Wednesday, June 30, 2010

مسألة عن نسبة الباري إلى العلو من جميع الجهات المخلوقة


جاء في كتاب الفتاوى المصرية لشيخ الإسلام ابن تيمية هذا الردّ السديد لشبهة من شبهات النفاة وأعتذر عن عدم ذكر اسم المحقق وذلك لأن الكتاب بعيد عني الآن وأعدكم بنقل اسمه في وقت لاحق اعترافا له بحقه وجهده رفع الله قدره :


مسألة عن نسبة الباري إلى العلو من جميع الجهات المخلوقة


مسألة


سئل عنها سيدنا وشيخنا وإمامنا الشيخ الإمام العالم العامل الناسك البارع المجتهد السالك المحقق والمدقق مفتي الفرق وناصر السنن وقامع البدع فريد عصره وواسطة عقد دهره شيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد بن تيمية الحراني –نفعنا الله بعلومه الفاخرة وأسبغ علينا نعمه باطنة وظاهرة وأثابه في الدار الآخرة- بالديار المصرية فيمن قال : إن نسبة الباري تعالى إلى العلو من جميع الجهات المخلوقة وإنه يدعى من أعلى لا من أسفل وإنه بائن من خلقه لا يتصور ذلك في الذهن إلا إذا فرضنا أن ذات الحق فلكية محيطة بالفلك إذ الفلك مستدير محيط بالخلق فهذا التصور حق أم لا ؟ وإذا لم يكن حق فما الدليل الخاصم لحجته بما يقبله العقل الصحيح أفتونا مأجورين رضي الله عنكم أجمعين ..... 1


أجاب رضي الله عنه :


الحمد لله بل هذا التصور باطل وأما بيان بطلانه فله طرق كثيرة وذلك أن هذا القائل يقول: لو كان الباري سبحانه وتعالى فوق المخلوقات وهو بائن من مخلوقاته لوجب أن يكون فلكا محيطا بالأفلاك لأن الفلك التاسع مستدير وهو محيط بسائر الأفلاك وما في جوفها والمحدد للجهات هو سطح الفلك التاسع فلو قدرنا شيئا فوقه للزم أن يكون فلكا تاسعا ...2 وهو مبني على أن الأفلاك مستديرة وهذا ثابت بالسمع والعقل وربما قال بعضهم : إن الافلاك هي تحت الارض فلو كان فوق العالم للزم أن يكون تحت هذه الأرض أبراج تحت بعض الناس فهذا حقيقة كلامه.


وأما بيان بطلانه فمن وجوه:


أحدهما : أن يقال: لا يخلو إما أن يكون الخالق تعالى مباينا للمخلوقات وإما أن يكون محايثا لها وإما لا يكون لا مباينا ولا محايثا لها.


وإن شئت قلت: إما أن يكون داخل العالم وإما أن يكون خارجه وإما لا يكون داخله ولا خارجه.


وإن شئت قلت: هو سبحانه لما خلق العالم إما أن يكون دخل فيه أو أدخله (نفسه أو لا)..3 داخل فيه ولا أدخله في نفسه.


فإن قال :إنه/ داخل العالم محايث له أي هو بحيث العالم والعالم أجسام قام بها أعراض هي الصفات فالذي هو داخل فيه محايث له إما عرض قائم بأجسامه وإما بعض أجسامه وعلى القول يكون سطح الفلك محيطا به فالقول بكون الفلك محيطا به أبعد عن العقل والدين من كونه محيطا بالفلك.


فإن قال: يمكن في العقل أن يكون داخل العالم ولا يكون جسما من أجسام العالم ولا عرضا قائم به.


قيل له: فإن كان هذا جائزا في العقل بكونه خارجا عن العالم مباينا له بكونه (عين)..4 الفلك أقرب في العقل من كونه فيه والعالم لا يحيط به وهذا بيّن واضح فإن أثبت أنه في العالم ولا يحيط به العالم كان القول بأنه خارج العالم ليس بفلك أولى في العقل.


وإن قال: إنّه فيه والعالم محيط به وذلك ممكن كان القول بأنه هو المحيط بالعالم أولى في العقل أن يكون متمكنا فتبيّن أنه على التقديرين إلى محدود لزمه في كونه خارج العالم مباينا له كان المحذور في كونه داخل العالم محايثا له أعظم وأقوى فلا يجوز إثبات الأبعد عن العقل العقل والدين بنفي الأقرب إلى العقل والدين.


