خرافات صوفية في طبقات الشافعية
(طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدّين السُبكي)
جمع وإعداد
أبي عبد الله غريب الأثري القسنطيني
عفا الله عنه
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد:
قاتل الله الصوفية، قاتل الله الصوفية، قاتل الله الصوفية !!!
في هذا الجمع ... خُرافات وأكاذيب وخُزعبلات قرأتُها في كتاب لصوفي كبير ابن صوفي كبير !!
أمّا الكتاب فهو: ((طبقات الشافعية الكُبرى)) أمّا المؤلّف فهو تاج الدّين السُبكي ابن تقيّ الدين السُبكي الصوفيان الكبيران.
لقد ذُهلتُ والله وأنا أقرأُ هذا الدجل في مثل هذا الكتاب ويعلم الله أنّي ما قصدتُ استخراج هذه الخُرافات ابتداءاً وإنّما فتحتُ هذا الكتاب لغرض آخر ولكنّي صُدمتُ حين قرأتُ هذا الدجل الصوفي في مثل هذا الكتاب.
فيا للأسف ويا للحسرة أن يكتُب عاقل فضلا عن عالم في كتابه مثل هذه الخرافات والخُزعبلات والشركيات والكفريات!!
لستُ أفهمُ كيف استطاع الفرسُ أن يخذعوا النّاس بالتصوّف ولستُ أفهم كيف استطاع الرافضة إمرار دينهم في المسلمين باسم التصوّف؟! مع أنّ ضلال التصوّف وبُطلانهُ ظاهر للعيان... نسأل الله السلاممة والعافية ونحمده ونشكره على نعمة الإسلام والسنّة.
يعلمُ الله أنّي لما فتحتُ المُجلّد الثامن من الطبقات كُنتُ قد أنهيتُ للتوّ موضوعا بعنوان ((جناية الطرق الصوفية على الأمّة الجزائرية)) فإذا بي وأنا أقرأُ ما ستقرؤون أجدني مضطراً ومدفوعا ومُتحمّسا لجمع هذه المادة التي أسأل الله أن يجعلها سبباً في كشف زيف التصوّف ورجوع المسلمين إلى دينهم رجوعا وعودة سليمة اللهمّ آمين.
مع العلم أنّي لستُ بعالم ولا طالب علم متمكّن إنّما أنا مُتطفّلٌ على هذا العلم الشرعي في أوّل مراحل الطلب هذا كلُّ ما في الأمر.
أقول هذذا حتى لا أُرمى بما أنا بريء منه وحتى لا أتشبّعُ بما لم أُعطى... وأنا أُطالب كلّ طالب علم يجد في نفسه شيء ممّا أكتب أو يلاحظ علي خطأ أو أكثر أن يُنبّهني ويُرشدني بالتي هي أحسن ... والله يعلمُ أنّي أقول هذا الكلام من صميم فؤادي وأنّي مُستعدٌّ للرجوع عن أي خطأ بلا تردّد ولا استكبار.
وفقني الله وإخواني السلفيين إلى ما فيه الخير والصلاح في الدارين. آمين.
أخوكم: أبو عبد الله غريب الأثري القسنطيني، ستر الله عيوبه.
تنبيه: سأنقل كلام السبكي بالحرف ولن أزيد عليه شيء، ولن أعلّق على أيّ شيء سوى وضع علامات التعجّب (!!) أمام كلّ خرافة ذكرها في كتابه هذا.
وسأُحاول في المُستقبل أن أُطالع باقي الأجزاء السبعة وأستخرج منها ما فيها من خرافات وخُزعبلات.
1) ذكر السبكي في ترجمة (( أحمد بن إبراهيم بن عمر بن الفرج بن أحمد بن سابور أبو العباس الواسطي الشيخ عز الدين الفاروثي)) برقم: (1042) قصص خرافية فمن ذلك:
أخبرنا أبو عبد الله الحافظ بقراءتي عليه قال حكى لنا صاحبنا ابن يونس الواسطي المقري أن الشيخ عز الدين أظهر أنه يريد سفرا وطلب الأصحاب وبقي يقول ((قد عرض لنا سفر فاجعلونا في حل)) فيتعجبون وقال لهم ((أريد السفر إلى شيراز يوم الثلاثاء وأظنني أموت ذلك اليوم))فمات يومئذ. (!!)
وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ إذنا خاصا أن علاء الدين الكندي ذكر له أن الشيخ عز الدين الفاروثي شاهد بالعراق رجلا مكث سنين لا يأكل ولا يشرب. (!!)
قال شيخنا أبو عبد الله وقد حدثني عدد أثق بهم أن امرأة كانت بالأندلس بقيت نحوا من عشرين سنة لا تأكل شيئا (!!) وأمرها مشهور.
ذكر شيخنا ذلك في ترجمة أبي العباس عيسى بن محمد بن عيسى الطهماني اللغوي وقد أورد ما ذكره الحاكم أبو عبد الله الحافظ في تاريخ نيسابور من أنه سمع أبا زكريا العنبري يقول سمعت أبا العباس فذكر قصة المرأة التي لا تأكل ولا تشرب.
