Monday, June 14, 2010

تعليقات مختصرة على رد الأدلبي على كتاب (منهج الأشاعرة) للشيخ سفر الحوالي

بسم الله الرحمن الرحيم
سليمان الخراشي

- يُعد كتاب «منهج الأشاعرة في العقيدة» للشيخ سفر الحوالي – شفاه الله – من العلامات الفارقة في هذا العصر، وهو وإن جاء ردًا على مقالات الصابوني الأشعري التي نشرها في مجلة المجتمع الكويتية، إلا أنه أصبح فيما بعد مرجعًا موجزًا في باب معتقد الأشاعرة. ولذلك قال عنه العلامة ابن عثيمين – رحمه الله - في اللقاء العاشر من لقاءات الباب المفتوح (1/300) : ( الأشاعرة من خير ما رأيت فيما كتب عنهم رسالة صغيرة للشيخ سفر الحوالي ، تكلَّم فيها بكلام جيِّد وبيَّن فيها مخالفتهم لأهل السُّنَّة والجماعة في الأسماء والصِّفات ، وفي الإيمان وفي الوعيد وفي أشياء كثيرة من أحب أن يطَّلِعَ عليها فإنَّه يستفيد ) ، وقال : ( الأشاعرة لهم مذهب مستقل، لهم كيان في الأسماء والصفات ، والإيمان ، وأحوال الآخرة ،، وما أحسن ما كتبه أخونا سفر الحوالي ، عما ذكروه .. ) .
وهو على اختصاره قد أحاط برؤوس مسائل مذهب الأشاعرة المبتدَع، وكشف عما خالفوا فيه أهل السنة، وقد قام الأخ الشيخ أحمد بن سالم المصري – حفظه الله - بشرحه قريبًا ، إلا أنه لم يتوسع في ذلك ، خاصة في مجال توثيق النقول عنهم ، ثم الرد عليهم في كل مسألة ذكرها الشيخ سفر وشغّبوا عليها. فلعله - أو غيره - يفعل هذا لاحقًا .

- لقد كان كتاب الشيخ سفر سببًا في كسر مذهب الأشاعرة في العصر الحديث ، هذا المذهب الذي تسلل للأمة على حين غفلة من أهلها ، بدعوى الانتصار للسنة في مقابل المعتزلة ، ولكن أهله خلطوا الحق بالباطل ، وأحدثوا مذهبًا هجينًا ، لازالت الأمة تعاني منه ومن آثاره . كما ذكر هذا الإمام السجزي في رسالته «الرد على من أنكر الحرف والصوت» ، وتجد في رسالة «تفسير آيات أشكلت..» لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -. أسباب انتشار المذهب الأشعري (754 – 757).

- أصدر الأشاعرة عددًا من الردود على كتاب الشيخ - حفظه الله – ؛ لما رأوا من تأثيره ودوره العظيم في تقويض مذهبهم البدعي ، كالتالي :
1- كتاب «تهنئة الصديق المجوب...» لحسن السقاف ، وهو أولها ، وعمدة من جاء بعده في كثير من القضايا، علمًا أن السقاف انقلب لاحقًا على الأشاعرة! ونصر خصومهم المعتزلة ومال إلى مذهبهم! (انظر مجموع رسائله: ص669، 684، 740).
2- رد الدكتور صلاح الأدلبي – وفقه الله لما يُحب ويرضى - .( وهو المقصود هنا ) .
3- رد الشيخ التركي محمد صالح الغرسي. وهو ناقل دون عزو من الأدلبي، وقد بين هذا الأدلبي في بيان أصدره قريبًا.
4- رد المدعو غيث الغالبي " دررالألفاظ العوالي .. " .
5- رد عمر كامل. مكرر. وقد كفانا الشيخ محمد بن حسين الموجان – حفظه الله– الرد عليه في رسالته «الرد الشامل على عمر كامل».
6- رد موعود من سعيد فودة ، أخبر عنه في خاتمة كتابه « أصحاب النار».

رد الدكتور الأدلبي :

لقد اخترت رد الدكتور الأدلبي – وفقه الله لما يُحب ويرضى - مجالاً لهذه التعليقات الموجزة ( مع التوسع في الإشارة للروابط المفيدة ) ؛ لما رأيت الاحتفاء به من الأشاعرة ، ولكونه قد اشتمل على خلاصة الردود الأخرى ، وفاقها بمحاولته التزام الإنصاف والأدب مع الشيخ سفر ، وحسنًا فعل ، إلا أنه لم يستطع كتم بعض الفلتات والتحاملات التي تُبين حنقه على شيخ الإسلام– رحمه الله – ، بسبب الخلفية المسبقة التي شُحن بها تجاهه . وهذا هو الظن بكل من يرتوي من كتب الهالك الكوثري الذي أضل فئامًا عن الحق . وهنا رابط في بيان حقيقته :
http://www.alkashf.net/vb/showthread.php?t=6533
ولو قرأ الدكتور الأدلبي - وفقه الله للخير –كتب شيخ الإسلام قراءة محب غير متوجس ؛ لانتفع بها ، ولقال ماقاله علامة تونس المكي بن عزوز – رحمه الله – بعد هدايته لمذهب السلف : ( أما كتب الشيخين ابن تيمية وابن القيم فمن لم يشبع ولم يرو بها فهو لا يعرف العلم ) ..
http://ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=82290
ولكن :
نظروا بعين عداوة لو أنها
عين الرضا لاستحسنوا ما استقبحوا

