Monday, July 5, 2010

التأويل بين أهل السنة والمبتدعة


مجلة التوحيد : متابعات
تاريخ: 06/07/2009
اعداد الشيخ معاويه محمد هيكل

التأويل بين أهل السنة والمبتدعة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد
فإن التأويل عند المتكلمين بعامة يقتضي اتخاذ العقل أصلاً في التفسير مقدمًا على الشرع، فإذا ظهر تعارض بينهما فينبغي تأويل النصوص إلى ما يوافق مقتضى العقل خلافًا لمنهج السلف الذين احتكموا إلى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فطوعوا المفاهيم العقلية لها ؛ لأن العقل في كتاب الله وسنة رسوله هو أمر يقوم بالعاقل وليس هو عينًا قائمة بنفسها كما يعتبره بعض الفلاسفة، والعقل يعجز عن الإحاطة بحقائق الدين، لأنه قاصر، أما الدين فهو دين الله خالق الخلق ومالك الملك «أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ» الملك
وهذا الدين شامل لكل ناحية من نواحي الحياة، وصالح لكل زمان ومكان، ويتناسب مع جميع الخلق في الماضي والحاضر والمستقبل
وأما العلم الإنساني الذي يحيط بكل شيء فلم يوجد في الماضي أبدًا، قال الله تعالى «وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا» طه ، وقال «وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً» الإسراء ، وما تزال الاكتشافات العلمية تمضي في طريقها لتبرهن على أنه كلما ازداد الإنسان علمًا ازداد إحساسًا بجهله وشعورًا بقصوره وعجزه
وقد رد الإمام أحمد على الجهمية والمعتزلة، فبين أن السلف كانوا ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين، وأن منهج السلف فيمن أراد معرفة شيء من الدين أن ينظر فيما قال الله وفيما قال الرسول ، فمنه يتعلم وبه يتكلم وفيه ينظر ويتفكر، وبه يستدل، خلافًا لأصحاب المنهج الكلامي الذين اعتمدوا على ما رأوه ثم نظروا في الكتاب والسنة فإن وجدوا النصوص توافقه أخذوا بها، وإذا وجدوها تخالفه أولوها بما يتوافق مع عقولهم بتصرف من قواعد المنهج السلفي د مصطفى حلمي
 
معاني التأويل في الشرع
والتأويل ليس مذمومًا كله، قال النبي لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما «اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل» وقال تعالى «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ» آل عمران على الوجه القائل بالوقف على هذا المقطع، فامتدحهم بأنهم يعلمون التأويل
لذلك فالتأويل له معان متعددة، يكون بمعنى التفسير، ويكون بمعنى العاقبة والمآل، ويكون بمعنى صرف اللفظ عن ظاهره

أولاً بمعنى التفسير

كثير من المفسرين عندما يفسرون الآية يقولون تأويل قوله تعالى كذا وكذا، ثم يذكرون المعنى وسُمى التفسير تأويلاً لأننا أولنا الكلام، أي جعلناه يؤول إلى معناه المراد به

ثانيًا تأويل بمعنى عاقبة الشيء

وهذا إن ورد في طلب، فتأويله فعله إن كان أمرًا، وتركه إن كان نهيًا، وإن ورد في خبر، فتأويله وقوعه
مثاله في الخبر قوله تعالى «هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ» الأعراف
فالمعنى ما ينظر هؤلاء إلا عاقبة ومآل ما أخبروا به، يوم يأتي ذلك المخبر به، يقول الذين نسوه من قبل «قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ»
ومنه قول نبي الله يوسف عليه السلام لما خر له أبواه وإخوته سجدًا، قال «هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ» يوسف ، معناه هذا وقوع رؤياي ؛ لأنه قال ذلك بعد أن سجدوا له
ومثاله في الطلب قول عائشة رضي الله عنها كان النبي بعد أن أنزل عليه قوله تعالى «إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ» النصر يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده «سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي»، يتأول القرآن، أي يعمل به