(طبقات الشافعية 8/5-13)
2) وذكر في ترجمة ((أحمد بن محمد الشيخ الصالح أبو العباس الملثم)):
(8/35-37)برقم (1058):
كان من أصحاب الكرامات والأحوال والمقامات العاليات ويحكى عنه عجائب وغرائب.
وكان مقيما بمدينة قوص له بها رباط وعرف بالملثَم لأنه كان دائما بلثام.
وكان من المشايخ المعمرين بالغ فيه قوم حتى قالوا إنه من قوم يونس عليه السلام(!!) وقال آخرون إنه صلى خلف الشافعي رضي الله عنه(!!) وإنه رأى القاهرة أخصاصا قبل بنائها. (!!)
ومن أخص الناس بصحبته تلميذه الشيخ الصالح عبد الغفار بن نوح صاحب كتاب الوحيد في علم التوحيد وقد حكى في كتابه هذا كثيرا من كراماته.
وذكر أنه كان عادته إذا أراد أن يسأل أبا العباس شيئا أو اشتاق إليه حضر وإن كان غائبا ساعة مرور ذلك على خاطره(!!)
قال وسألني يوما بعض الصالحين أن أسأله عما يقال إنه من قوم يونس ومن أنه رأى الشافعي قال فجاءني غلام عمي وقال لي الشيخ أبو العباس في البيت وقد طلبك وكنت غسلت ثوبي ولا ثوب لي غيره فقمت واشتملت بشيء ورحت إليه فوجدته متوجها فسلمت وجلست وسألته عما جرى بمكة وكنت أعتقد أنه يحج في كل سنة فإنه كان زمان الحج يغيب أياما يسيرة ويخبر بأخبارها فلما سألته أخبرني بما جرى بمكة ثم تفكرت ما سأله ذلك الرجل الصالح فحين خطر لي التفت إلي وقال لي يا فتى ما أنا من قوم يونس أنا شريف حسيني وأما الشافعي فمتى مات ما له من حين مات كثير نعم أنا صليت خلفه وكان جامع مصر سوقا للدواب وكانت القاهرة اخصاصا.
فأردت أن أحقق عليه فقلت صليت خلف الإمام الشافعي محمد بن إدريس !؟
فتبسم وقال في النوم يا فتى في النوم يا فتى وهو يضحك.
وكان يوم الجمعة فاشتغلنا بالحديث وكان حديثه يلذ بالمسامع فبينما نحن في الحديث والغلام يتوضأ فقال له الشيخ إلى أين يا مبارك فقال إلى الجامع فقال وحياتي صليت فخرج الغلام وجاء فوجد الناس خرجوا من الجامع.
قال عبد الغافر فخرجت فسألت الناس فقالوا كان الشيخ أبو العباس في الجامع والناس تسلم عليه.
قال عبد الغافر وفاتتني صلاة الجمعة ذلك اليوم
قال ولعل قوله صليت من صفات البدلية فإنهم يكونون في مكان وشبههمفي مكان آخر وقد تكون تلك الصفة الكشف الصوري الذي ترتفع فيه الجدران ويبقى الاستطراق فيصلي كيف كان ولا يحجبه الاستطراق. (!!)
قال عبد الغافر وكنت عزمت على الحجاز وحصل عندي قلق زائد فأنا أمشي في الليل في زقاق مظلم وإذا يد على صدري فزاد ما عندي من القلق فنظرت فوجدته الشيخ أبا العباس فقال يا مبارك القافلة التي أردت الرواح فيها تؤخذ والمركب الذي يسافر فيه الحجاج يغرقفكان الأمر كذلك(!!).
قال وكان الشيخ أبو العباس لا يخلو عن عبادة يتلو القرآن نهارا ويصلي ليلا قال وكان أبوه ملكا بالمشرق
قال وقلت له يوما يا سيدي أنت تقول فلان يموت اليوم الفلاني وهذه المراكب تغرق وأمثال ذلك والأنبياء عليهم السلام لا يقولون ولا يظهرون إلا ما أمروا به مع كمالهم وقوتهم ونور الأولياء إنما هو رشح من نور النبوة فلم تقول أنت هذه الأقوال ؟!
فاستلقى على ظهره وجعل يضحك ويقول وحياتي وحياتك يا فتى ما هو باختياري (!!)
توفي الشيخ أبو العباس يوم الثلاثاء رابع عشرين من شهر رجب سنة اثنتين وسبعين وستمائة وهو مدفون برباطه بمدينة قوص مقصود للبركة (!!).
******
3) وذكر في ترجمة : ((أحمد بن عيسى بن عجيل اليمني)) (8/40-41) برقم: (1061)قال:
الإمام العالم العامل الولي الزاهد العارف صاحب الأحوال والكرامات
ومما يؤثر من كراماته أن بعض الناس جاء إليه وفي يده سلعة فقال له ادع الله أن يزيل عني هذه السلعة وإلا ما بقيت أحسن ظني بأحد من الصالحين (!!)