-من يتأمل كتاب الدكتور الأدلبي يرى بوضوح الوهم الذي أداه إلى اعتناق هذا المذهب البدعي والدفاع عنه ، وحجَبَه عن اعتناق مذهب السلف ، وهو التصاق مذهبهم – رحمهم الله - في ذهنه بـ" التجسيم " ! حيث لم يفهم من إثبات الصفات إلا هذا المعنى الفاسد . فليته استمع إلى نصيحة العلامة الشنقيطي – رحمه الله – له ولأمثاله في رسالته " منهج ودراسات لآيات الأسماء والصفات " ، وهي على هذا الرابط :
- http://www.saaid.net/book/open.php?cat=1&book=609
حيث نصحهم أن تعطيلهم سببه: (تنجس القلب وتلطخه وتدنسه بأقذار التشبيه ، فإذا سمع ذ و القلب المتنجس بأقذار التشبيه صفة من صفات الكمال التي أثنى الله بها على نفسه ؛ كنزوله إلى سماء الدنيا في ثلث الليل الأخير وكاستوائه على عرشه وكمجيئه يوم القيامة وغير ذلك من صفات الجلال والكمال ، أول ما يخطر في ذهن المسكين أن هذه الصفة تشبه صفة الخلق فيكون قلبه متنجسا بأقذار التشبيه .. إلخ ) .
وهنا نصيحة أخرى ثمينة من الشيخ عبدالرحمن الوكيل – رحمه الله – للأشاعرة المعاصرين :
http://www.saaid.net/Warathah/Alkharashy/mm/52.htm

- بما أن مذهب الأشاعرة – كما هو معلوم – مذهب هلامي متطور ، يخالف متأخروه متقدميه في قضايا أصولية عديدة : «كتأويل الصفات» - وقد اعترف السقاف بهذا عندما قال في رسالته: «الجواب الدقيق» (مجموع رسائله ص740) متحدثًا عن الغماري: «أما ذمه الأشاعرة؛ فالأشاعرة فرق عديدة على التحقيق، فنحن لا نحبذ طريقة الباقلاني وما يُنسب للأشعري، بل نحن ننكر طريقتهما، ونحبذ طريقة الغزالي»!! - ..
أقول : لأجل هذا الاضطراب في المذهب الأشعري حاول د / الأدلبي التملص من كل ما قد يراه يشينه ، بأنه لم يقل به سوى فلان ! وهكذا .. مع لوم الشيخ سفر على إلزام الأشاعرة بهذا القول . متناسيًا أنه لا ملامة على الشيخ وفقه الله ؛ لسببين:
1-أنه لم ينسب لهم إلا ماهو موثق من كتبهم ( انظر هوامش كتاب الشيخ سفر) .
2-أنه يستعمل طريقة القرآن معهم ، فمادام القول قد صدر من أحد رؤوسهم ، ولم يُنكروه ، فلا حرج إذا نُسب لهم ؛ كما قال تعالى : ( فعقروا الناقة وعتوا عن أمر ربهم ) والعاقر واحد ..
وبه تسقط محاولة الأدلبي إلزام الشيخ بأخطاء بعض المنتسبين لمذهب السلف ، لأن العلماء السلفيين لايسكتون عن الأخطاء – لاسيما في جانب المعتقد – ، بل يردونها على قائلها ، مهما كانت منزلته عندهم ، ولا يقبلون أن تُنسب إلى مذهب السلف ، بخلاف غيرهم ممن مذهبه قابل لمختلف الاجتهادات والتوسعات . فلعله يتأمل هذا الفرق المهم . وأتحداه أن يأتي بخطأ في العقيدة لعالم سلفي اشتهر وسُكت عنه .

- قال الأدلبي في كتابه (ص6): «لست أشعريًا مقلدًا والحمد لله الذي أنعم عليّ بمحبة الكتاب..». وأقول : تُشكر عن هذا .. ولكن : ما دمت كذلك ، فلماذا تنسب نفسك لهذا المذهب ( ولو من دون تقليد ) ، وتدافع عنه ؟ ثم تُلخص عقائده في خاتمة كتابك ؟ فإما أن يكون الحق فيه ؛ فيلزمك أخذه كله، كما ألزمتم الأمة به عندما بدعتم أتباع مذهب السلف وافتريتم عليهم بأنهم مجسمة.. الخ . أو أنه يحوي الحق والباطل .. فيلزمك أن لا تنتسب إليه ، أو تُبشر الأمة به . والأجمل بك أن تنأى بنفسك عن الدفاع عن مذهب بدعي، انحرافه أكثر من إصابته. ومافيه من صواب ستجده – لاشك – في مذهب السلف .

