Friday, May 8, 2009

الأشاعرة يقولون بسبع صفات.. فهل قال السلف مثل ذلك؟

بسم الله الرحمن الرحيم

الأشاعرة يقولون بسبع صفات.. فهل قال السلف مثل ذلك؟


مما خالف فيه الأشاعرة أهل السنة والجماعة في مسالة الصفات.. إثباتهم لسبع صفات من صفات الله تبارك وتعالى وتأويل باقيها، وهذا خلاف قول السلف رحمهم الله..

وليس في مقدور أشعري أن يورد كلمة واحدة عن الصحابة أو التابعين أو من تبعهم أو الأئمة ومنهم الأربعة، يؤيد قولهم في إثبات سبع صفات دون غيرها...


أما قول الأشاعرة في إثبات سبع صفات فما يلي:

قال أبو منصور عبد القاهر البغدادي في كتابه أصول الدين ص76:

المسألة الأولى من هذا الأصل في بيان عدد صفات الله الأزلية..

أجمع أصحابنا على: قدرة الله تعالى عز وجل، وعلمه، وحياته، وإرادته، وسمعه، وبصره، وكلامه، صفات له أزلية..

قال: وأصحابنا مجمعون على أن الله تعالى:
حي بحياة، وقادر بقدرة، وعالم بعلم، ومريد بإرادة، وسامع بسمع لا بإذن، وباصر ببصر هو رؤية العين لا عين، ومتكلم بكلام لا من جنس الأصوات والحروف..

وأجمعوا أن هذه الصفات السبع أزلية، وسموها قديمة..

وانظر الإنصاف للباقلاني ص61، مذاهب الإسلاميين لعبدالرحمن بدوي ص606.

قال البغدادي ص90:
" زعم بعض الصفاتية أن الوجه والعين المضافين إلى الله تعالى صفات له.

والصحيح عندنا أن وجهه ذاته، وعينه رؤيته للأشياء، وقوله: { ويبقى وجه ربك} معناه ويبقى ربك.. وقوله: { ولتصنع على عيني} أي على رؤية مني"..

وقال الباقلاني في الإنصاف ص61:
" غضبه على غضب عليه، ورضاه عمن رضي عنه، وحبه لمن أحب، وبغضه لمن أبغض، وموالاته لمن والى، وعداوته لمن عادى، أن المراد بجميع ذلك: إرادته إثابة من رضي عنه وأحبه وتولاه، وعقوبة من غضب عليه وأبغضه وعاداه لا غير".

وقال ص38:
" ونعتقد أن مشيئة الله تعالى ومحبته ورضاه ورحمته وكراهيته وغضبه وسخطه وولايته وعداوته كلها راجعة إلى إرادته"..


تعليق:

يتبين مما سبق ما يلي:
أن الأشاعرة يثبتون سبع صفات يسمونها أزلية.. أما الباقي يؤولونها، كما رأينا في صفة العين والوجه والرضى والغضب والمشيئة والمحبة والكراهية والسخط...

عندهم يبصر بلا عين.

يتكلم بغير صوت ولا حرف.

الرضى والغضب والمشيئة والسخط والمحبة والكراهية كلها تعود إلى الإرادة.

---------

فهل لهم في ذلك سلف من أهل السلف الذين هم الحجة على من بعدهم؟..

الجواب ما تراه..


أقوال السلف في الصفات:

1- قال وكيع:
" نسلم بهذه الأحاديث كما جاءت، ولا نقول: كيف كذا، ولم كذا"
السنة لعبد الله بن الإمام أحمد ص55

2- وعن الشافعي قال: وقد سئل عن صفات الله وما يؤمن به:
" لله تعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه، وأخبر بها نبيه أمته، لا يسع أحدا من خلق الله قامت عليه الحجة ردها، لأن القرآن نزل بها وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم القول بها، فيما روى عنه العدول.

فإن خالف بعد ثبوت الحجة عليه فهو كافر، أما قبل ثبوت الحجة عليه فمعذور بالجهل، لأن علم ذلك لا يدرك بالعقل ولا بالرؤية والفكر، ولا يكفر بالجهل بها أحد إلا بعد انتهاء الخبر بها إليه.

وتثبت هذه الصفات، وينفى عنها التشبيه، كما نفى التشبيه عن نفسه فقال: { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}.
اجتماع الجيوش الاسلامية لابن القيم ص59، والذهبي في العلو ص121.

3- وقال حماد بن زيد:
" من شبه الله بخلقه كفر.
ومن أنكر ما وصف الله به نفسه فقد كفر.
وليس ما وصف به نفسه ولا رسوله تشبيها".
الذهبي في العلو ص126.

4- قال إسحاق بن إبراهيم:
" إنما يكون تشبيها إذا قال: يد كيدٍ، أو مثل يدٍ، أو سمع كسمعٍ، أو مثل سمعٍ.
فإذا قال: سمع كسمع أو مثل سمع، فهذا تشبيه.
وأما إذا قال كما قال الله تعالى: يد وسمع وبصر، ولا يقول: كيف، ولا يقول: مثل سمع، ولا كسمع، فهذا لا يكون تشبيها، وهو كما قال تعالى في كتابه: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصيرٍ}.
الترمذي في كتاب الزكاة 659.

5- ذكر الأشعري في كتابه مقالات الإسلاميين 1/345 مذهب أهل السنة أصحاب الحديث فقال:
" هذه حكاية جملة قول أصحاب الحديث أهل السنة:
جملة ما عليه أهل الحديث والسنة...
أن الله تعالى استوى على عرشه، كما قال: { الرحمن على العرش استوى}.
وأن له يدين بلا كيف، كما قال: { خلقت بيدي}، وكما قال: { بل يداه مبسوطتان}.
وأن له عينين بلا كيف، كما قال: { تجري بأعيننا}..
وأن له وجها، كما قال: { ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}.
وأثبتوا السمع والبصر، ولم ينفوا ذلك عن الله كما نفت المعتزلة"..

6- وقال الإمام أحمد:
" فعليه الإيمان والتسليم، مثل أحاديث الرؤية كلها، وإن نبت عن الأسماع واستوحش منها المستمع، وإنما عليه الإيمان بها، وأن لا يرد منها حرفا واحدا، وغيرها من الأحاديث عن الثقات".. الرسائل والمسائل المروية عن أحمد في العقيدة 1/277


النتيجة:

لم نجد كلمة واحدة مما سبق فيه موافقة للأشاعرة في إثبات سبع صفات دون غيرها، وتأويل الباقي، بل على العكس من ذلك، كلاهم يدل على إثباتها جميعا، من دون استنثاء، والقاعدة عندهم واحدة، إذا ثبت أنه وصف لله تعالى أثبتوه ولم يردوه، على عكس الأشاعرة الذين يأخذون صفات معينة ويثبتوتها على حقيقيتها، والباقي يتصرفون فيها بالتأويل والنفي والتعطيل..


هذه مسألة الصفات السبع.. بقيت مسائل:
- الحرف والصوت.
- وقولهم يرى بلا عين.
- وتأويل المحبة والكراهية والغضب والسخط والمشيئة بالإرادة..
سنذكر نقدها تباعا إن شاء الله..

أبو سارة

No comments:

Post a Comment