Tuesday, June 29, 2010

بعض الالزامات حول صفة الكلام لله عز وجل عند الأشاعرة

 بعض الالزامات حول صفة الكلام لله عز وجل عند الأشاعرة
أحمد الشمري
 
ومن اراد الاستزاده يرجع الى كتب الأشاعرة ، وكذلك كتب أهل السنة التي تصدت لهم ، مثلا كتاب موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من الأشاعرة للعلامة الدكتور المحمود حفظه الله ج3 من ص1254 إلى ص1307. فمن خلال هذا المصدر تجد العزو الى كثير من المصادر او ترجع الى كتاب التسعينية لابن تيمية رحمه الله،


قال الاشاعرة :
"إن كلام الله معنى واحد قديم، قائم بذات الله أزلا وأبدا، هو الأمر بكر ما أمر الله به، والنهي عن كل ما نهى الله عنه، والخبر عن كل ما أخبر الله عنه، إن عبر عنه بالعربية كان قرآنا، وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة، وإن عبر عنه بالسريانية كان إنجيلا، والأمر والنهي والخبر عندهم ليست أنواعا ينقسم الكلام إليها، وإنما هي صفات إضافية، كما يوصف الشخص الواحد بأنه ابن لزيد، وعم لعمرو، وخال لبكر. ويقولون إن الله لا يتكلم بمشيئته وقدرته، وكلامه بغير حرف وصوت. وهذا قول ابن كلاب والأشعري ومن اتبعهم. ثم هؤلاء افترقوا:
أ‌- فمنهم من قال: إنه معنى واحد في الأزل، وإنه في الأزل أمر ونهي وخبر. وهذا قول الأشعري.
ب‌- ومنهم من قال: هو عدة معان: الأمر والنهي والخبر والاستخبار. وهذا قول ابن كلاب.
ت‌- ومنهم من قال: بل يصير أمراً ونهيا عند وجود المأمور والنهي. وهو قول بعضهم.
وأتفق هؤلا على ان موسى سمع كلام الله بلا واسطة.
وأختلفوا هل سمع كلام الله أم فهم كلام الله ، وهذا خلاف لفظي لاينبني عليه خلاف جوهري.

والالزام (الاول):
هنا نسوقه على لسان أحد أئمة السلف وهو الإمام السجزي رحمه الله
وشرح الالزام هو: هل موسى عليه السلام -سمع –فهم- كل كلام الله أم بعضه.
قال الإمام السجزي (فإذا قال إن الله أفهم موسى كلامه، لم يخل أمر من أن يكون قد أفهمه كلامه مطلقاً فصار موسى عليه السلام عالماً بكلام الله حتى لم يبق له كلام من الأزل إلى الأبد إلا وقد فهمه، وفي ذلك اشتراك مع الله في علم الغيب، وذلك كفر بالاتفاق))
وأن قالوا أفهمه ما شاء من كلامه، رجعوا إلى التبعيض الذي يكفرون به مخالفيهم،
وهذه المقدمة لا يؤمنون بها، والتي هي إن كلام الله بالمشيئة).اهـ.
أقول رحم الله الإمام السجزي ، ولعلي أصيغ الإلزام من وجه اخر،
أقول: أن قلتم وصل كلام الله إليه يعني موسى الكل فقد شارك الباري في علمه على الكمال. وأن قلتم أسمعه البعض أو وصل إليه البعض فقد خالفتوا أصولكم، وهو أن كلام الله لا يتبعض ولا يتعدد عندكم))!

الإلزام الثاني:
(انتم تؤمنون بأن الله فضل موسى بالتكليم على غيره ممن أوحي إليهم ، كما فرق تعالى بين التكليم والوحي ، وهذا يدل على أن الكلام ليس معنى واحد لأنه حينئذ لا يكون هناك فرق بين التكليم الذي خص به موسى والوحي العام الذي يكون لغيره).

الإلزام الثالث:
(لو كان ما في المصحف عبارة عن كلام الله وليس هو كلام الله، لماذا يحرم على الجنب والمحدث مسه، ولو كان ما يقرؤه القارئ ليس كلام الله لما حرم على الجنب قراءة القرآن !).

الالزام الرابع :
اذا ما ترجمنا التوراة إلى العربية هل تكون قرآن أم لا؟ اذا قلتم لا أبطلتوا أصلكم وأن قلتم نعم كفرتوا أنفسكم، والعكس صحيح لو ترجمنا القرآن إلى العبرية هل يكون توراة!؟، وان رفضتوا التسليم بالالزام وقلتوا لايلزمنا ،نسألكم لماذا وكيف بينوا لنا؟.

أقول قال إمام الأشاعرة الرازي (أما المعنى الذي يقول أصحابنا فهو غير مجمع عليه، بل لم يقل به احد الا أصحابنا). محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين للرازي ص 174. وغاية المرام للآمدي ص 88 _29.

ويأتي المزيد بمشيئة الله.
30/3/1431.

---

No comments:

Post a Comment