ثالثا المعنى الثالث للتأويل

صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى احتمال آخر مرجوح لدليل يقتضي ذلك، فإن كان صرف اللفظ عن ظاهره لأمر يظنه الصارف دليلاً وليس بدليل على الصحيح فهذا تأويل فاسد، ومن ذلك تأويل المتكلمين لآيات وأحاديث الأسماء والصفات بدعوى التنزيه لموافقة أدلتهم العقلية في قضية الأسماء والصفات، فهذا ليس بدليل تعارض به نصوص الكتاب والسنة، ودعوى التنزيه لا تعارض الإثبات الذي عليه أهل السنة إذ إنهم لا يكيفون صفة ولا يشبهون الخالق بالمخلوق، لقوله تعالى «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ» الشورى ، فنفي التشبيه تنزيهًا للخالق مع إثبات صفتي السمع والبصر، وبالجملة فليست أدلة المتكلمين العقلية المأخوذة من علم الكلام بأدلة تؤول أو تخصص أو تقيد بها الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة
فإن كان صرف اللفظ عن ظاهره بدليل شرعي صحيح في نفس الأمر، فهذا تأويل صحيح مقبول
على أن التأويل الصحيح في النصوص عند أهل العلم يتطلب كذلك
أن يحتمل اللفظ لغة هذا المعنى المرجوح
ورود ما يفيد وجوب هذا التأويل لظاهر النصوص الشرعية من النبي، إذ يمتنع اقتضاء صرف نصوص الكتاب والسنة عن ظاهرها بدون بيان وإرشاد من النبي
بيان النبي لذلك وأن ظاهر النص غير مراد
سلامة دليل التأويل من معارض انظر أضواء البيان للشنقيطي، ونقض المنطق لابن تيمية ص ،
 
صور من تحريف المبتدعة للنصوص
تحريف النصوص ظاهرة خطيرة، وقع فيها كثير من المبتدعة، ولكن بنسب متفاوتة، وسلفهم في هذا اليهود، فقد وصفهم الله بقوله «أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ» البقرة ، وقال الله تعالى «فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ» البقرة
وعاقبة التحريف عندهم تشويه النصوص وتكدير المنابع، حتى يتسنى للمبتدعة العبث في دين الله تعالى
والتحريف ثلاثة أنواع

النوع الأول تحريف اللفظ

أخذ اليهود بنصيب وافر من هذه الصفة، فقد قال الله تعالى «وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ» البقرة ،
وأخرج البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله قيل لبني إسرائيل «وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ»، فدخلوا يزحفون على أستاههم، فبدلوا، وقالوا حِطَّةٌ حَبَّةٌ في شعرة البخاري
والمعنى حبة حنطة
وتحريف اللفظ يؤدي إلى تحريف المعنى غالبًا، ولهذا اتصف به المبتدعة، ومن أمثلة ذلك تحريفهم لقوله تعالى «الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى» طه ، فظاهر اللفظ أن الله استوى على العرش علا عليه، ولكن المبتدعة صرفوا اللفظ عن ظاهره وحرفوه وقالوا «استوى» بمعنى «استولى»
وهذا تحريف بيّن لأنه ما دل عليه دليل، بل الدليل على خلافه
وقد جمع الإمام ابن القيم في نونيته بين تحريف اليهود وتحريف الجهمية فقال
أُمِرَ اليهود بأن يقولوا حطة
فأبوا وقالوا حنطة لهوان
وكذلك الجهمي قيل له استوى
فأبى وزاد الحرف للنقصان
نون اليهود ولام جهمي هما
في وحي رب العرش زائدتان
وقد كان المعتزلة يحرفون كثيرًا من النصوص، ومن ذلك قول الله تعالى «وَرُسُلاً قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلاً لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا» النساء
حيث يقرؤون لفظ الجلالة بالنصب، لكي يوافق مذهبهم الباطل في نفي صفة الكلام لله عز وجل
ومن لطائف الأجوبة العلمية المفحمة للرد عليهم أن أحد المعتزلة قال لأبي عمرو بن العلاء أحد القراء السبعة أريد أن تقرأ «وكلم الله موسى» بنصب اسم الله، ليكون موسى هو المتكلم لا الله فقال أبو عمرو هب أني قرأت هذه الآية كذا فكيف تصنع بقوله تعالى «وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ» الأعراف ؟ فبهت المعتزلي؟