وأما إن قال: إنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا مباين له ولا محايث له.


قيل: فهل يعقل موجودان قائمان بأنفسهما لا يكون أحدهما داخل الآخر ولا خارجه؟


وهل يعقل إثبات خالق للعالم ليس في العالم ولا مباينا للعالم؟


وهل يعقل أنه خلق العالم لا في نفسه ولا خارجا .. 5 عن نفسه؟


فإن قال: هذا معقول ممكن متصور قيل: فتصور موجود قائم في هذا الباب يستعمل بثلاث معان:


أحدها: أن يراد بالمباينة المخالفة التي هي ضد المماثلة وهي بهذا الاعتبار متفق عليها بين الناس إذ لا نزاع بينهم أنّ الخالق سبحانه مباين لمخلوقاته بهذا المعنى لكن هذه المباينة تثبت لصفات الموصوف القائمة بمحل واحد وهي الأعراض القائمة بالجسم كالطعم واللون والريح والحركة والسكون القائمة بالساحة مثلا فإنّ هذه الصفات تباين بعضها بعضا بهذا المعنى فإن كل واحدة من هذه الصفات تباين بعضها بعضا بهذا المعنى فإن كل واحدة من هذه الصفات التي تسمى أعراضا ليست مثل الآخر.


والمعنى الثاني: في المباينة حد المحايثة وهو أن يكون/أحد الشيئين ليس هو محايثا له سواء أكان ملاصقا له مباينا أم لم يكن كذلك فكل شيء قائم بنفسه مباين لكل شيء قائم بنفسه بهذا الاعتبار سواء ماسّه أم لم يمّاسه وهذه المباينة المذكورة في السؤال وهي التي أرادها الأئمة كعبد الله بن المبارك وغيره حيث قالوا: نعرف ربنا بأنّه فوق سمواته على عرشه بائن من خلقه وكان المتكلمة الصفاتية الذين سلك مسلكهم الأشعري كعبد الله بن سعيد بن كلاب ... 6 والحارث المحاسبي ...7 وأبي العباس القلانسي ...8 وغيرهم يثبتون هذه المباينة لاعتقادهم أن الله فوق خلقه وأنه مستو على عرشه وإنكارهم على الجهمية الذين لا يفرقون بين العرش وغيره .


وكذلك ذكر الأشعري ذلك أن أهل السنة والحديث وذكر أنه قوله وردّ على الجهمية من كتبه المعروفة كالموجز والإبانة والمقالات وغير ذلك من كتبه.


والمعنى الثالث من معاني المباينة ما يضاد الممّاسة والملاصقة وهذه المباينة المعروفة عند الناس وهي أخصّ معانيها وليس المقصود هنا ذكر هذه لا نفيا/ ولا إثباتا فإن القائم بنفسه لا يجب ان يكون مباينا لكل قائم بنفسه بهذا الاعتبار وكل مباينة (تجب) ...9 للمخلوق مع المخلوق فالخالق أحق بها سبحانه وتعالى فلما وجب أن يكون المخلوق مباينا للمخلوق بالمعنى الاول والثاني كان الخالق احق بذلك وزيادة لامتناع مماثلة المخلوق ومحايثته له فإن المماثلة والمحايثة ممتنعان عليه لامتناع مساواته لخلقه أو احتياجه إليهم والمماثلة والمحايثة توجب ذلك والله سبحانه له المثل الأعلى كما قال تعالى (للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى)[النحل:60]


فكل ما يفهم المخلوق من صفات كمال فالخالق أحق بها واكمل في (إفضائه)...10 كالعلم والقدرة والحياة والكلام ونحو ذلك وكل ما نزّه عنه شيء من المخلوقات من صفات النقص فالخالق أحق بأن ينزّه عن ذلك فإذا كان أهل الجنة لا ينامون ولا يموتون فالحي القيوم أحق بأن لا تأخذه سنة ولا نوم وهو الغني المطلق عما سواه فكل ما سواه يفتقر إليه وهو غني عن كل ما سواه وهو سبحانه مع أنه مستو على عرشه عال على خلقه فهو الذي يمسك السموات /والأرض أن تزولا وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤوده حفظهما فالعرش وحملته هو الذي يمسكهم بقوته ومشيئته بل قدجاء في الاثر أن الله لما خلق العرش وأمر الملائكة بحمله قالوا: ربنا من يطيق حمل عرشك وعليه عظمتك ؟ فقال: قولوا لا حول ولا قوة إلا بالله . فبذلك أطاقوا حمل العرش ... 11


