بسم الله الرحمن الرحيم.
شبَهٌ حَول نُزُول الله إِلى السمآء الدُنْيا وتَفْنِدِها
للكاتب : أبو عبيدة فهادحديث النزول:
عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (نزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، يقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ) " رواه البخاري (1145)، ومسلم (758)".
عن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : (نزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، يقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له ) " رواه البخاري (1145)، ومسلم (758)".
الشبهة :
يتفلسف البعض عندما يسمع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عن نزوله -تبارك وتعالى- بعد مضي ثلث الليل أنه قال: كيف يعقل ذلك في زماننا مع علم الجميع بأن الدول العالمية تختلف بينها الساعات والأوقات من ليل ونهار كما هو مشاهد! من المعلوم أن الليل يدور على الكرة الأرضية ، والله – عز وجل – ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فمقتضى ذلك أن يكون كل الليل في السماء الدنيا ؟
الرد وبالله نستعين
فإن هذا الحديث من صفات الله تعالى الفعلية، والواجب علينا نحو صفات الله تعالى سواء أكانت ذاتية كالوجه واليدين، أم معنوية كالحياة والعلم، أم فعلية كالاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا فالواجب علينا نحوها ما يلي:
1. الإيمان بها على ما جاءت به النصوص من المعاني والحقائق اللائقة بالله تعالى.
2. الكف عن محاولة تكييفها تصوراً في الذهن، أو تعبيراً في النطق، لأن ذلك من القول على الله تعالى بلا علم. وقد حرمه الله تعالى في قوله: ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) " الأعراف : 33" . وفي قوله تعالى: ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً) "الإسراء : 36". ولأن الله تعالى أعظم وأجل من أن يدرك المخلوق كنه صفاته وكيفيتها، ولأن الشيء لا يمكن إدراكه إلا بمشاهدته، أو مشاهدة نظيره، أو الخبر الصادق عنه، وكل ذلك منتف بالنسبة لكيفية صفات الله تعالى.
3. الكف عن تمثيلها بصفات المخلوقين سواء كان ذلك تصوراً في الذهن، أم تعبيراً في النطق لقوله تعالى: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ). " الشورى : 11"
يتفلسف البعض عندما يسمع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عن نزوله -تبارك وتعالى- بعد مضي ثلث الليل أنه قال: كيف يعقل ذلك في زماننا مع علم الجميع بأن الدول العالمية تختلف بينها الساعات والأوقات من ليل ونهار كما هو مشاهد! من المعلوم أن الليل يدور على الكرة الأرضية ، والله – عز وجل – ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فمقتضى ذلك أن يكون كل الليل في السماء الدنيا ؟
الرد وبالله نستعين
فإن هذا الحديث من صفات الله تعالى الفعلية، والواجب علينا نحو صفات الله تعالى سواء أكانت ذاتية كالوجه واليدين، أم معنوية كالحياة والعلم، أم فعلية كالاستواء على العرش والنزول إلى السماء الدنيا فالواجب علينا نحوها ما يلي:
1. الإيمان بها على ما جاءت به النصوص من المعاني والحقائق اللائقة بالله تعالى.
2. الكف عن محاولة تكييفها تصوراً في الذهن، أو تعبيراً في النطق، لأن ذلك من القول على الله تعالى بلا علم. وقد حرمه الله تعالى في قوله: ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) " الأعراف : 33" . وفي قوله تعالى: ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً) "الإسراء : 36". ولأن الله تعالى أعظم وأجل من أن يدرك المخلوق كنه صفاته وكيفيتها، ولأن الشيء لا يمكن إدراكه إلا بمشاهدته، أو مشاهدة نظيره، أو الخبر الصادق عنه، وكل ذلك منتف بالنسبة لكيفية صفات الله تعالى.