النوع الثاني تحريف المعنى مع بقاء اللفظ على ما هو عليه

والمقصود به صرف اللفظ عن ظاهره، وما يفهمه كل عربي عن معناه، وهو الذي يسميه بعض المتأخرين بالتأويل، وهو أكثر خفاء من النوع الأول، وباب التأويل الفاسد وغير المستساغ باب عريض دخل منه الزنادقة لهدم الإسلام، حيث حرفوا النصوص وصرفوها عن معانيها الحقيقية، وحَمَّلُوها من المعاني ما يشتهون
قال ابن أبي العز الحنفي «وبهذا تسلط المحرفون على النصوص، وقالوا نحن نتأول ما يخالف قولنا، فسموا التحريف تأويلاً، تزيينًا له وزخرفة، ليقبل وقد ذم الله الذين زخرفوا الباطل، قال الله تعالى «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ»» الأنعام ، والعبرة للمعاني لا للألفاظ فكم من باطل أقيم على دليل مزخرف عورض به دليل الحق
ومن أمثلة التحريف تأويل المبتدعة لآيات الصفات كتفسير صفة الغضب بإرادة الانتقام وتفسيرهم الرحمة بإرادة الإنعام، وقولهم أن المراد باليدين النعمة أو القدرة، وكذلك تأويل الشفاعة والصراط والميزان، وعذاب القبر، ونحوها، وأسرف بعض القرامطة والباطنية ومن نحا نحوهم حينما جعلوا للقرآن ظاهرًا وباطنًا، فجعلوا الظاهر قرآن العامة، والباطن قرآن الخاصة
قال ابن تيمية رحمه الله «التأويل المذموم هو تأويل أهل التحريف والبدع الذين يتأولونه على غير تأويله، ويدعون صرف اللفظ عن مدلوله إلى غير مدلوله بغير دليل يوجب ذلك» الفتاوى
وقال أيضًا «هذا التأويل في كثير من المواضع أو أكثرها وعامتها من باب تحريف الكلم عن مواضعه، من جنس تأويلات القرامطة والباطنية، وهذا التأويل الذي اتفق سلف الأمة وأئمتها على ذمه، وصاحوا بأهله من أقطار الأرض ورموا في آثارهم بالشهب» الفتاوى
قال ابن القيم رحمه الله عن خطورة التأويل «أصل خراب الدين والدنيا إنما هو من التأويل الذي لم يرده الله ورسوله بكلامه، ولا دليل على أن الله أراده، وهل اختلفت الأمم على أنبيائهم إلا بالتأويل؟ وهل أريقت دماء المسلمين في الفتنة إلا بالتأويل؟ وليس هذا مختصًا بدين الإسلام فقط بل سائر أديان الرسل لم تزل على الاستقامة والسداد حتى دخلها التأويل، فدخل عليها من الفساد ما لا يعمله إلا رب العباد» إعلام الموقعين
علماء أنصار السنة يحذرون من خطورة التأويل الفاسد على المنهج
يقول العلامة الشيخ عبد الرزاق عفيفي أحد علمائنا البارزين ، محذرًا من خطورة التأويل الفاسد على المنهج
ولا يغترن إنسان بما آتاه الله من قوة في العقل وسعة في التفكير، وبسطة في العلم فيجعل عقله أصلاً، ونصوص الكتاب والسنة الثابتة فرعًا، فما وافق منها عقله قبله واتخذه دينًا، وما خالفه منها لوى به لسانه وحرفه عن موضعه، وأوله على غير تأويله إن لم يسعه إنكاره، وإلا رده ما وجد في ظنه إلى ذلك سبيلاً ثقة بعقله واطمئنانًا إلى القواعد التي أصلها بتفكيره واتهامه لرسول أو تحديدًا لمهمة رسالته وتضييقًا لدائرة ما يجب اتباعه فيه واتهامًا لثقاة الأمة وعدولها، وأئمة العلم، وأهل الأمانة الذين نقلوا إلينا نصوص الشريعة، ووصلت إلينا عن طريقهم قولاً وعملاً
