بسم الله
شهادتي على الشيخ عبد الفتاح اليافعي
خالد علي جابر الحدرمي
Albra111177@hotmail.com
الحمدُ لله ربِّ العالمين ، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه .. وبعد
فقد كثُر الكلامُ بين طلبة العلم وغيرهم عن حقيقة منهج الشيخ عبد الفتاح اليافعي وعقيدته ، بين نافٍ أن يكون صوفيّاً أشعرياً ومثبتٍ لذلك ، حتى آل الأمرُ إلى حدّ التكذيب بين الطرفين ، ويعود السبب في نظري إلى إفراط الشيخ في استخدام التورية ، وامتناعه عن التصريح بحقيقة دعوته ومنهجه بقولٍ فصلٍ يقطع التخرّص والخصومة .
وقد طلب مني بعضُ الإخوان أن أدليَ بشهادتي في تلك المسائل ؛ بحكم علاقتي به ، وموافقتي السابقة له ، فرأيتُ ذلك واجباً عليّ لا يجوز لي الإخلال به ، غير أنّي راسلت الشيخ مخبراً له بواقع الحال ، وطالباً منه أن يقطع هو في المسألة ببيانٍ صريحٍ واضحٍ يوضِّح فيه منهجَه وعقيدتَه . فأجابني بقوله :
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ /خالد الحدرمي رعاكم الله
السلام عليكم وبعد :
فقل ما ترى أنه يقربك إلى الله لا إلى خلقه
وأرجو أن تنقل الصورة متكاملة من غير زيادة أو نقص أو تبديل وتذكر أنها شهادة ستسأل عنها بين يدي الله ( ستكتب شهادتهم ويسألون )
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والرشاد
أخوكم /عبد الفتاح اليافعي
فاستعنت اللهَ تعالى في كتابة هذه الشهادة التي لستُ معنيّاً فيها بذكر بما يراه من مآخذ آرائه وأدلتها ، أو الردِّ عليها وإبطالها ، ولا ما قد ذكره في أبحاثه المنشورة في النت ( إلا ما رأيته على خلاف الواقع ) ؛ بل غاية هذه الشهادة : ذكرُ حقيقة أقواله مجرّدة ؛ فصلاً للمهاترات الكلاميّة ، وقطعاً للتخرّص ، وإبراءً للذمة ، ونصحاً للأمة ، فيحيى بعدها من حيّ عن بيّنة ، ويهلك من هلك عن بيّنة .
فأقول والله على ذلك شهيد :
أما الأشعرية ؛ فهو أشعريٌّ يوافق الأشاعرة في أصول العقائد المشهورة ، ولا يخرج فيها عن أحد أقوالهم ، فهو يصحّح القول بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه ، ولا فوق ولا تحت ، ولا يمين ولا شمال ، ويجوِّز تأويلاتهم للصفات ، وإن كان يختار لنفسه التفويض ، ويقول بالكلام النفسي ، وبخلق القرآن الذي بين أيدينا على نحو ما يقرره ويفصّل فيه أكثر الأشاعرة في هذه المسألة ، وينفي الصفات الاختيارية التي يسمونها بحلول الحوادث ، ويوافقهم في مسائل الإيمان ، والتحسين والتقبيح ، والكسب .. وغير ذلك .
وأما الصوفية ؛ فهو صوفيٌّ على طريقة من يراهم ( أهل الاعتدال ) منهم ، وينكر القول بالوحدة ، والحلول والاتحاد ، ويوافق الصوفيةَ في أغلب ما عدا ذلك أو يصحّح لهم ، ويدافع عنهم ؛ خصوصاً في المسائل الفقهية الخلافية ، أو مسائل البدع والمحدثات ، كالتّوسل بالذوات ، أو التّبرك بالصالحين وبقبورهم ، أو الموالد والسماع الصوفي ، أو الأذكار والأوراد الخاصة بهم .. ونحو ذلك .
وأما الاستغاثة بالنبيّ أو الوليّ الميت ودعاؤه ونداؤه والطلب منه على الصفة المعروفة المشهورة بين الصوفية وغيرهم ، والتي عليها مدار كلام العلماء ؛ فهي جائزة عنده ، ولا يكون منها شركاً إلا ما كان ملازماً لاعتقاد أن يكون المدعو إلهاً من دون الله أو شريكاً معه .
