الحمدلله رافع الحق و ناصر لوائه , و الصلاة و السلام على نبينا محمد و آله
و بعد
فهذا كتاب " مذهب أهل التفويض في نصوص الصفات " للشيخ أحمد بن عبد الرحمن القاضي , ناقش فيه الشيخ بأساليب رائقة، و حجج فائقة , مذهب المفوضة في الصفات , و بيّن فيه أغاليطهم و مخالفتهم لطريقة السلف الصالح و الأئمة الأجلاء رحمهم الله
نبذة عن منهج المفوضة في الصفات الالهية :
نذكر كلام العلامة السفاريني الحنبلي رحمه الله فيهم كما ذكر ذلك في كتابه لوامع الأنوار :
هم أهل التجهيل " الذين يقولون : إن الرسول لم يعرف معاني ما أنزل عليه من آيات الصفات ، ولا جبريل يعرف معاني الآيات ، ولا السابقون الأولون عرفوا ذلك ، وكذلك قولهم في أحاديث الصفات ، وأن الرسول تكلم بكلام لا يعرف معناه "اهـ
و خلاصة كلامهم :
إن قوله -تعالى-: (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) [ طه : 5 ] ، عبارة عن « ا ل ر ح م ن ع ل ى ا ل ع ر ش ا س ت و ى »، وأنها لا تفيد أكثر من ذلك، فيجعلونها كالكلام الأعجمي أو الحروف المرصوصة بلا معنى، وقالوا إن لها تفسيراً مجهولاً لا نعلمه، غير التفسير الذي نعرفه من اللغة العربية، وهذا كلام باطل.
فمثلا :
كلمة « السمع » كلمة معلومة مفهومة لا تحتاج إلى تفسير , فإن الطفل الصغير يدرك معناها إذا قلت له: هل تسمعني؟ سيقول: نعم، وهكذا ألفاظ البصر والنزول و الإستواء و غيرها، ألفاظ معلومة المعاني، بيّنة و جلية للسامع لا تحتاج لتفسير .
و قد أوقفنا الخصوم في المناقشات و الردود المكتوبة على إثبات أن السلف لا يعرفون معاني هذه الألفاظ و لا مدلولاتها و مقتضياتها بل يعتبرونها بمثابة الحروف المعجمية : أ ب ت ث ج ح خ د" فأسقط في أيديهم ، وفزعوا إلى التحريف ، والتهويل و لم يستطيعوا إثبات ذلك و أنّى لهم !
و أكثر ما يحزن الواحد على أمثال هؤلاء المغرر بهم أنهم لا يفهمون عقيدة أهل السنة على الوجه الصحيح بل يفترون عليهم بما يسمعونه من شيوخهم و كبارهم , فأحدهم يقول لك : أنتم تقولون أن اليد والوجه .. ألخ جوارح! و عندما نسأله أين قلنا ذلك يبدأ مسلسل الحيدة و الهروب !
و آخر يقول لك : انتم مشبهة لأنكم تقولون يجب الرجوع الى المعاجم اللغوية لمعرفة معاني هذه الألفاظ !!! و عندما نسأله أين قلنا ذلك يبدأ مسلسل الحيدة و الهروب !
و غير ذلك من التهم و الإفتراءات و التصورات المغلوطة عن عقيدة أهل السنة في هذا الباب
فهؤلاء مساكين حقاً و صدقاً : نأسف على حالهم , و نسأل الله لهم الهداية من الغواية انه ولي ذلك و القادر عليه
أصل الكتاب رسالة علمية تقدم بها الشيخ لنيل درجة الماجستير فاختصرالمؤلف بعض أبوابه و مباحثه فكان هذا الكتاب الرائق
وقد اشتمل الكتاب على عدة أبواب وفصول ، تفصيلها كما يأتي :
و فيه فصول ذكر فيها أصل التفويض و نشأته
و فيه أربعة فصول
ذكر فيه شبهات أهل التفويض من إستدلالاتهم ببعض ما وقع لهم من عبارات السلف و هي حجة عليهم لا لهم و مع ذلك حرّفوا الكلم عن مواضعه فناقشها المؤلف ثم نقضها
ثم عقد مبحثاً في ذكر عبارات السلف الصريحة في الإثبات و بيّن مجمل طرق السلف في إثبات الصفات
وقد لخصتها كالآتي :
1 – تبيان معناه بألفاظ معينة كما في صفة الإستواء حينما قال السلف انه العلو و الإرتفاع ردا على من تأوله بالإستيلاء و كالنزول حيث فُسر بالهبوط في الحديث الشريف
2 - و منه : تحقيق معنى الصفة كما فعل نبينا محمد صلى الله عليه و سلم غير مرة و كما فعل السلف كذلك , كما في صفات القبض و البسط و السمع و البصر و غيرها .
3 - و منه : ذكر بعض لوازمه و ما يقتضيه كما في صفتي الضحك و النزول
4 - و منه : ذكر بعض أحكام هذه الصفة و تنبيه السامع بمثال ينبه على ذلك كما صفة اليد و الوجه و الرؤية و غيرها
هذه مجمل الطرق التي جاءت في إثبات المعاني عن السلف الصالح و الأئمة الأجلاء
و فيه ثلاثة فصول ذكر فيها لوازم التفويض و أدلة بطلانه و الآثار العملية المترتبة على القول بالتفويض
http://www.al-aqidah.com/userfiles/File/tafwyz.rar
رابط آخر
http://www.4shared.com/file/107323281/54826a0d/_____-________.html
وهذه الرسالة تقدم بها المؤلف لنيل درجة الماجستير ، وقد منح ذلك بتقدير " ممتاز "
ReplyDelete