فقال له لا حول ولا قوة إلا بالله ومسح على يده وربط عليها بخرقة وقال له لا تفتحها حتى تصل إلى منزلك.
فخرج من عنده فلما كان في بعض الطريق أراد أن يتغدى ففتح يده ليأكلوكانت في كفه اليمنى فلم ير لها أثرا وذهبت عنه بالكلية (!!)
وكأن الشيخ أراد ستر الكرامة بالخرقة لئلا تظهر في الحال.
ومن المشهور أن بعض فقهاء اليمن الصالحين من قرابة ابن العجيل هذا سمعه في قبره يقرأ سورة النور(!!)
******
4) وذكر في ترجمة : (أحمد بن يوسف بن حسن بن رافع الشيباني الشيخ موفق الدين أبو العباس الموصلي)) (8/42) برقم (1063): وكان يقالإنه يعرف الاسم الأعظم ولازم جامع الموصل نيفا وأربعين سنة.
وقيل إنه كان ينفق من الغيب(!!) قال شيخنا الذهبي ولا أعتقد صحة ذلك ويحكى عنه من الكرامات ما يطول شرحه. اهـ
******
5) وقال في ترجمة ((محمد بن الحسين بن عبد الرحمن الأنصاري)) (8/55) (برقم:1072):
توفي الفقيه أبو الطاهر سحر يوم الأحد سابع ذي القعدة سنة ثلاث وثلاثين وستمائة بمصر ودفن بسفح المقطم.
قال ابن القليوبي وقبره مشهور بإجابة الدعاء عنده والناس يقصدونه لذلك سمعت والدي يقول قبر الشيخ الدرياق المجرباهـ (!!)
******
6) وذكر في ترجمة ((إبراهيم بن معضاد بن شداد بن ماجد الجعبَري )) (8/123) برقم (1111): الشيخ الصالح المشهور بالأحوال والمكاشفات (!!)
إلى أن قال: ... وكان يعِظُ الناس ويتكلم عليهم وتحصل في مجالسه أحوال سَنية وتُحكى عنه كراماتٌ بهية....
وكان أبو العباس العراقي ينكِر عيه إنكارا كثيرا وكانت في الشيخ حِدة وربما شتم في الوعظ ونال من بعض الحاضرين وطُلب مرة إلى مجلس بعض القضاة وادُّعي عليه بألفاظٍ قيل إنها بدرت منه فقال له القاضي أجِب فأخذ يقول ((شقع بقع يا الله بقع)) يكرِّر ذلك وخرج من المجلس عَجِلا لم يقدِر أحد أن يرُده فقام القاضي وركب بغلته فوقع وانكسرت يدُه. (!!)
... ولما دنت وفاته جاء بنفسه إلى موضع يدفن فيه وقال هذا قبير جاءك دُبَير وتوفي عقيب ذلك يوم السبت رابع عِشري المحرم سنة سبع وثمانين وستمائةاهـ
******
7) وذكر في ترجمة ((إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن إسماعيل بن ميمون)) (8/130) برقم (1117):
الشيخ الإمام الورِع الزاهد الولي الكبير العارف قطبُ الدين الحضرمي... قال الشيخ الحافظ عفيف الدين المطري أبقاه الله مصنفاته فيما يتعلق بالمذهب ببلاد اليمن شهيرة وكراماته ظاهرة كادت تبلغ التَّواتُر ... قلتُ ومما حكي من كراماته واستفاض أنه قال يوما لخادمه وهو في سفرتقول للشمس لتقف حتى نصِل إلى المنزل وكان في مكان بعيد وقد قرُب غروبُها فقال لها الخادم قال لك الفقيه إسماعيل قفي فوقفت حتى بلغ مكانه ثم قال للخادم ما تطلق ذلك المحبوس فأمرها الخادم بالغروب فغَرَبت وأظلم الليل في الحال(!!)
وروي أنه مرَّ يوما على مقبرة ومعه جماعة فبكى بكاء شديدا ثم ضحك في الحال فسُئل عن ذلك فقال رأيتُ أهل هذه المقبرة يعذَّبون(!!) فبكيتُ لذلك ثم سألتُ ربي أن يشفِّعني فيهم فشفَّعني فقالت صاحبة هذا القبر -وأشار إلى قبرٍ بعيد العهد بالحفر- وأنا معهم يا فقيه إسماعيل أنا فلانة المغنية فضحكتُ وقلتُ وأنتِ معهم قال ثم أرسل إلى الحفَّار وقال هذا قبرُ من فقال قبرُ فلانة المغنية (!!) اهـ
********
8) وذكر في ترجمة ((عبد الرحمن بن عبد العلي المصري الشيخ عماد الدين ابن السكري)) (8/170) برقم (1164): ...وبلغنى أن الشيخ عبد الرحمن النويري وهو رجل صالح كان في زمانه كثير المكاشفات والحكم بها وكان القاضي عماد الدين ينكر عليه فبلغ القاضي أنه أكثر الحكم بالمكاشفات فعزله فقال النويري عزلته وذرِّيته فكانت. اهـ
*******
9) وذكر في ترجمة ((أبو بكر بن قوام بن علي بن قوام بن منصور بن معلا بن حسن ابن عكرمة بن هارون بن قيس بن ربيعة بن عامر ابن هلال بن قصي بن كلاب البالسي)) (8/401-402) برقم (1290):
...وقد ألف في مناقبه حفيده الشيخ أبو عبد الله محمد بن الشيخ عمر بن الشيخ أبي بكر مصنفا حسنا وأنا أذكر بعض ما فيه:
قال: كان إماما ورعا عالما زاهدا له كرامات وأحوال حسن الأخلاق لطيف الذات والصفات وافر الأدب والعقل دائم البشر مخفوض الجناح كثير التواضع شديد الحياء متمسكا بالآداب الشرعية.
