي الدين) ، ومن المعلوم أن الإمام أحمد بن حنبل عندما عُزل في منزلهِ أيام المأمون كانت المعتزلة تـُعَـيِّرهُ بذلك فقال لهم قولته المشهورة: (بيننا وبينكم الجنائز) .. ويتابع ابن حجر قائلاً: (وأشارَ إلى أن جنازة الإمام أحمد كانت حافلة جداً ، شهدها ما بين مئتي ألوف) أي مائتي ألف ويقول ابن حجر: (فإنه شيخ الإسلام بلا ريب) ، ويقول ابن حجر في تقريظ ابن تيمية في "الرد الوافر" قائلاً: (ومن أعجب العجب أن هذا الرجل كان أعظمَ قياماً على أهل البدع من الروافض والحلولية والاتحادية وتصانيفهُ في ذلك كثيرة شهيرة ، وفتاويهِ فيهِم لا يَدخل تحت الحصر فيا قـُرَّة أعيُنِهم إذا رأوا من يُكفرهُ من أهل العلم) .. ويتابع: (ولو لم يكن للشيخ تقي الدين من المناقب إلا تلميذهُ الشهير الشيخ شمس الدين ابن قيم الجوزية صاحب التصانيف النافعة السائرة التي انتفع بها الموافق والمخالف لكان غاية في الدلالة على عظيمِ منزلتهِ).
ويرد الحافظ ابن حجر قائلاً: (فالذي يُطلق عليه – مع هذه الأشياء – الكفر أو على من سمَّاه شيخ الإسلام: لا يُـلتفت إليه ولا يُعَـوَّل في هذا المقام عليه بل يجب رَدعُهُ عن ذلك إلى أن يُراجعَ الحق ويُذعِنَ للصَّواب. والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وحسبنا الله ونعم الوكيل).
ــ وقالَ عنهُ محمد بن عبدالبرّ السبكي: (واللهِ ما يُبغضُ ابن تيمية إلى جاهل أو صاحبُ هوى يَصُدّهُ هَواهُ عن الحق بعد معرفتهِ به). (الرد الوافر صــ 95).
ــ وقال البزاز: (أما مَعرفتهُ بصحيحِ المَنقولِ وسَقيمِهِ فإنهُ في ذلك من الجبال التي لا تـُرتقى ذروتـُهَا ولا يُنالُ سَنامُهَا). (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية صــ32).
ــ ولقد أثنى عليهِ عددٌ عظيمٌ من العلماء ، يطولُ المقامُ لذكرها ..
فأين قول هؤلاءِ العُلماءِ وشهادَتـُهم لشيخ الإسلام من ذلك الحبشيِّ اللّعَّـان ، الذي لا يفتأ يَذكرهُ بسوء وينسبهُ إلى الكفر والضلال؟
ثانياً)إفتراء الأحباش والحبشيّ على الإمام محمد بن عبدالوهاب:
ــ واللهِ يكفي العاقل أن يقرأ كلامَ الأحباش عن هذا الإمام المُجدد رحمهُ الله ليَتـَبَيَّـنَ لهُ حِقدهم العظيم عليـه ، يقولُ الأحباش: (وسنروي لكم ما يتداولهُ مُسلمو الهند من مَخازي محمد بن عبد الوهاب وهي أنهُ أصِيبَ مَرّة بـِمَرضِ البواسير، فأدْخَـلَ عَصاً في دُبُرهِ فارتاح فقال: "عصاي هذه خيرٌ من …" – يعنون النبي صلى الله عليه وسلم – لذلك فإن أهلَ الهِـند في ماليبار يُسَمُّونهُ مُبتلعُ العصا). (مجلتُهُم منار الهدى 61/29).
اللهم سبحانك هذا بهتان عظيم وإفكٌ كبير يُردِي أصحابهُ إلى سَواء الجحيم.
