بسم الله الرحمن الرحيم
الشُبْهَةُ الخَامِسَةُ عَشْرَةَ
قالَ صاحبُ كتابِ حسن المُحَاجَجَة [538]: إذا كانَ الله تعالى - عندكم - فوقَ العالمِ بـائـنًا مـنـهُ خارجًا منهُ فهوَ - إذًا - إمَّا أنْ يكونَ مماسًّا للعـالمِ أو منفـصـلًا عنهُ، فإنْ قلتم: إنَّهُ مماسُّ للعالمِ فأنتم مبتدعةٌ مجسمةٌ. وإنْ قلتم: إنَّهُ منفصلٌ عَنِ العالمِ - فيقالُ - إذن - توجدُ المسافةُ بيَن العالمِ وبيَن الله تعالى فهذهِ المسافةُ إنْ كانتْ عدميَّةً فصارَ الله مماسًّا بالعالمِ، وإنْ كانتْ وجوديَّةً فهي جزءٌ مِنَ العالمِ، فيلزم أنَّ الله منفصلٌ عَنِ العالمِ بجزءٍ مِنَ العالم.
والجوابُ أنْ يقالَ:
إنَّ السَّلفَ قالوا: إنَّ اللهَ تعالى فَوْقَ العالَمِ بائنٌ عنهُ وهذا القدرُ كافٍ في العقيدةِ، ولم يخوضوا في المسافةِ، هلْ بينَ الله وبيَن العالمِ مسافةٌ أمْ لا، وكمْ مقدارُ هذهِ المسافةِ وهلْ تلكَ المسافةُ جزءٌ منَ العالمِ أمْ لا؟ وذلكَ لوجهينِ:
الأولُ:
خشيةَ الدخولِ في الكيفِ.
والثاني:
خشيةَ الدخولِ في دائرةِ الغيبِ بدونِ خبرٍ منَ الله تعالى.
فالواجبُ على المسلمِ أنْ يعتقدَ أنَّ الله تعالى فوقَ العرشِ وقاهرٌ فوقَ عبادهِ عالٍ على الكونِ بائنٌ عنْ خلقهِ، ولا يدخلُ في الكيفِ.
وإننا نعلمُ بالاضطرارِ منْ دينِ الإسلامِ: أنَّ الموجودَ موجودانِ: خالقٌ ومخلوقٌ.
فالله تعالى بذاتهِ وصفاتهِ خالقٌ، وما سواهٌ عالمٌ - وهوَ الكونُ - وهوَ مخلوقٌ والله تعالى فوقَ الكونِ بائنٌ عنْ خلقهِ. فليسَ وراءَ هذا الكونِ شيءٌ موجودٌ غير الله تعالى لا المسافةُ ولا غيرهَا.
فالذي يُنْكِرُ علوَّ الله تعالى على خلقهِ بشبهةِ المسافةِ. فهُوَ المُشَبِّهُ في الحَقِيقَةِ أَوَّلًا؛ لأنَّهُ قدْ شبَّهَ فوقيَّةَ الله تعالى، بفوقيَّةِ رجلٍ على سطحِ بيتهِ، ولذلكَ دخلَ في المسافةِ وكيفيَّتها.
ثُمَّ هُوَ المُعَطِّلُ ثَانِيًا؛ لأنَّهُ عطَّلَ صفةَ علوِّ الله تعالى خشيةَ المسافةِ.
ثُمَّ هُوَ المُشَبِّهُ ثَالِثًا؛ لأنَّهُ قدْ وقعَ في أشنعِ ممَّا فرَّ منهُ وهو خوفُ الوقوعِ في التَّشبيهِ. لأنَّهُ لمَّا عطَّلَ صفةَ علوِّ الله تعالى خشيةَ التَّشبيهِ وقالَ: إنَّ الله لا داخلَ العالمِ ولا خارجهُ ولا فوقهُ ولا تحتهُ؛ شبَّهَ الله تعالى بالمعدومِ بل بالممتنعِ[539].
فتبًّا لذوي العقولِ الخائضةِ، والقلوب المعطِّلةِ، والنَّفوسِ الجاحدةِ، فما قدروا الله حقَ قدرهِ، والأرضُ جميعًا قبضتهُ يومَ القيامةِ، والسماواتُ مطوياتٌ بيمينهِ سبحانه وتعالى عمَّا يشركون.
فاسمعْ وتعقَّلْ ما يقالُ لكَ وتدبَّرْ ما يلقى إليكَ، والجأ إلى الإيمانِ بالغيبِ، فليسَ الخبرُ كالمعاينة. ودعِ المكابرةَ والمراءَ، فإنَّ المراءَ في القرآنِ كفرٌ، ما أنا قلتهُ بلِ المصطفى صلى الله عليه وسلم قاله[540].
