ورطة الأشعرية في تعليل "رؤية" رب البرية..
عندما أراد أبو الحسن الأشعري -رحمه الله-أن يجعل رؤية الله أمرا معقولا، رغم نفيه للجهة و المقابلة- وهو ما يعتبره خصومه المعتزلة من باب المحال-قال إن المصحح للرؤية هو "الوجود"..!هذا الجواب عند التحقيق هومجرد هروب إلى الأمام كما يقال..فمثله كمثل من يطلبه وحش خلفه فيضطر إلى ضربه بكل ما تصل إليه يده من عشب وورق أو غير ذلك مما لا يدفع صائلا...!
غير أن أتباعه لا سيما من تأخر بهم الزمان ، جعلوا جواب إمامهم - الذي اضطر إليه اضطرارا-...ضابطا عاما يفصل بين ما يمكن أن يوجد وما لا يمكن..فتجدهم في الشروح والحواشي يقولون هذا موجود لأنه يرى أو هو قابل للرؤية ..!
وشنع عليهم خصومهم أي تشنيع:
الصوت يرى على مذهب الأشاعرة...والرائحة ترى على مذهبهم...وعين الأشعري يمكن أن تدرك الحلاوة كما تدرك السواد...وأعمى الصين يمكن أن يرى نملة تدب في طليلطة في الليل البهيم..
كل هذا ممكن...لأنها كلها موجودة..افترض ما شئت من الموجودات فهي مرئية بالضرورة.
ولست أدري هل إلزامهم تلك الرؤية أشنع أم إلزامهم رؤية المعقولات...كرؤية العدالة و الحرية و السعادة..فيصبح عالم المعقولات عالما من الألوان الزاهية تشع فيه الافكار والمفاهيم لأن علماء البصريات-المعاصرين- يرون الرؤية مرتبطة بما يشع عن الأجسام وبما تمتصه من الأشعة..فيكون مصير الأشعرية إلى القول بحسية الأفكار مع اعتبارها عقلية أي مفارقة للحس..وهذا تناقض فاحش...لكن يبدو أن الرؤية عندهم ميتافزيقية وهذا أغرب من الكشف الصوفي!!
لن نعرج عن التفصيل العلمي لفزياء البصريات بل نريد أن نبقى مع الأشاعرة لنسائلهم في مجال الميتافزيقا...
كيف سووا بين مقولة الوجود ومقولة الإدراك!
لأن ما قالوه عن مسألة "الرؤية" يجب أن يطرد وإلا وجب عليهم أن ينفضوا أيديهم من العقليات..
فلا مفر لهم من التلازم بين المقولتين:
هم يرون الوجود مصححا للرؤية..فيكون التلازم من قبيل العلة والمعلول وليس من قبيل الشرط والمشروط:
فلو كان الوجود شرطا للرؤية لحصل وجود بدون رؤية كما يحصل الوضوء من غير صلاة..وهذا يفوت حجة الأشعري..لأن لخصومه أن يقولوا" الله موجود ولا يرى" لأن الوجود شرط للرؤية والشرط قد يقترن بالمشروط وقد يتخلف وهنا تخلف ..فلا بد للأشعري أن يقول بل الوجود علة للرؤية ..
قال في المواقف:
"................المسلك الثاني هو العقل
والعمدة مسلك الوجود وهو طريقة الشيخ والقاضي وأكثر أئمتنا
وتحريره أنا نرى الأعراض كالألوان والأضواء وغيرها وهذا ظاهر .
ونرى الجوهر لأنا نرى الطول والعرض ..
فقد ثبت أن صحة الرؤية مشتركة بين الجوهر والعرض
وهذه الصحة لها علة لتحققها عند الوجود وانتفائها عند العدم
ولولا تحقق أمر حال الوجود غير متحقق حال العدم لكان ذلك ترجيحا بلا مرجح
وهذه العلة لا بد أن تكون مشتركة بين الجوهر والعرض
وإلا لزم تعليل الأمر الواحد بالعلل المختلفة
وهو غير جائز ................." انتهى كلامه من الشاملة.