وأما الموالد والسماع ؛ فهو يجيز ذلك ويشارك في فعله ومزاولته .
وأما علاقته بعمر بن حفيظ ؛ فتربطه به علاقةُ احترامٍ ومودةٍ وزيارة ، وقد اتخذه شيخاً له في التربية والسلوك على الطريقة المعروفة عند الصوفية بين المريد وشيخه ، ويشاركه زيارة نبي الله هود عليه السلام في حضرموت .
وأما شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ فهو يثني عليه في الجملة ، ويترحّم عليه ، ولا يرضى قول غلاة الأشاعرة والمتصوِّفة بتكفيره ، وأما الحكم على عينه بأنه مجسّم ، فله بحثٌ في ذلك ذكر النصوص الدالة على التجسيم في زعمه ، والنصوص الدالة على نقيض ذلك ، ورجّح الأخير من باب حسن الظن به ، وأما مذهبه في الصفات فيلزم منه التجسيم عنده ، ويسمي مذهبه في كثيرٍ من مسائل الصفات بمذهب المجسِّمة ، ولا يراه داخلاً في أهل الحق من أهل السنة والجماعة .
وأما من يسمّيهم بالسلفية أو الوهابية ومن اعتقد عقائدهم في مسائل الصفات ، والتوحيد والشرك ؛ فليسوا جميعاً عنده من أهل السنة والجماعة إلا على المصطلح الذي يقابل الشيعة فقط .
وأما علاقته بجماعة الإخوان المسلمين ؛ فليس هو إخوانياً ، ولا يحب الانتماءَ إليهم ، ولا يرتضي كثيراً من منهجيتهم في الدعوة إلى الله تعالى .
وأما أبحاثه وكتبه ، فقد قرأت معظمها المنشورَ منها وغير المنشور ، وهي في الأكثر الغالب تتعلق بالمسائل الفرعيّة الخلافية بين من يسميهم بالسلفية من جهة ، والصوفية ومقلِّدة المذاهب من جهة أخرى ، وهو يميل في غالبها إن لم يكن جميعها إلى الجهة الثانية ، وينشرها بطريقة الدراسة الفقهية المقارنة .
وأما أبحاثه في العقائد والإلهيات ؛ فقليلة ، وهو – في نظري – قصير الباع فيها يعتمد على جمع الأقوال دون تحريرٍ لأصل المسألة ، ويتلقّف أقوال الأشاعرة في الغالب على جهة التسليم ، مع تقصيرٍ وتفريطٍ في البحث والنظر في كتب مخالفيهم وحججهم وأدلتهم ، ومدى موافقتها لمنهج السلف أو مخالفته ، حتى أن المنصِف المطّلع على كلامه في بعض تلك المسائل العقائدية ؛ ليحكم بعدم تأهّله لاختيار أحد القولين بطريق النظر والاستدلال ، فضلاً عن الدعوة إليه أو اتهام مخالفه والحكم عليه .
وأما المؤسسة والداعمين لها ؛ فهو يعتزم إقامتها ، ولا أعلم أحداً إلى الآن تبنى دعمها ، غير أنه عرض ذلك على علي الجفري، فوعده خيراً .
وأما دعوته للاجتماع والتقريب والاعتدال في الحكم على المخالف ؛ فهو يردِّد ذلك في مجالسه الخاصة والعامة ، وسمعته يكثر الدعاء به ، حتى كان ذلك عندي من أعجب المفارقات مع ما تقدّم من آرائه ونظرته للمخالفين له ، ومنهجيّتة في الدعوة إلى تلك الدعوة .
هذا ما حضرني وقت كتابة هذه الشهادة ، والله أسأل أن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم ، وأن يصلح أحوال المسلمين ، ويجمع كلمتهم على الحق والهدى والرشاد الذي كان عليه سلف هذه الأمة وأئمتها .
وصلى الله وسلّم على سيدنا وحبيبنا محمدٍ وعلى آله وصحبه .