والله سبحانه قد جعل الأعلى من المخلوقات مستغنيا عن الاسفل فالسموات فوق الارض وليست محتاجة إلى الأرض ولا مفتقرة إلى أن تحملها فالخالق العلي الأعلى كيف يفتقر إلى العرش أو حملته (فوق العرش)...12 أو إلى غيره من المخلوقات؟


فلو كان محايثا ... 13 لخلقه لكان وجوده مشروطا بوجود ذلك المحايث بل كانت ذاته مفتقرة إلى محايث سواء أكان المحايث من جنس محايثة العرض للعرض أو من جنس محايثة العرض للجسم أو من جنس ما يدعيه من يقول بمحايثة الصورة للجسم أو من جنس ما يدعيه من يقول بمحايثة الصورة الجوهرية للمادة الجوهرية وهذا هو المعقول من المحايثات ولهذا كان القائلون بحلوله في المخلوقات أو اتحاده به من الجهمية تعود مقالتهم إلى مثل هذا فآخر أمرهم يجعلونه مع المخلوقات كالمادة مع الصورة أو كالعرض مع الجسم حتى قالوا: وجوده وجود/المخلوقات ...14 إذ قالوا: إن الماهيات ثابتة بدونه كما يقوله ابن عربي ...15 صاحب الفصوص (الموافقة)... 16 للمعتزلة في قولهم: إن المعدوم شيء.


فإما أن يجعلوا الوجود صفة للانسان أو قائما بنفسه مع الأعيان وكلام ابن سبعين ...17 يرجع إلى هذا فإنه كان متفلسفا فيجعله مع المخلوق بمنزلة المادة و الصورة ومن جعله الوجود المطلق والأعيان لها التعيين فإن جعل الأعيان ماهيات ثابتة في الخارج –كما يقوله من يقوله من المتفلسفة-فقد جعلوه مشروطا بتلك الماهيات وهو معها إما كالجوهر مع الجوهر أو كالجوهر مع العرض وإن لم يجعل للأعيان ماهيات ثابتة فالمطلق لا يكون في الخارج إلا عين الشخص فافتقاره إلى الأعيان المخلوقة أعظم وأعظم بل على هذا التقدير ليس مغايرا لها البتة.


وقول التلمساني ... 18 –وهو أحذقهم- في مقالته التي هي وحدة الوجود يرجع إلى هذا.


وعلى كل وجه يفرض من وجوه المحايثات فإنه يكون مشروطا بوجود المخلوقات لا تتحقق ذاته بدون المخلوقات


وما كان كذلك لم يكن خالقا للمخلوقات بل ولا يجوز أن يكون علة لها فضلا عن أن يكون خالقا لها لأن العلة متقدمة/ بالذات على المعلول والمشروط بالشيء لا يكون متقدما عليه إذ وجود المشروط المستلزم لشرطه قبل شرطه الملازم للإيجاب فيمتنع أن يكون علة بل ولا يكون واجب الوجود بنفسه لأن نفسه لا تستغني في وجودها بل لابد تحققها من ذلك الشرط اللازم لها المقرون بها فيكون وجودها مفتقر إلى وجود ذلك الشرط ولأن محايثة القائم بنفسه محال.


وما يذكره المتفلسفة من محايثة الصورة فللمادة هو بناء منهم على أن تصور الأجسام مواد هي جواهر قائمة بنفسها وهذا باطل لا حقيقة له ... 19


وكذلك من قال: إن الجواهر الموجودة ماهيات قائمة بنفسها وهذا باطل لا حقيقة له ... 20