فالله موجود إذن فهو مرئي.. هذا هو تعليلهم للرؤية ..وما هو مرئي- واقعا أو إمكانا- موجود..وما لا يقبل الرؤية معدوم..!!
لقد سبق الأشاعرة القس الإرلندي "باركلي" الذي أصل مبدأه المعروف: "وجود الشيء رهين بإدراكه"...وجل الفلاسفة عرف عنهم التبرؤ من هذا المبدأ الخطير- مع الاعتراف بأنه لا يمكن دحضه مثل أخواته من شبهات السفسطائين التي بقيت عبر التاريخ من غير دحض، ولكن أعرضوا عنها مخافة الخراب-فمبدأ باركلي يفضي رغم كل شيء إلى مذهب الذات الواحدة..وإنكار العالم الخارجي أن يكون مستقلا في الوجود ..بل هو أحاسيسي وتمثلاتي أي إدراكاتي فقط...
هذا المذهب على سخافته متوسط بالمقارنة مع التطرف الأشعري..فإذا كان باركلي يتكلم عن الإدراك فهو يعممه على سائر الحواس..أما الأشاعرة فقد أرجعوا كل موجود إلى حاسة واحدة ..
فعند باركلي يكفيه أن يقال :هذا الصوت مسموع-يسمعه باركلي- إذن فهو موجود ..
أما الأشاعرة فلا يكفيهم ذلك بل يقولون:هذا صوت مسموع وهو موجود بشرط أن يكون مرئيا أو قابلا للرؤية..فيكون الصوت المسموع الموجود مرئيا بالضرورة..
مذهب باركلي سفسطة بسيطة، ومذهب الأشاعرة سفسطة مركبة!!
بل إن الكوجيتو المشهور عن ديكارت انتقد عليه فقد قيل إن استنباط أنه موجود من كونه يفكر ليس له مسوغ منطقي..مع العلم أن فعل التفكير أعم من فعل الرؤية عند الأشعري..
قال في المواقف بعد الكلام السابق:
".............واعلم أن هذا يوجب أن يصح رؤية كل موجود كالأصوات والروائح والملموسات والطعوم ..
والشيخ يلتزمه ويقول لا يلزم من صحة الرؤية تحقق الرؤية له
وإنما لا نرى لجريان العادة من الله بذلك .. ولا يمتنع أن يخلق فينا رؤيتها
والخصم يشدد عليه النكير .. وما هو إلا استبعاد
والحقائق لا تؤخذ من العادات...."
وهو تعليل بارد بلاشك...يستروح فيه الاشعري إلى مجرد الإمكان العقلي..وقوله "ولا يمتنع أن يخلق فينا رؤيتها " يرد بقول مثله...فلمن يفترض وقوع المحال –مثلا -أن يحتج على طريقة الاشعري أنه لا يمتنع أن يخلق الله فينا عقولا غير هذه بمقاييس غير المقاييس ...
إن التذرع بإمكان فعل الله تذرع للجميع وليس للأشعري خاصة!!
قد تقول وما الذي أوقع الأشاعرة في هذه الورطة؟
نقول:منهجهم في القطعيات والظنيات أرداهم!
كان من المتعين على الأشعري أن ينهي الجدال مع المعتزلة في مسألة" الرؤية"عند حدود النص ..لكنه أبى إلا أن يقحم فيها العقل باعتبار العقل صاحب قطعيات وليست النصوص كذلك...فانفصل عن تشنيع ووقع في تشنيعات..ورثّها أتباعه إلى اليوم!!
هذا....فلتقارن بين منهج هؤلاء ومنهج السلف ..
المسألة حسمت عندهم –رضي الله عنهم- في دقيقة:
السائل-ما الدليل على رؤية الرحمن؟
المجيب: 521 - حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ قَالَ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ قَالَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ عَنْ قَيْسٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً يَعْنِي الْبَدْرَ فَقَالَ إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لَا تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا ثُمَّ قَرَأَ{ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ }...