قال وكان الشيخ أبو بكر يقول كانت الأحوال تطرقني في بداية أمري فكنت أخبر بها شيخي فنهاني عن الكلام فيها وكان عنده سوط يقول متى تكلمت في شيء من هذا ضربتك بهذا السوط ويأمرني بالعمل ويقول لي لا تلتفت إلى شيء من هذه الأحوال فما زلت معه كذلك حتى كنت عنده في بعض الليالي وكانت لي أم ضريرة وكنت بارا بها ولم يكن لها من يخدمها غيري فاستأذنت الشيخ في المضي إليها فأذن لي وقال إنه سيحدث لك في هذه الليلة أمر عجيب فأثبت له ولا تجزع(!!)
فلما خرجت من عندهوأنا مار إلى جهة أمي سمعت صوتا من جهة السماء فرفعت رأسي فإذا نور كأنه سلسلة متداخل بعضها في بعض فالتفت على ظهري حتى أحسست ببردها في ظهري فرجعت إلى الشيخ فأخبرته بما وقع لي فقال الحمد لله وقبلني بين عيني وقال يا بني الآن تمت النعمة عليك أتعلم ما هذه السلسلة ؟
فقلت لا.
فقال هذه سنة رسول الله(!!) وأذن لي في الكلام وكان قد نهاني عنه.
وكان يقول حضرت بين يدي رسول الله وذلك أن الخضر عليه السلام جاءني في بعض الليالي وقال قم يا أبا بكر فقمت معه فانطلق بي حتى أحضرني بين يدي رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والأولياء رضي الله عنهم فسلمت عليهم فردوا علي السلام.
فقال رسول الله: يا أبا بكر.
فقلت لبيك يا رسول الله.
فقال إن الله قد اتخذك وليا فاختر لنفسك واشترط.
فوفقني الله تعالى وقلت يا رسول الله أختار ما اخترته أنت لنفسك(!!) فسمعت قائلا يقول إذا لا نبعث لك من الدنيا إلا قوتك ولا نبعثه إلا على يد صاحب آخرة.
فقال رسول الله تقدم يا أبا بكر فصل بنا فهبت من رسول الله والصحابة والأولياء أن أتقدم فقلت في نفسي كيف أتقدم على جماعة فيهم رسول الله؟!
فقال رسول الله تقدم فإن في تقدمك سر الولاية ولتكون إماما يقتدي بك فتقدمت بأمر رسول الله وصليت بهم ركعتين قرأت في الأولى بالفاتحة و((إنا أعطيناك الكوثر)) وفي الثانية بالفاتحة و((قل هو الله أحد)) (!!)
وفي (8/403 وما بعدها بتصرّف): قال:
ذكر ما أظهره الله تعالى له من الكرامات والأحوال:
سمعته يوما وقد دخل إلى البيت وهو يقول لزوجته ولدك قد أخذه قطاع الطريق في هذه الساعة وهم يريدون قتله وقتل رفاقه فراعها قول الشيخ رضي الله عنه فسمعته يقول لها لا بأس عليك وإني قد حجبتهم عن أذاه وأذى رفاقه غير أن مالهم يذهب وغدا إن شاء الله يصل هو ورفاقه فلما كان من الغد وصلوا كما ذكر الشيخ وكنت فيمن تلقاهم وأنا يومئذ ابن ست سنين وذلك سنة ست وخمسين وستمائة (!!)
وحدثني الشيخ شمس الدين الخابوري قال خرجت إلى زيارة الشيخ ووقع في نفسي أن أسألة عن الروح ولما حضرت بين يديه أنسيت من هيبته ما كان وقع في نفسي من السؤال فلما ودعته وخرجت إلى السفر سير خلفي بعض الفقراء فقال لي كلم الشيخ فرجعت إليه فلما دخلت عليه قال لي يا أحمد !
قلت لبيك يا سيدي.
قال ما تقرأ القرآن ؟!
قلت بلى يا سيدي !
قال اقرأ يا بني ((ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)) يا بني شيء لم يتكلم فيه رسول الله كيف يجوز لنا أن نتكلم فيه (!!)