وكتبه
خالد علي جابر الحدرمي
http://www.ye1.org/vb/showthread.php?t=185545
شهادتي على الشيخ عبد الفتاح اليافعي ( خالد الحدرمي )
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
شهادتي على الشيخ عبد الفتاح اليافعي
خالد علي جابر الحدرمي
Albra111177@hotmail.com
الحمدُ لله ربِّ العالمين ، والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه .. وبعد
فقد كثُر الكلامُ بين طلبة العلم وغيرهم عن حقيقة منهج الشيخ عبد الفتاح اليافعي وعقيدته ، بين نافٍ أن يكون صوفيّاً أشعرياً ومثبتٍ لذلك ، حتى آل الأمرُ إلى حدّ التكذيب بين الطرفين ، ويعود السبب في نظري إلى إفراط الشيخ في استخدام التورية ، وامتناعه عن التصريح بحقيقة دعوته ومنهجه بقولٍ فصلٍ يقطع التخرّص والخصومة .
وقد طلب مني بعضُ الإخوان أن أدليَ بشهادتي في تلك المسائل ؛ بحكم علاقتي به ، وموافقتي السابقة له ، فرأيتُ ذلك واجباً عليّ لا يجوز لي الإخلال به ، غير أنّي راسلت الشيخ مخبراً له بواقع الحال ، وطالباً منه أن يقطع هو في المسألة ببيانٍ صريحٍ واضحٍ يوضِّح فيه منهجَه وعقيدتَه . فأجابني بقوله :
بسم الله الرحمن الرحيم
الشيخ /خالد الحدرمي رعاكم الله
السلام عليكم وبعد :
فقل ما ترى أنه يقربك إلى الله لا إلى خلقه
وأرجو أن تنقل الصورة متكاملة من غير زيادة أو نقص أو تبديل وتذكر أنها شهادة ستسأل عنها بين يدي الله ( ستكتب شهادتهم ويسألون )
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والرشاد
أخوكم /عبد الفتاح اليافعي
فاستعنت اللهَ تعالى في كتابة هذه الشهادة التي لستُ معنيّاً فيها بذكر بما يراه من مآخذ آرائه وأدلتها ، أو الردِّ عليها وإبطالها ، ولا ما قد ذكره في أبحاثه المنشورة في النت ( إلا ما رأيته على خلاف الواقع ) ؛ بل غاية هذه الشهادة : ذكرُ حقيقة أقواله مجرّدة ؛ فصلاً للمهاترات الكلاميّة ، وقطعاً للتخرّص ، وإبراءً للذمة ، ونصحاً للأمة ، فيحيى بعدها من حيّ عن بيّنة ، ويهلك من هلك عن بيّنة .
فأقول والله على ذلك شهيد :
أما الأشعرية ؛ فهو أشعريٌّ يوافق الأشاعرة في أصول العقائد المشهورة ، ولا يخرج فيها عن أحد أقوالهم ، فهو يصحّح القول بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه ، ولا فوق ولا تحت ، ولا يمين ولا شمال ، ويجوِّز تأويلاتهم للصفات ، وإن كان يختار لنفسه التفويض ، ويقول بالكلام النفسي ، وبخلق القرآن الذي بين أيدينا على نحو ما يقرره ويفصّل فيه أكثر الأشاعرة في هذه المسألة ، وينفي الصفات الاختيارية التي يسمونها بحلول الحوادث ، ويوافقهم في مسائل الإيمان ، والتحسين والتقبيح ، والكسب .. وغير ذلك .
وأما الصوفية ؛ فهو صوفيٌّ على طريقة من يراهم ( أهل الاعتدال ) منهم ، وينكر القول بالوحدة ، والحلول والاتحاد ، ويوافق الصوفيةَ في أغلب ما عدا ذلك أو يصحّح لهم ، ويدافع عنهم ؛ خصوصاً في المسائل الفقهية الخلافية ، أو مسائل البدع والمحدثات ، كالتّوسل بالذوات ، أو التّبرك بالصالحين وبقبورهم ، أو الموالد والسماع الصوفي ، أو الأذكار والأوراد الخاصة بهم .. ونحو ذلك .
وأما الاستغاثة بالنبيّ أو الوليّ الميت ودعاؤه ونداؤه والطلب منه على الصفة المعروفة المشهورة بين الصوفية وغيرهم ، والتي عليها مدار كلام العلماء ؛ فهي جائزة عنده ، ولا يكون منها شركاً إلا ما كان ملازماً لاعتقاد أن يكون المدعو إلهاً من دون الله أو شريكاً معه .