-البخاري-
فانظر إلى نصاعة الدين ووضوحه..وانظر إلى سيد البلغاء صلى الله عليه وسلم...كيف استثمر مشهدا طبيعيا كوسيلة للإيضاح ليقرر لهم عقيدة عظيمة في الله واضحة كوضوح القمر في ليلة البادية،ثم انظر كيف صرفهم بلطف بعد أن تقررت العقيدة بوضوح إلى العمل الذي هو المقصود…” فَإِنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تُغْلَبُوا عَلَى صَلَاةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا"
والله إن العين لتدمع والقلب ليحزن على هذا المشهد العقدي الصافي .. الذي عكره المتكلمون علينا فالله حسيبهم!!
تعليق : أبو الحسن الشامي
إثراء للفكرة التي طرحتها أخي الفاضل أبو عبدالمعز، تفضل ردّ الشيخ صلاح الإدلبي على الشيخ سفر حين ذكر تجويز الأشاعرة رؤية الأعمى في المشرق للبقعة في الأندلس. قال الإدلبي:
نقل الباحث عن الأشاعرة قولهم بجواز أن يرى الأعمى وهو بالمشرق البقة وهي بالأندلس، ولم يذكر المصدر كما هي عادته.
إذا كان الأشاعرة قد قالوا ذلك فينبغي أن نتأمل المسألة وننظر فيها: فهذه قضية، والعقل يحكم بالوجوب أو الجواز أو الاستحالة، ولاشك في أن حكمه فيها هو الجواز، أي إنها ليست واجبة عقلاً، وهذا بدهي، وليست مستحيلة عقلاً، إذ العقل يتصور وقوعها دون أن يلزم من ذلك مناقضة لإحدى القضايا العقلية اليقينية، فهي جائزة الوقوع عقلاً، ولكن يحكم العقل الإنساني إذا لم يسبق له أن علم وجود ذلك في الواقع بأن هذا مستحيل عادة، وشتان بين أن تقول هذا مستحيل عقلاً أو مستحيل عادة، ولكن المتسرعين لا يفقهون.
لو وصفت لإنسان جهاز الهاتف أو الهاتف الجوال قبل أن يكون قد عرفه أو سمع به فما الذي يمكن أن يقول؟؟ إذا كان من أهل العلم كأن يكون أشعرياً مثلاً فإنه يقول هذا جائز عقلاً مستحيل عادة، وإذا كان من المتسرعين فإنه يقول هذا مستحيل والعقل لا يصدق بذلك، ثم إذا عرف الجهاز وتحقق من فوائد استخدامه تبين له أنه لا يفهم الأحكام العقلية.
ورؤية رجل أعمى وهو بالمشرق لبقة أو فراشة تطير في الأندلس جائز عقلاً، فقد يكشف الله تعالى له عنها ويريه إياها، والله تعالى قادر على أن يخلق فيه إبصاراً فيراها، وكل ما يمكن أن تتعلق به القدرة الإلهية فهو جائز غير مستحيل، لأن القدرة الإلهية تتعلق بالممكنات لا بالمستحيلات. إ.هـ.
تأملوا هذه التعليلات الباردة السمجة !!!
__________________نقل الباحث عن الأشاعرة قولهم بجواز أن يرى الأعمى وهو بالمشرق البقة وهي بالأندلس، ولم يذكر المصدر كما هي عادته.
إذا كان الأشاعرة قد قالوا ذلك فينبغي أن نتأمل المسألة وننظر فيها: فهذه قضية، والعقل يحكم بالوجوب أو الجواز أو الاستحالة، ولاشك في أن حكمه فيها هو الجواز، أي إنها ليست واجبة عقلاً، وهذا بدهي، وليست مستحيلة عقلاً، إذ العقل يتصور وقوعها دون أن يلزم من ذلك مناقضة لإحدى القضايا العقلية اليقينية، فهي جائزة الوقوع عقلاً، ولكن يحكم العقل الإنساني إذا لم يسبق له أن علم وجود ذلك في الواقع بأن هذا مستحيل عادة، وشتان بين أن تقول هذا مستحيل عقلاً أو مستحيل عادة، ولكن المتسرعين لا يفقهون.