ــ ومن حِقدِهِم على هذا الإمام المُصلح الداعية إلى التوحيد في عصرٍ ارتدَّت فيهِ الأعرابُ ورَكنـُوا إلى الشرك وتعظيمِ القبور، أنهم قالوا: (إن الوهابييّن يكرهون حتى كلمة لا إله إلا الله يُحاربونها وهم ضد كلمة وحّـدُوا الله ، وضِدَّ الإحتفال بالمولد النبوي ، وضد الإسراء والمعراج ، وضد استعمال السُّبحة ، ولكنهم يتفقون مع الذين يقولونَ إن الله خلق السموات والأرض ثم تعِبَ واستراح وأنهُ ساكن في السماء وجالس على العرش). (نفس المصدر السابق).
ونقول: (أما قولهم إنهم يَكرهون كلمة لا إله إلا الله ، فهذهِ كذبة رخيصة ، فإن دَعوة محمد بن عبد الوهاب إنمَا كانت لإعادةِ الناسِ إلى التوحيدِ الخالصِ ونبذِ الشرك ، كسُؤال أهل القبور وطلبِ قضاءِ الحَوائج مِنهُم أو دَفع المَصَائبِ وسُؤالهُم الغـَيث والرزق والشفاءَ منهُم ، حتى كتبَ الله لِدَعْوتهِ النجَاح والفلاح فطَهَّرَ جزيرة العربِ من بـِدَع الشرك ، وأعَادَهُم إلى توحيدِ الله عز وجل. أما قـَولُهم إنهُم ضدَّ الإحتفال بالمولدِ النبَوي ، فهذا الإحتفالُ بدعَة لأنهُ مُسْـتحدَث في دين الله تعالى ، ولم يُكن عليهِ أهلُ القرون المُفضَّـلة من الصَّحابةِ والتابعينَ وتابعِيهِم ، وإنَّ منِ اسْـتحدثهُ هُمُ "العبيديون" الذين حَكموا مِصر بعد مُنتصفِ القرنِ الرَّابع ، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (مَن أحْدثَ في أمرنـَا ما ليسَ فيه فهو ردّ). [رواهُ البخاري ومسلم] ، وكالقول في بدعة المَولِد يُقال في الإسراء والمعراج.
أمَّا قولُهُم في أنهُ ضدَّ استعمال السُّبحَة ، فالسُّبحة مِن البـِدَع ، فالثابتُ أنهُ كان يَأمُرُ بالتسْبيح بَاليمين فقالَ ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (اعقدن بالأنامل فإنهم مَسئولات مُستنطقات) ، أما الحديث الذي يذكرونه : (نعم المذكر السبحة) ، فهو حَديث ليسَ بالذي يَصِحّ.
أمَّا زَعمهم بأنَّ الإمام مُحمد ابن عبد الوهاب وَأتباعُهُ يَـقولون إن الله خـَلق السَّموات والأرض ثم تعِبَ واستراح فهذا من أبيَنِ الكذب وأعظَم الإفتراء ، فالله تعالى يقول: (ولقد خـَلقنا السَّموات والأرض في سِتة أيامٍ ومَا مَسَّنا من لُغوب).[ق:38] ، فهو إنـَّمَا كانت دَعْوَتـُهُ لأمرِ الناسِ بالعَمَل بما في هَذا الكتاب والأحباشُ لا يَملِكونَ ولو دَليلاً واحداً فيمَا هُم فيهِ يَدًَّعُون.
أمَّا فِرْيتهُم بأنَّ أتباعَ الشيخ مُحمد بن عبد الوهاب يقولون إنَّ الله سَاكنٌ في السَّماء ، ففرقٌ بينَ من يَقولُ هذا وبين من يقول: إن الله في السماء ، والثابتُ أن هَؤلاء الأحباش هُم مِن الجَهمية المُعَطـِّـلة.
أمَّا زَعْمُهم بَأنَّ الإمام مُحمد ابن عبد الوهاب ومَن سَارَ عَلى هَديهِ يَقولونَ إنَّ الله جَالسٌ على العرش ، فهذا إفكٌ وزور، ففـَرقٌ بين هذا المُتقوِّل عَليهـِم ، وبين قولِهم باستواءهِ عَلى العرش ، قال تعالى: (ثـُم اسْتوى عَلى العرش).