3. الكف عن تمثيلها بصفات المخلوقين سواء كان ذلك تصوراً في الذهن، أم تعبيراً في النطق لقوله تعالى: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ). " الشورى : 11"
فإذا علمت هذا الواجب نحو صفات تعالى، لم يبق إشكال في حديث النزول ولا غيره من صفات الله تعالى وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أمته أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر مخاطباً بذلك جميع أمته في مشارق الأرض ومغاربها، وخبره هذا من علم الغيب الذي أظهره الله تعالى عليه، والذي أظهره عليه وهو الله تعالى عالم بتغير الزمن على الأرض وأن ثلث الليل عند قوم يكون نصف النهار عند آخرين مثلاً.
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب الأمة جميعاً بهذا الحديث الذي خصص فيه نزول الله تبارك وتعالى، بثلث الليل الآخر فإنه يكون عاماً لجميع الأمة، فمن كانوا في الثلث الآخر من الليل تحقق عندهم النزول الإلهي، وقلنا لهم : هذا وقت نزول الله تعالى بالنسبة إليكم ومن لم يكونوا في هذا الوقت فليس ثم نزول الله تعالى بالنسبة إليهم، والنبي صلى الله عليه وسلم حدد نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا بوقت خاص، فمتى كان ذلك الوقت كان النزول، ومتى انتهى انتهى النزول، وليس في ذلك أي إشكال. وهذا وإن كان الذهن قد لا يتصوره بالنسبة إلى نزول المخلوق لكن نزول الله تعالى ليس كنزول خلقه حتى يقاس به ويجعل ما كان مستحيلاً بالنسبة إلى المخلوق مستحيلاً بالنسبة إلى الخالق فمثلاً إذا طلع الفجر بالنسبة إلينا وابتدأ ثلث الليل بالنسبة إلى من كانوا غرباً قلنا : إن وقت النزول الإلهي بالنسبة إلينا قد انتهى. وبالنسبة إلى أولئك قد ابتدأ، وهذا في غاية الإمكان بالنسبة إلى صفات الله تعالى، فإن الله تعالى: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) إلا إذا كنت تعتقد نفي القدرة عن الله وهذا منزلق خطير.قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شرح حديث النزول: " فالنزول الإلهي لكل قوم مقدار ثلث ليلهم، فيختلف مقداره بمقادير الليل في الشمال والجنوب، كما اختلف في المشرق والمغرب، وأيضاً فإنه إذا كان ثلث الليل عند قوم فبعده بلحظة ثلث الليل عند ما يقاربهم من البلاد، فيحصل النزول الإلهي الذي أخبر به الصادق المصدوق أيضاً عند أولئك، إذا بقي ثلث ليلهم وهكذا إلى آخر العمارة" أ. هـ كلامه رحمه الله.
و يجب علينا أن نقول كما قال ربنا -عز وجل-: (ليس كمثله شيء) "الشورى: 11"وقال: (ولم يكن له كفواً أحد)" الإخلاص: 4"، وقال تعالى: (فلا تضربوا لله الأمثال)"النحل: 74" وغيرها من النصوص الدالة على نفي مماثلة الله لخلقه، والواجب على المؤمن التصديق والقبول بما أخبر الله به عن نفسه أو أخبر عنه نبيه – صلى الله عليه وسلم- وأنه حق على حقيقته، والحذر من أربعة أمور:
الأول: التمثيل: بأن يعتقد مماثلاً لله تعالى في ذاته أو صفاته أو أفعاله وقد بينا ذلك في ماسبق .
الثاني: التكييف: ولق تطرقنا إليه في الواجبات فلا مانع من ذكره في المحذورات وهو بأن يعمل ذهنه القاصر في تصور كيفية صفات الله، ومحاولة تعيينها وقد قال الإمام مالك – رحمه الله – لمن سأله عن كيفية الاستواء (الاستواء معلوم – أي معلوم المعنى في لغة العرب وهو العلو – والكيف مجهول – أي أن عقولنا لا يمكن أن تتعقل كيفية صفات الله، وإن كانت تتعقل معناها من حيث اللغة – والإيمان به واجب – لأن الله أخبر به ورسوله عليه السلام – والسؤال عنه بدعة – لأن الصحابة – رضي الله عنهم - لم يكونوا يسألون عن الكيفيات، وهذا السؤال الذي يلقيه بعض المتفلسفة من هذا القبيل فنقول: (النزول معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة).