لو وصفت لإنسان جهاز الهاتف أو الهاتف الجوال قبل أن يكون قد عرفه أو سمع به فما الذي يمكن أن يقول؟؟ إذا كان من أهل العلم كأن يكون أشعرياً مثلاً فإنه يقول هذا جائز عقلاً مستحيل عادة، وإذا كان من المتسرعين فإنه يقول هذا مستحيل والعقل لا يصدق بذلك، ثم إذا عرف الجهاز وتحقق من فوائد استخدامه تبين له أنه لا يفهم الأحكام العقلية.
ورؤية رجل أعمى وهو بالمشرق لبقة أو فراشة تطير في الأندلس جائز عقلاً، فقد يكشف الله تعالى له عنها ويريه إياها، والله تعالى قادر على أن يخلق فيه إبصاراً فيراها، وكل ما يمكن أن تتعلق به القدرة الإلهية فهو جائز غير مستحيل، لأن القدرة الإلهية تتعلق بالممكنات لا بالمستحيلات. إ.هـ.
تأملوا هذه التعليلات الباردة السمجة !!!
تعليق : أبي عبد المعز
هذا المدافع عن الأشعرية لا يعرف مذهب أئمته جيدا..وقد أضحكني قوله
"ولم يذكر المصدر كما هي عادته" فكأنه يعتقد أن رؤية البقة في الأندلس قول أصيل للاشاعرة..أو أن أئمته كانوا يصرحون في الخاصة والعامة أن من مذهبهم رؤية البقة في الأندلس مع كون الرائي في بغداد...ماذا سيقول عنهم العامة!
بل الأمر إلزام من الخصوم ..وهو إلزام صحيح لأنهم يرون المصحح للرؤية هو الوجود..فالبقة الصغيرة موجودة فهي ترى من أي مسافة وتحت أي ظرف...والأشاعرة لما ذكروا هذا ذكروه للرد عليه.. فمتى كانت الإلزامات العقلية توثق أيها الناس ويبحث لها عن مصادر!!!
أما اختباؤه خلف الإمكان العقلي فذكرني بقول جرير:
كأن الفرزدق إذ يعوذ بخاله ... مثل الذليل يعود تحت القرمل
والرد عليه في كلام شيخ الإسلام من مصنفه الفريد درء التعارض..إذ يفرق بين الإمكان في المنهج القرآني والإمكان في المنهج الكلامي...وهو كلام نفيس يعض عليه بالنواجذ موجه لمن لم يك ذا فم مر مريض كما قال أبو مالك العوضي....
قال الشيخ:
"ومثال ذلك أنه سبحانه لما أخبر بالمعاد ـ والعلم به تابع للعلم بإمكانه فإن الممتنع لا يجوز أن يكون ـ بين سبحانه إمكانه أتم بيان ولم يسلك في ذلك ما يسلكه طوائف من أهل الكلام حيث يثبتون الإمكان الخارجي بمجرد الإمكان الذهني فيقولون : هذا ممكن لأنه لو قدر وجوده لم يلزم من تقدير وجوده محال فإن الشأن في هذه المقدمة فمن أين يعلم أنه لا يلزم من تقدير وجوده محال ؟ فإن هذه قضية كلية سالبة فلا بد من العلم بعموم هذا النفي
وما يحتج به بعضهم على أن هذا ممكن بأنا لا نعلم امتناعه كما نعلم امتناع الأمور الظاهر امتناعها مثل كون الجسم متحركا ساكنا فهذا كاحتجاج بعضهم على أنها ليست بديهية بأن غيرها من البديهيات أجلى منها وهذه حجة ضعيفة لأن البديهي هو ما إذا تصور طرفاه جزم العقل به والمتصوران قد يكونان خفيين فالقضايا تتفاوت في الجلاء والخفاء لتفاوت تصورها كما تتفاوت لتفاوت الأذهان وذلك لا يقدح في كونها ضرورية ولا يوجب أن ما لم يظهر امتناعه يكون ممكنا بل قول هؤلاء أضعف لأن الشيء قد يكون ممتنعا لأمور خفية لازمة له فما لم يعلم انتفاء تلك اللوازم أو عدم لزومها لا يمكن الجزم بإمكانه والمحال هنا أعلم من المحال لذاته أو لغيره والإمكان الذهني حقيقته عدم العلم بالامتناع وعدم العلم بالامتناع لا يستلزم العلم بالإمكان الخارجي بل يبقى الشيء في الذهن غير معلوم الامتناع ولا معلوم الإمكان الخارجي وهذا هو الإمكان الذهني فإن الله سبحانه وتعالي لم يكتف في بيان إمكان المعاد بهذا إذ يمكن أن يكون الشيء ممتنعا ولو لغيره ن وإن لم يعلم الذهن امتناعه بخلاف الإمكان الخارجي فإنه إذا علم بطل أن يكون ممتنعا