وكذلك من قال: إن الجواهر الموجودة ماهيات قائمة بأنفسها غير الموجود المعروف(فقوله باطل بما يذكرونه من الماهيات الثابتة المعاني للوجود المحسوس ومن المواد القائمة بنفسها المغايرة للجسم المحسوس فهي موجودات في أذهان لا حقيقة لها في الخارج)...21 سواء قالوا باستغناء المواد عن الصور واستغناء الماهيات عن وجودها كما يذكر عن أفلاطين ... 22 وشيعته أو قالوا بافتقار المادة إلى الصورة والماهيات/ إلى الوجود كما يقوله أرسطوا ... 23 وشيعته وقد بسطنا هذا في غير هذا الموضع فلم يبق إلا محايثة العرض للجسم ومحايثة الصفة للموصوف وهذا ممتنع لوجهين:


أحدهما أن الموجودات القائمة بأنفسها لا تحايثها الأعراض والعرض مفتقر إليها محتاج إليها والعرض يمتنع أن يكون هذا الفاعل المبدع العلة لمحاله أو غير محاله وهذا معلوم ببديهة العقل وضرورته (وأدلته)...24 كثيرة فإن الأعراض ذواتها مفتقر ...25 إلى ذوات محالها فلا تكون واجبة الوجود بدون محالها ([فالواجب مستغن[عن]الممكن دون العكس [وإلا] لم يكن واجبا لها) ...26 [و] امتنع أن يكون مبدعة لها فاعلة لها أو محل لها.


الوجه الثاني: أن كلا من المتحايثين يمتنع وجوده دون محايث فإن العرض لا يوجد دون الجسم والشكل أيضا يمتنع خلوه من جميع الأعراض فإنه لا بد له من شكل ولابد أن يكون متحركا أو ساكنا ومن ظن جواز خلو الأجسام عن الأعراض ...27.


وإذا كان كذلك فكل محايث لمخلوق يمتنع وجوده بدون وجود المخلوق ويكون مشروطا بوجود المخلوق ومفتقرا في وجوده إلى وجود المخلوق فيمتنع حينئذ أن يكون هذا المبدع/ الفاعل له لوجوب تقدم مع امتناع تقدم المحايث فيجب أن (يكونا) ...28 مفعولين لفاعل ثالث فيكون الخالق مخلوقا والواجب ممكنا أو يكون كل منهما واجب الوجود بنفسه فيمتنع جعل أحدهما خالقا والآخر مخلوقا فلا يكون من العالم شيء مخلوق ولا محدث ولا ممكن وهذا خلاف الحسّ فإنا نشهد الحدوث والعدم معتقبان على ما شاء الله من العالم وما وجد بعد عدمه وعدم بعد وجود يمتنع أن يكون واجبا بغيره مطلقا فضلا عن أن يكون واجبا بنفسه ومن تدبر هذه المعاني وما يشبهها تبين له أن كل من جعله محايثا للمخلوقات امتنع أن يكون عنده خالقا لها أو مبدعا أو علة أو أن يكون غنيا عنها بل يجب على قوله أن يكون مفتقرا إليها بافتقاره إليه ...29 كما يصرح بذلك صاحب الفصوص ...30 وأمثاله من القائلين بوحدة الوجود ومن المعلوم أن ذلك ينافي وجوبه بنفسه وإمكان غيره وقد علم بالضرورة أن الوجود فيه من موجود واجب مستغن بنفسه ومن موجود مفتقر إلى غيره بل فيه موجود حادث بعد أن لم يكن والحادث لا يحدث نفسه/ ولا يحدث بلا محدث بل لابد للحادث من محدث فهذا هذا.