وحدثني الشيخ إبراهيم بن الشيخ أبي طالب البطائحي قال كان الشيخ يقف على حلب ونحن معه ويقول والله إني لأعرف أهل اليمين من أهل الشمال منها ولو شئت أن أسميهم لسميتهم ولكن لم نؤمر بذلك ولا انكشف سر الحق في الخلق (!!)
وحدثني الشيخ معضاد بن حامد بن خولة قال كنا مع الشيخ في حفر النهر الذي ساقه إلى بالس فاجتمع عندنا في بعض الأيام خلق كثير في العمل.
فبينما نحن نعمل إذ جاءنا راعد قوي فيه برد كبار فقال له الشيخ محمد العقى وكان من أجل أصحابه يا سيدي قد جاء هذا الراعد وربما يعطل الجماعة عن العمل.
فقال له الشيخ اعملوطيب قلبك.
فلما دنا الراعد منا استقبله الشيخ وأشار بيده إليه وقال خذ يمينا وشمالا بارك الله فيك فتفرق عنا بإذن الله وما زلنا نعمل والشمس طالعة علينا ...
وحدثني الشيخ الصالح محمد بن ناصر المشهدي قال كنت عند الشيخ وقد صلى صلاة العصر في المسجد الذي كان يصلي فيه وقد صلى معه خلق كثير فقال له بعض الحاضرين يا سيدي ما علامة الرجل المتمكن؟ وكان في المسجد سارية.
فقال:علامة الرجل المتمكن أن يشير إلى هذه السارية فتشتعل نورا فنظر الناس إلى السارية فإذا هي تشتعل نورا أو كما قال (!!)
وحدثني الشيخ إبراهيم بن الشيخ أبي طالب البطائحي قال كنت بحضرة الشيخ وقد نازله حال فقال يا إبراهيم أين مراكش فقلت يا سيدي في الغرب قال وبغداد قلت في الشرق.
قال وعزة المعبود لقد أعطيت في هذه الساعة حالا لو أردت أن أقول لبغداد كوني مكان مراكش ولمراكش كوني مكان بغداد لكانتا (!!)
وحدثني أيضا قال سئل الشيخ وأنا حاضر عن الرجل المتمكن ما علامته وكان بين يديه طبق فيه شيء من الفاكهة والرياحين.
فقال أن يشير بسن إلى هذا الطبق فيرقص جميع ما فيه فتحرك جميع ما كان في الطبق ونحن ننظر إليه (!!)
وسمعت الشيخ الصالح العابد إسماعيل بن أبي الحسن المعروف بابن الكردي يقول حججت مع أبوي فلما كنا بأرض الحجاز وسار الركب في بعض الليالي وكان أبواي راكبين في محارة وكنت أمشي تحتها فحصل لي شيء من القولنج فعدلت إلى مكان وقلت لعلي أستريح ثم ألحق الركب فنمت فلم أشعر إلا والشمس قد طلعت ولم أدر كيف أتوجه ففكرت في نفسي وفي أبوي فإنه لم يكن معهما من يخدمهما ولا من يقوم بشأنهما غيري فبكيت عليهما وعلى نفسي فبينما أنا أبكي إذ سمعت قائلا يقول ألست من أصحاب الشيخ أبي بكر بن قوام ؟
فقلت بلى والله.
فقال سل الله به فإنه يستجاب لك(!!)
فسألت الله به كما قال فوالله ما استتم الكلام إلا وهو واقف عندي وقال لا بأس عليك ووضع يده في يدي وسار بي يسيرا وقال هذا جمل أبويك فسمعتهما وهما يبكيان علي فقلت لا بأس عليكما وأخبرتهما بما وقع لي (!!!!!)
وحدثني أيضا قال كنا جلوسا مع الشيخ رضي الله عنه في تربة الشيخ رافع رضي الله عنه ونحن ننظر إلى الفرات إذ لاح لنا على شاطئ الفرات رجل.
فقال الشيخ أترون ذلك الرجل الذي على شاطئ الفرات ؟
فقلنا نعم.
فقال إنه من أولياء الله تعالى وهو من أصحابي وقد قصد زيارتي من بلاد الهند وقد صلى العصر في منزله وتوجه إلي وقد زويت له الأرض فخطا من منزله خطوة إلى شاطئ الفرات وهو يمشي من الفراتإلى ها هنا تأدبا منه معي وعلامة ما أقول لكم أنه يعلم أني في هذا المكان فيقصده ولا يدخل البلد (!!)
فلما قرب من البلد عرج عنه وقصد المكان الذي فيه الشيخ والجماعة فجاء وسلم وقال:يا سيدي أسألك أن تأخذ علي العهد أن أكون من أصحابك.
فقال له الشيخ وعزة المعبود أنت من أصحابي.
فقال الحمد لله لهذا قصدتك واستأذن الشيخ في الرجوع إلى البلد فقال له الشيخ أين أهلك قال في الهند قال متى خرجت من عندهم قال صليت العصر وخرجت لزيارتك فقال له الشيخ أنت الليلة ضيفنا فبات عند الشيخ وبتنا عنده.