التعليقات الموجزة :
1- أنكر الأدلبي على الشيخ سفر قوله عن الأشاعرة بأنهم من «فرق المرجئة الغلاة» فزعم أن هذا «قول عظيم وبهتان جسيم»، مدعيًا أن المرجئة هم فقط من يقولون «بأنه لا يضر مع الإيمان ذنب كما لا ينفع مع الكفر طاعة» !
والجواب : أن الدكتور اختار رأيًا لا يُعرف له قائل وادعى أنه الإرجاء ؛ ليُخرج فرقته الأشعرية من هذه التهمة ! متناسيًا أن إمامه الأشعري قال عن المرجئة «وهم اثنتا عشرة فرقة» (مقالات الإسلاميين: 1/213). وأما كلام السلف في نسبة الإرجاء لمن يخرج العمل عن مسمى الإيمان ، فكثيرٌ. ولو راجع الدكتور كتب العقائد المسندة لوجد من ذلك ما يزيل عنه وهمه في حصر المرجئة بقول لا يُعلم له قائل.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: « والمرجئة ثلاثة أصناف : الذين يقولون الإيمان مجرد ما فى القلب ، ثم من هؤلاء من يُدخل فيه أعمال القلوب وهم أكثر فرق المرجئة كما قد ذكر أبو الحسن الأشعرى أقوالهم فى كتابه وذكر فرقًا كثيرة يطول ذكرهم ، لكن ذكرنا جمل أقوالهم ، ومنهم من لا يدخلها في الإيمان ؛ كجهم ومن اتبعه كالصالحي وهذا الذي نصره – أي الأشعري - هو وأكثر أصحابه ، والقول الثانى من يقول هو مجرد قول اللسان وهذا لا يعرف لأحد قبل الكرامية ، والثالث تصديق القلب وقول اللسان وهذا هو المشهور عن أهل الفقه والعبادة منهم » .
وأما مقولة «لا يضر مع الإيمان ذنب» فقال عنها صاحب كتاب «الإيمان عند السلف وعلاقته بالعمل» (الشيخ محمد بن محمود آل خضير – حفظه الله – (1/299 – 202) : ( اشتهر على ألسنة كثير من الناس أن المرجئة هي الفرقة التي تقول: لا يضر مع الإيمان ذنب، كما لا ينفع مع الكفر طاعة، وهذا القول وإن نُسب إلى بعض المرجئة، كاليونسية ، إلا أنه لا يُعلم قائل من أهل العلم قد ذهب إليه، ونسبته إلى مقاتل بن سليمان كذب عليه.قال شيخ الإسلام: "وأما ما يذكر عن غلاة المرجئة أنهم قالوا: لن يدخل النار من أهل التوحيد أحد، فلا نعرف قائلا مشهورًا من المنسوبين إلى العلم يذكر عنه هذا القول " .وقال: "وهذا قد يكون قول الغالية الذين يقولون: لا يدخل النار من أهل التوحيد أحد، لكن ما علمت معيناً أحكي عنه هذا القول، وإنما الناس يحكونه في الكتب ولا يعيِِّنون قائله، وقد يكون قول من لا خلاق له، فإن كثيرًا من الفساق والمنافقين يقولون: لا يضر مع الإيمان ذنب أو مع التوحيد، وبعض كلام الرادين على المرجئة وصفهم بهذا " . والخطر الذي يكمن من شيوع هذه المقالة، هو ظن كثير من الناس أن من برئ من هذا فقد برئ من الإرجاء، وظنهم أن الإرجاء قول متهافت ظاهر البطلان، لا يمكن أن يقول به أحد قرأ القرآن، ونظر في السنة، وعرف شيئًا من نصوص الوعيد؛ فإنَّ كون المسلم الموحد قد يدخل النار بذنبه، تواتر تواترًا يفيد العلم الضروري. ولو كان الإرجاء منحصرًا في هذه المقالة المتهافتة، لما ذهب إليه جمع من العُباد والزهاد، والفقهاء والنظّار، من أمثال طلق بن حبيب، وذر بن عبد الله، وحماد بن أبي سليمان، وأبي حنيفة النعمان بن ثابت، وأبي الحسن الأشعري في أحد قوليه، وأبي منصور الماتريدي، ومن تبعهما من الأشاعرة والماتريدية، وفيهم خلق كثير من الحنفية والمالكية والشافعية، وبعض الحنابلة. وهذا الجهل بحقيقة الإرجاء، ومقالات المرجئة، أدى إلى شيوعه وانتشاره، وتبني كثير من المتأخرين له، .. ) إلخ ماقاله . وأنصح الدكتور الأدلبي بالرجوع إليه . وقد وجدت كتابه مصوّرًا على الشبكة على هذين الرابطين :
http://kabah.info/uploaders/norh/mhmod1.pdf
http://kabah.info/uploaders/norh/mhmod2.pdf


2- أنكر الأدلبي على الشيخ سفر أنه نسب للأشاعرة تكفير من وصف الله بالعلو، فقال (ص12): «أين وجد الباحث هذا؟!!! قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين».
والجواب: لو راجع الدكتور كتاب «الفتاوى الحديثية» لابن حجر الهيتمي (ص151 – 154) لوجده يذكر اختلاف الأشاعرة في تكفير مثبت صفة (العلو )، ونقل عن بعضهم قوله: «من اعتقد الجهة في حق الله جل وعلا فهو كافر بالإجماع، ومن توقف في كفره فهو كافر... الخ» وقال في: «الفتاوى الكبرى الفقهية» (ص10): «وقال جماعة من الأئمة بكفرهم»!
وهذا بسبب ظنهم أن من أثبت لله صفة العلو كما أثبتها عز وجل لنفسه وكما أثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم فهو قائل بالجهة التي تستلزم التحيز.. الخ، إلزاماتهم السخيفة؛ لأنهم قاسوا صفات ربهم بصفاتهم البشرية.
وأنصح الدكتور الأدلبي – وفقه الله – أن يرجع لكتاب «العلو» للذهبي ، أو «مختصره» بتقديم العلامة الألباني – رحمه الله – لعله يزيل الأوهام التي حجبته عن الإيمان بهذه الصفة العظيمة التي جاءت بها مئات الأدلة. وهنا رابط مهم :
أنواع أدلة العلو النقلية وطرقه العقلية من كلام أئمة أهل السنة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81441
أحد عشر إجماعا في إثبات علو الله على خلقه
http://www.saaid.net/Doat/almuwahid/2.htm
شبهات واعتراضات حول صفة العلو والرد عليها
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=32476