قالَ صاحبُ كتابِ حسن المُحَاجَجَة [538]: إذا كانَ الله تعالى - عندكم - فوقَ العالمِ بـائـنًا مـنـهُ خارجًا منهُ فهوَ - إذًا - إمَّا أنْ يكونَ مماسًّا للعـالمِ أو منفـصـلًا عنهُ، فإنْ قلتم: إنَّهُ مماسُّ للعالمِ فأنتم مبتدعةٌ مجسمةٌ. وإنْ قلتم: إنَّهُ منفصلٌ عَنِ العالمِ - فيقالُ - إذن - توجدُ المسافةُ بيَن العالمِ وبيَن الله تعالى فهذهِ المسافةُ إنْ كانتْ عدميَّةً فصارَ الله مماسًّا بالعالمِ، وإنْ كانتْ وجوديَّةً فهي جزءٌ مِنَ العالمِ، فيلزم أنَّ الله منفصلٌ عَنِ العالمِ بجزءٍ مِنَ العالم.
والجوابُ أنْ يقالَ:
إنَّ السَّلفَ قالوا: إنَّ اللهَ تعالى فَوْقَ العالَمِ بائنٌ عنهُ وهذا القدرُ كافٍ في العقيدةِ، ولم يخوضوا في المسافةِ، هلْ بينَ الله وبيَن العالمِ مسافةٌ أمْ لا، وكمْ مقدارُ هذهِ المسافةِ وهلْ تلكَ المسافةُ جزءٌ منَ العالمِ أمْ لا؟ وذلكَ لوجهينِ:
الأولُ:
خشيةَ الدخولِ في الكيفِ.
والثاني:
خشيةَ الدخولِ في دائرةِ الغيبِ بدونِ خبرٍ منَ الله تعالى.
فالواجبُ على المسلمِ أنْ يعتقدَ أنَّ الله تعالى فوقَ العرشِ وقاهرٌ فوقَ عبادهِ عالٍ على الكونِ بائنٌ عنْ خلقهِ، ولا يدخلُ في الكيفِ.
وإننا نعلمُ بالاضطرارِ منْ دينِ الإسلامِ: أنَّ الموجودَ موجودانِ: خالقٌ ومخلوقٌ.
فالله تعالى بذاتهِ وصفاتهِ خالقٌ، وما سواهٌ عالمٌ - وهوَ الكونُ - وهوَ مخلوقٌ والله تعالى فوقَ الكونِ بائنٌ عنْ خلقهِ. فليسَ وراءَ هذا الكونِ شيءٌ موجودٌ غير الله تعالى لا المسافةُ ولا غيرهَا.
فالذي يُنْكِرُ علوَّ الله تعالى على خلقهِ بشبهةِ المسافةِ. فهُوَ المُشَبِّهُ في الحَقِيقَةِ أَوَّلًا؛ لأنَّهُ قدْ شبَّهَ فوقيَّةَ الله تعالى، بفوقيَّةِ رجلٍ على سطحِ بيتهِ، ولذلكَ دخلَ في المسافةِ وكيفيَّتها.
ثُمَّ هُوَ المُعَطِّلُ ثَانِيًا؛ لأنَّهُ عطَّلَ صفةَ علوِّ الله تعالى خشيةَ المسافةِ.
ثُمَّ هُوَ المُشَبِّهُ ثَالِثًا؛ لأنَّهُ قدْ وقعَ في أشنعِ ممَّا فرَّ منهُ وهو خوفُ الوقوعِ في التَّشبيهِ. لأنَّهُ لمَّا عطَّلَ صفةَ علوِّ الله تعالى خشيةَ التَّشبيهِ وقالَ: إنَّ الله لا داخلَ العالمِ ولا خارجهُ ولا فوقهُ ولا تحتهُ؛ شبَّهَ الله تعالى بالمعدومِ بل بالممتنعِ[539].
فتبًّا لذوي العقولِ الخائضةِ، والقلوب المعطِّلةِ، والنَّفوسِ الجاحدةِ، فما قدروا الله حقَ قدرهِ، والأرضُ جميعًا قبضتهُ يومَ القيامةِ، والسماواتُ مطوياتٌ بيمينهِ سبحانه وتعالى عمَّا يشركون.
فاسمعْ وتعقَّلْ ما يقالُ لكَ وتدبَّرْ ما يلقى إليكَ، والجأ إلى الإيمانِ بالغيبِ، فليسَ الخبرُ كالمعاينة. ودعِ المكابرةَ والمراءَ، فإنَّ المراءَ في القرآنِ كفرٌ، ما أنا قلتهُ بلِ المصطفى صلى الله عليه وسلم قاله[540].
تعليق :
يقال للمعطل هل يُرى الله كله أم ليس كله ؟
إن قال كله فقد حدده وهذا تجسيم عنده
وإن قال ليس كله فقد بعضه وهو أيضا تجسيم
وإن قال لا هذا ولا هذا فقد نفى الرؤية لأن ما لا يرى كله أو ليس كله غير مرئي.
وغير هذه الخيارات الثلاثة مكابرة وخروج عن حضيرة العقلاء.
No comments:
Post a Comment