فلما أصبحنا من الغد قال السفر فخرج الشيخ وخرجنا في خدمته لوداعه فلما صرنا في الصحراء وأخذ في وداع الشيخ وضع الشيخ يده بين كتفيه ودفعه فغاب عنا ولم نره فقال الشيخ وعزة المعبود في دفعتي له وضع رجله في باب داره بالهند أو كما قال(!!)
وسمعت الأمير الكبير المعروف بالأخضري وكان قد أسن يحكي لوالدي قال كنت مع الملك الكامل لما توجه إلى الشرق فلما نزلنا بالس قصدنا زيارة الشيخ مع فخر الدين عثمان وكنا جماعة من الأمراء فبينما نحن عنده إذ دخل رجل من الجند فقال يا سيدي كان لي بغل وعليه خمسة آلاف درهم فذهب مني وقد دللت عليك.
فقال له الشيخ اجلس وعزة المعبود قد قصرت على آخذه الأرض حتى ما بقى له مسلك إلا باب هذا المكان وهو الآن يدخل فإذا دخل وجلس فأشير إليك بالقيام فقم وخذ بغلك ومالك
فلما سمعنا كلام الشيخ قلنا لا تقوم حتى يدخل هذا الرجل.
فبينما نحن جلوس إذ دخل الرجل فأشار الشيخ إليه فقام وقمنا معه فوجدنا البغل والمال بالباب وأخذه صاحبه (!!)
...
وحدثني الشيخ الإمام العالم شمس الدين الخابوري قال كنت أكثر من ذكر الشيخ عند الفقهاء بالمدرسة النظامية بحلب فقالوا يجب أن نزوره معك ونسأله عن أشياء من فقه وتفسير وغيرهما فعزمنا على زيارته إلى بالس فبينما نحن عازمون إذ جاء بعض الفقراء فقال الشيخ يدعوك فقلت أين هو فقال في زاوية الشيخ أبي الفتح الكناني وكان من أصحابه رضي الله عنه فخرجت أنا وجماعة من الفقهاء إلى زيارته
قال فلما حضرنا عنده قال الشيخ محمد العفتى ما شأن هؤلاء الفقهاء فقلت جاءوا ليزوروا الشيخ ويسلموا عليه فقال قد حدث أمر عجيب!!
قلت وأي شيء قد حدث؟
قال قد ألجم الشيخ كل واحد منهم بلجام وقد مثل سره سبع وهو ينظر في وجه كل واحد منهم فلما طال بنا المجلس ولم يجسر أحد منهم أن يتكلم فقال لهم الشيخ لم لا تتكلموا لم لا تسألوا فما جسر أحد منهم أن يتكلم فقال لهم الشيخ لم لا تتكلموا لم لا تسألوا فما جسر أحد منهم أن يتكلم.
فقال الشيخ للذي على يمينه مسألتك كذا والجواب عنها كذا فما زال حتى أتى على آخرهم فقاموا بأجمعهم واستغفروا الله تعالى وتابوا (!!)
وحدثني الشيخ شمس الدين الخابوري قال سألت الشيخ عن قوله تعالى ((إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون)) وقد عُبد العزير وعيسى بن مريم ؟!
فقال تفسيرها ((إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون))
فقلت له يا سيدي أنت لا تعرف تكتب ولا تقرأ فمن أين لك هذا ؟!
فقال يا أحمد وعزة المعبود لقد سمعت الجواب فيها كما سمعت سؤالك (!!)...
وحدثني الشيخ تمام بن أبي غانم قال كنا جلوسا مع الشيخ ظاهر البلد في زمن الربيع وحوله جماعة من الناس فقال وعزة المعبود إني لأنظر إلى ساق العرش كما أني أنظر إلى وجوهكم(!!)
وحكى الحاج أيوب البشمنتي قال حججت في زمن الشيخ رضي الله عنه فلما كان ليالي منى وأنا جالس على راحلتي أتلو شيئا من القرآن وإذا أنا بالشيخ رضي الله عنه قائم إلى جانبي فأخذ بعضدي وسلم علي ومضى فلما قدمنا بالس أخبرني الجماعة قالوا سألنا عنك الشيخ فقال لنا هو جالس بمنى على راحلته وهو يتلو في سورة كذا وكذا وهذه يدي في عضده فقلت لهم والله الأمر كما قال (!!!)
وحدثني الشيخ شمس الدين الخابوري خطيب جامع حلب قال كنا مع الشيخ فلا يمر على صخر ولا على شيء إلا سلم عليه وكان الشيخ شمس الدين يقول كان في نفسي أن أسأل الشيخ عن خطاب هذه الأشياء له هل يخلق الله تعالى لها في الوقت لسانا تخاطبه به أو يقيم الله تعالى إلى جانبها من يخاطبه عنها ففاتني ولم أسأله عن ذلك (!!!)