3- زعم الدكتور الأدلبي أن الأشاعرة لم يُكفروا شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –، مدعيًا أن العلاء البخاري (ليس بأشعري)!
والجواب: ما ذكره محقق كتابه «فاضحة الملحدين» بعد أن درس عقيدته قال (ص56): (وهو ثانيًا من أبرز تلاميذ التفتازاني الذي انتهت إليه رئاسة المذهب الأشعري فقد سار المصنف مع خطى شيخه) وقال : (المصنف على منهج الأشاعرة المتأخرين في انتمائه العقدي ) .. وأطال في بيان هذا.
ثم اعترف الأدلبي بأن الحصني الأشعري صاحب «دفع شبه من تمرد» كفر شيخ الإسلام ابن تيمية ، ولكنه اعتذر عنه ! بأنه اعتمد في ذلك على ما يُنقل من مكذوبات عن الشيخ. ثم اعترف أن صاحب الحواشي على شرح الكبرى للسنوسي قال عن شيخ الإسلام: «زنديق»! فيكفي ما سبق في بيان صحة دعوى الشيخ سفر التي حاول الأدلبي التشكيك فيها .

4- قال الأدلبي ( ص 19 ) عن شيخ الإسلام: « أَمَّا مسأَلة إِقعاد الله تعالى لنبيِّنا محمدٍ صلَّى الُله عليه وسلَّم معَه على العرش؛ فابن تيمية ـ سامحه الله ـ يقول بها .. » . قلت: وهذا من الكذب على شيخ الإسلام، وإليك كلامه ، قال ( الدرء : 3/19 ) :(وقد صنف القاضي أبو يعلى كتابه في إبطال التأويل ردًا لكتاب ابن فورك ، وهو وإن كان أسند الأحاديث التي ذكرها وذكر من رواها ، ففيها عدة أحاديث موضوعة كحديث الرؤية عيانا ليلة المعراج ونحوه ، وفيها أشياء عن بعض السلف رواها بعض الناس مرفوعة ؛ كحديث قعود الرسول صلى الله عليه وسلم على العرش رواه بعض الناس من طرق كثيرة مرفوعة وهي كلها موضوعة وإنما الثابت أنه عن مجاهد وغيره من السلف وكان السلف والأئمة يروونه ولا ينكرونه ويتلقونه بالقبول . وقد يقال : إن مثل هذا لا يقال إلا توقيفًا ، لكن لا بد من الفرق بين ما ثبت من ألفاظ الرسول وما ثبت من كلام غيره سواء كان من المقبول أو المردود ) . فتأمل دقة شيخ الإسلام .علمًا أن مسألة الإقعاد قال بها كثير من العلماء قبل ابن تيمية وبعده ( بعضهم من الأشاعرة! ) وهي تعود إلى أثر مجاهد.( انظر أسماءهم في " قمع الدجاجلة " للشيخ عبدالعزيز بن فيصل الراجحي ( ص 242 – 246 ) ، وتجده هنا :
http://alminbar.al-islam.com/images/books/366.doc
وخير من توسع فيها: الشيخ الألباني – رحمه الله – في مقدمة «مختصر العلو» ( ص 15 – 22 ) .

5- قال الأدلبي في ( هامش ص19 ) : ( وابن تيمية لا يصرح بالتجسيم ولكن يميل إليه ) !! ثم أورد قول الشيخ : ( وأما الحنبلية فلا يُعرف فيهم من يطلق هذا اللفظ ، لكن فيهم من ينفيه ، وفيهم من لا ينفيه ولا يثبته ، وهو الذي كان عليه الإمام أحمد وسائر أئمة السنة ) ! وفهم منه أن شيخ الإسلام يميل للتجسيم !! مع أن عبارته رحمه الله يفهمها أي عاقل . وهو يبين في مواضع عديدة حقيقة هذا المصطلح «التجسيم» ، وأنه من المصطلحات التي يُستفسر عنها ، فإن أريد به حق أثبتنا ذلك الحق ، وإن أريد به باطل لم نقبله. قال رحمه الله : (ولهذا كان الذي عليه أئمة الإسلام إنهم لا يطلقون الألفاظ المبتدعة المتنازع فيها لا نفيًا ولا إثباتًا إلا بعد الاستفسار والتفصيل ، فيُثبت ما أثبته الكتاب والسنة من المعاني ، وينفى ما نفاه الكتاب والسنة من المعاني .. ) ( تلبيس الجهمية : 1 / 478 ) .
وهنا دفع هذه التهمة عن شيخ الإسلام بتوسع:
http://www.saaid.net/monawein/taimiah/6.htm
وهنا :
http://islamtoday.net/fatawa/quesshow-60-222809.htm

6- قال الأدلبي – هداه الله – ( ص 24 ) : ( وقبل التسرُّع في الحكم على الأشاعرة في موقفهم من ابن تيمية ـ رحمهم الله وغفر لنا ولهم جميعاً ـ ؛ تصور أن ابن تيمية كان هو القاضي وصاحب الكلمة النافذة عليهم في ذلك الوقت ؛ فهل كان سيكتفي بالحكم عليهم بمثل الذي حكموا هم به عليه؟ !!! ما أظنُّ ذلك ) !!
قلت: لقد خيّب شيخ الإسلام رحمه الله ظنك يا دكتور ! بمواقفه المتسامحة مع خصومه عندما تمكن منهم ، فلم يكن منه إلا العفو والصفح ، وإليك شيئًَا منها في هذا الكتاب القيّم :
هكذا تحدث ابن تيمية
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=5607