الثالث: التعطيل: بأن ينفي دلالة النصوص، ولا يعتقد شيئاً، بل يقتصر على الإيمان بالألفاظ دون ما تضمنته من المعاني، كما يفعل أهل التجهيل الذين يسمون أنفسهم (أهل التفويض ).
الرابع: التحريف: بأن يصرف النصوص عن معانيها المرادة لله تعالى، التي دلت عليها لغة القرآن إلى معان يقترحها هو، ويزعم أنها مرادة لله – عز وجل - دون دليل، كمن يؤل نزول الله تعالى إلى نزول أمره أورحمته، فهذا تحريف باطل من وجوه:
أ- أنه قول على الله بغير علم، في مقام خطير، قال تعالى: (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) "الأعراف: 33".
وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخاطب الأمة جميعاً بهذا الحديث الذي خصص فيه نزول الله تبارك وتعالى، بثلث الليل الآخر فإنه يكون عاماً لجميع الأمة، فمن كانوا في الثلث الآخر من الليل تحقق عندهم النزول الإلهي، وقلنا لهم : هذا وقت نزول الله تعالى بالنسبة إليكم ومن لم يكونوا في هذا الوقت فليس ثم نزول الله تعالى بالنسبة إليهم، والنبي صلى الله عليه وسلم حدد نزول الله تعالى إلى السماء الدنيا بوقت خاص، فمتى كان ذلك الوقت كان النزول، ومتى انتهى انتهى النزول، وليس في ذلك أي إشكال. وهذا وإن كان الذهن قد لا يتصوره بالنسبة إلى نزول المخلوق لكن نزول الله تعالى ليس كنزول خلقه حتى يقاس به ويجعل ما كان مستحيلاً بالنسبة إلى المخلوق مستحيلاً بالنسبة إلى الخالق فمثلاً إذا طلع الفجر بالنسبة إلينا وابتدأ ثلث الليل بالنسبة إلى من كانوا غرباً قلنا : إن وقت النزول الإلهي بالنسبة إلينا قد انتهى. وبالنسبة إلى أولئك قد ابتدأ، وهذا في غاية الإمكان بالنسبة إلى صفات الله تعالى، فإن الله تعالى: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) إلا إذا كنت تعتقد نفي القدرة عن الله وهذا منزلق خطير.قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في شرح حديث النزول: " فالنزول الإلهي لكل قوم مقدار ثلث ليلهم، فيختلف مقداره بمقادير الليل في الشمال والجنوب، كما اختلف في المشرق والمغرب، وأيضاً فإنه إذا كان ثلث الليل عند قوم فبعده بلحظة ثلث الليل عند ما يقاربهم من البلاد، فيحصل النزول الإلهي الذي أخبر به الصادق المصدوق أيضاً عند أولئك، إذا بقي ثلث ليلهم وهكذا إلى آخر العمارة" أ. هـ كلامه رحمه الله.
و يجب علينا أن نقول كما قال ربنا -عز وجل-: (ليس كمثله شيء) "الشورى: 11"وقال: (ولم يكن له كفواً أحد)" الإخلاص: 4"، وقال تعالى: (فلا تضربوا لله الأمثال)"النحل: 74" وغيرها من النصوص الدالة على نفي مماثلة الله لخلقه، والواجب على المؤمن التصديق والقبول بما أخبر الله به عن نفسه أو أخبر عنه نبيه – صلى الله عليه وسلم- وأنه حق على حقيقته، والحذر من أربعة أمور:
الأول: التمثيل: بأن يعتقد مماثلاً لله تعالى في ذاته أو صفاته أو أفعاله وقد بينا ذلك في ماسبق .