ــ وهَذا الحبشيَ ذو ضِغنةٍ على من يُسَمِّيهم بـ"الوهابيين" أو "المشوشين" ويُشيْع أنهم يَعتقدونَ أنَّ الذي يَجْهرُ بالصلاةِ على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عقب الأذانِ مثلَ الذي يَزني بأمِّهِ. (إظهار العقيدة السنية صـ 240 ، ومُسجل بصوته).
* يكفيكَ أخي الكريم نظرةٌ في إفتراءاتهم لترى حِقدهُم على الإمَامَيْـن وعلى "الوهابيين" بـِزعمهم ، لِـتعْلـَم ضَلالَهُم نسألُ الله أن يَهدِي ضالَّ المُسلمين.
21- الأولياء والمكرمين عند الأحباش.
ــ "عبد الوهاب الشعراني" ، يَـعُدّهُ الأحباش من أولياءِ الله وجَعَلوهُ شاهداً على صَلاحِ ابن عربي ، يقول الحبشيّ: "إن الشعراني قال: إنهُ اطـَّـلعَ على النُّسخةِ الأصلية فوجَدَها خاليةً من الكـُفريات" يعني نسخة الفتوحات المكيَّـة لابن عربي. (الدليل القويم صــ 152).
فالحبشيّ قـَبـِلَ شهادة الشعراني الذي لا يُـقبلُ مِنهُ إلا السُّـوء والقـُـبْح كما في كتابهِ "لواقحُ الأنوار" المعروف بـ "الطبقات الكبرى".
ويقولُ هذا الشعراني (الذي قـَبـِلَ الحبشيّ شهادتـَهُ) عن ذكر بعض الأولياء وكراماتهم:
1) "ومنهم الشيخ إبراهيم العريان ـ رضيَ الله عنه ـ ورحمَهُ (كما يقول الحبشي) ، وكان ـ رضيَ الله عنه ـ يَطلعُ المِنبَر ، ويَخطُبُ عرياناً ، فيَحصُلُ للناسِ بَسْطٌ عظِيم وكانَ يُـخرِجُ الرّيحَ بحَضرةِ الأكابر ثم يَقول هذِهِ ضَرطة فـُلان ويَحلفُ على ذلك ، فيَخجَلُ ذلك الكبيرُ مِـنهُ ، ماتَ سنة نيّفٍ وثلاثينَ وتسعمائة". (الطبقات الكبرى 142/2).
2) "ومنهم ابراهيم المتبولي ـ رضيَ الله عنه ـ "كما زعم الحبشي" ، يقول (القولُ للشعراني): نامَ عِندَهُ جمَاعة من فـُقهاءِ الأزهر ، فوجدوا عِند الشيخِ مَمْلوكينِ أمْرَدين من أولادِ الأمراء يَنامَانِ مَعهُ في الخلوة فأنكروا عليهِ ، ثمَّ رفـَعُوا أمرهُ إلى الشرع بالصالِحيَّـة فأرسلَ القاضي وَراءَهُ فحضرَ فدَخلَ الصالِحيَّـة فقال: مالكم؟ ، فقال القاضي: هؤلاء يدَّعُونَ عليكَ أنـَّـكَ تختـَلي بالشباب وهذا حَرامٌ في الشرع ، فقالَ ما هوَ إلا هكذا وقـَبَضَ على لِحيَتهِ بأسنانهِ وصاحَ فيهم فخرَجوا صائحينَ فلم يُعرف لهم خبرٌ بعد ذلك الوقت ، ثمّ جاءَ الخبرُ أنهُم أُسِرُوا وتنَصَّرُوا في بلاد الإفرنج ، ورماهُ أهْلُ بيتٍ باللواطِ مع ولدهم ، فقال: هَـتـَكَ الله ذرَارِيهِم ، فمن ذلك اليوم صار أولادُهُم مَخانيث وبناتهُم زانياتٍ إلى يومِنا هذا".(طبقات الشعراني 85/2).