7- ادعى الأدلبي ( ص 25 ) أن شيخ الإسلام يُكفر خصومه ، قال : ( وأَكتفي بنقل جزء من كلام ابن تيمية ـ رحمه الله وغفر له ـ ظاهره أَنه يكفِّر خصومه الذين دعوه للحضور من الأمراء والقضاة ومن معهم ، إِذ يقول: "فإِنه في آخر شهر رمضان سنة ست وعشرين وسبعمائة جاء أَميران رسولين من عند الملأ المجتمعين من الأمراء والقضاة ومن معهم ..." ثم قال "فأخذا الجواب وذهبا ، فأطالا الغيبة ، ثم رجعا ولم يأتيا بكلام محصل إِلا طلب الحضور ، فأَغلظت لهم في الجواب ، وقلت لهم بصوت رفيع: يا مبدِّلين ، يا مرتدين عن الشَّريعة ، يا زنادقة" . فمن هم المعنيُّون بأَنهم مبدِّلون ومرتدُّون عن الشريعة وزنادقة؟ الأميران المرسلان من قبل الملأ؟ أو الملأ الذين أَرسلوا الرسولين من الأمراء والقضاة والعلماء الذين معهم؟؟!!! ) .
قلت: عجبًا للدكتور ! يدع أقوال شيخ الإسلام الكثيرة عن الأشاعرة وعلمائهم ، الصريحة في بيان موقفه منهم ، وهي موجودة في رسالة قريبة من متناول يده ! " موقف ابن تيمية من الأشاعرة " للدكتور عبدالرحمن المحمود . هنا : http://www.waqfeya.com/book.php?bid=1834
ثم يتشبث بمثل هذه الكليمات التي قيلت في مواقف مشحونة ، ويُحمّلها مالا تحتمل ! فأين الإنصاف ؟
والشيخ لم يكذب في كلامه السابق عنهم ؛ فهم مُبدلون لعقيدة السلف ، مرتدون عنها إلى غيرها من البدع الكلامية . وقد وضح مقصده في نفس الكتاب الذي ينقل الأدلبي منه ! وهو " التسعينية " فقال ( 1 / 175 ) : ( وهؤلاء جعلوا هذه الألفاظ المجملة أصلاً أمروا بها ، وجعلوا ما جاء به الرسول من الآيات والأحاديث فرعًا يُعرض عنها ولا يُتكلم بها ولا فيها ، فكيف يكون تبديل الدين إلا هكذا ؟ ) . وقال ( 1 / 177 ) : ( فمن عاقب على فعل أو ترك بغير ما أمر الله ورسوله ، وشرع ذلك دينًا ، فقد جعل لله ندًا ، ولرسوله نظيرًا ، بمنزلة المشركين الذين جعلوا لله أندادًا ، وبمنزلة المرتدين الذين آمنوا بمسيلمة الكذاب .. ) . والزنديق يُطلق على أهل البدع أيضًا .
- ثم استنكر الأدلبي وصف شيخ الإسلام رحمه الله للأشاعرة أنهم " مخانيث المعتزلة " ! لأنه فهم كلام العلماء بفهم العامة ! وهي كلمة مقولة قبل شيخ الإسلام في وصفهم؛ قال شيخ الإسلام : ( ويقولون إن المعتزلة مخانيث الفلاسفة والأشعرية مخانيث المعتزلة ، وكان يحيى بن عمار يقول : المعتزلة الجهمية الذكور ، والأشعرية الجهمية الإناث ، ومرادهم الأشعرية الذين ينفون الصفات الخبرية ) ( مجموع الفتاوى : 6/359 ) . وذلك لأن مذهبهم هجين بين أهل السنة والمعتزلة ، فالتخنث هنا بمعناه اللغوي ، ومنه الخنثى المشكل الذي هو ليس بذكر ولا أنثى. ولأخي : الشيخ عايض الدوسري بحثٌ أثبت فيه أن الأشعرية سبقوا ابن تيمية في استخدام هذه الصيغة في وصف خصومهم، فلعلك تراجعه.

8- قال الأدلبي ( ص 30 .. ) : ( والذي يتتبع كلام ابن تيمية ـ رحمه الله وغفر له ـ في العقيدة يجد أن فيه خللاً في عدد من المواضع، وهذه إشارات لبعضها ) . ولننظر : هل الخلل في كلام شيخ الإسلام أو هو في فهمه – هداه الله - !
أ- أنكر الأدلبي على الشيخ قوله في " مسألة تسلسل الحوادث " . وأحيله إلى هذه الروابط ؛ لعله يفهم قول الشيخ رحمه الله ، ولا ينسب إليه افتراءاتٍ لم يقل بها . ولعله يُعيد النظر في مذهبه الأشعري عندما يرى اللوازم التي يُلزمه بها من يقول بقِدم العالم من الفلاسفة الضالين .
( قِدم العالم و تسلسل الحوادث بين شيخ الإسلام ابن تيمية والفلاسفة
مع بيان من أخطأ في المسألة من السابقين والمعاصرين ) للأستاذة /كاملة الكواري
http://www.saaid.net/book/108.zip
دعوى أن شيخ الإسلام يقول بقدم العالم !
http://saaid.net/monawein/taimiah/9.htm

ب- أنكر الأدلبي على شيخ الإسلام دفاعه عن " حديث الأوعال " .
والجواب :
1- أن شيخ الإسلام لم يأت بالحديث من كيسه ! فهو حديثٌ رواه كبار أهل الحديث من أهل السنن وغيرهم ، فإن كان ثمة إنكار فعليهم ، وفق منهج أهل الحديث في التصحيح والتضعيف ؛ كما فعل العلامة الألباني رحمه الله . وللفائدة فقد قام أخي الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله الشائع بدراسة هذا الحديث في رسالته للدكتوراة : " ما أورده الحافظ ابن الجوزي من أحاديث كتب السنن الأربع في كتابه العلل المتناهية - دراسة نقدية " ، وانتهى إلى تصحيحه .