وأما الموالد والسماع ؛ فهو يجيز ذلك ويشارك في فعله ومزاولته .
وأما علاقته بعمر بن حفيظ ؛ فتربطه به علاقةُ احترامٍ ومودةٍ وزيارة ، وقد اتخذه شيخاً له في التربية والسلوك على الطريقة المعروفة عند الصوفية بين المريد وشيخه ، ويشاركه زيارة نبي الله هود عليه السلام في حضرموت .
وأما شيخ الإسلام ابن تيمية ؛ فهو يثني عليه في الجملة ، ويترحّم عليه ، ولا يرضى قول غلاة الأشاعرة والمتصوِّفة بتكفيره ، وأما الحكم على عينه بأنه مجسّم ، فله بحثٌ في ذلك ذكر النصوص الدالة على التجسيم في زعمه ، والنصوص الدالة على نقيض ذلك ، ورجّح الأخير من باب حسن الظن به ، وأما مذهبه في الصفات فيلزم منه التجسيم عنده ، ويسمي مذهبه في كثيرٍ من مسائل الصفات بمذهب المجسِّمة ، ولا يراه داخلاً في أهل الحق من أهل السنة والجماعة .
وأما من يسمّيهم بالسلفية أو الوهابية ومن اعتقد عقائدهم في مسائل الصفات ، والتوحيد والشرك ؛ فليسوا جميعاً عنده من أهل السنة والجماعة إلا على المصطلح الذي يقابل الشيعة فقط .
وأما علاقته بجماعة الإخوان المسلمين ؛ فليس هو إخوانياً ، ولا يحب الانتماءَ إليهم ، ولا يرتضي كثيراً من منهجيتهم في الدعوة إلى الله تعالى .
وأما أبحاثه وكتبه ، فقد قرأت معظمها المنشورَ منها وغير المنشور ، وهي في الأكثر الغالب تتعلق بالمسائل الفرعيّة الخلافية بين من يسميهم بالسلفية من جهة ، والصوفية ومقلِّدة المذاهب من جهة أخرى ، وهو يميل في غالبها إن لم يكن جميعها إلى الجهة الثانية ، وينشرها بطريقة الدراسة الفقهية المقارنة .
وأما أبحاثه في العقائد والإلهيات ؛ فقليلة ، وهو – في نظري – قصير الباع فيها يعتمد على جمع الأقوال دون تحريرٍ لأصل المسألة ، ويتلقّف أقوال الأشاعرة في الغالب على جهة التسليم ، مع تقصيرٍ وتفريطٍ في البحث والنظر في كتب مخالفيهم وحججهم وأدلتهم ، ومدى موافقتها لمنهج السلف أو مخالفته ، حتى أن المنصِف المطّلع على كلامه في بعض تلك المسائل العقائدية ؛ ليحكم بعدم تأهّله لاختيار أحد القولين بطريق النظر والاستدلال ، فضلاً عن الدعوة إليه أو اتهام مخالفه والحكم عليه .
وأما المؤسسة والداعمين لها ؛ فهو يعتزم إقامتها ، ولا أعلم أحداً إلى الآن تبنى دعمها ، غير أنه عرض ذلك على علي الجفري، فوعده خيراً .
وأما دعوته للاجتماع والتقريب والاعتدال في الحكم على المخالف ؛ فهو يردِّد ذلك في مجالسه الخاصة والعامة ، وسمعته يكثر الدعاء به ، حتى كان ذلك عندي من أعجب المفارقات مع ما تقدّم من آرائه ونظرته للمخالفين له ، ومنهجيّتة في الدعوة إلى تلك الدعوة .
هذا ما حضرني وقت كتابة هذه الشهادة ، والله أسأل أن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم ، وأن يصلح أحوال المسلمين ، ويجمع كلمتهم على الحق والهدى والرشاد الذي كان عليه سلف هذه الأمة وأئمتها .
وصلى الله وسلّم على سيدنا وحبيبنا محمدٍ وعلى آله وصحبه .
وكتبه
خالد علي جابر الحدرمي
http://www.ye1.org/vb/showthread.php?t=185545
No comments:
Post a Comment