فهل نضْحَكُ على هذا الكلامِ العجيبِ أم نبْكي على حالِ من يُصَدِّقونه ويأخذونَ بشهادةِ من قاله؟
ــ "ابن عربي":
يمتدِحُهُ الأحباش ويَزعُمون أن ما في كـُتُبـهِ مدسُوسٌ عليه ، وقد أُلـِّـفـَت كتُبٌ كثيرة في ذمِّ هذا الشيخ ونـَسْبـِهِ إلى الإلحاد من الأئمة الأعلام.
قال الذهبي في ترجمة ابن عربي في "السّيَر": (..... وعلق شيئاً كثيراً في تصوّفِ أهل الوحدة ، ومن أرادَ تواليفهُ كتاب "القصوص" فإن كان لا يَكفـُرُ فيه ، فمَـا في الدنيا كـُفـْر ، نسألُ الله العفوَ والنجاة ، فواغوثاهُ بالله) ، وذكر الذهبي في "السِّيَر" أن ابن دقيقٍ العيد سَمِعَ الشيخ عز الدين بن عبدالسلام (العز بن عبدالسلام) يقول عن ابن عربي: (شيخُ سوءٍ كذاب يقولُ بـِقدَمِ العالَـمِ ولا يُحرّمُ فرجاً). (السِّيَر 23/صـ 48 ـ 49).
وابن عربي هو إمامُ القائلينَ بـِوحدةِ الوجودِ ، ومن كـُفريَّاتهِ أنه يقول: (فما في الوجودِ إلا الله ولا يُعرفُ إلا الله ومن هذهِ الحقيقةِ قال من قال: "أنا الله وسُبحاني كأبي يزيد البسطامي". (الفتوحات المكية 354/1).
** والأحباش بين الجعفرية الشيـعية والطريقة الرفاعيـة **
الأحباش رِفاعيُّوا الطريقة وشيخهم الحبشي يُقسِّمُ مصاجر المُسلمين إلى حقيقةٍ وشريعة وظاهر وباطن ويدَّعي أنه من أهل العلم اللدني وبأرواح المشايخ وأخذِ البيعةِ العهد عنهم وهم في قبورهم واعتقاد أنهم مُتصرفونَ في الأكوان ذوُو مَراتبَ ، فمنهم القطب والوتد والنجيب والبدل وأن هؤلاء يَعلمونَ الغيوب والأسرار ، ويُمسكون الأرض أن تزول أو تقع إلى غير ذلك مِن الخرافات.
ــ والرفاعيون كانوا من كِبارِ الخونة ، إذ كانوا يتردّدُونَ على سلاطينِ التتار ويُوالونـَهُم من دونِ المؤمنين ويأخذون منهم الأعطيات والهدايا. (البداية والنهاية لابن كثير والعبر للذهبي والفتاوى لابن تيمية).
ــ والرفاعيون هُـم إمامية اثنا عشرية على نحوٍ يعتقدهُ الشيعة ، ولكن يَزيدونَ بأن شيخهم الرفاعيّ هو ثالث عشرهم. (القواعد المرعية صـ 97 ، بوارق الحقائق صـ 212 ، جامع كرامات الأولياء 237/1).
ــ ويؤمنونَ بـِكتابِ الجفر الشيعي كما صرَّح الرواس الرفاعي (بوارق الحقائق صـ 87 ، صـ 177) من كبرائهم.
ــ يَعتقدونَ أن شيخهُم يَبيعُ عقاراتٍ وقصُور في الجنة. (قلادة الجواهر صـ 270 ، روض الرياحين صـ 440).
ــ وأنه يُحيي العظام وهيَ رميم. (قلادة الجواهر صـ 73 ، وصـ 145).
ــ وأن السموات والأرض كالخلخالِ في رَجله. (الفجر المُنير صـ 19) ، طبقات الشعراني 142/1).
إلى غير ذلك الكثير من أعمالِ السحر ودخولِ النار وابتلاعُ السُّـمِّ واللعبُ بالحيَّـات.
22- تكفير الحبشي من دعا إلى الحكم بما أنزل الله.