وعنه أيضا قال كنا مع الشيخ في بعض أسفاره فدعي إلى مكان فلما دنونا إلى ذلك المكان تغير لونه وجعل يسترجع استرجاعا كثيرا فقلت يا سيدي أي شيء حدث ؟!
فقال إنا لما أقبلنا على هذه القرية جاءت أرواح الأموات تسلم علي وفيهم شاب حسن الوجه يقول قتلت ظلما قتلني رجلان من أهل هذه القرية كنت أرعى لهما غنما وهما أخوان فقتلاني في زمن الملك العزيز وذلك أنهما اتهماني ببنت لهما وكنت بريئا منها (!!)
قال الشيخ شمس الدين وكان الرجلان اللذان فعلا ذلك الفعل يسمعان كلام الشيخ وكان بيني وبينهما معرفة فلما خلوت بهما قالا لي يا فلان إن ما قال الشيخ والله إنه لحق وصحيح ونحن قتلناه فقلت لهما ما حملكما على ذلك قالا السبب الذي قاله الشيخ ثم تبين لنا أنه من غيره وأنه كان بريئا منه كما قال الشيخ رضي الله عنه (!!)
وحدثني الشيخ إبراهيم بن الشيخ أبي طاهر البطائحي المعروف بالضرير قال توفي والدي بدمشق فقال أصحابه لا ندعك تجلس على سجادته حتى تأتينا بإجازة من بيت سيدي أحمد رضي الله عنه فتوجهت لذلك وسافرت إلى البطائح فوافق عبوري على بالس فقصدت زيارة الشيخ ولم أكن رأيته قبل ذلك ولا رآني فلما أقبلت عليه رحب بي وأكرمني وحدثني بجميع ما وقع في أسفاري وأحوالي وما قصدته وقال إنك تقدم العراق وتقضي حاجتك به وتعود إلي سرعة فقلت له يا سيدي وما هي حاجتي فقال أن تعطى إجازة بالمشيخة وأن تكون مكان أبيك وكان الأمر كما قال(!!!)
فلما قدمت البطائح ودفع إلي إجازة وسجادة وخرجت لأتوضأ للصلاة فأوقع الله تعالى في قلبي الشوق إليه فألقيت الإجازة في الماء وتوجهت إليه فلما قدمت عليه وجدت بحضرته خلقا كثيرا وهو يتكلم لهم فجلست مع الناس أسمع كلامه فتكلم طويلا ثم التفت إلي وقال يا إبراهيم!
قلت لبيك يا سيدي!
قال أنت لي ومريدي!!
وقال لمن في حضرته انظروا إلى جبهته فنظروا فقال ما تشهدون في جبهته قالوا بأجمعهم نشهد بين عينيه هلال نور فقال هذا شعار أصحابي (!!)
فتقدمت إليه وأخذ علي العهد وصرت من أصحابه رضي الله عنه.
وسمعته أيضا قال كنت مقيما عند الشيخ فخطر لي السفر إلى العراق فاستأذنته في السفر فأذن لي وقال إبراهيم أريد أن أخلع عليك خلعة لا تدخل بها على أحد إلا ابتهج بك وخدمك بسببها فكان كما قال ما دخلت على أحد إلا خدمني وأكرمني(!!)
فلما دخلت بغداد نزلت في بعض الربط فخدموني وأكرموني فدعي أهل الرباط ليلة إلى مكان وكنت في صحبتهم فلما دخلنا إلى المكان الذي دعينا إليه وجلسنا وكان فيه خلق كثير فقام منهم رجل تركي وقال يا أصحابنا على هذا الفقير الشامي خلعة لم أر مثلها فقلت لهم هي من صدقات شيخي علي فقال الجميع أعاد الله علينا من بركته وبركة أمثاله(!!!!!)
وسمعت والدي رحمه الله يقول لما كان في سنة ثمان وخمسين وستمائة وكان الشيخ في حلب وقد حصل فيها ما حصل من فتنة التتار وكان في المدرسة الأسدية فقال يا بني اذهب إلى الدار التي لنا فلعلك تجد ما نأكل قال فذهبت كما قال إلى الدار فوجدت الشيخ عيسى الرصافي وكان من أصحابه مقتولا في الدار وقد حرق وعليه دلق الشيخ لم يحترق ولم تمسه النار فأخذته وخرجت به فوجدني بعض بني جهبل وكانوا من أصحابه فسألني فأخبرته بخبر الدلق فحلف علي بالطلاق وأخذه مني.
وحدثني الشيخ الصالح الناسك الشيخ إسماعيل بن سالم المعروف بالكردي قال كان لي غنم وكان عليها راع فسرح بها يوما على عادته فلما كان وقت رجوعه لم يرجع فخرجت في طلبه فلم أجده ولم أجد له خبرا فرجعت إلى الشيخ فوجدته واقفا على باب داره فلما رآني قال لي ذهبت الغنم قلت نعم يا سيدي قال قد أخذها اثنا عشر رجلا وهم قد ربطوا الراعي بوادي كذا وقد سألت الله تعالى أن يرسل عليهم النوم وقد فعل (!!)
