إلى نفاة العلو: هل العالم الذي نحن نعيش فيه موجود في مكان ام ليس في مكان ؟
هذا السؤال مفحم لكل حبشي و أشعري ينكر العلو .......لأنه لا يخلو جوابه من احدى ثلاث
1- ان يقول ان العالم في مكان و حينئذ يكون قد قال بتسلسل الأمكنة فالمكان مخلوق و يجب ان يكون في مكان و المكان الثاني في مكان و هكذا الى ما لا نهاية .......وهم لا يقولون بتسلسل الأمكنة بل يقولون ان قولهم لا داخل العالم و لا خارجه هروب من تسلسل الأمكنة والأزمنة
2- و اذا قالوا العالم ليس في مكان ....نقول لهم احسنتم اذا ما فوق العالم ليس مكانا محصورا و بالتالي فالله فوق العالم و لا اشكال
3- و اذا قالوا لا نجزم ان العالم في مكان او ليس في مكان او لا نقول بشيء او رفضوا الجواب نقول لهم اذا كنتم لا تجزمون بان محيط العالم مكان او ليس مكان فكيف جزمتم بان ما فوق العالم مكان محصور و كذبتم بدلالة 500 دليل في الكتاب و السنة كلها تدل على ان الله فوق العالم ؟؟
و قد اعترف امام الماتريدية و الأشاعرة السعد التفتازاني في شرح المقاصد بان الكتاب السماوية دلت على اثبات العلو ...
و من المعروف لاهل السنة طبعا ان لفظ المكان لفظ مجمل لا يطلق على الله نفيا و لا اثباتا فان ارادوا بالمكان الشيء الوجودي المحصور فهو منتف عن الله و ان ارادوا بالمكان الشيء العدمي غير المحصور او ما فوق العالم فهذا معنى حق و غير منتف عن الله ....لكن الصواب ان لا يقال ان الله في مكان او ليس في مكان بل نقول انه تعالى فوق المخلوقات كلها وهو محيط بكل شيء بكيفية لا نعلمها
أبو عمر الأثري
ملحق :
قال التفتازاني في شرح المقاصد:
فإن قيل: إذا كان الدين الحق نفي الجهة والحيّز، فما بال الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك من غير أن يقع في موضع واحد منها تصريح بنفي ذلك، كما كرّرت الدلالة على وجود الصانع ووحدته وعلمه وقدرته وحقيقة المعاد وحشر الأجساد في عدة مواضع، وأكّد غاية التأكيد مع أن هذا أيضاً حقيق بغاية التأكيد والتحقيق، كما تقرّر في فطرة العقلاء مع اختلاف الأديان والآراء من التوجه إلى العلو عند الدعاء ومدّ الأيدي إلى السماء؟
أجيب: بأنه لما كان التنزيه عن الجهة مما تقصر عنه عقول العامة، حتى تكاد تجزم بنفي ما ليس في جهة، كان الأنسب في خطابهم والأقرب إلى صلاحهم، والأليق إلى دعوتهم الحق، ما يكون ظاهراً في التشبيه، وكون الصانع في أشرف الجهات مع تنبيهات دقيقة على التنزيه المطلق عما هو من سمة الحدوث. اهـ.
هذا السؤال مفحم لكل حبشي و أشعري ينكر العلو .......لأنه لا يخلو جوابه من احدى ثلاث
1- ان يقول ان العالم في مكان و حينئذ يكون قد قال بتسلسل الأمكنة فالمكان مخلوق و يجب ان يكون في مكان و المكان الثاني في مكان و هكذا الى ما لا نهاية .......وهم لا يقولون بتسلسل الأمكنة بل يقولون ان قولهم لا داخل العالم و لا خارجه هروب من تسلسل الأمكنة والأزمنة
2- و اذا قالوا العالم ليس في مكان ....نقول لهم احسنتم اذا ما فوق العالم ليس مكانا محصورا و بالتالي فالله فوق العالم و لا اشكال
3- و اذا قالوا لا نجزم ان العالم في مكان او ليس في مكان او لا نقول بشيء او رفضوا الجواب نقول لهم اذا كنتم لا تجزمون بان محيط العالم مكان او ليس مكان فكيف جزمتم بان ما فوق العالم مكان محصور و كذبتم بدلالة 500 دليل في الكتاب و السنة كلها تدل على ان الله فوق العالم ؟؟
و قد اعترف امام الماتريدية و الأشاعرة السعد التفتازاني في شرح المقاصد بان الكتاب السماوية دلت على اثبات العلو ...
و من المعروف لاهل السنة طبعا ان لفظ المكان لفظ مجمل لا يطلق على الله نفيا و لا اثباتا فان ارادوا بالمكان الشيء الوجودي المحصور فهو منتف عن الله و ان ارادوا بالمكان الشيء العدمي غير المحصور او ما فوق العالم فهذا معنى حق و غير منتف عن الله ....لكن الصواب ان لا يقال ان الله في مكان او ليس في مكان بل نقول انه تعالى فوق المخلوقات كلها وهو محيط بكل شيء بكيفية لا نعلمها
أبو عمر الأثري
ملحق :
قال التفتازاني في شرح المقاصد:
فإن قيل: إذا كان الدين الحق نفي الجهة والحيّز، فما بال الكتب السماوية والأحاديث النبوية مشعرة في مواضع لا تحصى بثبوت ذلك من غير أن يقع في موضع واحد منها تصريح بنفي ذلك، كما كرّرت الدلالة على وجود الصانع ووحدته وعلمه وقدرته وحقيقة المعاد وحشر الأجساد في عدة مواضع، وأكّد غاية التأكيد مع أن هذا أيضاً حقيق بغاية التأكيد والتحقيق، كما تقرّر في فطرة العقلاء مع اختلاف الأديان والآراء من التوجه إلى العلو عند الدعاء ومدّ الأيدي إلى السماء؟
أجيب: بأنه لما كان التنزيه عن الجهة مما تقصر عنه عقول العامة، حتى تكاد تجزم بنفي ما ليس في جهة، كان الأنسب في خطابهم والأقرب إلى صلاحهم، والأليق إلى دعوتهم الحق، ما يكون ظاهراً في التشبيه، وكون الصانع في أشرف الجهات مع تنبيهات دقيقة على التنزيه المطلق عما هو من سمة الحدوث. اهـ.
---
No comments:
Post a Comment