فإن في ذلك قلبًا للحقائق، وإهدارًا للإنصاف مع كونه ذريعة إلى تقويض دعائم الشريعة وإلى القضاء وعلى أصولها
إذ طبائع الناس مختلفة واستعدادهم الفكري متفاوت وعقولهم متباينة، وقد تتسلط عليهم الأهواء، ويشوب تفكيرهم الأغراض، فلا يكادون يتفقون على شيء اللهم إلا ما كان من الحسيّات أو الضروريات
فأي عقل من العقول يُجعل أصلاً يحكم في نصوص الشريعة فترد أو تنزل على مقتضاه فهماً وتأويلاً
أعقل الخوارج في الخروج على الولاة، وإشاعة الفوضى وإباحة الدماء؟
أم عقل الجهمية في تأويل نصوص الأسماء والصفات وتحريفها عن موضعها وفي القول بالجبر؟
أم عقل المعتزلة ومن وافقهم في تأويل نصوص أسماء الله وصفاته ونصوص القضاء والقدر وإنكار رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة؟
أم عقل الغلاة في إثبات الأسماء والصفات، والغلاة في سلب المكلفين المشيئة والقدرة على الأعمال؟
أم عقل من قالوا بوحدة الوجود إلخ؟
ولقد أحسن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذ يقول «ثم المخالفون للكتاب والسنة، وسلف الأمة من المتأولين لهذا الباب في أمرٍ مريج، فإن من أنكر الرؤية يزعم أن العقل يحيلها، وأنه مضطر فيها إلى التأويل، ومن يحيل أن لله علمًا وقدرة، وأن يكون كلامه غير مخلوق ونحو ذلك يقول إن العقل أحال ذلك فاضطر إلى التأويل، بل من ينكر حقيقة حشر الأجساد والأكل والشرب الحقيقيين في الجنة يزعم أن العقل أحال ذلك وأنه مضطر إلى التأويل، ومن يزعم أن الله ليس فوق العرش يزعم أن العقل أحال ذلك وأنه مضطر إلى التأويل
ويكفيك دليلاً على فساد قول هؤلاء أنه ليس لواحد منهم قاعدة مستمرة فيما يحيله العقل، بل منهم من يزعم أن العقل جوّز وأوجب ما يدعي الآخر أن العقل أحاله، فيا ليت شعري، بأي عقل يوزن الكتاب والسنة؟
فرضي الله عن الإمام مالك حيث قال أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد ؟ «مجموع الفتاوى»
هذا وإن فريقًا ممن قدسوا عقولهم، وخدعتهم أنفسهم، واتهموا سنة نبيهم، قد أنكروا رفع الله نبيه عيسى ابن مريم إلى السماء حيًا بدنًا وروحًا، ونزوله آخر الزمان حكمًا عدلاً، لا لشيء سوى اتباع ما تشابه من الآيات دون ردها إلى المحكم منها، واتباعًا لما ظنوه دليلاً عقليًا، وهو ما هو إلا وهم وخيال، وردوا ما ثبت من سنة النبي نزولاً على ما أصلوه من أنفسهم من أن العقائد لا يستدل عليها بأحاديث الآحاد، واتهاماً لبعض الصحابة فيما نقلوا من الأحاديث، وفي ذلك جرأة على الثقات من أهل العلم والعرفان دون حجة أو برهان
وللحديث بقية إن شاء الله تعالى

---

No comments:

Post a Comment