فامض إلى مكان كذا تجدهم نياما والغنم ربطا إلا واحدة قائمة ترضع سخلتها.
قال فمضيت إلى المكان الذي قال فوجدت الأمر كما قال واحدة قائمة ترضع سخلتها قال فسقت الغنم وجئت إلى البلد رضي الله عنه.
وحدثني الشيخ شمس الدين الدبالعي قال حدثني فلك الدين ابن الخزيمي قال كنت بالشام في السنة التي أخذت فيها بغداد بعد أن ضاق صدري من جهة ما أصاب المسلمين وأهلي أيضا فسافرت لآخذ خبر أهلي وكان سفري على بالس فقصدت زيارة الشيخ فأتيته فسلمت عليه وجلست بين يديه فحدثني فشرح الله صدري فقال لي أهلك سلموا إلا أخاك مات وأهلك في مكان صفته كذا وكذا والناظر عليهم رجل صفته كذا وقبالة الدرب الذي هم فيه دار فيها شجر
فلما قدمت بغداد وجدت الأمر كما أخبرني رضي الله عنه وأنا سكنت الدرب الذي أخبر عنه الشيخ ورأيت الدار التي فيها الشجر وهي شجرة رمان وغيرها (!!!)
وحدثني الشيخ إبراهيم بن الشيخ أبي طالب البطائحي قال كنت جالسا عند الشيخ فجاء إنسان فقال يا سيدي ذهب البارحة لي جمل وعليه حمل فلم يرد الشيخ عليه جوابا فقلت له يا سيدي إن الرجل ملهوف على ذهاب جمله فلعل أن تجيبه.
فقال لي يا إبراهيم إنه لما قال لي جملي رأيت رسنه بيده فبرز من القتب سيف فقلع رسنه من يده وما بقى له فيه رزق فأستحيي أن أوحشه بالرد.
ومنه أنه حضر جنازة وكان فيها جماعة من أعيان البلد فلما جلسوا لدفن الميت جلس القاضي والخطيب والوالي في ناحية وجلس الشيخ والفقراء في ناحية وتكلم القاضي
والوالي في كرامات الأولياء وأنه ليس لها حقيقة وكان الخطيب رجلا صالحا فلما قاموا ليعزوا أهل الميت جاء الجماعة ليسلموا على الشيخ فقال الشيخ يا خطيب أنا لا أسلم عليك فقال ولم يا سيدي فقال إنك لم ترد غيبة الأولياء ولم تنتصر لهم.
والتفت الشيخ إلى القاضي والوالي وقال أنتما تنكران كرامات الأولياء فما تحت أرجلكما قالا لا نعلم قال تحت أرجلكما مغارة ينزل إليها بخمس درجات فيها شخص مدفون هو وزوجته وها هو قائم يخاطبني ويقول كنت ملك هذين البلدين نحو ألف عام وهو على سرير وزوجته قبالته ولا تبرح من هذا المكان حتى يكشف عنها.
فدعا بفؤوس وكشف المكان والجماعة حاضرون فوجدوه كما قال الشيخ والمغارة إلى هذا التاريخ مفتوحة ترى وتشهد على جانب طريق حلب. (!!)
وحدثني الشيخ الصالح الناسك الورع علي بن سعيد المعروف بالزريزير قال أخذ علي الشيخ العهد وأنا شاب فخطر لي زيارة القدس فاستأذنته في ذلك فقال يا بني أنت شاب وأخشى عليك فألححت عليه فإذن لي وقال سأجعل سري عليك كالقفص الحديد وقال لي إذا قدمت قصير دمشق فادخل القرية واسأل عن الشيخ علي بن الجمل وزره فإنه من أولياء الله تعالى.
قال فلما دخلت القرية سألت عنه فدللت عليه فلما طرقت الباب خرج إلي بعض أهله وقال لي ادخل يا علي باسمي فإن الشيخ قد أوصى بك وقال يقدم عليكم فقير اسمه علي من أصحاب الشيخ أبي بكر بن قوام فأذنوا له بالدخول حتى أجيء.
قال فدخلت وجلست حتى جاء الشيخ فقمت وسلمت عليه فرحب بي وقال لي يا علي البارحة جاءني الشيخ وأوصاني بك وأيضا فلا بأس عليك فإن سر الشيخ عليك كالقفص الحديد ...
فلما عدت إلى بالس بدأت بالسلام على الشيخ فلما سلمت عليه أخبرني بجميع ما وقع لي في سفري (!!) اهـ كلام التاج السُبكي !!
وفي هذا القدر كفاية من نقل خرافات الصوفية المُتناثرة في المُجلّد الثامن من طبقات الشافعية الكُبرى ... التي يكفي في نقضها مجرّد حكايتها ! وكلّ صاحب عقل سليم وفطرة نقيّة يعلمُ بداهة بُطلانها.
No comments:
Post a Comment