2- الحديث يُقرر صفة " العلو " ، وهي واردة في مئات من نصوص الكتاب والسنة الصحيحة . فإن طعن الدكتور في هذا الحديث ، فماذا سيفعل بغيره ؟!

ج- أنكر الأدلبي على الشيخ إيراده للأحاديث والآثار التي فيها وصف الله بأنه " أبدى عن بعضه " ، مشككًا فيها ، متابعًا غيره في الطعن في كتاب " السنة " لعبدالله بن أحمد رحمهما الله . ثم قال : (فهل بعد هذا التناقض ـ يا ذوي الحجى ـ تناقض أظهر منه؟ ! يقولون بإثبات لفظ البعض على الله وأنه راجع إلى الذات وأنه على ظاهره !!! ثم يقولون إن إطلاق هذا على معنى لا يؤدي إلى التبعيض ليس بممتنع !!! فكيف هو [بعض] وكيف لا يؤدي إلى التبعيض؟ !!! ) .
قلت: هذا التهويل والولولة تنبئك عن تعجل الدكتور وسوء فهمه لعقيدة السلف– هداه الله – ، حيث خلط بين تبعيضه المحدَث المبتدَع ، الذي ورثه عن أهل الكلام ، والتبعيض الذي يقصده السلف ، ومنهم شيخ الإسلام، ولو نقل الدكتور جميع كلام شيخ الإسلام الذي اقتطعه للتشنيع عليه لعلم العقلاء والمنصفون هذا، ولكن!!
يقول شيخ الإسلام ( التسعينية : 2 / 389 – 399 ) : ( وأما إطلاق القول بأن الصفة بعض الموصوف أو أنها ليست غيره فقد قال ذلك طوائف من أئمة أهل الكلام وفرسانهم ، وإذا حُقق الأمر في كثير من هذه المنازعات لم يجد العاقل السليم العقل ما يخالف ضرورة العقل لغير غرض ، بل كثير من المنازعات يكون لفظيا أو اعتباريا ، فمن قال إن الأعراض بعض الجسم أو إنها ليست غيره ، ومن قال إنها غيره ، يعود النزاع بين محققيهم إلى لفظ واعتبار واختلاف اصطلاح في مسمى بعض وغير؛ كما قد أوضحنا ذلك في بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية ويسمى أيضا تخليص التلبيس من كتاب التأسيس الذي وضعه أبو عبدالله الرازي في نفي الصفات الخبرية ، وبنى نفي ذلك على أن ثبوتها يستلزم افتقار الرب تعالى إلى غيره وتركيبه من الأبعاض ، وبينا ما في ذلك من الألفاظ المشتركة المجملة ، فهذا إن كان أحد أطلق لفظ البعض على الذات وغيره من الصفات وقال إنه بعض الله ، وأُنكر ذلك عليه لأن الصفة ليست غير الموصوف مطلقا ، وإن كان الإنكار لأنه لا يقال في صفات الله لفظ البعض ، فهذا اللفظ قد نطق به أئمة الصحابة والتابعين وتابعيهم ذاكرين وآثرين – ثم أورد الآثار عن أئمة السلف وقال - ولا ريب أن لفظ البعض والجزء والغير ألفاظ مجملة ، فيها إيهام وإبهام ، فإنه قد يقال ذلك على ما يجوز أن يوجد منه شيء دون شيء ، بحيث يجوز أن يفارق بعضه بعضا وينفصل بعضه عن بعض ، أو يمكن ذلك فيه ، كما يقال : حد الغيرين ما جاز مفارقة أحدهما للآخر كصفات الأجسام المخلوقة من أجزائها وأعراضها ، فإنه يجوز أن تتفرق وتنفصل ، والله سبحانه منزه عن ذلك كله مقدس عن النقائص والآفات ، وقد يراد بذلك ما يُعلم منه شيء دون شيء ، فيكون المعلوم ليس هو غير المعلوم ، وإن كان لازما له لا يفارقه ، والتغاير بهذا المعنى ثابت لكل موجود ، فإن العبد قد يعلم وجود الحق ثم يعلم أنه قادر ثم أنه عالم ثم أنه سميع بصير ، وكذلك رؤيته تعالى كالعلم به ، فمن نفى عنه وعن صفاته التغاير والتبعيص بهذا المعنى فهو مُعطل جاحد للرب ، فإن هذا التغاير لا ينتفي إلا عن المعدوم ، وهذا قد بسطناه في كتاب بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية في الكلام على سورة الإخلاص وغير ذلك بسطا بيّنا . ومن علم ذلك زالت عنه الشبهات في هذا الباب ، فقول السلف والأئمة ما وصف الله من الله وصفاته منه وعلم الله من الله وله نحو ذلك مما استعملوا فيه لفظ من . وإن قال قائل معناها التبعيض فهو تبعيض بهذا الاعتبار ، كما يقال إنه تغاير بهذا الاعتبار ، ثم كثيرا من الناس يمتنع أو ينفي لفظ التغاير والتبعيض ونحو ذلك ، وبعض الناس لا يمتنع من لفظ التغاير ويمتنع من لفظ التبعيض ، وبعضهم لا يمتنع من اللفظين إذا فسر المعنى وأزيلت عنه الشبهة والإجمال الذي في اللفظ .. ) .
وأما تشكيك الأدلبي في كتاب " السنة " لعبدالله بن أحمد ، فهي شنشنة كوثرية ، تجد ردها في دراسة الدكتور عبدالله البراك – حفظه الله - " توثيق أسانيد كتب العقيدة الإسلامية "، وختم دراسته عن كتاب السنة بقوله : " ومن شكَّك في نسْبته، أو بدَّل اسمه إلى "الزيغ"، فلم يأتِ بحُجة علمية ليُرد عليه ".
طالع الدراسة هنا :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1194939