الطريق الثاني في الجواب عن السؤال المذكور أن يقال: المخلوق (يكون)... 31 فوق المخلوق ولا يكون فلكا محيطا به والأفلاك يجوز أن تكون فوقها شيء آخر غير الأفلاك ويكون فلكا محيطا بها مع كونه أكبر منها تارة وأصغر منها أخرى فكيف يجب في الخالق إذا كان فوقها أن يكون فلكا مستديرا وذلك أن الشمس والقمر والكواكب التي هي في الفلك الرابع أو الثامن أو نحو ذلك هي فوق ما تحتها من الأفلاك فالشمس التي هي في الفلك الرابع تحقيقا أو تقديرا لا ريب أنها فوق بقية الأفلاك وهي فوق الأرض ولا تزال فوق الأرض وهي قدر الأرض أكثر من مائة وستين مرة ومع هذا فليست فلكا محيطا بالأرض والقمر فوق الأرض ويقال: إن الأرض بقدره أربعين مرة ومع هذا فليس هو فلكا مستديرا والكواكب الثابتة منها ما يقال (إنه أكبر مائة)... 32 مرة ومنها ما هو دون ذلك والكواكب الموجودة ستة أقدار يقال إن أصغرها بقدر الأرض ثماني عشر مرة وهذا الكلام على نمط من تكلم باستدارة الأفلاك فإن ذلك لما كان من علم /الحساب كان هذا من توابعه فلهذا ذكرناه وإن كان استدارة الأفلاك قد يعلم بالسمع وهذا لا يعلم بالسمع فلا ريب أنه ممكن وليس في السمع ما يدفعه ولنا عنه غنية فنقول: كل كوكب مرئي في السماء هو فوق الأرض مطلقا مع العلم أنه ليس فلكا محيطا بها سواء أقدرنا أنه أكبر من الأرض أو أصغر منها وهذا لأن العالي على الشيء الذي هو فوقه لا يجب أن يكون مسامتا لجميع أجزائه بحيث لا تزيد عليه ولا ينقص عنه بل هو فوقه وعليه سواء كان أكبر منه كالسماء على الأرض ... 33


.............................. .............................. .............................. ....


الهامش:


1- ذكر الرازي شبهة مثل هذه وقد فصل ابن تيمية الردّ عليه من عدة وجوه في درء تعارض العقل والنقل(6/326-340)وهو تفصيل مهم لهذه المسألة.


2- لعل الصواب: عاشرا


3- في الأصل: نفسا ولا


4- هكذا في الأصل ولعل الصواب:غير.


5- في الأصل: خارج.


6- صحّ الأثر بذلك عن عبد الله بن المبارك أخرجه الدارمي في نقضه على المريسي برقم (33 و 130) وعبد الله بن أحمد في السنة(22 و 216 و598) وابن بطة في الابانة – الرد على الجهمية – (3/155 – 157) وابن قدامة في إثبات صفة العلو (99 و 100) وهو الثابت عن السلف رضي الله عنهم كما تراه في إثبات صفة العلو لابن قدامة حيث ذكره عن الصحابة والتابعين والأئمة.


7- هو عبد الله بن سعيد بن كلاّب القطان البصري رأس المتكلمين بالبصرة في زمنه وكان يلقب كلابا لأنه كان يجر الخصم إلى نفسه ببيانه وبلاغته قيل توفي سنة (241 ه) له ترجمة في سير أعلام النبلاء (11/174) وفي طبقات الشافعية للسبكي (2/299) وترجمت له هدى الشلالي في رسالتها (آراء الكلابية العقدية) ترجمة جيدة من (ص49 – 59).


8- هو الحارث بن أسد البغدادي المحاسبي مشهور بالزهد وهو من أبرز شخصيات الكلابية (ت 243 ه) له ترجمة في تاريخ بغداد (8/211) وسير أعلام النبلاء (12/110) وطبقات الشافعية للسبكي (2/275).


9- أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن القلانسي لا تكاد تجد له ترجمة مستقلة في المصادر المتقدمة ينسب إلى الكلابية عاش في القرن الثالث الهجري له ترجمة في آراء الكلابية العقدية (ص73-78).


10- في الاصل: يجب.


11- هكذا في الأصل ولعل الصواب. اتصافه بها.


12- أخرجه ابن جرير في تفسيره (12/216) برقم (34792) في تفسير قوله تعالى: (ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية) قال حدثني يونس [بن عبد الأعلى] قال: أخبرنا ابن وهب[عبد الله بن وهب القرشي] قال: قال ابن زيد[عبد الرحمن بن زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب] في قوله تعالى: (ويحمل عرش ربّك فوقهم يومئذ ثمانية) قال: ثمانية أملاك وقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ....وهذا سند ضعيف فيه انقطاع عبد الرحمن بن زيد من أتباع التابعين وهو ضعيف كما في التقريب (3865)


13- هكذا في الأصل ولعل الصواب حذفها.


14- أي: ممتزجا بهم انظر ما تقدم عن المعنى الثاني للمباينة ص 101


15- كتب أمام هذه الكلمة في الحاشية: مطلب كلام الصوفية.