ــ كفـَّرَ الحبشيّ سيد قطب لأنهُ حرَّمَ على القضاةِ أن يَقضُوا بين الناس بـِمُوجَب الأحكام المدنيَّـة الوضعيَّـة المُناهِضَـة لأحكامِ الشرع. (النهج السوي صـ 12).
ــ يعتقدُ الحبشيّ أن الآية في القرآن والتي فيها تكفيرُ من لم يحكم بما أنزلَ الله ، إنما هيَ خاصَّـة باليهُود ، وقد ردَّ حُذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ قولَ من ظنَّ ذلك فقال: (نِعمَ الأخـْوَةُ لكم بنو اسرائيل إن كانت لهم كل مُـرَّة ولكم كل حلوَة ، كلا والله لـَتـَسلـُكنَّ طريقهم قدر الشراك). [رواه ابن جرير 253/6] ، فمن استحلَّ أن يحكمَ بما يَراهُ عَدلاً من غير اتباع لما أنزلَ الله فهو كافر .. قال ابن أبي العز الحنفي: (إنِ اعتـَقدَ أن الحكم بما أنزلَ الله غيرُ واجبٍ أو أنهُ مُـخيَّـرٌ فيهِ أو استهانَ بهِ مع تـَيَـقــُّنِهِ أنهُ حُكمُ الله فهذا كـُفرٌ أكبر ، وإنِ اعتـَقدَ وجوبَ الحـُكمِ بما أنزلَ الله وعلمهُ في هذهِ الواقعة ثم عدلَ عنهُ مع اعترافهُ بأنهُ مُـستحقٌ للعقوبةِ فهذا عاصِ ويُسمَّـى كافراً كـفراً مَجازيّاً أو كـُفراً أصغر). (شرح العقيدة الطحاوية صــ 446).
ــ يَتـَبَرَّأ أحد نُواب الأحباش السابقين مما يدعونهُ بالأصولية قائلاً: "فنحنُ نُخالِفُ حِزبَ الإخوانِ الهدَّام فلسنَا أُصوليين) ، ثم يقول: (لا لهذهِ الأصولية التي تـُكفـِّرُ حُكامَ العربِ والمسلمين لِمُجَرّدِ أنهم حَكموا بالقانون). (مجلتهم منار الهدى 33/1).
23- رأي بعض العلماء بفرقة الأحباش ، وفيه فتوى الشيخ بن باز رحمهُ الله فيهم ، ورأي الداعية الإسلامي عبدالرحمن الدمشقية ، ورأي الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
ـ رأي الأستاذ أحمد شلبي وهو من عُلماء الأزهر:
يقول في رَدِّهِ على سؤالٍ حولَ رأيهِ بالأحباش في مَجلةِ "المجلة" عدد 679: (هيَ فِئة ضالة مُنحرفة في فِكرها وليس لديها الفِكرُ الشاملُ لمَفهُومِ الإسلام لأن زعِيمها عبدالله الحبشيّ نشأ في الحبشةِ في جـوّ لم تتوافر فيهِ المعلومات والعلوم الدينية المُختلفة فنشأت جماعَتُهُ على أساسِ مَجموعة من الأفكار البدائية في أفكارها) .. وتابع يقول: (كما أنها تُعادي الجماعات الإسلامية وأهل السنة والجماعة باعتبار أن ما يؤمنون به خطأ).
ــ فتوى العلامة ابن باز ـ رحمهُ الله ـ فيهم:
سُئلَ عن حُكم الشريعةِ في طائفةِ الأحباش فأجاب: (من عبدالعزيز بن باز إلى حَضرةِ المُستفتي: سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعـد: فأشهدُ إلى إستفتائك المُقيَّد بإدارة البحوث العلمية والإفتاء برقم 212 وتاريخ 25/1/1406 هــ ، الذي تسألُ فيهِ عن الطائفة المُنتسبة لرئيسِهِمُ الحبشيّ ، وأفِيدُكَ أن هذهِ الطائفة مَعروفةٌ لدينا فهي طائفة ضالة ورئيسُهم المدعوا عبدالله الحبشيّ مَعروفٌ بإنحرافهِ وضلالهِ فالواجبُ مُقاطعتهم وإنكارُ عقيدتهم الباطلة وتحذيرُ الناس منهم ومن الاستماعِ لهم أو قول ما يقولون ، ولا شكَّ أن من أنكرَ أن الله في السماء فهو جهميٌّ ضال لقول الله تعالى: (ءأمِنتُم من في السماء).).