د- أنكر الدكتور إيراد شيخ الإسلام لحديث « أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية { فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا } قال حماد هكذا وأمسك سليمان بطرف إبهامه على أنملة أصبعه اليمنى قال فساخ الجبل " ، وهو حديث صحيح رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني ، محاولاً الطعن في حماد بن سلمة – رحمه الله - ! قلت : لا علاقة لشيخ الإسلام بإنكارك ! و يُقال هنا ماقيل في حديث الأوعال . ومثله الآثار التي فهم منها الأدلبي " التبعيض المحدَث " ! وأما طعنه في حماد ، فقد رده المعلمي في " التنكيل " على شيخه الكوثري . وهنا :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104298

هـ- قال الأدلبي ( ص 42 ) : « وإمعاناً من ابن تيمية ـ رحمه الله وغفر له ـ في تثبيت معاني الجسمية فيما يتعلق بتكليم الله تعالى لموسى عليه الصلاة والسلام ؛ فإنه يقول في موطن آخر: "وعلم بالاضطرار من دين أهل الملل والنقل بالتواتر أن الله لما كلم موسى كلَّمه من الشجرة وأنه كان يخرج منها نار محسوسة" فهل من المعلوم عند المسلمين علماً قطعياً ضرورياً أن الله تعالى لما كلم موسى كلَّمه من الشجرة وأنه كان يخرج منها نار محسوسة؟ !!! ) .
قلت: لا أدري هل نسي الدكتور في غمرة تشنيعه على شيخ الإسلام – رحمه الله – قوله تعالى : ( فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين ) (سورة القصص آية 30) ؟! ولعله يُراجع تفسيرها لعله يتروى قبل أن يعترض .

و- ثم ختم الدكتور محاولته الفاشلة في التشنيع على شيخ الإسلام بما أبان به عن جهله وعدم اطلاعه على أمهات المصادر، فقال مخطئًا شيخ الإسلام (ص43 – 44) ( قال ابن تيمية ـ رحمه الله وغفر له ـ : "وما عليه المشركون وأهل الكتاب من تعظيم بقاع للعبادة غير المساجد ـ كما كانوا في الجاهلية يعظمون حراء ونحوه من البقاع: فهو مما جاء الإسلام بمحوه وإزالته ونسخه" أقول – الأدلبي -: هل كانوا في الجاهلية يعظمون حراء ؟!!! ما هذا ؟!!! اللهم غفراً ) .
قلت: لو كلّف الدكتور نفسه وطالع كتب السيرة وهي موجودة في المكتبة الشاملة! لوجد ابن إسحاق – مثلاً- يقول: ( وحدثني وهب بن كيسان مولى آل الزبير قال : سمعت عبدالله بن الزبير وهو يقول لعبيد بن عمير بن قتادة الليثي : حدثنا يا عبيد كيف كان بدء ما ابتدىء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من النبوة حين جاءه جبريل عليه السلام ؟ قال : فقال : عبيد - وأنا حاضر يحدث عبدالله بن الزبير ومن عنده من الناس - : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في حراء من كل سنة شهرًا ، وكان ذلك مما تحنث به قريش في الجاهلية . والتحنث التبرر . قال ابن إسحاق : وقال أبو طالب :
وثور ومن أرسى ثبيرا مكانه
وراقٍ ليرقى في حراء ونازل .. ) ( سيرة ابن هشام : 1 / 235 ) .
فمن الذي يستحق التعجب – أصلحك الله وعرَّفك قدر نفسك - ، وأهديك هذا الرابط ؛ لعلك تتعظ بحال أناسٍ على مشربك حاولوا التشكيك في نقل شيخ الإسلام ؛ ففضحهم الله ، وأبان للمسلمين بغيهم وجهلهم ، وصدق شيخ الإسلام وأمانته :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24051


9- اعترض الأدلبي ( ص 46 .. ) على الشيخ في احتجاجه بكلمة ابن خويز منداد في ذم الأشاعرة ، فطعن في ابن خويز منداد ، نقلاً عن الباجي .
قلت: السبب في طعن الباجي الأشعري في ابن خويز منداد - وتابعه للأسف ابن حجر في «لسان الميزان» (5/291) - بيّنه القاضي عياض في: «ترتيب المدارك» (2/606) فقال: (وكان – أي ابن خويز منداد – يجانب الكلام جملة، وينافر أهله، حتى تعدى ذلك إلى منافرته المتكلمين من أهل السنة، وحكم على الكل بأنهم من أهل الأهواء الذين قال مالك في مناكحتهم وشهادتهم وإمامتهم وعيادتهم وجنائزهم ما قال – رحمه الله -) . وانظر «الديباج المذهب» (2/229) ، و«شجرة النور» (103) ، و«جمهرة تراجم الفقهاء المالكية» (2/1005 – 1006).
قلت: وقد طُبِعت قريبًا رسالة جامعية بعنوان «الإمام العلامة ابن خويز منداد وآراؤه الأصولية» رد فيها الباحث الدكتور ناصر قارة على من حاول الطعن فيه من الأشاعرة المناوئين له؛ لاسيما الباجي (ص72 – 75) وقال عنه: «كان عالمًا بحق، متحررًا من قيود المذهبية المتعصبة، ذا روح اجتهادية».
ومن المسائل التي ألّبت الأشاعرة عليه: رأيه في المجاز ، وأخبار الآحاد ، وغيرها (تنظر الرسالة السابقة).