16- هو محمد بن علي بن محمد الطائي الحاتمي المرسي بن العربي (ت638 ه) من أئمة الزندقة وأهل وحدة الوجود قال الذهبي في ترجمته في السير: ( ... وسكن الروم مدة وكان ذكيا كثير العلم كتب الإنشاء لبعض الأمراء بالمغرب ثمّ تزّهد وتفرّد و توحّد وسافر وتجرّد وأتهم وأنجد وعمل الخلوات وعلّق شيئا كثيرا في تصوف أهل الوحدة ومن أردأ تواليفه كتاب الفصوص فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر نسأل الله العفو والنجاة ... ) وله ترجمة في لسان الميزان (5/311) وذكر الدكتور صلاح الدين المنجد في مقدمة كتاب (الدرّ الثمين في مناقب الشيخ محي الدين) كثيرا من مظان ترجمته وأضاف إليها محققا سير أعلام النبلاء (23/48) .


17- لعل الصواب: الموافق.


18- هو عبد الحق بن ابراهيم بن محمد بن سبعين بن نصر بن فتح بن سبعين العتكي الغافقي المرسي المربوطي (ت 669 ه) من أئمة الزندقة وأهل وحدة الوجود وفلاسفة الصوفية له ترجمة في لسان الميزان (3/395) وشذؤات الذهب (5/329) ونفح الطيب (2/395).


19- هو سليمان بن علي بن عبد الله بن علي بن يس الكوفي التلمساني (ت 690 ه) أحد زنادقة الصوفية القائلين بوحدة الوجود له ترجمة في شذرات الذهب (1/306) وفي النجوم الزاهرة (8/29).


20- وجه بطلان هذا القول أن تصور الأجسام موادا هي جواهر قائمة بنفسها لا يكون إلا في الاذهان ولا يمكن وجودها في الخارج المحسوس


21- ما بين () فيها صعوبة في قراءتها لطمس أو سوء تصوير وهذه أقرب قراءة لها.


22- هو المشهور باسم أفلاطون بن أرستون ولد في اثينا عام (428 ق.م) ويقال إن الإسم الأصلي لأفلاطون هو: أرستوقلس ثم أطلق عليه اسم (فلاطن)


Platon


وذلك بسبب سعة جبهته ويعتبر (سقراط) أشهر أساتذة أفلاطون ويعتبر (أرسطو) أشهر تلاميذه توفي أفلاطون سنة (348/347 ق.م).. موسوعة الفلسفة للدكتور عبد الرحمن بدوي (1/154-157).


23- أرسطوطاليس بن نيقوماخوس ولد عام (384 ق.م) بمدينة اسطاغيرا في اليونان ويعتبر أسطو أعظم فيلسوف حتى لقب بالمعلم الأول وصاحب المنطق توفي عام (322 ق.م) .موسوعة الفلاسفة (1/98-99).


24- في الأصل: وأدائه وهي تشبه كلمة (وأدلته) في الرسم.


25- لعلها: مفتقرة.


26- ما بين () كتب في الهامش بخط غير واضح وهذه أقرب قراءة لها


27- يظهر أن هنا سقط ولعل بقية الجملة: فهو المخطئ


28- في الأصل: يكون


29- في الأصل: إليها


30- ومن ذلك شعره المشهور:


الرب حق والعبد حق ... يا ليت شعري من المكلف


إن قلت عبد فذاك رب ... أو قلت رب أنّى يكلّف


وفي موضوع آخر قال: (فذاك ميت) بدلا من (فذاك رب)


انظر مجموع الفتاوى(2/242) وكذلك (2/111 115 117) و (14/12)


31- في الأصل: إن يكون.


32- في الأصل: هو إنه أكثر من مائة.


33- بعد هذا النص يوجد نص طويل ليس متسق مع هذه الرسالة وبعد التأمل وجدته هو بقية الفتوى عن مسألة المعية والنزول السابقة فنقلتها إلى مكانها والحمد لله
 
 
نقلا عن كتاب ( المجموعة العلية من كتب ورسائل وفتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية ) (المجموعة الأولى) جمع وتحقيق الدكتور : هشام بن إسماعيل بن علي الصيني جامعة أم القرى - قسم العقيدة من منشورات دار ابن الجوزي الطبعة الأولى محرّم 1422 هجري
---

No comments:

Post a Comment