ــ رأي الداعية الإسلامي عبدالرحمن الدمشقية: [img]smileys/smiley1.gif[/img]
قالَ في شريطهِ (الرد على الحبشي) الجُزء الأول: (إن الحبشيّ مُذ قدِمَ لبنان لم يَزل يَعمل على بَثِّ الأحقاد والضغائن ونشرِ الفِتن تماماً كما فعلَ في بـِلادِهِ ، وما إن خلا لهُ الجو حتى بدأ يُعاوِدُ الفتنة نفسها ، فنشر عقيدته الفاسدة من شركٍ وترويجٍ لمذهبِ الجَهمية في تأويلِ الصفات وإرجاءٍ وجبرٍ وتصوُّفٍ وباطنيةٍ ورفضٍ وسبٍ للصحابةِ ـ رضيَ الله عنهم ـ ، فسبَّ مُعاويةَ ـ رضي الله عنه ـ ووصَفهُ ومن مَعهُ من الصَّحابةِ بأنهم كانوا فاسِقون ، ووبَّـخَ الذينَ توقفوا في القتالِ بين الفئتين المُسلمتين ، واتـَّهم عائشة ـ رضي الله عنها ـ بـِعِصْيانِ أمر الله عز وجل).
ــ رأي الندوة العالمية للشبابِ الإسلامي:
ــ الجذور الفكرية والعقائدية:
مما سبق يتبين أن الجذور الفكرية والعقائدية للأحباش تتلخص في الآتي:
ـ المذهب الأشعري المتأخر في قضايا الصفات الذي يقترب من منهج الجهمية.
ـ المرجئة والجهمية في قضايا الإيمان.
ـ الطرق الصوفية المنحرفة مثل الرفاعية والنقشبندية.
ـ عقيدة الجفر الباطنية.
ـ مجموعة من الأفكار والمناهج المنحرفة التي تجتمع على هدف الكيد للإسلام وتمزيق المسلمين. ولا يستبعد أن يكون الحبشي وأتباعه مدسوسين من قبل بعض القوى الخارجية لإحداث البلبلة والفرقة بين المسلمين كما فعل عبد القادر الصوفي ثم المرابطي في أسبانيا وبريطانيا وغيرها.
ــ يتضح مما سبق:
أن الأحباش طائفة ضالة ، تنتمي إلى الإسلام ظاهراً وتهدم عُراهُ باطناً ، وقد استغلت سوء الأوضاع الاقتصادية وما خلفته الحروب الأهلية اللبنانية من فقر وجهل في الدعوة إلى مبادئها الهدامة وإحياء الكثير من الأفكار والمعتقدات الباطلة التي عفى عليها الدهر مثل خلق القرآن والخلاف المعروف في قضايا الصفات الذي تصدَّى لها علماء أهل السنة والجماعة في الماضي والحاضر. وقد تصدَّى لهم عدد من علماء أهل السنة والجماعة في عصرنا مثل المحدث الشيخ الألباني وغيره.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
إنتهى المُلخص عسى الله أن ينفعَ بـِه ، وعسى الله أن يُيسِّر أن أُنـَقــِّحَهُ وأن أزيدَ فيهِ المعلوماتِ الموثقةِ والجديدة فتكونُ مُختصرةً لمن أرادَأن يتعرَّف وَيَرُدَّ علىفِرقةِ الأحباش بسُهولةٍ.
وأسألُ الله أن يَهدِيَ ضالَّ المُسلمين وأن يَشكرَ للشيخ دمشقية سَعيهُ في هذا المُنتدى وفي غيرهِ وأن يَجعل ذلكَ في مَوازينِ حسناتهِ ولكلِّ الدُّعاة ، والحمـد لله.Edited by: وليد
No comments:
Post a Comment