10- طعن الأدلبي ( ص 47 ) فيما نُسب لأبي العباس بن سريج ، والكرجي، وأحيله إلى هذا الرابط لمعرفة خطئه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1277698

11- شكك الأدلبي ( ص 50 ) في نقد الشيرازي للأشاعرة مدعيًا أن الشيرازي أشعري ، خاتمًا بقوله: (فهذا هو أبو إسحاق الشيرازي ، أشعري محض ، وكلامه من صميم مذهب الأشاعرة ، بخلاف قول الباحث عنه ، وهذا عاقبة التسرع وعدم التحقيق والاعتماد على ما ينقله المتسرعون . فتنبه!!! ) .
قلت : تنبهنا .. فإذا مسألة أشعرية الشيرازي من عدمها ليست بهذه السهولة التي صورها الدكتور . وتنبهنا .. فوجدنا الشيخ سفر مسبوقًا بباحثين غيره أثبتوا " سلفية " الشيرازي ، وليس مجرد نقده للأشاعرة . فليس في الأمر عجلة من الشيخ كما يدعي الدكتور الأدلبي – هداه الله - . وبإمكان القارئ الرجوع إلى مقدمة الأستاذ عبدالمجيد تركي لـ " شرح اللمع " للشيرازي لمعرفة مادار حول هذه المسألة من وجهات نظر قابلة للأخذ أو الرد ، وأسماء من أثبت سلفية الشيرازي . ثم قال الأستاذ عبدالمجيد في خاتمة المبحث ( 1 / 88 ) : ( لسنا ندعي أننا في هذه العجالة سوف نحسم الخلاف في القضية ) . فتأمل ..

12- لم يُعلق الأدلبي على موقف الإسفرائيني الشافعي من الأشاعرة !

13- قال الأدلبي ( ص 51 ) عن الهروي: (والقول بأن كلاً من الشافعية والحنابلة يدعي الهروي لمذهبهم لا مستند له في الواقع ، وهذا من باب التسرع والحكم لأدنى اشتباه ) !
أقول: قال الدكتور عبد الرحمن الشبل في مقدمة تحقيقه لكتابه «ذم الكلام» (1/80): (كان يأخذ بمذهب الشافعي أحيانًا) ثم رجح أنه مجتهد.

14- زعم الأدلبي ( ص 52 ) أن عقيدة الطحاوي ليست على مذهب أهل السنة! ولم يُبين: إن لم تكن الطحاوية على منهج أهل السنة ، فهل هي على منهج الأشاعرة مثلاً ؟! بل هي من عقائد أهل السنة ، ولا يُخرجها عن هذا أخطاء يسيرة نبه عليها علماء أهل السنة. انظر على سبيل المثال: http://www.binbaz.org.sa/mat/8843
- ثم قال عن شارحها ابن أبي العز : (خرج عما يعتقد معظم علماء المذهب الحنفي ، وانتقل إلى عقيدة ابن تيمية ) !! وهذا ينبئك عن رأي الأدلبي في شيخ الإسلام ، وأنه قد أتى بعقيدة جديدة تخالف أهل السنة!!

15- قال الأدلبي ( ص 54 ) : ( ولم يذكر أصلاً واحداً من كلام بشر المريسي وتوافقه مع كلام الأشاعرة ليوضح لنا أنهم أخذوه منه !!! ).
قلت: لو رجعت إلى رد الإمام الدارمي على بشر المريسي لعلمت ( الأصول ) الكثيرة التي توافق فيها هو والأشاعرة المتأخرين؛ ومن أبرزها وضع أصول تأويل صفات الله عز وجل. فهم جميعًا «جهمية». وللفائدة : هنا رسالة مهمة تناقش هذه الأصول البدعية :
( الأصول التي بنى عليها المبتدعة مذهبهم في الصفات والرد عليها )
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=18828


16- تجاوز الأدلبي ( ص 55 ) الأدب مع إمام أهل السنة: أحمد بن حنبل - رحمه الله – ، محاولاً التهوين من تحذيره من شيخهم ابن كلاّب .

17- حاول الأدلبي التشكيك في «الاعتقاد القادري» بسبب عبارة وردت فيه: «كان ربنا وحده لا شيء معه»!! متغافلاً عن أن هذا الاعتقاد إنما كُتب لنصر مذهب أهل السنة في مقابلة أهل البدع - ومنهم الأشاعرة - الذين ظهر قرنهم، فقرَّر مذهب أهل السنة في قضايا كثيرة تخالفهم؛ كمسألة الصفات وغيرها ، وإليك عبارات منه تنسف مذهب الأشاعرة البدعي :
(لا يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به نبيه عليه السلام، وكل صفة وصف بها نفسه أو وصفه بها رسوله فهي صفة حقيقية لا مجازية) ، و(كلام الله تعالى غير مخلوق.. الخ) ، و(الإيمان قول وعمل ونية، وقول باللسان وعمل بالأركان والجوارح.. الخ).وانظر للزيادة : «الاعتقاد القادري - دراسة وتعليق» للدكتور عبد العزيز آل عبد اللطيف (مطبوع ضمن كتابه بحوث علمية محكّمة: ص 169 – 237).

( يتبع إن شاء الله )
 
---

No comments:

Post a Comment