والإنسان يعلم الإمكان الخارجي : تارة بعلمه بوجود الشيء وتارة بعلمه بوجود نظيره وتارة تعلمه بوجود ما الشيء أولي بالوجود منه فإن وجود الشيء دليل على أن ما هو دونه أولي بالإمكان منه ثم إنه إذا تبين كون الشيء ممكنا فلا بد من بيان قدرة الرب عليه وإلا فمجرد العلم بإمكانه لا يكفي في إمكان وقوعه إن لم يعلم قدرة الرب على ذلك فبين سبحانه هذا كله بمثل قوله { أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض قادر على أن يخلق مثلهم وجعل لهم أجلا لا ريب فيه فأبى الظالمون إلا كفورا } الإسراء : [ 99 ] وقوله : { أوليس الذي خلق السماوات والأرض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى وهو الخلاق العليم } يس : [ 81 ] قوله { أولم يروا أن الله الذي خلق السماوات والأرض ولم يعي بخلقهن بقادر على أن يحيي الموتى بلى إنه على كل شيء قدير } الأحقاف : [ 33 ] وقوله : { لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس } غافر : [ 57 ] فإنه من المعلوم ببداهة العقول أن خلق السماوات والأرض أعظم من خلق أمثال بني آدم والقدرة عليه أبلغ وأن هذا الأيسر أولى بالإمكان والقدرة من ذلك..."
تعليق: فيصل
بارك الله بك على مواضيعك الرائعة استمر بارك الله فيك
بالنسبة لمسألة رؤية أعمى الصين بقة الأندلس! فقد صرح به بعض أئمتهم فهذا العلامة العصام-بحسب وصفهم- في شرحه لشرح العقائد النسفية ص94 ط الأزهرية يقول:
((قوله"والجواب منع هذا الاشتراط" إما مطلقاً بناء على أن الأشاعرة جوزوا رؤية ما لا يكون مقابلاً ولا في حكمه من المرئي في المرئي بل جوزوا رؤية أعمى الصين بقة الأندلس))انتهى
وأيضاً الجرجاني في شرحه على المواقف8/155 يقول:
(("إما مطلقاً كما مر"من أن الأشاعرة جوزوا رؤية ما لا يكون مقابلاً ولا في حكمه بل جوزوا رؤية أعمى الصين بقة أندلس)) انتهى وهذا الشرح مشهور متداول فهذا يبين قلة إطلاع الشيخ الإدلبي هداه الله.
وكذا صنع الكرماني في شرحه على البخاري -نقلاً عن الشيخ الخضير- صفحة (106) من الجزء الرابع والعشرين حيث يقول: "يجوز أن يرى أعمى الصين بقة الأندلس ولا يرى ما حولها". وغيرهم.
وقد بين تهافت كلامهم هذا الشيخ الخميس في كتابه حوار مع أشعري ص104 وبين أن هذه الرؤية للأعمى ليست رؤية حقيقية معروفة عند الناس وذكر أن الأعمى لا بصر له أصلاً والمطلوب رؤية بصرية حقيقية وقد بين أن القوم اعترفوا بأن هذه الرؤية قلبية ونوعاً من العلم بالقلب ونقل هذا عنهم.
وأضيف أن من آفاتهم أنهم نفاة للأسباب فلا فرق عندهم في وجود العين وسلامتها وقوة نظرها أو وجود "تمرة" مكانها! بل العين وجودها كعدمها لكن المسألة مسألة "عادة" الخلق عندها! ولاحول ولا قوة إلا بالله.
المصدر: من هنا
No comments:
Post a Comment