الثاني: التكييف: ولق تطرقنا إليه في الواجبات فلا مانع من ذكره في المحذورات وهو بأن يعمل ذهنه القاصر في تصور كيفية صفات الله، ومحاولة تعيينها وقد قال الإمام مالك – رحمه الله – لمن سأله عن كيفية الاستواء (الاستواء معلوم – أي معلوم المعنى في لغة العرب وهو العلو – والكيف مجهول – أي أن عقولنا لا يمكن أن تتعقل كيفية صفات الله، وإن كانت تتعقل معناها من حيث اللغة – والإيمان به واجب – لأن الله أخبر به ورسوله عليه السلام – والسؤال عنه بدعة – لأن الصحابة – رضي الله عنهم - لم يكونوا يسألون عن الكيفيات، وهذا السؤال الذي يلقيه بعض المتفلسفة من هذا القبيل فنقول: (النزول معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة).
الثالث: التعطيل: بأن ينفي دلالة النصوص، ولا يعتقد شيئاً، بل يقتصر على الإيمان بالألفاظ دون ما تضمنته من المعاني، كما يفعل أهل التجهيل الذين يسمون أنفسهم (أهل التفويض ).
الرابع: التحريف: بأن يصرف النصوص عن معانيها المرادة لله تعالى، التي دلت عليها لغة القرآن إلى معان يقترحها هو، ويزعم أنها مرادة لله – عز وجل - دون دليل، كمن يؤل نزول الله تعالى إلى نزول أمره أورحمته، فهذا تحريف باطل من وجوه:
أ- أنه قول على الله بغير علم، في مقام خطير، قال تعالى: (وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) "الأعراف: 33".
ب- أنه تنقص لنبيه صلى الله عليه وسلم واتهام ضمني له بعدم البيان والتلبيس، على الأمة وقد كان يسعه أن يقول – وحاشاه – ينـزل أمر ربنا. ونحو ذلك.
ج- أن هذا التحريف يقتضي أن في الكلام حذفاً، والأصل عدم الحذف.
د- أن نزول أمره أو رحمته –سبحانه- لا يختص بالثلث الأخير من الليل، بل هما ينـزلان كل وقت.
هـ- أنه أخبر أن منتهى هذا النـزول السماء الدنيا، فأي فائدة من نزول الرحمة مثلاً إلى السماء الدنيا فقط.
و- دل الحديث أن الذي ينزل يقول: (من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) "رواه البخاري 1145، ومسلم 758"
ج- أن هذا التحريف يقتضي أن في الكلام حذفاً، والأصل عدم الحذف.
د- أن نزول أمره أو رحمته –سبحانه- لا يختص بالثلث الأخير من الليل، بل هما ينـزلان كل وقت.
هـ- أنه أخبر أن منتهى هذا النـزول السماء الدنيا، فأي فائدة من نزول الرحمة مثلاً إلى السماء الدنيا فقط.
و- دل الحديث أن الذي ينزل يقول: (من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له ) "رواه البخاري 1145، ومسلم 758"
من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه- وهذا لا يكون إلا من الله –سبحانه-.
فالفهم الصحيح لهذا الحديث ولغيره من الآيات والأحاديث الصحيحة المتعلقة بصفات الباري – عز وجل – الإيمان بها وقبولها وإجراؤها على ظاهرها اللائق بالله تعالى ، المبني على لسان العرب، والحذر من ردها وتحريفها فراراً مما يسبق إلى ذهن بعض السامعين من لوثة التشبيه، بل نقول كما قال ربنا: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) "الشورى: 11"
فالفهم الصحيح لهذا الحديث ولغيره من الآيات والأحاديث الصحيحة المتعلقة بصفات الباري – عز وجل – الإيمان بها وقبولها وإجراؤها على ظاهرها اللائق بالله تعالى ، المبني على لسان العرب، والحذر من ردها وتحريفها فراراً مما يسبق إلى ذهن بعض السامعين من لوثة التشبيه، بل نقول كما قال ربنا: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) "الشورى: 11"
فنثبت لله تعالى إثباتاً بلا تمثيل، وننزه الله تنـزيهاً بلا تعطيل. والله أعلم.
-----تفضلوا بزيارة قناة القرون الاولى المفضلة FirstGenerations
No comments:
Post a Comment