Saturday, July 24, 2010

هل حديث " ‏يا ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏مرضت فلم تعدني " من المتشابهات وأليس التأويل مذموما ؟

بسم الله الرحمن الرحيم 

عبد الرحمن السحيم
فضيلة الشيخ ما رأيكم فيمن يقول بأن الحديث التالي من المتشابهات و هل صحيح شرح الحديث بالنسبة للإمام النووي التالي :
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن الله عز وجل يقول يوم القيامة ‏ ‏يا ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏مرضت فلم تعدني قال يا رب كيف ‏‏ أعودك ‏ ‏وأنت رب العالمين قال أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده يا ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏استطعمتك فلم تطعمني قال يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين قال أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي يا ابن ‏ ‏آدم ‏ ‏استسقيتك فلم تسقني قال يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي ‏.
صحيح مسلم بشرح النووي

‏قوله عز وجل : ( مرضت فلم تعدني قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده , أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده ؟ ) ‏
‏قال العلماء : إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى , والمراد العبد تشريفا للعبد وتقريبا له . قالوا : ومعنى ( وجدتني عنده ) أي وجدت ثوابي وكرامتي , ويدل عليه قوله تعالى في تمام الحديث : " لو أطعمته لوجدت ذلك عندي , لو أسقيته لوجدت ذلك عندي " أي ثوابه . والله أعلم .

الجواب :
هذا الحديث ليس من المتشابِه ، لأن المتشابِه لا يُعرف معناه أو قد يلتبس معناه ولا يَظهر فيه وجه الصواب ، وهذا ظاهر في أن المراد بذلك هو العبد ، لأنه جاء التصريح به في الحديث نفسه .
ففيه : " يا ابن آدم مرضت فلم تعدني . قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما عَلِمْتَ أن عبدي فلانا مرض فلم تَعُدْه ؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده " .
وتَتِمّته : " يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني . قال : يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين ؟ قال : أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ؟ أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي ، يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني . قال : يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين ؟ قال : استسقاك عبدي فلان فلم ، تسقه ، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي " .
وقول الإمام النووي ليس من باب التأويل المذموم ، لأن التأويل المذموم أن يُصْرَف المعنى إلى غير المعنى الظاهر لغير قرينة ، أو لِقرينة مرجوحة . وهذا ليس فيه شيء من ذلك .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : فَجَعَلَ جُوع عبده جُوعَه ، ومَرَضَه مَرَضَه ، لأن العبد مُوافِق لله فيما يحبه ويرضاه ويأمر به وينهى عنه ، وقد عُرِفَ أن الرب نفسه لا يجوع ولا يمرض . اهـ .
وقال ابن القيم رحمه الله في قوله صلى الله عليه وسلم : " أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده " :
وهذا أبلغ من قوله في الإطعام والإسقاء : " لَوَجَدَّتَ ذلك عندي " فهو سبحانه عند المبْتَلَى بالمرض رحمة منه له وخيرا وقُرْبا منه لِكَسْرِ قَلْبِه بالمرض ، فإنه عند المنكَسِرَةِ قلوبهم . اهـ .
والله تعالى أعلم .

---

No comments:

Post a Comment